لبنان ٢٤:
2024-11-21@15:20:10 GMT
اسبوعان مفصليان.. حزب الله فتح باب الردود المنفردة واسرائيل قد تغامر مجددا
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تفرد حزب الله بالرد على اسرائيل لاغتيالها قائده العسكري فؤاد شكر من دون ان يكون يكون ضمن رد شامل لـ"محور المقاومة" على الاغتيالات والهجمات الاسرائيلية الاخيرة، وترك لايران ان ترد بتوقيتها على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، وكذلك للمقاومة العراقية ولحركة "انصارالله" الحوثية ان تردا على ما تعرضتا له، ما يعني ان هذه الردود ستكون منفردة وليست شاملة، الامر الذي سيفوت على نتنياهو هدفه لاستدراج حرب شاملة يريد اشراك الولايات المتحدة الاميركية بها الى جانب اسرائيل.
فاجأ حزب الله اسرائيل برد "أولي" واسع النطاق جغرافيا وعسكريا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر مثبتا انه ليس مردوعا وغير ابه بالتهديد الاسرائيلي له بحرب كاسحة، حيث هاجم اهدافا حساسة عسكرية واستخبارية تقع في عمق 110 كيلومترات داخل اسرائيل وبعضها على تخوم تل ابيب، وشمل الهجوم الذي استخدم فيه 320 صاروخا اشغال القبب الحديدية ممهدا للمسيرات الانقضاضية التي تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الاسرائيلية بمقدار كبير لتصل الى الاهداف المحددة لها.
وقد سارعت اسرائيل الى الاعلان عن انها شنت "هجوما استباقيا"موحية انها احبطت مسبقا هجوم الحزب الانتقامي، حيث قالت انها استخدمت مئة طائرة حربية وشنت 40 غارة على قواعد ومنصات صاروخية له. ولكن الحزب الذي اصدر ثلاثة بيانات متلاحقة حول مجريات هذا الرد ونتائجه اكد في الثالث منها ان عمليته "تمت وانجزت"، وقال "ان ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".
واعلنت اسرائيل ، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنها "بعثت رسائل الى أطراف عدة أن العملية العسكرية في هذه المرحلة انتهت ما لم تحدث مفاجآت". وفيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر، قوله ان "عملياتنا انتهت والأمر يعود لحزب الله". فان رد الحزب ترك الوضع على الجبهة الجنوبية مفتوحا على كل الاحتمالات، خصوصا وان لبنان يتلقى هذه الأيام على المستويات الرسمية والسياسية والشعبية والعامة سيلا من المعلومات والإشاعات والسيناريوهات عن حرب اعدت إسرائيل العدة اللازمة لها وهي تنتظر اللحظة المناسبة للبدء بتنفيذ "خطتها الانقضاضية" على حزب الله، خصوصا بعد ان تنهي حربها على قطاع غزة، وهي تعلن حاليا أنها شارفت على النهاية بقول وزير الدفاع يوآف غالانت من محور فيلادلفيا إن الاهتمام انتقل من الجنوب إلى الشمال.
تهويل بالحرب
بعض الاوساط الرسمية ومعها مسؤولون في "محور المقاومة" يصفون ما يجري بأنه لا يعدو كونه تهويلا وان اسرائيل لو كانت قادرة على شن الحرب التي تهدد بها لكانت فعلت ذلك منذ الاسبوعين الاولين لحرب غزة، حيث ان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت طرح شن هذه الحرب ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عارضها بشدة.
ويستبعد مصدر لصيق بـ"محور المقاومة" حصول اي حرب جزئية او شاملة في لبنان والمنطقة، ويقول لـ"لبنان 24" ان الوضوع باق في اطار حرب الاستنزاف المتبادلة القائمة ولا توقعات بتطور الامور الى ابعد من ذلك خصوصا في ظل الموسم الانتخابي الاميركي ، حيث يحاذر البعض التورط في اي حرب يمكن ان تنعكس سلبا على حظوظ اي من المرشحين، نائبة الرئيس الاميركي "الديموقراطية" كامالا هاريس او الرئيس السابق "الجمهوري" دونالد ترامب. فإيران ومحورها يحبذان وصول هاريس فيما المحور الاخر يحبذ وصول ترامب.
فصل بين غزة والجنوب
وفي المقابل، يقول سياسي لصيق بالموقف الأميركي لـ"لبنان 24"أن "لبنان والمنطقة يمران الآن في مرحلة حساسة جدا، لأن الإسرائيليين بدأوا يفصلون بين "الجنوب والشمال" اي بين غزة والجنوب اللبناني". ويضيف: "لقد كانت هناك مرحلة ضبط نفس إيرانية لمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي الأميركي الأخير في شيكاغو الذي ثبت ترشيح هاريس للرئاسة الاميركية التي تفضل طهران وصولها وكذلك الدوحة وقد علمتا معا اثناء المؤتمر في هدوء وصبر على تخفيف مستوى احتجاجات الجاليات العربية والإسلامية الأميركية من خلال ما تمونان عليه".
ويضيف هذا السياسي: "من وجهة نظر الاسرائيليين فان الوضع في غزة بلغ نهاياته، وأن لبنان في هذه الحال بات وحيدا في الساحة، ما يعني أن المواجهة الإيرانية ـ الإسرائيلية باتت محصورة به في ظل ضوء أخضر اعطي لإسرائيل، أو أعطته هي لنفسها، لتفعل ما تشاء من الآن وحتى الانتخابات الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل، اذ بعد هذا الموعد لن يكون هناك أي ضوء أخضر لها لفعل اي شيء في حال فوز هاريس او ترامب فيها على حد سواء" .
واذ يتساءل السياسي اياه عما يتوقع حصوله في ايلول المقبل، يجيب في المقابل "أن تصعيدا كبيرا متوقعا ان يشهده هذا الشهر لأنه لم يعد للإدارة الأميركية من وجود بسبب انشغالها بالانتخابات الرئاسية وبات هناك ما يشبه الفراغ في البيت الأبيض يتوقع ان يمتد حتى الانتخابات في 5 تشرين الثاني المقبل.
وفي هذه الاثناء فأن موقف "حزب الله" وفي خضم حرب الاستنزاف التي يشنها على الجبهة الجنوبية ردا على الاعتداءات الاسرائيلية واسنادا لغزة هو عدم الذهاب الى تصعيد واسع والعودة بالوضع الى ما كان عليه قبل 6 تشرين الأول، اي الى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل عملية "طوفان الاقصى". فيما سيحاول الإسرائيلي من جهته الضغط عسكريا لفرض تنفيذ القرار الدولي 1701 بالقوة بعيدا من أي ضابط او وسيط ديبلوماسي سواء كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين او غيره .
ولذلك، يرى السياسي اللصيق بالموقف الاميركي، إن المرحلة خطيرة بكل المقاييس لأنها محفوفة بإمكانية حصول تصعيد عسكري بعيدا من أي افق ديبلوماسي، إذ يمكن إسرائيل أن تقرر في لحظة ما اجتياح منطقة جنوب الليطاني وتدميرها وتهجير سكانها على طريقة ما يحصل في كورسك في روسيا هذه الايام حيث تقصف الجسور لمنع النازحين من العودة الى بيوتهم.
ولكن في تقدير هذا السياسي " أن الامور قد لا تنتهي مثلما يشتهي حزب الله ولا مثلما تشتهي إسرائيل في ظل خطر التصعيد العسكري الماثل وفي غياب الجهد الديبلوماسي المطلوب لوقف هذا التصعيد".ويشير إلى "أن إسرائيل تزداد تصلبا في مواقفها وشروطها في مواجهة حركة "حماس" كلما سقط لها قتلى وجرحى في صفوف جيشها في قطاع غزة، ولذلك لا يبدو انها مستعدة لتقديم أي تنازلات على مستوى تحقيق وقف اطلاق النار، حيث هناك الآن محاولة غير بريئة لحشر سكان قطاع غزة في منطقة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 15 ميلا مربعا بكثافة سكانية تبلغ 50,000 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد اي في ما يعادل 40 مرة مخيم عين الحلوة. على أن الخطر في الموقف الإسرائيلي هو أن تل أبيب ترفع شعار عدم العودة إلى العام 2005 حيث انسحبت من غزة إلى العام 2005 لتنطلق "حماس" وأخواتها منذ ذلك التاريخ وحتى "طوفان الاقصى" الى بناء قدراتها العسكرية والسلاحية، ولذا هي تضغط لعدم الدخول في اتفاق من هذا النوع لعدم تكرر التجربة مجددا عبر العمل على اعادة احتلال القطاع او تدميره وتهجير ما تبقى من سكانه.
ويعتقد المصدر أن "الوضع في غزة قد بلغ نهاياته"، ويرى ان الأخطر في ما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية هو تنامي مقولة هذه الايام داخل المجتمع الاسرائيلي ومفادها أنه "لم يعد هناك مجال للعيش مع الفلسطينيين". وهذه المقولة تنسجم مع مشروع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقامة الدولة اليهودية الصافية من النهر إلى البحر، اي من نهر الاردن الى البحر المتوسط، وذلك بعد الإجهاز على قطاع غزة والضفة الغربية قتلا وتهجيرا وهو ما يجري حاليا بقوة في القطاع وبأقل قوة في الضفة، فيما سيكون مصير فلسطينيي الجليل التهجير نحو لبنان وسوريا وغيرها.
حنين الى الاحتلال
أكثر من ذلك فقد بدأ يسود في الاوسط الإسرائيلية السياسية والعسكرية مقولة "أن إسرائيل عندما كانت تحتل الجنوب اللبناني كانت حالها افضل مما هي عليه الآن نتيجة حرب الاستنزاف التي تشنها المقاومة ضدها منذ 10 أشهر إلى الآن، ما يدل إلى أن فكرة العودة إلى احتلال الجنوب مجددا باتت مطروحة بقوة لدى القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، خصوصا أن هذه القيادة تعتبر نفسها الآن في غير حاجة الى قرار أميركي ولا إلى تغطية أميركية لأي حرب ستقرر خوضها في هذه المرحلة وخصوصا أنه في ظل الانشغال الأميركي بالانتخابات لم تعد الإدارة الأمريكية مهتمة بالشؤون الخارجية ولا سيما منها شؤون منطقة الشرق الأوسط بالمقدار المتعارف عليه في الأيام العادية.
ويعتبر السياسي اللصيق بالموقف الاميركي نفسه ان خلفيات الكلام الإسرائيلي عن انتقال اهتمام تل ابيب من غزة إلى الشمال مرده الى ان العسكريين الاسرائيليين باتوا يرون أن غزة بعد كل ما وصلت اليه لم تعد تتطلب استخدام مئة الف جندي خصوصا بعد ما تم حصر سكان القطاع في منطقة ضيقة بين حدود مصر وحدود إسرائيل، وصار في إمكان إسرائيل في هذه الحال نقل جزء كبير من قواتها العسكرية إلى الشمال لاستخدامها في أي حرب ضد حزب الله.
وينتهي هذا السياسي المطلع على الموقف الاميركي إلى القول "أن لبنان والمنطقة مقبلان على أسبوعين قد يكونا مفصليين، فإيران لم ترد على اغتيال اسماعيل هنية ليس لرغبة منها في تسهيل المساع الثلاثية الأميركية ـ المصرية ـ القطرية في تحقيق وقف للنار وإطلاق الأسرى والمعتقلين في غزة وإنما كان لامرار مؤتمر الحزب الديموقراطي دعما لترشيح هاريس. ويبدو أن طهران لن ترد قريبا على اغتيال هنية، وربما تأخر هذا الرد إلى ما بعد الانتخابات الأميركية لأنه ان حصل الآن قد يدفع اسرائيل الى شن حرب شاملة تستدعي تدخل الولايات المتحدة الاميركية فيها الى جانبها ما قد يتسبب في هذه الحال بخسارة هاريس في السباق الرئاسي فيما طهران حريصة على فوزها هي لا ترامب الذي بينها وبينه ما صنعه الحداد سابقا وما يمكن أن يصنعه لاحقا في حال عودته إلى "البيت الأبيض". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على اغتیال حزب الله قطاع غزة فی هذه
إقرأ أيضاً: