رباط المنصور قلاوون.. وقف مملوكي للفقراء وزوار القدس
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تمثل المباني المملوكية في القدس حالة عمارة فريدة، إذ تضم البلدة القديمة عددا كبيرا من هذه الأبنية المميزة. وتزخر القدس بستة رباطات كانت محطّ استقطاب سدنة المسجد الأقصى، بينها رباط قلاوون في طريق باب المجلس.
وكانت رباطات القدس موضع اهتمام الزائرين والمحبين لخدمة الأقصى، ويعدّ رباط قلاوون من الأربطة الضخمة التي بنيت في عصر أسرة قلاوون المملوكية التي حكمت مدينة القدس قرابة 200 عام.
الرباط هو الإقامة في الثغور والأماكن التي يخاف على أهلها من الأعداء، والهدف الأساسي من الرباطات توفير أماكن سكن للزوار والحجاج.
يقع رباط قلاوون في الجهة الجنوبية من طريق باب الناظر (المجلس)، أحد أبواب المسجد الأقصى، تجاه رباط علاء الدين البصير.
وقد أمر ببنائه السلطان المملوكي المنصور قلاوون الصالحي سنة 681هـ/1282م، وأوقفه على الفقراء وزوار بيت المقدس، كما يتبين من نقش كتابي فوق باب الرباط.
يتكون هذا الرباط من ساحة مكشوفة بها مسجد وتحيط بها غرف وخلوات موزعة على صفين متقابلين، شمالي وجنوبي.
كما أن لرباط قلاوون مدخلا معقودا تعلوه أقواس، يؤدي إلى دركاه (ضريح) مسقوفة بطريقة القبو المتقاطع، وتؤدي هي أيضا إلى الساحة المكشوفة والغرف والخلاوي.
ويلحق بالرباط أيضا عدد من الحواصل (المخازن) لتخزين الحبوب. وقد زيد في عدد الغرف في الساحة المكشوفة لتستوعب عددا أكبر من السكان.
للرباط واجهة عمرانية جميلة تطلّ على طريق باب الناظر، تمتد على 68 مترا، وترتفع إلى ما يقرب من 11 مترا، وهي مكونة من قسمين: علوي يعود تاريخه إلى الحقبة العثمانية المبكرة (من القرن العاشر إلى القرن السادس عشر)، وقسم سفلي أصلي يعود إلى الحقبة المملوكية.
ويفصل القسمين عن بعضهما إطار زخرفي مشكل من مجموعة من المحارات الحجرية المضلعة. وعلى الرغم من التشويهات والإضافات التي تعرضت لها الواجهة عبر العصور، فإن بعض عناصرها الأصلية لا تزال واضحة.
تستخدم القاعة الرئيسة للرباط ناديا تقام فيه الفعاليات للجالية الأفريقية من النيجريين والتكارنة السودانيين والتشاديين الذين سكنوا هذا المكان لأنهم كانوا حراس المسجد الأقصى، فأصبحت القاعة الرئيسة.
وذكر مجير الدين الحنبلي أنه يوجد داخل الرباط قبر فاطمة بنت معاوية بن أبي سفيان.
خصص رباط قلاوون لإقامة المتصوفة رجالا ونساء، وقد بلغ عدد المقيمين فيه مطلع العقد السابع من القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي 86 مقيما (يسمون مجاورين لمجاورتهم المسجد الأقصى).
وفي العهد العثماني تحولت وظيفته إلى سجن لتوقيف المتهمين قبل محاكمتهم، وعرف باسم حبس الرباط، وفي أواخر عهدهم استعمل دارا تسكنها عائلات من التكارنة السودانيين.
الأوقاف التي حبست على الرباطتبين الوثائق الأوقاف التي حبست على رباط قلاوون في كل من عكا وغزة ونابلس وصفد والقدس، وطرق استغلالها وإدارتها وجباية ريعها وتوزيعه على المستفيدين، ومخصصات نزلائه المالية والعينية، والوظائف فيه وأصحابها الذين كثيرا ما كانوا من عائلتي أبي اللطف والديري والفتياني.
ومما يلفت النظر في شؤونه أن عائدات القطن من أوقافه في عكا فقط بلغت 4068 رطلا في سنة 976 هـ/1568م، وقد فاق ريعه من جلّ أوقافه في نهاية القرن السادس عشر مبلغ 15 ألف أقجة (عملة الدولة العثمانية).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المسجد الأقصى قلاوون فی
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى برمضان
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم السبت، الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة والرباط والاعتكاف، وذلك مع تزايد تضييقات الاحتلال لتقييد وصول المصلين في المسجد خلال شهر رمضان.
وقالت الحركة في بيان بمناسبة حلول الشهر الفضيل، "ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة والقدس والداخل المحتل إلى حشدّ كلّ الطاقات في هذا الشهر عبر شدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى والرّباط والاعتكاف فيه".
وأضافت الحركة "لتكن أيام رمضان ولياليه المباركة طاعة ورباطا ومقاومة للعدو وقطعان مستوطنيه، وذودا وحماية للقدس والأقصى حتى تحريرهما من دنس الاحتلال".
كما طالبت حماس الفلسطينيين في كافة المناطق حول العالم بإطلاق أوسع المبادرات والفعاليات التضامنية مع أهلهم في قطاع غزة والضفة والقدس.
وكانت حماس دانت -الثلاثاء الماضي- اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ودعت إلى التصدي لكل محاولات "تدنيسه وفرض السيطرة عليه".
أدانت حركة حـ.ـماس -أمس الثلاثاء- اعتزام إسرائيل تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ودعت إلى شد الرحال إليه والتصدي لكل محاولات "تدنيسه" و"فرض السيطرة عليه".
وقالت الحركة -في بيان- "ندين بأشد العبارات ما أوصت به شرطة الاحتلال ومخططاتها لتقييد وصول المصلين… pic.twitter.com/2CmqgI0k91
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 26, 2025
إعلان
ومساء أمس الجمعة، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن سلطات الاحتلال فرضت طوقا أمنيا مشددا على القدس، بزعم أن ذلك لأغراض أمنية، بينما الهدف الحقيقي هو تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
وخلال شهر رمضان في كل عام تفرض إسرائيل إجراءات للتضييق على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، في القدس الشرقية المحتلة.
ويعتبر الفلسطينيون تلك التضييقات ضمن إجراءات إسرائيل المكثفة لتهويد القدس والسيطرة عليها، بما فيها المسجد الأقصى، في ظل تسارع الاستيطان والتهجير، بموازاة تصعيد عسكري في الضفة الغربية وفي أعقاب حرب إبادة على قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس، قال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس إن قوات الاحتلال وضعت "الحواجز والسواتر الحديدية في الطرقات المؤدية إلى الأقصى وعلى أبوابه".
كما حذرت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان.
وأضافت اللجنة في بيان أن "إعلان الاحتلال مضاعفة إجراءاته القمعية خلال شهر رمضان، وتحديد أعداد المصلين وقرارات الإبعاد، هدفه إفراغ المسجد الأقصى، وعزله عن محيطه الفلسطيني والاستفراد به، لاستكمال مشروعه التهويدي لمدينة القدس ومقدساتها".
وفي وقت سابق أمس، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن الشرطة تعتزم نشر قوات إضافية في القدس، خاصة في محيط المسجد الأقصى، مع بداية شهر رمضان.
وقدرت القناة زيادة أعداد عناصر الشرطة بنحو ألفين، مشيرة إلى أن الانتشار الأمني المكثف سيكون في أماكن واسعة بمدينة القدس ومداخلها ومخارجها وعلى مفترقات كثيرة حولها.
ليلة الأول من رمضان..
قوات الاحتلال تنصب الحواجز والسواتر الحديدية في الشوارع المؤدية للمسجد الأقصى.#فلسطين pic.twitter.com/b9ia46AGan
— palgraph (@palestine_graph) February 28, 2025
إعلانوالأحد الماضي، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الشرطة وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى استعدادا لشهر رمضان، وتعتزم نشر 3 آلاف شرطي يوميا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس وصولا إلى المسجد الأقصى.
وتأتي هذه التعزيزات الأمنية بعد أن قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقييد وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وسط تقارير عن أنها لن تسمح لأكثر من 10 آلاف من فلسطينيي الضفة بالوصول إليه خلال أيام الجمعة من رمضان.