موجة جديدة من تفشي الكوليرا تهدد سكان اليمن
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
ظهرت أعراض الكوليرا على عبده إبراهيم (62 سنة)، وتم عرضه على أحد الأطباء في ريف تعز، جنوب غربي اليمن، والذي أوصى بسرعة نقله إلى إحدى مستشفيات المدينة، ورغم أن المستشفى يبعد عن قريته نحو 10 كيلومترات فقط، لكن المسعفين لم يتح لهم الوقت لإنقاذه، ولفظ أنفاسه في الطريق إلى المستشفى.
وتعج مستشفيات مدينة تعز بعشرات المصابين بمرض الكوليرا الذي عاد إلى الانتشار مجدداً بالتزامن مع موسم الأمطار في البلاد، في ظل كثرة المستنقعات المائية، وانعدام المياه الصالحة للشرب.
وكشفت إحصائية رسمية حديثة عن ارتفاع أعداد الإصابات منذ مطلع العام الجاري إلى أكثر من 28 ألف إصابة، فضلاً عن 148 وفاة مرتبطة بالمرض في المحافظات الواقعة ضمن نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتصدرت الضالع قائمة المحافظات في عدد الإصابات بعدد 6008 إصابات، تليها عدن بـ5746 إصابة، ثم أبين 4944، ولحج 4243، وتعز 4038، والحديدة 2233، ومأرب 653، وحضرموت الساحل 301، والبيضاء 199، وشبوة 147، وحضرموت الوادي 37، وسقطرى 27، والمهرة 20 إصابة.
وبيّنت الإحصائية الصادرة عن النظام الإلكتروني المتكامل للإنذار المبكر للأمراض، أنه من بين إجمالي الإصابات المُبلغ عنها، هناك 148 وفاة، 43 منها في محافظة لحج، و38 في أبين، و34 وفاة في تعز، و23 في عدن، بينما سجلت مأرب 7 وفيات، والحديدة وَفاتين، وفي المكلا وفاة واحدة.
وفي منتصف أغسطس/آب الجاري، أكدت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ ليزا دوتن، أمام الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن اليمن، أن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في جميع أنحاء اليمن، وصلت إلى أكثر من 147 ألف حالة، بينها أكثر من 118 ألف حالة في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين.
والأربعاء الماضي، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، تسجيل أكثر من 2500 إصابة بأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك في مديرية موزع بمحافظة تعز، خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. وقالت المنظمة إنها عالجت ما مجموعه 2542 إصابة في مركز مفرق المخا للرعاية الصحية، والذي تدعمه منذ عام 2023، بهدف زيادة قدرة الرعاية الصحية الأولية في المناطق الريفية في محافظة تعز، من بينها 965 إصابة ملاريا، و488 إصابة حمى ضنك، كما عالجت 1089 تظهر عليهم أعراض وباء الكوليرا.
وأشار وزير الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، قاسم بحيبح، في تصريحات صحافية، إلى انتشار وباء الكوليرا انتشاراً مقلقاً، مؤكداً أن "تراجع التمويل الدولي أثر بشكل كبير على الوضع الصحي، ويهدد حياة الكثير من الأطفال والنساء. الأوضاع قد تتفاقم مع استمرار السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت عدة محافظات، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض الوبائية".
ويقول مسؤول الإعلام الصحي بمكتب الصحة في تعز، تيسير السامعي، لـ"العربي الجديد"، إن "محافظة تعز سجلت منذ بداية العام حتى 24 أغسطس 35 وفاة، و4618 إصابة مشتبهة، و695 إصابة مؤكدة بالفحص المخبري، ولا يمكن الحديث عن الإحصائيات على مستوى الجمهورية نظراً إلى حالة التكتم وعدم نشر الإحصائيات في مناطق سيطرة الحوثيين، لكن آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية أوردت تسجيل أكثر من 40 ألف إصابة، ومعظمها في مناطق الحوثيين".
وأوضح السامعي أن "الوباء ظهر في 2016 مع انهيار المنظومة الصحية، وكثرة حالات النزوح، وانهيار منظومتي الصرف الصحي والمياه، وعدم حصول السكان على مياه نظيفة بسبب الحرب، وتعد الحرب عاملاً أساسياً في عودة الكوليرا الذي بدأ بالتلاشي في عام 2020، قبل أن يعود هذا العام للظهور من جديد. تتعاون وزارة الصحة مع شركاء التنمية الصحية من المنظمات الدولية والمحلية، وهناك جهود كبيرة لاحتواء الوباء، بما يشمل الجانب التوعوي والتثقيفي من خلال فرق المتطوعين المنتشرة في كل المديريات، والتي تقوم بتوعية الناس بالإجراءات الوقائية".
يتابع: "في الجانب العلاجي، قامت وزارة الصحة بتخصيص مراكز لاستقبال الإصابات في معظم المحافظات، وتقوم المراكز المتخصصة في تعز بتقديم الخدمات العلاجية للمصابين، ولدينا فرق للاستجابة السريعة في كل المديريات، ومهمتها رصد الحالات وتسجيلها ومتابعتها بحسب الإمكانيات المتاحة".
وجاء تفشي الموجة الجديدة من وباء الكوليرا في ظل حالة تكتم شديدة من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين" حول أعداد الإصابات المسجلة، وكذا أعداد الوفيات بسبب الكوليرا في مناطق سيطرتها.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن في منتصف أغسطس/آب الجاري، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن "النزاع في اليمن أودى بحياة مئات آلاف الضحايا، وأضعف النسيج الاجتماعي في اليمن، وقوض توفير الخدمات العامة فيه، ما جعل البلاد أكثر هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية والمخاطر البيئية والأمراض، وبرز ذلك جلياً خلال الفيضانات التي شهدتها مؤخراً الحديدة ومأرب وتعز، إضافة إلى تفشي وباء الكوليرا".
والأسبوع الماضي، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن زيادة حملات القمع من جانب الحوثيين ضد موظفي الأمم المتحدة والفضاء المدني في اليمن، يفاقم الأزمات الإنسانية المتعددة في البلاد، بما في ذلك تفشي الكوليرا وتداعيات الفيضانات التي أودت بحياة العديد من الأشخاص.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الكوليرا الصحة وباء سيول الأمطار وباء الکولیرا فی مناطق أکثر من
إقرأ أيضاً:
رياح قوية جديدة تهدد بتأجيج الحرائق في لوس أنجلوس
حذرت الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية في الولايات المتحدة سكان مدينة لوس أنجلوس من رياح شديدة يتوقع هبوبها، اليوم الأربعاء، مع تزايد المخاوف بتأجيج الحرائق في محيط المدينة مرة أخرى، وهي الحرائق التي أسفرت عن 25 قتيلا على الأقل.
وبعد أسبوع من اندلاع النيران وانتشارها بسرعة فائقة، يحذر خبراء الأرصاد الجوية من اشتداد الرياح الموسمية المعروفة باسم "سانتا آنا"، التي تعد "خطرة" بشكل خاص .
وقالت الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية "ابقوا حذرين… وكونوا مستعدين للإخلاء. وتفادوا كل ما من شأنه أن يحدث حريقا"، محذرة من رياح قد تبلغ سرعتها 110 كيلومترات في الساعة، بين الساعة الثالثة صباحا والساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي للمدينة.
خطر متجددوباتت عدة مواقع في لوس أنجلوس "في وضع خطر بشكل خاص"، بحسب خدمة الأرصاد الجوية التي استخدمت التعبير ذاته قبل حرائق الأسبوع الماضي.
وقال عالم الأرصاد الجوّية راين كيتل في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن "النبات برمته جاف حقا وعرضة للاشتعال، من ثمّ.. يمكن للحرائق أن تندلع بسرعة".
وقد تشتعل بؤر الحرائق في حي باليسايدس "الراقي" في مدينة لوس أنجلوس، وهو الحي الذي يسكن فيه كثير من الأثرياء، حيث ما زالت بعض البؤر نشطة ومهيَّأة للاشتعال من جديد، وقد يتّسع نطاق الحرائق بسرعة، وفق ما حذر كيتل.
جانب من المناطق المدمرة في حي باليسايدس بمدينة لوس أنجلوس (رويترز) تحذيرات صحيةوأوصت الخدمات الصحية في مدينة لوس أنجلوس الجميع بوضع كمّامات للوقاية من الرماد السام الذي تنقله الرياح.
إعلانوشدد أنيش ماهاغان من قسم الصحة العامة في لوس أنجلوس على أن "الرماد لا يحمل التربة فحسب، بل هو غبار دقيق خطير قد يؤدي إلى تحسّس النظام التنفسي وغيره من الأجهزة في الجسم أو تضرره".
وأوعز حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الطواقم المكلّفة بإزالة الأنقاض من الشوارع استعدادا للتدخل العاجل في حال اندلاع الحرائق من جديد. وقد قرر بعض سكان باليسايدس عدم الانتظار وتولي إزالة الأنقاض من الشوارع بأنفسهم.
في حين تتوقع خدمة الطوارئ عواصف مصحوبة بأمطار قد تتسبب في تدفقات وحلية.
الخدمات الصحية في مدينة لوس أنجلوس أوصت الجميع بوضع كمّامات للوقاية من الرماد السام الذي تنقله الرياح (وكالة الأناضول) دمار هائلوتسببت الحرائق بأضرار جسيمة دمرت أكثر من 12 ألف مسكن وأحياء بأكملها بالإضافة للسيارات والحدائق والممتلكات العامة التي وُجدت في المناطق التي طالتها الحرائق.
وقد تكون هذه الحرائق -التي تعدّ الأسوأ في تاريخ كاليفورنيا- الأكثر كلفة على الإطلاق مع أضرار تتراوح قيمتها بين 250 و275 مليار دولار، بحسب تقديرات أولية لمجموعة "أكيويذر".
وتسبّبت الحرائق بإجلاء حوالي 88 ألف شخص ومقتل 25 على الأقل.
وأقرت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس بأنها "لم تستوعب هول التداعيات، إلا بعد معاينة الأضرار من مروحية حلّقت فوق المدينة".
وقالت باس "متابعة المجريات على التلفزيون شيء ومعاينتها من الجوّ شيء آخر. فالدمار الهائل لا يمكن تصوّره قبل رؤيته فعلا".
وقد اندلعت الحرائق في مختلف مناطق لوس أنجلوس صباح السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، وانتشرت بسبب الرياح العاتية، مما أدى إلى احتراق أكثر من 37 ألف فدان.