أعلنت شركة جوجل دراسة استبدال بعض من الموظفين العاملين لديها ضمن فريق المبيعات والتسويق بالذكاء الاصطناعي وذلك بنهاية العام الماضي، بل وفي بداية عام 2023 بدأت الشركة العالمية بالفعل الاعتماد على الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بصورة أكبر في التسويق، ما أثار القلق بشأن مستقبل سوق العمل والوظائف أمام التهديد القادم والجديد؛ ألا وهو الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي خطر يحذر منه مشاهير مجتمع الأعمال

وسبق ذلك تحذيرات لمشاهير رواد الأعمال أمثال «بيل جيتس» و«ريتشارد برانسون» من تأثير الذكاء الاصطناعي والبطالة التكنولوجية على مستقبل الوظائف في ظل ظهور تقنيات جديدة تحل محل العمال.

مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الوظائف

هذا ما أكّده محمد عزام خبير تكنولوجيا المعلومات، قائلًا إنَّ الذكاء الاصطناعي أصبح بالفعل يمثل تهديدًا حقيقيًا ويعيد تشكيل حياتنا في كل المجالات والاتجاهات؛ خاصة سوق العمل فمستقبلا قد يختفي 60% من الوظاف التقليدية الحالية مقابل ظهور وظائف جديدة ومستحدثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتكنولوجيا والرقمنة بشكل أكبر.

الذكاء الاصطناعي وعالم ما بعد الرقمنة

وتابع «عزام» في تصريحاته لـ«الوطن» أنَّه في عالم ما بعد الرقمنة، فإن الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف في شركات التكنولوجيا العالمية نفسها، والذكاء الاصطناعي يسهم في اختفاء أو ظهور وظائف وأي عمل يعتمد على الروتين يهدده الذكاء الاصطناعي طالما قابل للميكنة ليندثر في صالح الوظائف الرقمية، وسوق العمل بالدول النامية الأكثر تأثرًا.

الذكاء الاصطناعي سيسهم في الإحلال محل البشر ببعض الوظائف التقليدية

فيما يرى الخبير والاستشاري التقني المهندس رامي الدماطي، أنه مقابل اختفاء وظائف أشخاص بفعل الذكاء الاصطناعي سيوجِد لهم في الوقت نفسه وظائف جديدة وربما تحل التقنيات الحديثة محل البشر في بعض الوظائف التقليدية مستقبلا ورأينا تطبيقات مثل «Editor» و«Script Writer» يمكن مع التطوير المستمر ان تساهم في اختفاء المحتوى التقليدي، ولكن لأنه لا يزال الذكاء الاصطناعي «آلة» فإذا تم توجيهه بصورة خاطئة أو لم يتم التحكم به قد يمثل خطر على مستقبل البشرية، وبالتالي علينا تحديد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والعمل ضمن هذا النطاق كي لا يتحكم في مستقبلنا ويساء استعماله من البعض.

التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يخلقان وظائف جديدة

فيما استند تقرير «آفاق اجتماعية» الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إلى نواحي تاريخية لسوق العمل موضحا دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خلق وظائف جديدة لتتجه التغييرات في التوظيف إلى «إيجابية» على المدى الطويل، فالطفرة التكنولوجية، لا سيما الذكاء الاصطناعي، تعمل على توسيع نطاق المهام التي يمكن أن تؤديها الآلات بسرعة وفي الوقت نفسه تخلق التكنولوجيا وظائف جديدة.

الذكاء الاصطناعي يدعم النمو والوظائف الجديدة وسوق العمل

ولفت التقرير إلى الوجه الحسن للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ليدعما الاقتصاد والنمو بشكل كبير، من زيادة الإنتاجية وخفض أسعار السلع والخدمات والتأثير الإيجابي على التوظيف وسوق العمل من خلال تطبيقات حديثة تيسر البحث عن فرص عمل أو العمل عن بعد وهذه التطبيقات وسعت السوق وعملت على خلق طلبات إضافية وإتاحة مزيد من الوظائف؛ أكثر حتى من التي تدمرت بسبب التطور التقني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي حملات الوطن جريدة الوطن التقنيات الحديثة حملة توعوية والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی وظائف جدیدة

إقرأ أيضاً:

لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟

«من أين تجد الوقت؟» - لسنوات طويلة، عندما كنتُ أُعلن لأصدقائي عن صدور كتاب جديد لي، كنتُ أستقبل هذا السؤال كوسام فخر.

خلال الأشهر الماضية، أثناء الترويج لكتابي الجديد عن الذكاء الاصطناعي «إلهيّ الملامح* (God-Like)، حاولتُ ألّا أسمع في الكلمات ذاتها نبرة اتهام خفيّة: «من أين تجد الوقت؟» -أي أنّك لا بدّ استعنتَ بـ ChatGPT، أليس كذلك؟

الواقع أنّ مقاومة المساعدة من الذكاء الاصطناعي أصبحت أصعب فأصعب. مُعالج الكلمات الذي أستخدمه صار يعرض عليّ صياغة الفقرة التالية، أو تنقيح التي سبقتها.

عملي في مؤسسة بحثيّة تستكشف آثار الذكاء الاصطناعي في سوق العمل البريطاني يجعلني أقرأ يوميا عن تبعات هذه الثورة التقنيّة على كل مهنة تقريبا. وفي الصناعات الإبداعيّة، يَظهر الأثر بالفعل بصورة هائلة.

لهذا السبب، وبعد أن انتهيتُ من الكتاب، أدركتُ أنّ أصدقائي كانوا مُحقّين: يجب أن أواجه السؤال الحتمي مباشرة وأُقدّم إفصاحا كاملا. احتجتُ إلى «بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي» يُطبع في صدر كتابي.

بحثتُ في الإنترنت متوقعا أن أجد نموذجا جاهزا؛ فلم أجد شيئا. فكان عليّ أن أضع قالبا بنفسي. قرّرتُ أن يشمل الإفصاح أربع نقاط رئيسيّة:

1- هل وُلد أي نصّ باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

2- هل جرى تحسين أي نصّ عبر الذكاء الاصطناعي؟ - مثل اقتراحات «غرامرلي» لإعادة ترتيب الجمل.

3- هل اقترح الذكاء الاصطناعي أي نص؟ ـ على غرار طلب مخطَّط من ChatGPT أو استكمال فقرة استنادا إلى ما سبق.

4- هل صُحِّح النصّ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وإذا كان كذلك، فهل قُبلت الاقتراحات اللغوية أم رُفضت بعد مراجعة بشرية؟

بالنسبة لكتابي، جاءت الإجابات: 1) لا، 2) لا، 3) لا، 4) نعم – مع اتخاذ قرارات يدوية بشأن ما أقبله أو أرفضه من تصحيحات إملائية ونحويّة. أعترف بأنّ هذا النموذج ليس كاملا، لكنّي أقدّمه أساسا يمكن تطويره، على غرار رخصة «كرييتف كومونز» في عالم الحقوق الرقمية.

أردتُ أن أضمّنه لتعزيز نقاش صريح حول الأدوات التي يستخدمها الناس، لا سيّما أنّ الأبحاث تبيّن أنّ كثيرا من استعمالات الذكاء الاصطناعي تتمّ خِفية. ومع تصاعد ضغط العمل، يخشى البعض إبلاغ رؤسائهم أو زملائهم أنّهم يعتمدون أدوات تُسرِّع بعض المهام وتمنحهم فسحة للتنفّس.. وربّما وقتا للإبداع. فإذا كان ما يدّعيه إيلون ماسك صحيحًا ـ بأنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ «مشكلة العمل» ويُحرّرنا لنزدهر ونبدع ـ فنحن بحاجة إلى الشفافية منذ الآن.

لكن، بصفتي كاتبا يعتزّ بمهنته، أردتُ كذلك بيان الشفافية بسبب لقاء ترك في نفسي قلقا عميقا. اجتمعتُ مع شخص يعمل لدى جهة تنظّم ورشا وملتقيات للكتابة، وسألتُه: كيف تفكّرون في التعامل مع شبح الكتابة التوليدية؟ فأجاب: «أوه، لا نرى أنّ علينا القلق من ذلك».

وأنا أعتقد أنّنا بحاجة ماسّة للقلق. إلى أن نمتلك آلية حقيقية لاختبار أصل النص ـ وهو أمر بالغ الصعوبة ـ نحتاج على الأقل وسيلة تُمكّن الكتّاب من بناء الثقة في أعمالهم بالإفصاح عن الأدوات التي استخدموها.

ولكي أكون واضحا: هذه الأدوات مدهشة ويمكن أن تُصبح شرارة شراكة إبداعيّة. ففي أغسطس 2021 نشرت فاوهيـني فـارا مقالة في مجلة The Believer كتبتها بمساعدة نسخة مبكرة من ChatGPT، فجاءت قطعة عميقة ومبتكرة عن وفاة شقيقتها. بيان الشفافية الخاص بها سيختلف عن بياني، لكن ذلك لا ينتقص من عملها، بل يفتح أفقا لإمكانات خَلّاقة جديدة.

عندما نستثمر وقتا في قراءة كتاب، فإنّنا ندخل علاقة ثقة مع الكاتب. والحقيقة أنّ قلّة من أصحاب شركات التقنية تلاعبوا بفعل بروميثيوس ومنحوا هدية اللغة للآلات مجانًا، وهو ما قوّض تلك الثقة التاريخيّة. لا أشك أنّ ذكاء اصطناعيا سيؤلّف عمّا قريب كتابًا «رائعًا» – لكن هل سيهتمّ أحد؟ سيكون التصفيق فاتِرًا. سيُشبه ألماسة مختبرية بلا شوائب: حيلة مُتقنة، نعم، لكنها ليست فنا.

في هذا الواقع الجديد، يقع على عاتق الكُتّاب أن يُثَبّتوا ثقة القارئ في «أصالة جواهرهم» عبر الشفافية حيال الكيفيّة التي نُقّبت بها تلك الجواهر. تجاهُل السؤال بدعوى أنّ الكتابة حِرفة نبيلة لا تستدعي إجراءات ثقة هو، برأيي، سذاجة خالصة.

كما أشرح في كتابي، فإنّ الذكاء الاصطناعي ـ شأنه شأن القنبلة الذرية ـ ابتكار بشري فائق القوّة، لا خيار لنا إلا تعلّم التعايش معه. أن نكون صريحين بما في ترسانتنا خطوة صغيرة لتجنّب سباق تسلّح أدبيّ لا يجرّ إلا إلى الارتياب والانقسام.

كيستر بروين كاتب ورئيس قسم الاتصالات في معهد مستقبل العمل.

عن الجارديان البريطانية

تم ترجمة النص باستخدام الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يستكشفون مستقبل الذكاء الاصطناعي في مؤتمر دولي بتركيا
  • منحة تدريبية عن صحافة المستقبل.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل السلطة الرابعة؟!
  • مايكروسوفت: رئيس وكلاء الذكاء الاصطناعي وظيفة مستقبلية جديدة ستكون من نصيب الجميع
  • خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الابتكار واستشراف المستقبل
  • «مليون مبتكر مؤهل».. جلسات حوارية حول مستقبل التوظيف والابتكار ضمن مبادرة «كن مستعدًا»
  • لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • “عراب الذكاء الاصطناعي” يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية
  • براتب 25 ألف جنيه.. وظائف للمصريين بالخارج