محادثات لأكثر من 7 ساعات.. تصعيد حزب الله لم يعرقل مفاوضات غزة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
قال مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن التصعيد بين حزب الله اللبناني وإسرائيل "لم يعرقل" مفاوضات الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار، وأن المفاوضين أجروا محادثات تفصيلية، الأحد، خلال أحدث جولة بالقاهرة.
وأعلن حزب الله، المصنف إرهابيا في الولايات المتحدة ودول أخرى، الأحد، شن هجوم تخلله إطلاق عدد كبير من المسيرات و"أكثر من 320 صاروخ" كاتيوشا على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، في إطار رده على مقتل القائد العسكري في صفوفه فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية في 30 يوليو الماضي.
وجاء ذلك، بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات على جنوبي لبنان، لمنع "هجوم كبير" من الحزب المدعوم من طهران.
وجاء في المقال الذي كتبه مساعد التحرير في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد أغناطيوس، أن التبادل المكثف لإطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل، "لم يؤد إلى اندلاع حرب إقليمية كبرى، كما لم يعرقل المحادثات" التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف أن المسؤولين الأميركيين "يعتقدون أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، كان يأمل بأن يؤدي هجوم حزب الله إلى تغيير ديناميكيات الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في القطاع، وتوفير شروط أفضل له خلال المفاوضات".
لكن على العكس من ذلك، وفق أغناطيوس، فإن "الضغوط تتزايد على السنوار للمضي قدما في اتفاق يريده العديد من قادة الحركة، والذي يضمن إطلاق سراح ألف سجين فلسطيني أو أكثر، بعضهم محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة".
وفشلت جولات من المفاوضات على مدى أشهر، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، أو إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، والذي أشعل فتيل الحرب.
وجرت خلال هذا الأسبوع، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات جرت في الدوحة دون تحقيق نتائج.
الرهائن مقابل سجناءوأوضحت "واشنطن بوست"، أن الوسطاء في القاهرة "واصلوا إحراز تقدم في المفاوضات"، ويحاولون الآن "التفاوض على أسماء ما أكثر من ألف سجين فلسطيني، سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة"، مشيرة إلى أن "الصفقة لم تكتمل بعد، لكن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأخيرة".
وكشف كاتب المقال أن الوسطاء من قطر ومصر "أمضوا أكثر من 7 ساعات في مناقشة تفاصيل الاتفاق مع ممثلي حماس في القاهرة، فقرة تلو الأخرى"، قائلا إن هذه العملية "ستستمر يوم الإثنين".
وتابع: "بالإضافة إلى تأكيد أسماء الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم بعد وقف إطلاق النار، أعد المفاوضون اتفاقا تفصيليا للتبادل، يوضح عدد السجناء الذين يمكن الإفراج عنهم مقابل كل رهينة".
قضايا عالقةومع ذلك، أشار أغناطيوس إلى قضايا ما زالت محل تفاوض بين الوسطاء، تتعلق بتواجد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين مصر وقطاع غزة، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "وافق على تسوية تقضي بتقليل أعداد القوة الإسرائيلية مقارنة بما طلب في البداية، لكن هذه التفاصيل لم يتم الاتفاق عليها بالكامل بعد".
واعتبر المقال أن مفاوضات الهدنة في غزة "قد تكتسب زخما أكبر يوم الإثنين، مع زيارة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى طهران، للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".
وأشار إلى أن "المسؤول القطري سيطلع بزشكيان على المحادثات. وقد يساعد الرد الإيراني على هذه الزيارة، إلى تسريع المحادثات أو إضافة عقبة جديدة".
ومساء الأحد، عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة، بعد ساعات معدودة من وصوله إليها، للمشاركة في جولة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما أفاد مراسل "الحرة".
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في المحادثات التي جرت في القاهرة، إذ لم توافق حماس ولا إسرائيل على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء.
وقالت حماس، الأحد، وفق ما نقلت رويترز، إنها ترفض الشروط الإسرائيلية الجديدة في محادثات الهدنة.
وأبلغ القيادي في حماس، أسامة حمدان، قناة الأقصى التلفزيونية التي تديرها الحركة، أن حماس ملتزمة باقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي طُرح في الثاني من يوليو الماضي وترفض الشروط الإسرائيلية الجديدة لوقف إطلاق النار.
وقال حمدان إن الحديث عن اتفاق وشيك غير صحيح.
وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر، على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
وقال مصدر مصري لرويترز إن الوسطاء "طرحوا عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية" في محور فيلادلفيا وممر نتساريم، الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا بأي منها.
واندلعت الحرب في غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40405 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار فی القاهرة حزب الله أکثر من وفق ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
اتهامات متبادلة بين كييف وموسكو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار وسط تصعيد الهجمات
شنت القوات الروسية هجمات ليلية مكثفة باستخدام الطائرات المسيرة على مناطق أوكرانية متعددة، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين، بينهم أطفال، وفقا لتصريحات مسؤولين محليين اليوم الأربعاء.
وأعلن حاكم منطقة زابوريجيا الجنوبية الشرقية عبر "تليغرام" مقتل رجل يبلغ من العمر (45 عاما) وإصابة شخصين آخرين (44 و39 عاما) إثر سقوط طائرة مسيّرة على سيارات مدنية متوقفة قرب منزل سكني.
أما في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، أفاد رئيس البلدية بإصابة 8 مدنيين، بينهم رضيع عمره 9 أشهر وطفل في السابعة، خلال هجوم وصفه بـ"الواسع النطاق".
ومن جانبه، أكد أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، أن القوات الروسية تستهدف البنية التحتية والسكان المدنيين بشكل متكرر، مشيرا إلى أن الهجوم الأخير يأتي ضمن سلسلة تصعيدية من الضربات على المدينة.
الرد الأوكرانيوأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 41 طائرة مسيرة من أصل 74 أطلقتها روسيا ليلا، بينما فشلت 20 أخرى في الوصول إلى أهدافها بسبب التشويش الإلكتروني. ولم تُحدد مصير الـ13 المتبقية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن دفاعاتها الجوية أسقطت 93 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مناطق كورسك وروستوف وبيلغورود، واصفة الهجمات بأنها "رد على استفزازات كييف".
إعلانوتأتي الهجمات ضمن سياق اتهامات متبادلة بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الجزئي الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية في فبراير/شباط الماضي، والذي يركز على حماية منشآت الطاقة والبحر الأسود.
واتهمت أوكرانيا روسيا بـ"استهداف المدنيين عمدا" ودعت واشنطن إلى تشديد العقوبات على موسكو، في حين نفت روسيا هذه الاتهامات، مؤكدة أن عملياتها تستهدف "أهدافا عسكرية حصرا".
زيارة مرتقبةوفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لوكالة "رويترز" عن زيارة مرتقبة لكيريل دميترييف، المبعوث الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي الدولي، إلى واشنطن هذا الأسبوع لبحث سبل إنهاء الصراع مع المسؤولين الأميركيين.
ومن المقرر أن يلتقي دميترييف مع المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف، في محاولة لإحياء الحوار بين البلدين.
وعلق دميترييف على هذه الزيارة المرتقبة عبر منصة "إكس" قائلا: "ربما هناك مقاومة حقيقية للحوار بين الولايات المتحدة وروسيا مدفوعة بمصالح متجذرة وروايات قديمة، ولكن ماذا لو كان تحسين العلاقات هو بالضبط ما يحتاجه العالم لتحقيق أمن وسلام عالميين دائمين؟".
ويأتي هذا التطور الدبلوماسي في وقت أعلن فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن عقد اجتماع مع قادة عسكريين غربيين يوم الجمعة المقبل لبحث إمكانية نشر قوات دولية في أوكرانيا كجزء من "ضمانات أمنية جديدة".
وتصر روسيا على شروطها لإنهاء الحرب، والتي تتضمن حياد أوكرانيا وعدم انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما تؤكد كييف على حقها في تقرير مصيرها واختيار تحالفاتها.