ازدادت حدة الظواهر المناخية المتطرفة في اليمن، وأصبحت تُشكل تهديداً كبيراً على حياة وممتلكات السكان، خصوصا الذين يعيشون في مناطق السهول كونها تقع في مجاري السيول.

 

 في منطقة شمير، مديرية مقبنة جرفت السيول دكان الأربعيني، مبارك الحميري، إلى جانب سيارته ذات الدفع الرباعي ودراجته النارية.

 

يقول مبارك لـ "الموقع بوست" عند وصول السيول المنطقة كانت غزيرة وبشدة في حينها فكرت كيف انجو بحياتي، غادرت دكاني إلى منزلي الذي يبعد عن مجرى السيول مسافة قصيرة ولم يخطر على بالي أنني سأفقد مصدر دخلي الوحيد في لمح البصر".

 

ويضيف بحزن "شعرت بالألم يعتصر قلبي وأنا أشاهده من نافذة منزلي ينهار وليس بيدي حيلة لمنع ذلك وحماية مصدر قوت أطفالي".

 

تأتي الكوارث الطبيعية مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذ عشر سنوات، وما ألحقته من أضرار جسيمة في كافة القطاعات والخدمات، والبنى التحتية، وتدني الإمكانيات لدى مكاتب الأشغال والدفاع المدني، في التحذير المبكر لأهالي المناطق التي من المحتمل أن تصل إليها سيول الامطار.

 

أضرار جسيمة

 

 مع حلول موسم الأمطار، تشهد العديد من المحافظات اليمنية ارتفاعًا في عدد ضحايا الغرق وجرف السيول، وقد بلغ عدد ضحايا هذا الموسم منذ طلعه الشهر الماضي 45 شخصا، بالإضافة إلى فقدان 12 آخرين، فضلا عن نزوح آلاف وتضرر أكثر من 93 ألف وحدة سكنية، في محافظتي الحديدة وتعز إثر التغيرات المناخية التي تمر بها البلاد، وفق إحصائية جمعية الهلال الأحمر اليمني

 

ووفقاً لتقرير صادر عن الوحدة التنفيذية في محافظة الحديدة (غربي اليمن) أن الأسر المتضررة بهذه الكارثة بلغت 2073 أسرة موزعة على 22 مخيماً في مديريتي حيس والخوخة، مشيراً إلى وفاة أربعة في حيس وتدمير 132 منزلا كما طمرت السيول مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وأتلفت المحاصيل فيها، وجرفت عدد من الالغام وأوصلتها إلى مناطق زراعية ومأهولة بالسكان، وفقاً للتقرير.

 

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، وفاة 15 شخصاً وتضرر 10 آلاف آخرين جراء السيول التي ضربت مديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز الأسبوع الماضي، متسببة بطمر 80 بئراً وجرف أراضي زراعية، وتضرر المنازل والبنية التحتية.

 

تبعات سلبية

 

هناك آثار وتبعات كبيرة سببتها السيول للمواطنين منها النفسية والاجتماعية والمادية والاقتصادية المترتبة نتيجة هذه الكارثة وخاصة في السهول التهامية التي يعيش سكانها حياة بسيطة يعتمدون بشكل شبه كلي على الزراعة.

 

في هذا السياق يعتبر المختص الاجتماعي وديع المخلافي السيول في محافظة الحديدة من الكوارث التي لها تأثيرات نفسية خطيرة وطويلة الأمد على السكان المتضررين، وكذلك لها تبعات اجتماعية ومادية كبيرة على المواطنين والممتلكات والمزارعين بشكل عام، ويمكن أن تشمل هذه التأثيرات والتبعات العديد من الجوانب، منها الصدمات النفسية، الخوف والقلق، الإحباط والشعور بالعجز".

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يقول المخلافي "تؤدي السيول إلى تهدم المنازل وفقدان الأراضي الزراعية بسبب عامل التجريف التي تتعرض له الأراضي، ولهذا السبب تجبر العائلات على الانتقال إلى مناطق أخرى أو العيش في مخيمات مؤقتة، ما يساهم في زيادة معاناة الأسر المتضررة وانتشار الأمراض في أوساطها".

 

كما يشير المخلافي إلى أن السيول في الحديدة كارثة طبيعية وتحديا كبيرا للمجتمع المحلي، وكان لذلك العديد من التبعات النفسية التي تتطلب تدخلات نفسية واجتماعية مدروسة، لتوفير الدعم اللازم للأفراد والمجتمعات المتضررة، ومساعدتهم على التعافي واستعادة حياتهم الطبيعية. كما يتطلب الوضع هناك استجابة شاملة ومتعددة الجوانب للتعامل مع تداعياتها الاجتماعية والمادية والاقتصادية.

 

معاناة بالغة

 

عمل الحاج أحمد فتيني (50عاما) لأشهر في زراعة أرضه التي تقع في مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة بكل جهدٍ  آملاً أن تعود عليه بخيراتها ليسد جزءا من حاجات أسرته، إلا أن السيول جرفت أمله في مزرعته وكادت تقضي عليه هو الآخر.

 

في نوفمبر 2023، أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن تقريراً يوضح المستقبل المتوقع للمناخ في اليمن؛ وكيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على التنمية الاقتصادية والبشرية على المدى الطويل.

 

وقال التقرير إن اليمن يُعد من بين البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ، وهو البلد الذي يواجه أزمة متفاقمة في المياه منذ عقود. ومع ذلك، مثل معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، فإن مساهمة اليمن في أزمة المناخ قليلة جداً.

 

وتوقع التقرير زيادة في سوء التغذية والفقر في اليمن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات مناخية لبناء القدرة على الصمود. مع تغير المناخ وبحلول عام 2060، من المتوقع أن يفقد اليمن 93 مليار دولار تراكمي في الناتج المحلي الإجمالي وأن يعاني 3.8 مليون شخص إضافي من سوء التغذية في البلد.

 

وضع مناخي متفاقم

 

يقول الخبير البيئي والرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة د. عبد القادر الخراز إن "اليمن يُعد من الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغيرات المناخ، لا سيما وأنه يعاني من موجات جفاف قاسية وفيضانات وأعاصير وأمطار غزيرة نتجت عن هطول كميات كبيرة من الأمطار، فقد أثرت على كل من المناطق الساحلية والداخلية، مما أدى إلى تفاقم أزمة نقص المياه وانعدام الأمن الغذائي، وتسببت بأضرار جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات، كما أدت إلى نزوح العديد من السكان".

 

وحذر الخبير الخراز من أن تغيرات المناخ وعلى الرغم من أنَّها ظاهرة طبيعية، إلا أنَّها تسارعت بسبب الأنشطة البشرية، مما أدى إلى ظهور تأثيراتها بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعًا، مضيفاً: "ما كان سيحدث خلال 100 أو 200 سنة، أصبحنا نراه يتجلى الآن خلال 10 سنوات فقط".

 

وأشار الخراز إلى أن التأثيرات، مثل العواصف الشديدة والفيضانات والجفاف، ستزداد سوءًا إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، لافتا إلى أهمية الاستعداد لتغيرات المناخ من خلال تحسين أنظمة الإنذار المبكر وإنشاء بنى تحتية مناسبة.

 

وشدّد على ضرورة اتخاذ خطوات للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك سنّ قوانين وتشريعات تمنع البناء في المناطق الخطرة، وتفعيل القوانين الموجودة، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة. مؤكدا على أهمية تنفيذ مشاريع مستدامة ومكافحة الفساد في الوزارات ذات الصلة، لضمان تنفيذ المشاريع بشكل فعال

 

التداعيات والحلول

 

الخبير في مجال دراسات البيئة والمناخ علي الذبحاني أوضح أنه يمكن تلخيص تداعيات تغيير المناخ في اليمن بزيادة الصراع على الموارد المائية، وتدهور الأمن الغذائي بسبب انخفاض انتاج الغذاء، نتيجة الجفاف وتدهور جودة التربة.

 

يشير الذبحاني في سياق تصريحه لـ "الموقع بوست" إلى دور التغيرات في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن زيادة التشرد والهجرة، بحثًا عن الموارد ماء وطعام أفضل، وارتفاع مستوى سطح البحر في أماكن وانحساره في أماكن أخرى مما يهدد المناطق الساحلية والمنازل والبنية التحتية.

 

في حديثه عن الحلول يلفت الذبحاني إلى "أهمية التحول إلى مصادر طاقة نظيفة لتقليل انبعاثات الكربون، وحماية الموارد الطبيعية من خلال تشجيع ممارسات الزراعة المستدامة والحفاظ على الغطاء البيئي بأنواعه".

 

ويتابع "كما يجب تطوير بنية تحتية مقاومة للكوارث البيئية للتعامل معها وتعزيز التعاون الدولي لتبادل المعرفة والتكنولوجيا والموارد في مجال مكافحة تغير المناخ والتكيف معه".

 

ويعد سكان الدول النامية الأكثر تأثرا، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن هذه الدول بحاجة إلى تريليون دولار سنويا لتفادي الآثار السلبية للتغير المناخي، بما في ذلك العالم العربي، حيث تعاني عدد من دوله من ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه والجفاف وتآكل في سواحلها على البحر المتوسط الذي يرتفع منسوب المياه فيه، مهددا مدنا تاريخية بالغرق.

 

كما شهدت منطقة الخليج تكرارا للعواصف الترابية والرعدية، ترافقها فيضانات غزيرة. وتحذر دراسات من أن درجات الحرارة في بعض دول الخليج قد تتجاوز 60 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الجاري.

 

إن تغير المناخ من التهديدات الكبرى للسلام والأمن الدوليين. فبسبب آثار تغير المناخ يحتدم التنافس على الموارد، مثل الأراضي والغذاء والمياه، الأمر الذي يؤجج التوترات الاجتماعية والاقتصادية ويؤدي بصورة متزايدة إلى النزوح الجماعي للسكان.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن سيول الأمطار تهامة تغیر المناخ العدید من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3

فبراير 6, 2025آخر تحديث: فبراير 6, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار دولي، جامعة دبلن

بدأت قصة علاقتي بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بدعوة لالقاء محاضرة. حينها، لم اكن اتوقع ان هذه الزيارة ستكون بمثابة رحلة استكشافية في عالم العلم والمعرفة. في اليوم الأول، انصب تركيزي على التعرف على بعض اعضاء هيئة التدريس. لكن مع مرور الوقت، بدأت اكتشف جوانباأخرى لهذا المعهد. في اليوم الثاني، انخرطت في نقاشات مطولة مع باحثين شباب،اأذهلني حماسهم وأفكارهم المبتكرة. في اليوم الثالث، تجولت في أروقة المعهد وتأملت في البيئة التي تشجع على الابداع والابتكار. مع نهاية الزيارة، ادركت انني لم اكن مجرد ضيف، بل كنت جزءاً من تجربة فريدة. لقد كانت رحلة متسلسلة، بدأت بدعوة، ثم تحولت الى سلسلة من العلاقات والتفاعلات المثمرة، لتنتهي بانطباع راسخ عن كالتك كصرح علمي شامخ.

يتميز معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بتركيزه الحصري والدقيق على العلوم والهندسة والتكنولوجيا، مما جعله بحق مركزا عالميا للبحث والابتكار في هذه المجالات الحيوية. هذا التركيز لا يقتصر على تقديم مناهج دراسية متخصصة، بل يتعداه الى توفير بيئة حاضنة للابداع والاكتشاف العلمي. يتميز ايضا بحجمه الصغير نسبيا مقارنة بالجامعات الكبرى، وهذا الحجم يتيح نسبة عالية جدا بين الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يعزز التفاعل الوثيق والمباشر بين الطرفين، ويضمن توجيها شخصيا فريدا لكل طالب، حيث يحظى الطلاب بفرصة العمل عن كثب مع كبار العلماء والباحثين. تعتبر البيئة البحثية المكثفة والغنية بالفرص من ابرز سمات كالتيك، حيث يشجع الطلاب، من المراحل الجامعية الاولى وحتى الدراسات العليا، على المشاركة الفعالة في ابحاث متطورة ورائدة جنبا الى جنب مع اعضاء هيئة تدريس عالميين معترف بهم دوليا، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساهم في تطوير مهاراتهم البحثية. اضافة الى ذلك، يدير كالتيك بكل فخر واقتدار مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا، وهو مركز رائد عالميا لابحاث الفضاء واستكشافه وتطوير الروبوتات والمركبات الفضائية، ما يتيح للطلاب فرصة فريدة للمشاركة في مشاريع فضائية حقيقية. واخيرا، خرج كالتيك على مر تاريخه العديد من العلماء والمهندسين ورجال الاعمال البارزين الذين تركوا بصمات واضحة في مجالاتهم، بمن فيهم الحائزون على جائزة نوبل في مختلف فروع العلوم والذي يقدر عددهم بسبعين عالما، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة.

تاسس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1891 باسم متواضع هو “مدرسة ثروب للفنون اليدوية” على يد رجل الاعمال والسياسي اموس جي ثروب. كانت المدرسة في بداياتها تركز على تعليم الحرف اليدوية والمهارات التقنية، ولكنها سرعان ما بدات في التطور والتوسع في مجالات العلوم والهندسة. تطورت المؤسسة عبر السنين بشكل ملحوظ، وشهدت تغيير اسمها عدة مرات قبل ان يعرف باسمه الحالي، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في عام 1920، وهو الاسم الذي يعبر بدقة عن طبيعة المؤسسة واهدافها. نما كالتيك تدريجيا ليصبح جامعة بحثية رائدة على المستوى العالمي، واكتسب سمعة مرموقة بفضل مساهماته الهامة والجذرية في مجالات العلوم والهندسة، حيث يعتبر منارة للعلم والمعرفة والتكنولوجيا على مستوى العالم.

يجري معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ابحاثا متطورة ورائدة تتجاوز حدود المعرفة في مجالات متنوعة وشاملة، تشمل الفيزياء النظرية والتجريبية، حيث تجرى دراسات معمقة حول الكون وقوانينه الاساسية، وصولا الى دراسة الجسيمات دون الذرية، وعلم الفلك واستكشاف الفضاء، من خلال دراسة الكواكب والنجوم والمجرات، وتطوير التلسكوبات والمركبات الفضائية، والكيمياء بجميع فروعها، من الكيمياء العضوية وغير العضوية الى الكيمياء الحيوية والفيزيائية، والاحياء الجزيئية والخلوية، التي تركز على دراسة العمليات الحيوية على المستوى الجزيئي والخلوي، والهندسة بفروعها المختلفة من الميكانيكية الى الكهربائية والفضائية، حيث تطور تقنيات جديدة في مجالات الروبوتات والطاقة والنقل، وعلوم الارض والكواكب ودراسة الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والتغيرات المناخية. هذه الابحاث لا تثري المعرفة العلمية فحسب، بل تساهم ايضا في حل مشاكل عالمية ملحة.

ضم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عبر تاريخه كوكبة من اشهر العلماء الذين ساهموا باسهامات جليلة في مختلف المجالات العلمية. من الصعب حصرهم جميعا، لكن ابرزهم ريتشارد فاينمان عالم فيزياء نظرية شهير، حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 عن اعماله في الديناميكا الكهربية الكمية، وموراي جيل مان عالم فيزياء نظرية حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1969 عن اكتشافاته المتعلقة بتصنيف الجسيمات الاولية وتفاعلاتها، وكارل ساغان عالم فلك وكاتب ومروج للعلوم اشتهر بابحاثه في مجال الكواكب وبرنامجه التلفزيوني “الكون” ، ولينوس باولنغ عالم كيمياء حائز على جائزتي نوبل، الاولى في الكيمياء عام 1954 عن ابحاثه في طبيعة الرابطة الكيميائية، والثانية جائزة نوبل للسلام عام 1962 لنشاطه ضد التجارب النووية، واحمد زويل عالم كيمياء مصري امريكي حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن اختراعه ميكروسكوب الفيمتوثانية الذي يمكن من خلاله رؤية حركة الذرات داخل الجزيئات عند حدوث التفاعلات الكيميائية، وجون فون نيومان عالم رياضيات وفيزياء وحاسوب مجري امريكي، ساهم في تطوير الحاسوب الحديث ونظرية الالعاب.

يولي كالتيك اهمية كبيرة لمشاركة الطلاب في هذه الابحاث، سواء في مرحلة الدراسة الجامعية الاولية او الدراسات العليا. ففي المرحلة الجامعية الاولية، يشجع الطلاب على الانخراط في مشاريع بحثية صغيرة تحت اشراف اعضاء هيئة التدريس، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساعدهم على تطوير مهاراتهم البحثية والتفكير النقدي. اما في الدراسات العليا، فيعتبر البحث العلمي جزءا اساسيا من البرنامج الدراسي، حيث يعمل الطلاب على مشاريع بحثية معمقة تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي.

يمتلك كالتيك مرافق حديثة ومتطورة على اعلى مستوى عالمي، تساعد الباحثين والطلاب على اجراء ابحاثهم بكفاءة وفعالية. تشمل هذه المرافق المختبرات المجهزة باحدث التقنيات والاجهزة، التي تمكن الباحثين من اجراء تجارب معقدة ودقيقة، والمراصد الفلكية المجهزة باقوى التلسكوبات، التي تتيح رصد ودراسة الاجرام السماوية بدقة عالية، ومراكز الحوسبة عالية الاداء التي تمكن الباحثين من اجراء عمليات محاكاة معقدة وتحليل كميات هائلة من البيانات. هذه المرافق توفر بيئة بحثية مثالية تشجع على الابتكار والاكتشاف.

يتعاون كالتيك بشكل وثيق مع مؤسسات بحثية وجامعات مرموقة في جميع انحاء العالم، مما يعزز تبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والعلماء من مختلف الجنسيات والخلفيات العلمية، ويساهم في تقدم البحث العلمي على المستوى الدولي. هذه الشراكات تتيح للطلاب والباحثين في كالتيك فرصة التعاون مع باحثين من مؤسسات اخرى، والاطلاع على احدث التطورات في مجالاتهم.

يعتبر كالتيك بحق من افضل الجامعات على مستوى العالم للعديد من الاسباب، منها تميزه الاكاديمي ومعاييره الصارمة في اختيار الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يضمن وجود نخبة من العقول الشابة والخبيرة في مكان واحد، وبحثه الرائد الذي يساهم بشكل فعال في تقدم العلوم والهندسة وخدمة البشرية، من خلال تطوير تقنيات جديدة وحلول مبتكرة لمشاكل عالمية، وبسبب خريجيه المؤثرين الذين يحدثون تغييرا ايجابيا في مجتمعاتهم من خلال ابتكاراتهم واكتشافاتهم، وبسبب تصنيفاته العالمية المتقدمة باستمرار في جميع قوائم تصنيف الجامعات العالمية المرموقة، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة. هذه العوامل مجتمعة ترسخ مكانة كالتيك كاحدى اهم المؤسسات العلمية والبحثية في العالم، ومساهمته الكبيرة في اعداد جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على قيادة مستقبل العلوم والتكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • «تقرير»: درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير أعلى عن الرقم القياسي المسجل في 2024
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • «يناير2025» الأعلى على الإطلاق.. تغير المناخ يدفع «الحرارة» لمستويات غير مسبوقة
  • التهاب المفاصل..ما أبرز الأطعمة التي تُساعد في تخفيف أوجاع هذا المرض؟
  • المدن الاسفنجية..مساحات خضراء تواجة مخاطر تغير المناخ
  • دراسة تربط بين تغير المناخ ومرض الخرف
  • تقرير جديد لـ معلومات الوزراء حول تداعيات تغير المناخ على مستقبل الطاقة
  • تقرير جديد لـ "معلومات الوزراء" حول تداعيات تغير المناخ على مستقبل الطاقة
  • معلومات الوزراء يستعرض تقريرا جديدا حول تداعيات «تغير المناخ على مستقبل الطاقة»
  • دراسة: تغير المناخ ساهم في تكاثر أعداد القوارض في مدن مثل أمستردام ونيويورك وتورنتو