محمد سليم شوشة يناقش مخاطر ثورة الذكاء الاصطناعي في «فخ الحضارة»
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
يناقش الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، في كتابه الصادر حديثا «فخ الحضارة» المخاطر المحتملة لثورة الذكاء الاصطناعي، وكيفية مجابهة هذه المخاطر، ومدى جاهزية المجتمعات العربية لمواكبة هذه الثورة وتداعياتها على الثقافة العربية، مشيرا إلى التدابير المتخذة من قبل علماء الغرب لمواجهة هذه الثورة الفائقة.
وأضاف «شوشة»، في تصريحات لـ«الوطن»، أن كتاب «فخ الحضارة»، يطرح عددا من الموضوعات على رأسها علاقة الثقافة بثورة الذكاء الاصطناعي، وضرورة اتخاذ تدابير خاصة لتطوير اللغة العربية لمواكبة الثورة الفائقة في الذكاء الاصطناعي.
ثورة الذكاء الاصطناعي في الدول المتقدمةوأشار إلى أن إلى أن هناك استعدادات مسبقة وتصورات تخص البشرية في التعامل مع المخاطر المحتملة لثورة الذكاء الاصطناعي الفائق في الدول المتقدمة، موضحا: «زعماء الغرب لم يقصروا في تصور المسألة باحتمالاتها وكيفية معالجاتها وطرحوا كل ما يمكن أن يتوالد عنها من الأسئلة المهمة، سواء الخاصة بالتشريعات وحقوق الملكية الفكرية، ووضع قيود على الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعامل مع المحتوى العلمي والفكري ومع أسئلة الحقيقة والكذب أو الحقيقة وعمليات التزييف وغيرها».
وتابع: «ونظروا في المدى الزمني لاستقلال هذه الكائنات وبحثوا أثرها في البنية الاجتماعية وسوق العمل والتوظيف وأثرها على قدرات الإنسان وتناميها أو انكماشها مع احتمالات توسعه وإفراطه في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المهام والمهارات».
ويضيف «شوشة» لا تعني كثرة البيانات والمعلومات تحقيق درجة من التقدم في المعرفة ولا تعني المعرفة وحدها الحكمة، فالحكمة هي الاستبصار الإجمالي أو العام، فالفارق بين المتعلم والحكيم كبير وجوهري.
شوشة: العالم يحتاج إلى الحكمة في استخدام ما لديه من العلوموأكد أن ما يحتاجه العالم الآن ليس المزيد من المخترعات والاكتشافات، بل يحتاج إلى الحكمة في استخدام ما لديه من المعارف والعلوم، يحتاج إلى السلام النفسي، والسعي نحو مزيد من التعاون بين البشر، مزيد من التنسيق حول مصير واحد للبشرية دون مراهقة أو مثالية.
وينتقل إلى عدد من التساؤلات: «ما الذي يمكن أن يحقق الحكمة ويمنح البشرية القدر الذي تحتاجه منها ؟ على ماذا يمكن التعويل في تحقيق الحكمة ؟ من أين يمكن أن يتوافر الأمل في الوصول إلى البصيرة الإنسانية الشاملة؟».
ويقدم تصورا للخروج من هذا المأزق، مشيرا إلى أن نجاة البشرية في العلوم الإنسانية والتعاون، قائلا: في تقديري أن الحل يمكن في العلوم الإنسانية والفنون، موضحا: إذ من أدوار العلوم الإنسانية من الفلسفة وغيرها التخفيف من النزعة الإنسانية الاستهلاكية القائمة على الانتهازية والتضليل الإعلامي وتحجيم الانسياق بشكل كامل وراء نزعات التنامي المالي والتجاري بعيدا عن قيم إنسانية أخرى أكثر أهمية.
ويكمل: يمكن للحكمة أن تعود للعالم عبر تحقيق هذا التوازن النسبي بين القيمة الحقيقية والنزعة الاستهلاكية والرغبة في الانتشار وسباق الإنتاج، لافتا إلى أن ازدهار العلوم الإنسانية والفنون هو الأمل، بشرط أن تصبح العلوم الإنسانية أكثر فاعلية وأقرب للطابع العملي في حضورها في حياة الناس، أي أن تتحلى عن الطابع النظري النظري التجريدي الكامل كما كان غالبا في الفلسفة في أغلب مراحلها ومنعطفاتها وتوجهاتها.
ويقول شوشة إن الأمل في الليبرالية التي تتبنى مبادئ وأخلاقا تعتمد على الإتاحة وتوسيع دائرة الفرص والحقوق للآخرين الليبرالية التي تؤمن بوحدة الإنسان أو وحدة النوع البشري بل تؤمن بحق الحيوانات والكائنات الأخرى في النجاة والبقاء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ثورة الذكاء الاصطناعي الفنون الذکاء الاصطناعی العلوم الإنسانیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
OpenAI تستكشف الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى
أفادت تقارير حديثة بأن شركة OpenAI تعمل على مشروع جديد يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الموسيقى بناءً على النصوص والمطالبات الصوتية، في خطوة قد تغيّر طريقة إنتاج الموسيقى والمحتوى الصوتي والمرئي على حد سواء. وفقًا لموقع The Information، استعانت الشركة بمجموعة من طلاب مدرسة جوليارد للموسيقى لتطوير بيانات التدريب اللازمة، حيث ساعدوا في شرح النوتات الموسيقية وكيفية تحويلها إلى صياغة يمكن للذكاء الاصطناعي فهمها ومعالجتها.
المشروع الجديد يتصور أداة يمكنها، على سبيل المثال، توليد موسيقى مرافقة لغيتار لمقطع صوتي محدد، أو إضافة موسيقى خلفية لمقاطع الفيديو، ما يوفر للمستخدمين إمكانية إنتاج محتوى موسيقي متكامل دون الحاجة إلى خبرة موسيقية مسبقة. ورغم الاهتمام الكبير بهذا المشروع، لم تكشف OpenAI بعد عن مدى التقدم الذي أحرزته في تطوير هذه التقنية أو موعد إطلاقها المتوقع.
مصادر مطلعة على المشروع أكدت أن الشركة تبحث في كيفية تحويل المعرفة الموسيقية التقليدية إلى صياغة رقمية قابلة للاستخدام في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل تحديًا فنيًا وتقنيًا كبيرًا. فالموسيقى ليست مجرد نغمات متتابعة، بل هي أنماط معقدة من التوقيت والإيقاع والنغمات والتعبيرات العاطفية، وكل هذه العناصر يجب أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعامل معها بطريقة طبيعية وواقعية.
هذه ليست المرة الأولى التي تستكشف فيها OpenAI الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى. على مدار السنوات الماضية، شهدت الصناعة ظهور أدوات موسيقية مولدة بالذكاء الاصطناعي، سواء من شركات ناشئة مثل Suno وElevenLabs، أو عبر مشاريع تجريبية أخرى تهدف إلى دمج الإبداع البشري مع القدرات الحسابية للذكاء الاصطناعي. ومن الواضح أن التحدي يكمن في كيفية تحقيق توازن بين الابتكار التكنولوجي واللمسة الإنسانية التي تجعل الموسيقى جذابة ومؤثرة.
في الوقت نفسه، يثير المحتوى الموسيقي المولّد بالذكاء الاصطناعي جدلاً واسعًا على منصات البث. فقد غمرت هذه التقنية المكتبات الموسيقية بكميات كبيرة من المقاطع الصوتية، بعضها تجريبي وبعضها يحمل جودة متباينة، ما دفع بعض النقاد إلى التحذير من مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الموسيقى. ومن الأمثلة على ذلك مشروع The Velvet Sundown، الذي أظهر كيف يمكن أن تكون النتائج غير متوقعة أو مخيبة للآمال، لكنه أيضًا أشار إلى إمكانات واسعة للتطوير والتحسين.
ويعكس اهتمام OpenAI بالموسيقى جانبًا جديدًا من استراتيجية الشركة الهادفة إلى توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مجالات إبداعية متنوعة. فإذا نجحت هذه الأداة في تقديم موسيقى متوافقة مع النصوص والمقاطع الصوتية، فقد تغيّر الطريقة التي ينتج بها صناع المحتوى الأفلام والإعلانات والفيديوهات التعليمية والألعاب، وتفتح المجال أمام ابتكار أشكال جديدة من التفاعل الصوتي والموسيقي.
بالنظر إلى التطورات الحالية في الذكاء الاصطناعي المولّد للمحتوى، يبدو أن صناعة الموسيقى على أعتاب مرحلة جديدة من الابتكار الرقمي، حيث يمكن لأي شخص تقريبًا، سواء كان محترفًا أو هاويًا، أن يبتكر موسيقى متقنة باستخدام أدوات تعتمد على التعلم الآلي. ومع استمرار الشركات الكبرى والصغيرة في التجريب، ستستمر النقاشات حول جودة الموسيقى المولدة، وقيمتها الإبداعية، وحقوق الملكية الفكرية، وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي ضمن الصناعة الموسيقية التقليدية.
مشروع OpenAI الموسيقي قد يكون البداية فقط، لكنه يسلط الضوء على المستقبل الذي ستشكل فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الإبداع الموسيقي وصناعة المحتوى الرقمي، حيث تتلاقى الموسيقى والتكنولوجيا لتقديم تجربة جديدة للمستخدمين حول العالم.