لو كان "حزب الله" وإسرائيل يريدان حرباً شاملة، لكانت قد اندلعت منذ وقت طويل. سيرحب كل جانب بتدمير الجانب الآخر، ولكن من الواضح أن الوقت ليس مناسباً لأي منهما للانزلاق إلى صراع واسع النطاق.

لا يشارك حزب الله وإيران دوافع التدمير الذاتي المروعة ليحيى السنوار

وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في القدس جوليان بورجر، أن تبادل الأعمال العدائية عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية صباح الأحد، يوفر دليلاً آخر على هذه الحقيقة الأساسية.


وبالنسبة إلى الأسلحة التي أطلقت، فقد كان هذا أكبر اشتباك منذ أشهر عدة. ودفعت إسرائيل بـ100 طائرة مقاتلة إلى الجو وقصفت أكثر من 40 موقعاً بالصواريخ، لكنها قتلت شخصاً واحداً فقط وأصابت 4 آخرين، وفقاً لإحصاءات نشرت  الأحد. 

Israel & Hezbollah insist that they don't want a full-scale war, but they keep itching toward one.

Mistakes & miscalculations could spark a conflict they both want to avoid, says @RZimmt.

Also, did Hezbollah get tired of waiting for Iran to hit Israel?https://t.co/nB0yxUqoJl

— Kian Sharifi (@KianSharifi) August 25, 2024

وبحسب الكاتب فإنه من الواضح أن القوات الإسرائيلية كانت تتجنب أصابة المدنيين في لبنان، أكثر بكثير مما تفعله في غزة.

وبينما تصر إسرائيل على أنها ستقاتل حتى يتم القضاء الكامل على حماس، أكد وزير خارجيتها إسرائيل كاتس الأحد، أن حكومته ليست مهتمة بمثل هذه المعركة الوجودية مع حزب الله.
ولدى الجانبين أسباب مقنعة لعدم خوض الحرب الآن. فإسرائيل ليست لديها القدرة على تحمل جبهة أخرى، في حين أنها لم تتمكن بعد من القضاء على حماس بشكل كامل، بينما الضفة الغربية تقترب من حافة انفجار أوسع نطاقاً للعنف الذي يمارسه المستوطنون المتشددون.
ويدرك قادة الجيش الإسرائيلي أيضاً أن الحرب مع حزب الله لا يمكن كسبها من دون غزو بري، الأمر الذي سيكلف حياة العديد من الجنود الإسرائيليين. وعلى رغم التحسينات الأخيرة، لا تزال الدبابات الإسرائيلية تعتبر معرضة بشدة للكمائن. 

Israel and Hezbollah have good reason to avoid war – but it remains possible https://t.co/OpFKWw7NwS pic.twitter.com/P1QPwEaiJF

— Guardian Weekly (@guardianweekly) August 25, 2024

 من جانبها، تتمتع قيادة حزب الله بأصول سياسية واقتصادية يتعين عليها حمايتها في لبنان، والتي قد تتعرض للدمار إذا ما نشبت حرب مع إسرائيل.

ومن الواضح أن إيران، الراعي الإقليمي لحركة حماس، ليست مستعدة للصراع أيضاً، وقد أرجأت في الوقت الحالي تهديدها بالرد على قتل إسرائيل للزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.

التدمير الذاتي

وبحسب الكاتب لا يشارك حزب الله وإيران دوافع التدمير الذاتي التي تحرك يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، والذي شن هجومه المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بناءً على افتراض خاطئ بأن حلفاءه في بيروت وطهران سينضمون إلى المعركة.

ويضيف  "لكن مجرد كون إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب الآن، لا يعني أنها لن تندلع، إذ يستخدم الجانبان أدوات بدائية للغاية، تتمثل بالمتفجرات بشكل رئيسي، لتوجيه رسائل إلى بعضهما البعض، مما يخلق مجالاً واسعاً لسوء التقدير".

وحسبما قيل، فإن الجيش الإسرائيلي كان على وشك خوض الحرب في لبنان بعد 7 أكتوبر مباشرة، بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة تشير إلى تورط حزب الله في الهجوم، وأن مقاتليه كانوا على وشك التدفق عبر الحدود الشمالية.
وكانت احتمالات حصول عواقب غير مقصودة مرتفعة الأحد، وإذا كانت رواية الجيش الإسرائيلي للأحداث دقيقة، فإن طائراته الحربية نسفت العشرات من مواقع الإطلاق وأحبطت ضربات صاروخية خطط لها حزب الله ضد أهداف استراتيجية في وسط إسرائيل.

ولو نجح حزب الله في هجومه وأصاب مدينة إسرائيلية كبرى وتسبب في خسائر فادحة، فإن الضغوط السياسية على حكومة بنيامين نتانياهو لإخراج حزب الله من جنوب لبنان كانت ستكون شديدة وربما لا تُقاوم بسهولة.
ومن المرجح أن تكون مساحة الخطأ أكبر، عندما يحاول كل طرف تخمين الديناميات السياسية الداخلية للطرف الآخر.

وعلى سبيل المثال، عندما قتلت إسرائيل قائد حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على جنوب بيروت الشهر الماضي، لم تكن هناك وسيلة لمعرفة عدد الصواريخ أو القذائف التي قد يعتبرها حزب الله كافية للانتقام له، أو إلى أين ينبغي توجيهها.
وعلى نحو مماثل، بينما أخرج حزب الله أكثر من 80 ألف إسرائيلي من منازلهم بقصفه عبر الحدود، لم يتمكن من قياس الضغوط السياسية التي قد يفرضها على ائتلاف نتانياهو للاستيلاء على جنوب لبنان، حتى يتمكن السكان النازحون من العودة.

وبحسب الكاتب فإن التأييد الشعبي لغزو لبنان كبير فعلاً، علاوة على ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه أسبابه الخاصة لإبقاء بلاده في حالة حرب، وتفادي إجراء انتخابات جديدة.
وفي خضم هذا التهور المتبادل، تحاول الولايات المتحدة يائسة التخفيف من المخاطر.

وكان الهدف الرئيسي لإدارة الرئيس جو بايدن منذ 7 أكتوبر والإنجاز الرئيسي، كما يقول المسؤولون الأمريكيون - هو منع حرب غزة، من أن تتحول إلى حريق إقليمي.
وحضت واشنطن أصدقاءها على ضبط النفس بينما تحرك قواتها إلى المنطقة لردع أعدائها. وتتلخص الاستراتيجية المركزية في أن اتفاق الرهائن مقابل السلام في غزة، من شأنه أيضاً أن يعمل على نزع فتيل المواجهة المتفاقمة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وتستمر المحادثات هذا الأسبوع، ولا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون، على رغم الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك استناداً إلى التجربة الأخيرة، على أن الاتفاق في متناول اليد. ولكن هناك شكوك جدية حول ما إذا كان نتانياهو أو السنوار يريدان حقاً إنهاء القتال.

ومن الممكن أن تندلع الحرب من دون أن يرغب الطرفان في ذلك، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن السلام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اللبنانية غزة حماس حزب الله الضفة الغربية إيران السنوار فؤاد شكر الهجوم الإيراني على إسرائيل حزب الله لبنان غزة وإسرائيل حماس الضفة الغربية السنوار نتانياهو فؤاد شكر حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله: قصفنا مربض الزاعورة في الجولان المحتل رداً على اعتداءات جنوب لبنان

أعلن حزب الله، اليوم ، أنه قام بقصف مربض الزاعورة في الجولان المحتل باستخدام صواريخ الكاتيوشا، وذلك ردًا على الاعتداءات التي تعرضت لها بلدتي الخيام وعيتا الشعب في جنوبي لبنان. 

 

وفي بيان صادر عن الحزب، أوضح أن الهجوم استهدف المقر المستحدث التابع لقوات الفرقة 146 في قاعدة أبيريم، وهو موقع عسكري في الجولان المحتل. وقال البيان إن العملية جاءت كجزء من الرد الطبيعي على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المناطق اللبنانية، مؤكداً أن الحزب ماضٍ في الدفاع عن الأراضي اللبنانية وسكانها.

 

وأشار حزب الله إلى أن التصعيد العسكري الأخير يمثل انتهاكًا للسيادة اللبنانية، وأن الهجوم على بلدتي الخيام وعيتا الشعب كان بمثابة تجاوز لحدود الاعتداءات السابقة. وأضاف البيان: "قمنا بهذه العملية العسكرية لتوجيه رسالة واضحة بأننا لن نسمح بأي تعدٍ على أرضنا وأهلنا، وسنتصدى بقوة لأي اعتداء."

 

كما أكّد الحزب على أنه يستخدم صواريخ الكاتيوشا كجزء من استراتيجيته العسكرية، مشيرًا إلى أن القصف استهدف مواقع استراتيجية تهدف إلى إضعاف قدرة العدو على تنفيذ هجماته على لبنان. وأوضح البيان أن العملية جاءت بعد تقييم دقيق للوضع العسكري واعتبرها خطوة ضرورية لتحقيق الرد المناسب.

 

وفي ردود فعل دولية، أعربت بعض الأطراف عن قلقها من تصاعد العنف في المنطقة، داعيةً إلى التهدئة وضبط النفس. وشددت الجهات الدولية على أهمية العودة إلى القنوات الدبلوماسية لحل النزاعات ومنع التصعيد العسكري.

 

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه جنوب لبنان توترات متزايدة على خلفية تبادل الهجمات بين حزب الله وإسرائيل، مما يزيد من المخاوف من تداعيات النزاع على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة.

 

المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن: جهود لإنقاذ ناقلة النفط المستهدفة في البحر الأحمر ورفض لاستغلال الحوثيين للأحداث الإقليمية

 

صرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، اليوم ، لوسائل الإعلام العربية، بأن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مكثفة لإنقاذ ناقلة النفط التي تعرضت لهجوم في البحر الأحمر، معتبراً أن هذه الهجمات تعرقل جهود السلام في اليمن.

 

وأوضح المبعوث أن الهجوم على ناقلة النفط يبرز التهديدات المستمرة التي تشكلها الجماعات المسلحة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحوثيين يستغلون الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الحرب في غزة، كذريعة لتعزيز نفوذهم في البحر الأحمر. وقال: "ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر لا يعوق فقط الملاحة الدولية، بل يعطل أيضًا جهود السلام التي نسعى إليها."

 

وأكد المبعوث الأمريكي أنه لا يمكن قبول أي تبرير للهجمات التي تستهدف المدنيين أو البنية التحتية الحيوية، مشددًا على أن الولايات المتحدة لن تبرر أي هجوم، سواء كان من الحوثيين أو أي جهة أخرى، إذا كان يضر بالمدنيين. وأضاف: "نحن ملتزمون بمواجهة أي تصعيد يهدد السلام والأمن في المنطقة."

 

وأشار المبعوث إلى أن التركيز يجب أن يكون على تحقيق السلام في اليمن، دون تأجيل أو تأخير بسبب الأحداث الإقليمية الأخرى. وقال: "نحن نعمل بجد لتحقيق تسوية سلمية للنزاع في اليمن، ويجب ألا نسمح للأحداث في أماكن أخرى بأن تعرقل هذه الجهود."

 

كما أكد المبعوث الأمريكي أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين الولايات المتحدة والدول الشريكة لضمان تأمين الملاحة في البحر الأحمر ومنع أي اعتداءات تهدد الأمن البحري. وأضاف: "نحن نواصل تقديم الدعم للمجتمع الدولي للتصدي لهذه التهديدات وضمان سلامة حركة النقل في المياه الدولية."

 

تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه البحر الأحمر توترًا متزايدًا نتيجة الهجمات المتكررة على السفن التجارية، مما يزيد من أهمية جهود المجتمع الدولي لحماية الملاحة وضمان استقرار المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقصف جنوب لبنان.. وحزب الله يستهدف قاعدة عسكرية
  • ميقاتي يدعو لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها
  • بوريل: السلام يقتضي حصول الفلسطينيين على دولتهم
  • معاريف: حزب الله يحاول الحفاظ على "معادلة الألم" مع إسرائيل
  • الاحتلال ينشئ وحدة استخباراتية بالجولان وحزب الله يشن هجمات على الجليل
  • هوكشتاين سيصل إلى المنطقة.. ما هي الرسالة التي يحملها إلى إسرائيل؟
  • إسرائيل في مفترق الحسم: هل تُشن حرب شاملة على لبنان؟
  • حزب الله: قصفنا مربض الزاعورة في الجولان المحتل رداً على اعتداءات جنوب لبنان
  • تعليق ناطق “أنصار الله” على الغارات الأمريكية والبريطانية التي أسفرت عن ضحايا في مدرسة للبنات بتعز
  • هآرتس: واشنطن حذرت إسرائيل من حرب شاملة مع لبنان