كيليتشدار أوغلو: تركيا لم تعد دولة!
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – عارض الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدارأوغلو، خطوات التطبيع بين حزبه المعارض والحكومة، التي بدأت بعد رحيله عن زعامة الحزب.
وقال كليتشدار أوغلو الذي يتميز بأسلوبه الحاد في المعارضة: ”لا يمكننا القتال إلا ضد القصر الذي أوصل الدولة إلى هذه الحالة. وخطاب التطبيع يشجعهم.
وأضاف كليتشدار أوغلو: ”لم تعد الدولة دولة، التسلسل الهرمي في الجيش محطم تماماً، ليس من الواضح من يقوم بأي وظيفة، ولذلك، فقد كشف النظام عن حقيقة هيكل الدولة العاجز عن حماية نفسه في ظل انعدام النظام الهائل”.
وأكد كيليتشدار أوغلو أنه يجب على كل عاقل وكل من يحب بلده وكل من يفكر في مستقبل أبنائه أن ينظر إلى هذه الصورة بعناية، متابعا: “إذا كان المزارع لا يستطيع كسب لقمة العيش، فأردوغان هو السبب، إذا كانت هناك بطالة، فأردوغان هو السبب، وإذا انقسم الشعب إلى قطبين، فأردوغان هو السبب، إذا كان بقاء الوطن في خطر، فأردوغان هو السبب، السبب الوحيد لمشكلة اللاجئين والإفلاس الاقتصادي وهروب شبابنا إلى الخارج وحالات الانتحار والانهيار الأخلاقي هو أردوغان، هو من وصف زعيمنا المؤسس بـ”(السكير)، وهو من وصف نساءنا بـ(العاهرات)، وهو من وصف المعارضة بـ(اللصوص)، وهو من قسم شبابنا إلى (متدينين-غير متدينين)، وهو من وصف حزبنا بـ(حفرة القمامة-الحمقى)، وهو من وصف الرئيس العام بـ(غير الجدير).
عقب تولي أوزجور أوزال منصب زعيم حزب الشعب الجمهوري، خلفا للزعيم السابق كمال كليجدار اوغلو، تبادل الرئيس رجب طيب أردوغان واوزال الزيارات، في حدث تاريخي لم تشهده البلاد منذ سنوات، وتحدثت تقارير عن عملية تطبيع بين الحزب الحاكم واكبر أحزاب المعارضة، لكن لاحقا لم يكن هناك تطورات، خصوصا مع عدم استجابة الحكومة لطلب حزب الشعب الجمهوري برفع الحد الأدنى لأجور أصحاب المعاشات.
Tags: اسطنبولانتخاباتتركياحزب الشعب الجمهوريكيليتشدارأوغلو
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: اسطنبول انتخابات تركيا حزب الشعب الجمهوري كيليتشدارأوغلو هو من وصف
إقرأ أيضاً:
العلمانية والتضليل باسم الدين
الرأي اليوم
العلمانية والتضليل باسم الدين
صلاح جلال
(١)
أريد أن أقول شهادة صادقة مع نفسى وبنى وطنى حول جدل الدين والعلمانية الذى ترفعه مجموعات كقميص عثمان من أجل السلطة وسلاح للتعبئة ومواجهة الخصوم السياسيين ، أنا أعيش فى بلد علمانية منذ ما يقارب الربع قرن من الزمان أعتقد أن النظام العلمانى القائم فيها أكثر عدالة وكرامة وشفافية وأخلاقية فى الحكم النزيه ومحاربة الفساد ، من كل الدول الإسلامية التى أعرفها وعشت فيها .
(٢)
نظام علمانى لاقيود فيه على حرية الإعتقاد ولا حرية العبادة وطلاقة كاملة فى الحريات العامة والحقوق المدنية وحكم دولة القانون وتساوى الفرص ، يمكنك مقاضاة أى شخص داخل الدولة مهما كان منصبه أو موقعه أو حجم ثروته .
(٣)
من تجربتى الشخصية المذكورة فى ظل نظام دولة علمانية أشهد أن نظام الدولة العلمانية القائم حيث أعيش أقرب لمصالح العباد من أى خيار آخر
البعض سيأتى للمتاجرة بالدين والإستعراض المضلل للقرآن الكريم
الذى يستدلون به فى الحدود وغيرها من الأحكام المحدودة فى القران ، ويغفلون المعاملات كلها فهى أساس الدين والتدين التى تقوم على العدالة والمساواة وحكم القانون وتجريم الفساد ومحاربة المفسدين .
(٤)
القانون فى الدولة العلمانية لايقوم من فراغ إنما يقوم على تراث وتقاليد وقيم المجتمع من خلال برلمان منتخب يعبر عن إرادة الناس ورغبتهم وأعرافهم وتقاليدهم
نحن لانريد دولة لرجال الدين يحتكرون السلطة لننتظر نحن الفتوى فى قضايا لايفقهونها كما قال الرئيس الماليزى مهاتير محمد ، ولانريد دولة لتقنين العربدة والمجون والإنفلات عن القيم العامة والأخلاق السوية للإنسان ، نتطلع لتأسيس دولة للعلماء فى الزراعة والهندسة والإقتصاد والكمبيوتر وغيرها من العلوم المدنية والمعارف الإنسانية ، نتطلع لدولة مدنية لا يتوقف الحكم عليها بعنوان دستورها إسلامى أو علماني.
دولة تقوم على دستور وظيفى مهمته الرئيسية مكافحة الجهل والفقر والمرض وتحقيق النهضة والحياة الإنسانية لتوفير العمل الحلال وتساوى الفرص وتحقيق التعليم للجميع والسكن اللائق ولقمة العيش الضرورية والمشافى للعلاج ، كل هذه الحقوق على قدم المساواة بين مواطنيها لايحرمهم من حق دينهم أو عرقهم أو جهتهم ، لابد من وقف المزايدة بإسم الدين التى إنطلقت من منتصف الستينات إلى اليوم لا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت بل صار الدين من أدوات الهيمنة والصراع حول السلطة والثروة يرفع للمخاتلة المصحف الشريف ، حتى أصبح حوار الدين والدولة حوار ملغوم قابل للإنفجار بين التكفير والتقديس .
(٥)
ختامه
أصحاب المصلحة فى تغبيش الوعى وتزييف الدين سيشرعون كافة أدواتهم الصدئة ويتحسسون مدافع المنجنيق تحت شعار من يحادون الله ورسولة ، نقول لهم نحن نعتز بأننا مسلمون نصوم ونصلى ونؤدى الزكاة ونحج ما إستطعنا إليه سبيلا ونشهد أن الله واحد ومحمد خاتم الأنبياء ولكننا نرى مناقشة شئون الدنيا تحت مدفعية التدين الزائف مكيدة للهيمنة وليست إعلاء لشأن الدين من طرف المتطرفين وتجار الدين ، يسعون لإستغلال مشاعر البسطاء ومحدودية معرفتهم بالدين وجهلهم بالدولة لتعبئتهم بالشعارات لتحويلهم لقنابل موقوته ضد الحياة والمستقبل وإقناعهم بأن الدولة هى وسيلتهم لدخول الجنة والتعبد بها، وهم من تجاربهم يستغلونها لمصالحهم الخاصة لنهبهم ، كما قال أحد القساوسة الأفارقة ومعهم الرهبان يرفعون الإنجيل فتنصرنا وأدخلونا الكنائس وتفرغوا لنهب خيراتنا ، لا نريد ان يتكرر هذا المشهد بإسم الإسلام.
الوسومالدين السودان العلمانية