قتلت صدام ودمرت العراق.. في يوم "ترقية" مخترع الكذبة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
في مثل هذا اليوم من عام 1989، أصبح كولن بأول أول أمريكي من أصل إفريقي يرأس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، ويواصل فيما بعد صعوده نحو القمة إلى أن يصبح "رمزا للأكاذيب الأمريكية".
إقرأ المزيدقُدر للجنرال كولن بأول، وهو ابن مهاجرين من جاميكا، أن يتقدم أبناء جلدته في مناسبة أخرى بتعيينه في 16 ديسمبر 2000 في منصب وزير الخارجية الأمريكي، للمرة الأولى لأمريكي من أصول إفريقية، وكان ذلك في عهد الرئيس جورج بوش الابن، في حين كان عين في السابقة الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الأب.
حين توفى كولن بأول وكان يبلغ من العمر 84 عاما في 18 أكتوبر 2021 بمضاعفات الفيروس التاجي، نعته عائلته بالقول: "فقدنا زوجا رائعا ومحبا وأبا وجدا وأمريكيا عظيما".
وسائل الإعلام الأمريكية وجدت في حادثة وفاته فرصة لامتداح مزاياه ووصفت كولن بأول بأنه "جندي محترف" و"دبلوماسي عمل في عصر مضطرب".
أما وزير الدفاع الأمريكي الحالي لويد أوستن فقد رثاه قائلا إن "العالم فقد واحدا من أعظم القادة الذين رأيناهم على الإطلاق. أول أمريكي من أصل أفريقي يرأس هيئة الأركان المشتركة، أول وزير خارجية أمريكي من أصل أفريقي، رجل يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم. بصراحة، لا يمكن تعويض كولن بأول".
بالعودة إلى بدايات حياة كولن بأول الذي كان ولد في 5 ابريل عام 1937، نجد أنه عاش في كنف أسرة فقيرة من جاميكا، وأن والدته كانت تعمل في الخياطة، فيما كان يبيع والده الملابس، وحين بلغ كولن من العمر 4 سنوات، حقق والداه بعض النجاح وتمكنا من الانتقال من حي هارلم في نيويورك إلى جنوب حي ذا برونكس.
كان كولن بأول منذ صغره مولعا بالجيش وكان يحلم بأن يصبح عسكريا وقائدا مظفرا. برز في خدمته العسكرية وسرعان ما أصبح مدربا عسكريا وقائدا لكتيبة تدريب، وعمل لاحقا في وحدة أمريكية متمركزة في ألمانيا.
أرسل كولن بأول إلى فيتنام مرتين، أولها في عام 1962، وعمل حينها مستشارا في وحدة عسكرية تابعة للحكومة الموالية للولايات المتحدة في جنوب فيتنام، ويوصف بأنه في تلك الفترة كان من المتحمسين لتلك الحرب الدموية وكان يعتقد بأن القتال "من أجل النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء العالم يجب أن يكون أكثر عنادا".
عمل في البنتاغون، وشارك وهو في منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة في التخطيط لغزو بنما في عام 1990، والحرب ضد العراق في عام 1991، وحين أصبح رئيسا للدبلوماسية الأمريكية وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001 .
في خضم التحضير لغزو العراق، أظهر كولن بأول في جلسة لمجلس الأمن في 5 فبراير 2003 ، أنبوب اختبار به مسحوق أبيض، واستعرض ما أكد أنها أدلة قاطعة على امتلاك صدام حسين أسلحة بيولوجية.
بعد شهر من ذلك بدأت عملية غزو العراق وتدمير مقدراته لاحقا وإدخاله في دوامة من الفوضى والعنف قتل خلالها مئات الآلاف من أبنائه.
بعد عام من إمساكه في مجلس الأمن بأنبوب المسحوق الأبيض، اعترف كولن بأول بأنه كان مخطئا، وأنه "حين قدمت التقرير في فبراير 2003، اعتمدت على أفضل المعلومات التي قدمتها لي وكالة الاستخبارات المركزية. لقد درسنا ذلك بدقة وفحصنا مصادر البيانات المتعلقة بالمختبرات المتنقلة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل على أساس الشاحنات والقطارات. لسوء الحظ، مع مرور الوقت اتضح أن المصادر كانت غير دقيقة وغير صحيحة، وفي بعض الحالات مضللة عمدا".
وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" أجريت معه في عام 2004، صرّح بأول قائلا: "أشعر بخيبة أمل شديدة وأندم على ذلك".
اللافت أن باول من حيث المبدأ لم يكن مؤيدا للغزو العسكري للعراق، ويقال إنه اقترح بدلا من ذلك سياسة لردع صدام حسين، إلا أن كل ذلك لا يفيد، وهو بالطبع لن يعيد الحياة للضحايا العراقيين ولن يمسح بمعجزة الخراب الهائل الذي ألحق بهذا البلد، فالتاريخ كما هو معروف، يحاسب على النتائج لا النوايا.
تلك الأنبوبة التي وضعتها الاستخبارات المركزية في يده وهو على رأس خارجية بلاده، أصبحت نقطة كالحة في سيرة كولن بأول، ترسخت إثرها صورته في مشهد يعد نموذجا للأكاذيب الامريكية الرسمية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف صدام حسين مجلس الأمن الدولي فی عام
إقرأ أيضاً:
ترامب يقلب النظام الجيوسياسي الدولي بأول 100 يوم من رئاسته
فرض دونالد ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فزعزع بعض التحالفات التقليدية، وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأساً على عقب.
من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة وصولاً إلى خفض المساعدات الخارجية، يفرض الرئيس الأميركي رؤيته تحت شعار "أميركا أولاً" على العالم.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد أن "إدارة ترامب قضت على كل المسلّمات. لم تعد هناك فروق واضحة بين الحرب والسلام، والحلفاء والأعداء، والمصالح الوطنية والخاصة، واليسار واليمين".
وكتب على موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "مع شنّ ترامب حرباً تجارية على سائر أنحاء العالم، ومحاولته إبرام صفقة بشأن المعادن في أوكرانيا، وتهديد السلامة الإقليمية لكل من غرينلاند وبنما، فإن القواعد القديمة للنظام الدولي لم تعد قابلة للتطبيق".
في الموازاة، يؤكد الرئيس الجمهوري البالغ من العمر 78 عاماً أنه "صانع سلام" ويروج لرؤيته حول تحقيق "السلام من خلال القوة". كما لا يتردد في دخول مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسيا وإيران.
لكن بعد مرور 100 يوم على توليه منصبه، تبيّن أن المهمة ليست سهلة. فقد استأنفت إسرائيل قصفها لقطاع غزة وانهار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في حين تشن الولايات المتحدة ضربات على الحوثيين في اليمن مع استمرار الصراع في أوكرانيا.
تقارب مع بوتين
ويبقى التغيير الأبرز في السياسية الأميركية منذ تنصيب ترامب في يناير (كانون الثاني) التقارب مع فلاديمير بوتين.
وعبر إعادة التواصل مع الرئيس الروسي، أنهى دونالد ترامب عزلة بوتين الدولية التي فرضتها عليه إدارة الرئيس السابق جو بايدن والدول الغربية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وأجرى الرئيسان مكالمة هاتفية في فبراير (شباط) الماضي، ما أدى إلى بدء تقارب استراتيجي. عقب ذلك، عقد الأميركيون والروس مفاوضات غير مسبوقة في السعودية بهدف استعادة العلاقات بينهما. وقد يلتقي ترامب وبوتين وجهاً لوجه في وقت قريب.
في الوقت نفسه، شدّدت الولايات المتحدة لهجتها تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصولاً إلى اللقاء الشهير في البيت الأبيض حين شن الرئيس ونائبه جيه دي فانس هجوماً لاذعاً على زيلينسكي أمام وسائل الإعلام.
وعقد الأوروبيون، الذين لم يشاركوا بالمفاوضات، اجتماعات ثلاثية شارك فيها مسؤولون أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون الأسبوع الماضي في باريس، قبل اجتماع جديد مقرر في لندن هذا الأسبوع، للبحث في إنهاء الصراع في أوكرانيا.
لكن مع تعثر مفاوضات الهدنة، هدد ترامب بالانسحاب من المناقشات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة.
مفاوضات مع إيران
على صعيد آخر، أجرت إدارة ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيران.
وعقدت الولايات المتحدة وإيران، البلدان العدوان منذ الثورة الإيرانية عام 1979، جولتين من المحادثات غير المباشرة، في سلطنة عمان وروما، بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، صديق ترامب القديم.
وتقول واشنطن التي تنتهج سياسة "الضغوط القصوى" تجاه طهران، إنها تفضل حلاً دبلوماسياً مع إيران لكنها تهدد بتدخل عسكري لضمان عدم حصول طهران على السلاح النووي.
وكان الرئيس الأميركي انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل كبح برنامجها النووي.
وأكد المسؤولون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مراراً أن الرئيس "يفكر خارج الصندوق" وأنه "الوحيد" القادر على قيادة هذه المفاوضات.
وقف المساعدات وترحيل المهاجرين
كذلك، أقر الرئيس الأميركي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بهدف مكافحة الهدر.
كما نفّذ سياسة لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وشن حرباً ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها "منظمات إرهابية أجنبية
ومن بين القرارات الأخرى التي ميّزت ولاية ترامب منذ 20 يناير (كانون الثاني)، إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية.