#الانتخابات..إبشر بالفزعة!
د. مفضي المومني.
2024/8/26
لست ممن يكتبون بجمل منمقة مكرورة تجمل القبيح وتقبح الجميل… ولست من كتاب التسحيج لمن هب ودب… ولا أدعي الكتابة… بل أحاول أن أنقل ما حولي بمفردات لا يأتيها التكلف والباطل نصاً أو إسقاطاً أو قصداً… !
ضجيج الإنتخابات ومصطلحات جماعتنا اللزم:
1- بالتوفيق أن شاء الله: يعني مش رح ينتخبك.
2- أبشر بالفزعة كلنا معك: متحمس كثير بس ما بمون إلا على صوته.
3- الله يجيب إللي فيه الخير: غير مقتنع بالعملية الأنتخابية كلها.
4- أفتح مقرك مشان الله بدنا نشتغل: هذا جاي على باله منسف وكنافة وبيبسي ودوار تعاليل (وقضب شل).
5- نراهن على وعي الشباب المثقف والواعي أن ينتخب فلان: يمارس دور المثقف وهو عشائري عنصري ملعون حرسي.
6- كل الدعم: هذا صادق والله أعلم .
7- إلك حصة عندنا: هاي قصتها قصة وما حدا عارف إيش هي الحصة… حكاها لكل المترشحين..!
8 – كل الهويات على حسابك: هذا دوار أم الخمسين.
9 – لعيونك: عمرك ما رح تشوف صوت منه ولا من جماعته.
١٠-هالكرسي انوجد على شانك وبدنا اللي يخدم البلد والناس بدها اياك وبتحبك وقلبك قوي
ومعارفك كثيره وبيتك دايما مفتوح للغريب والقريب وانت شيخ اب عن جد وما بتقصر مع حدا
وما في حد من المترشحين أحسن منك… (هذول بدهم يكفتوه بحوض النعنع ومش مسمين عليه)
هذا وغيره ضجيج مجالسنا ولقاءات المترشحين بالناخبين… وغيره الكثير…!
الإنتخابات وما ادراك ما الإنتخابات… نمارس طقوسها كل ذات مجلس جديد…وكالعادة… تدب الحياة في عروقنا ونخرج من بياتنا الشتوي… وحسابات الحياة والطفر وقلة الحيلة… وفواتير لا تنتهي… وجامعات… واقساط للبنوك… وبطالة.. فيأتي ابليس الانتخابات ليوسوس بيننا فنحلم بالإصلاح والتغيير… ونحلم بالعشيرة… والأفخاذ… فنصطف هنا وهناك… مكرهين تارة وسذج تارة أخرى… ومراقبين في أحسن الأحوال…وطاحونة الإستغفال تعبث بوهننا وقلة حيلتنا حد الهبل أحياناً… وتثبت لنا أننا إما درجات سلم أو ظهر مكسور أو جسر أو حشوات لخدمة ثلة من المترشحين أو مهندسي الانتخابات… أو القانون أو هيلمان العشيرة… فنتوهم أننا موضع اهتمام… وأننا مؤثرين… وأننا اصحاب صوت غالي لمن صانه ورخيص لمن اشتراه… وانتقلنا هذه المرة من الشراء بالمفرق إلى الشراء بالجملة( واسئلوا الحشوات الحزبية والمحلية)… واضافت بعض الاحزاب إجتهاد جديد بحجز المقاعد الأولى لمن يدفع أكثر… لينعم بالتمثيل المدفوع مسبقاً على غرار بطاقات الموبايل..! واصبح العرس الديموقراطي المأمول والمنتظر لمن يدفع أكثر… (بغض النظر من وين جاب المصاري…!)…. واخرى تحبونها… (انشدكوا بالله)… هل الكثير من المترشحين مؤهلين ليكونوا نواب تشريع ورقابة ووطن.. ؟؟!!
وبعضهم لو امتحنته بسؤال ثقافة وطنية صف رابع ما بعرف..! فالترشح للنيابة على أهميتها لا يخضع لامتحان قبول… ولو تم ذلك لاصبحت الانتخابات ربما بالتزكية… لان البعض (طشيه) أو مابفك الخط بالنيابه… وعندما ينجح… يحاول أن يتعلم اربع سنوات (إذا لم تقصف الحكومة عمر المجلس بالقانون..!) وبعدها بلزق وبده يسجل رقم قياسي… والمجرب لا يجرب..! فهل هذا ما نريد؟ وهل كل عبثنا وشيطناتنا الانتخابية ستنتج مجلس يعتد به لقادم الأيام..! وهل اصبحنا نجتر الفشل ونغفو ونصحو على ذات الممارسات…. حتى مشروع الملك والدولة في الإصلاح الذي نتغنى به… يسعى البعض لإفساده بطرق شيطانية… ليكرسوا أنفسهم نوابا مدى الحياة… وليذهب للجحيم كل كفؤ وقادر… وتاريخنا النيابي عملها مرةً ومرات..!
بكل الأحوال سنمضي للإنتخابات… مثقلين بخياراتنا… متفائلين حيناً ومتشائمين حيناً… لننتخب من يمثلنا حقاً وهم قلة… ومن ينسانا بعد أن ضحك علينا وحقق مبتغاه الشخصي بالراتب والامتيازات والسفرات والجاه والوجاه… فيرجع لبياته الشتوي في العبدلي بجانب المسجد…! ويتذكرنا قبل الانتخابات القادمة بشهرين…!. وجيب كنافه للشباب… و(طعمي الثم بتستحي العين…!) وشَرّب عمي لقرايبك… وخطب رنانه من ذات الاشخاص محشوة بالمدح والردح يكررها مفوهون وهما عند كل مرشح دفيع يصنعون منه (رجل المرحلة وشمشون الجبار وأبو النار وأبو العريف… وابو العرمرم… والنبيه الغافل لا يجيد القاء خطبه من سطر ونص بدون وريقة… !) وسلامتك وتعيش…!
نطمح بمجلس نيابي قادر على التغيير… وفي ظل ممارساتنا وخربطاتنا فمشوارنا طويل… ورأيي الشخصي إذا يسر الله وترسخت الحزبية الحقيقية وليست المستولدة والمهجنة والمعجنة… فسنصل للإصلاح ولو بعد عمر طويل…ربما في جيل غير جيلنا إذا ظلينا على هالحال..!. حمى الله الاردن.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
"القديس يوحنا السلمي.. معلم الحياة الروحية وكاتب "السلم إلى السماء"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد القديس يوحنا السلّمي أحد أبرز الشخصيات الروحية في تاريخ الكنيسة، حيث كرس حياته للزهد والتأمل، وترك تراثًا روحيًا عميقًا من خلال كتابه الشهير "السلم إلى السماء"، الذي يعتبر دليلًا هامًا للنمو الروحي والتدرج في الفضائل.
ولد يوحنا السلّمي في القرن السادس الميلادي، وترهب في دير القديس كاترين بجبل سيناء، حيث عاش في حياة نسكية تأملية، وتعمق في دراسة الكتاب المقدس وتعاليم الآباء، ومن خلال خبرته الروحية الطويلة، الف كتابه الفريد الذي يصور الحياة الروحية كسلم يرتقي فيه الإنسان درجة بعد أخرى، حتى يصل إلى الكمال المسيحي.
يتكون الكتاب من ثلاثين درجة روحية، تعبر عن مراحل النمو في الفضيلة والانتصار على الخطايا، بدءًا من التوبة والاتضاع، وصولًا إلى المحبة الكاملة والاتحاد بالله، ويشبه القديس يوحنا الحياة الروحية بسلم رآه يعقوب في حلمه، حيث تصعد النفوس المجاهدة تدريجيًا نحو السماء.
ويؤكد الكتاب على أهمية الجهاد الروحي والصلاة المستمرة، كما يوضح كيف يمكن للإنسان التغلب على العوائق التي تمنعه من التقدم في حياته الروحية، مثل الغضب، والكبرياء، والكسل الروحي.
وخلال الصوم الكبير، تتجه أنظار الكثيرين إلى كتاب "السلم إلى السماء" كدليل للنمو الروحي، حيث يقدّم خطوات واضحة تساعد الإنسان على التوبة الحقيقية والتقرب من الله من خلال الصلاة، الصوم، والجهاد الروحي المستمر.
ويظل إرث القديس يوحنا السلّمي علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة، حيث يدعو الجميع إلى السير في طريق الفضيلة، والتدرج في الحياة الروحية حتى الوصول إلى النعمة الإلهية الكاملة.