امريكا .. التفريخ المتعدد للقاعدة وداعش

كثير من المراقبين والمحللين والمتابعين الاعلاميين للسياسات الأمنية والمخابراتية للأمريكان يقعون في حيرة من امرهم وتتملكهم الدهشة عندما يكتشفون ان ادوات ارهابية عديدة واسماء محسوبة على الارهاب وعلى التطرف اما تكون مفرخه من المخابرات الأمريكية , وإما أن تكون قائمة تفاهمات بينهما ..

وهذه الحرية والدهشة لها مبررها لان اوراق كثيرة تجمع مثل تلك العناصر المتشددة مع السياسات الامريكية في اليمن والمنطقة , وأولى هذه الاوراق هي من تقدم السبب والعذر والمبرر لتواجد مخابراتي أمريكي مكثف في المنطقة , وكذأفي مشتركات امنية عديدة مع أجهزة مخابرات في المنطقة الاقليمية وكذا في المنطقة العربية في إطار الاتفاقيات الأمنية والتفاهمات المخابراتية التي لا يعلم أحد محتوياتها والصلاحيات الممنوحة للمخابرات الامريكية للقتل والاستهداف المباشر وغير المباشر (للعناصر ) التي لا تدين بالولاء للسياسات الامريكية .

. وخلال الفترات السابقة التي عاشتها المنطقة وعاشها سكان اليمن شهدنا أعمالاً قذرة ورأينا أنماطاً من التصرفات التي لا عقال لها ولا ضابط لنزواتها .. لهذا لا نستغرب أن تنامى إلى أسماعنا الأحداث المؤلمة في الاستهدافات المريبة والمتعددة التي لم تعد مستساغة وأصبحت مصدراً لقلق اجتماعي واسع حتى تحولت الاعمال العسكرية والأمنية والمخابراتية والاستهدافات عبر ( الدرونز) إلى برامج معتادة واجبة التنفيذ التي لم تتوقف ولم تتأثر بكافة المواقف والتطورات التي شهدتها الاحداث التي عصفت بالمنطقة وأزاحت العديد من الاقنعة واوجدت حسابات كثيرمنها لها نكهة وهوية الذراع المخابراتي الأمريكي الذي لم يتورع يوماً عن التباهي بالمقدرات العالية والمتعددة على امتلاك كامل النفوذ وعلى انصياع رموز عديدة من رموز المنطقة للقرارات الامريكية وعلى تجسيد الارتهان والارتباط بالعجلة والرؤية الامريكية .. مع ان هذه المعطيات الأمنية فيها من الالتباس ما فيها , والعديد منها هي صنيعة مفتعلة بأيدي العناصر المخابراتية الأمريكية ووضعت لها تخريجات لها اهدافها والمتوخى منها أن تصل إلى نتائج تخدم المخابرات الامريكية .. ولا نأتي بجديد عندما نشير الى المخابرات هي واحدة من مفر خات الارهاب والارهابيين سواء في القاعدة أو داعش والهدف الاساسي لذلك إيجاد المبرر الدائم للتواجد الامريكي  والوسيلة التي توفر كل الفرص المناسبة للتسرب المخابراتي والذاكرة المخابراتية الأمريكية متخمة بملفات واسعة معنية  باليمن وشاهدة على قصص وحكايات ولديها شواهد على مسائل غلفها الغموض وحامت حولها أسئلة عديدة واختلقت حولها مواقف شتى .. والشيء الأبرز في هذا المنوال تجهز المخابرات الامريكية لمنظومة متكاملة من الطيران المسير (الدرونز) ومن شبكات المراقبة ومصادر المعلومات ومن الرصد المخابراتي , ولم تتردد في الاستخدام المتكرر والواسع لهذه المنظومة , بل انها استخدمت اخطر انواع الاسلحة الفتاكة التي أصبحت مثار تناول واسع في تكرار الاحاديث عنها وعن خطورتها , بل ان الحديث قد تطرق إلى خصائص تلك الاسلحة واستخداماتها في اليمن كواحدة من اساليب الحرب النفسية الضاغطة ..

والمثير للتساؤل ان المخابرات الامريكية لم تتوقف يوماً في توجيه ضرباتها الى معاقل واوكار وزوايا عديدة في المناطق حتى النائية وفي مديريات لم تكن معلنة من السابق وواضح ان الطيران المسير الامريكي قد وجه ضرباته العديدة إلى مواقع وعناصر تنضوي تحت قيادة ومواقع تتبع تحالف العدوان وهذا معناه ان للمخابرات الامريكية اجندة خاصة بها تعمل لصالحها ولو في اقامة تحالف العدوان وعناصره..

ونخلص إلى تأكيد حقيقة ان الأجندة الخاصة بالمخابرات الأمريكية أجندة مستقلة وتتجاوز قيادات تحالف العدوان وواضح ان اجندات هذه الجهة ذات استقلالية كبيرة وشهدة حادثة استهداف سيارات رموز قبلية في مارب وفي معسكرات في شبوة وأبين .. ولا نأتي بجديد عندما نوضح ان المخابرات الامريكية لها كامل الصلاحية في ان تسرح وتصول وتجول في المشهد السياسي العسكري والأمني اليمني .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت