إسرائيل وحزب الله.. الرغبة في تجنب الحرب لا تضمن السلام
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
لو كان "حزب الله" وإسرائيل يريدان حرباً شاملة، لكانت قد اندلعت منذ وقت طويل. سيرحب كل جانب بتدمير الجانب الآخر، ولكن من الواضح أن الوقت ليس مناسباً لأي منهما للانزلاق إلى صراع واسع النطاق.
لا يشارك حزب الله وإيران دوافع التدمير الذاتي المروعة ليحيى السنوار
وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في القدس جوليان بورجر، أن تبادل الأعمال العدائية عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية صباح الأحد، يوفر دليلاً آخر على هذه الحقيقة الأساسية.
وبالنسبة إلى الأسلحة التي أطلقت، فقد كان هذا أكبر اشتباك منذ أشهر عدة. ودفعت إسرائيل بـ100 طائرة مقاتلة إلى الجو وقصفت أكثر من 40 موقعاً بالصواريخ، لكنها قتلت شخصاً واحداً فقط وأصابت 4 آخرين، وفقاً لإحصاءات نشرت الأحد.
Israel & Hezbollah insist that they don't want a full-scale war, but they keep itching toward one.
Mistakes & miscalculations could spark a conflict they both want to avoid, says @RZimmt.
Also, did Hezbollah get tired of waiting for Iran to hit Israel?https://t.co/nB0yxUqoJl
وبحسب الكاتب فإنه من الواضح أن القوات الإسرائيلية كانت تتجنب أصابة المدنيين في لبنان، أكثر بكثير مما تفعله في غزة.
وبينما تصر إسرائيل على أنها ستقاتل حتى يتم القضاء الكامل على حماس، أكد وزير خارجيتها إسرائيل كاتس الأحد، أن حكومته ليست مهتمة بمثل هذه المعركة الوجودية مع حزب الله.
ولدى الجانبين أسباب مقنعة لعدم خوض الحرب الآن. فإسرائيل ليست لديها القدرة على تحمل جبهة أخرى، في حين أنها لم تتمكن بعد من القضاء على حماس بشكل كامل، بينما الضفة الغربية تقترب من حافة انفجار أوسع نطاقاً للعنف الذي يمارسه المستوطنون المتشددون.
ويدرك قادة الجيش الإسرائيلي أيضاً أن الحرب مع حزب الله لا يمكن كسبها من دون غزو بري، الأمر الذي سيكلف حياة العديد من الجنود الإسرائيليين. وعلى رغم التحسينات الأخيرة، لا تزال الدبابات الإسرائيلية تعتبر معرضة بشدة للكمائن.
Israel and Hezbollah have good reason to avoid war – but it remains possible https://t.co/OpFKWw7NwS pic.twitter.com/P1QPwEaiJF
— Guardian Weekly (@guardianweekly) August 25, 2024من جانبها، تتمتع قيادة حزب الله بأصول سياسية واقتصادية يتعين عليها حمايتها في لبنان، والتي قد تتعرض للدمار إذا ما نشبت حرب مع إسرائيل.
ومن الواضح أن إيران، الراعي الإقليمي لحركة حماس، ليست مستعدة للصراع أيضاً، وقد أرجأت في الوقت الحالي تهديدها بالرد على قتل إسرائيل للزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.
التدمير الذاتيوبحسب الكاتب لا يشارك حزب الله وإيران دوافع التدمير الذاتي التي تحرك يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، والذي شن هجومه المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بناءً على افتراض خاطئ بأن حلفاءه في بيروت وطهران سينضمون إلى المعركة.
ويضيف "لكن مجرد كون إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب الآن، لا يعني أنها لن تندلع، إذ يستخدم الجانبان أدوات بدائية للغاية، تتمثل بالمتفجرات بشكل رئيسي، لتوجيه رسائل إلى بعضهما البعض، مما يخلق مجالاً واسعاً لسوء التقدير".
وحسبما قيل، فإن الجيش الإسرائيلي كان على وشك خوض الحرب في لبنان بعد 7 أكتوبر مباشرة، بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة تشير إلى تورط حزب الله في الهجوم، وأن مقاتليه كانوا على وشك التدفق عبر الحدود الشمالية.
وكانت احتمالات حصول عواقب غير مقصودة مرتفعة الأحد، وإذا كانت رواية الجيش الإسرائيلي للأحداث دقيقة، فإن طائراته الحربية نسفت العشرات من مواقع الإطلاق وأحبطت ضربات صاروخية خطط لها حزب الله ضد أهداف استراتيجية في وسط إسرائيل.
ولو نجح حزب الله في هجومه وأصاب مدينة إسرائيلية كبرى وتسبب في خسائر فادحة، فإن الضغوط السياسية على حكومة بنيامين نتانياهو لإخراج حزب الله من جنوب لبنان كانت ستكون شديدة وربما لا تُقاوم بسهولة.
ومن المرجح أن تكون مساحة الخطأ أكبر، عندما يحاول كل طرف تخمين الديناميات السياسية الداخلية للطرف الآخر.
وعلى سبيل المثال، عندما قتلت إسرائيل قائد حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على جنوب بيروت الشهر الماضي، لم تكن هناك وسيلة لمعرفة عدد الصواريخ أو القذائف التي قد يعتبرها حزب الله كافية للانتقام له، أو إلى أين ينبغي توجيهها.
وعلى نحو مماثل، بينما أخرج حزب الله أكثر من 80 ألف إسرائيلي من منازلهم بقصفه عبر الحدود، لم يتمكن من قياس الضغوط السياسية التي قد يفرضها على ائتلاف نتانياهو للاستيلاء على جنوب لبنان، حتى يتمكن السكان النازحون من العودة.
وبحسب الكاتب فإن التأييد الشعبي لغزو لبنان كبير فعلاً، علاوة على ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه أسبابه الخاصة لإبقاء بلاده في حالة حرب، وتفادي إجراء انتخابات جديدة.
وفي خضم هذا التهور المتبادل، تحاول الولايات المتحدة يائسة التخفيف من المخاطر.
وكان الهدف الرئيسي لإدارة الرئيس جو بايدن منذ 7 أكتوبر والإنجاز الرئيسي، كما يقول المسؤولون الأمريكيون - هو منع حرب غزة، من أن تتحول إلى حريق إقليمي.
وحضت واشنطن أصدقاءها على ضبط النفس بينما تحرك قواتها إلى المنطقة لردع أعدائها. وتتلخص الاستراتيجية المركزية في أن اتفاق الرهائن مقابل السلام في غزة، من شأنه أيضاً أن يعمل على نزع فتيل المواجهة المتفاقمة على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وتستمر المحادثات هذا الأسبوع، ولا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون، على رغم الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك استناداً إلى التجربة الأخيرة، على أن الاتفاق في متناول اليد. ولكن هناك شكوك جدية حول ما إذا كان نتانياهو أو السنوار يريدان حقاً إنهاء القتال.
ومن الممكن أن تندلع الحرب من دون أن يرغب الطرفان في ذلك، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن السلام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اللبنانية غزة حماس حزب الله الضفة الغربية إيران السنوار فؤاد شكر الهجوم الإيراني على إسرائيل حزب الله لبنان غزة وإسرائيل حماس الضفة الغربية السنوار نتانياهو فؤاد شكر حزب الله
إقرأ أيضاً:
سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها
دمشق - دعا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الجمعة 25ابريل2025، مجلس الأمن إلى "ممارسة الضغط" على اسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية، وذلك في أول كلمة له في الأمم المتحدة.
وقال الشيباني "نطلب من مجلسكم الكريم ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا"، معتبرا أن "العدوان" الاسرائيلي "المستمر" على بلاده "يقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما".
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، نشرت إسرائيل قوات في المنطقة منزوعة السلاح التي تسيطر عليها الامم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في هضبة الجولان منذ 1974.
وأضاف "أعلنا مرارا التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديدا لأي دول (في) المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل".
وتابع الشيباني أن "قضية الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية (...) ليست فقط انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولسيادة سوريا بل هي كذلك تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي".
وأكد أن "العدوان المستمر يزعزع جهودنا في إعادة البناء ويقوض السلام والأمن اللذين نسعى إلى تحقيقهما".
وطالب من جهة أخرى برفع كل العقوبات التي فرضت على النظام السابق، معتبرا أن ذلك "يمكن أن يكون خطوة حاسمة تسهم في تحويل سوريا من بلاد تعرف بماضيها المظلم الى إلى شريك نشط وقوي في السلام والازدهار والاقتصاد الدولي".
وتقول الأمم المتحدة إن تسعين في المئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
وأشاد الشيباني أخيرا بـ"يوم تاريخي" بالنسبة إلى سوريا بعدما رفع صباح الجمعة العلم الجديد لبلاده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى جانب أعلام 192 دولة عضوا.
وقال "هذا العلم ليس مجرد رمز بل إعلان لوجود جديد ينبع من رحم المعاناة ويجسد مستقبلا ينبثق من الصمود ووعدا بالتغيير بعد سنوات من الألم".
وتقاطعت تصريحات أدلى بها موفد الأمم المتحدة الى روسيا غير بيدرسن مع ما عبر عنه وزير الخارجية السوري. وطالب بيدرسن في هذا السياق بـ"تخفيف إضافي للعقوبات"، منددا بـ"انتهاكات إسرائيلية لسيادة أراضي سوريا" ومتهما إسرائيل بتبني "نهج عدواني غير مبرر".
من جهة أخرى، أعرب بيدرسن عن قلقه حيال هشاشة عملية الانتقال السياسي بعد أربعة أشهر من سقوط النظام السابق، وقال إن "العملية الانتقالية عند منعطف"، مطالبا خصوصا بأن تتصف بـ"شمول سياسي أكبر وبمزيد من التحرك الاقتصادي" لضمان نجاحها.
ولفت المسؤول الأممي الذي زار دمشق قبل أسبوعين إلى "التحدي الملح" الذي يمثله قلق الطائفة العلوية في سوريا.
وشهد الساحل السوري أحداثا دامية الشهر الماضي، أدت الى مقتل أكثر من 1700 شخص، غالبيتهم الساحقة علويون بين 6 و 8 آذار/مارس، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.