سيميوني: ألفاريز «مذهل» للحاضر والمستقبل
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
مدريد (رويترز)
قال دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، إن الوافد الجديد جوليان ألفاريز، يجب أن يحصل على الوقت الكافي للانسجام مع الفريق، بعد الفوز 3-صفر على جيرونا، لأنه «لاعب مذهل لحاضر ومستقبل» النادي.
وبدا أتلتيكو، الذي احتل المركز الرابع الموسم الماضي، قوياً بمزيج من الشباب واللاعبين الجدد واللاعبين القدامى مثل أنطوان جريزمان وماركوس يورينتي وكوكي، الذين منحت أهدافهم أول فوز للفريق هذا الموسم.
وقدم أتلتيكو أداءً قوياً ليتفوق على جيرونا، مفاجأة الموسم الماضي، ويصل للنقطة الرابعة، بعد تعادله 2-2 مع فياريال في الجولة الأولى.
ورغم أن ألفاريز قدم أداء هادئا في أول مباراة له من البداية مع الفريق، لكن سيميوني أعرب عن تفاؤله بشأن ما يمكن أن يقدمه مهاجم مانشستر سيتي السابق.
وقال سيميوني «مطلوب من اللاعبين الكبار تحقيق أشياء، ويذهب المتفرجون إلى الاستاد لمشاهدتهم، نحن نعرف ما يقدمه جوليان وما يمكن أن يقدمه لنا، سنحاول استغلال أفضل صفاته، مهاجماً أول أو ثان أو على الأطراف، لا يزال يفتقر إلى التواصل، ولكن هذا سيأتي مع التدريبات والمباريات، لقد وصل للتو ولكن يتعين علينا أن نمنحه الوقت».
وفي هذه الأثناء، أشاد المدرب الأرجنتيني بلاعب الوسط يورينتي، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة بعد تسجيل هدفه الثاني هذا الموسم واللعب في مركز الظهير الأيمن.
وأضاف سيميوني أن المستوى الجيد الذي يقدمه اللاعب الإسباني سيعزز المنافسة بالفريق، إذ سيتعين على الظهير الأيمن الأساسي الأرجنتيني ناويل مولينا التقدم لشغل هذا المركز أيضاً طوال الموسم.
وقال سيميوني عن يورينتي «29 عاماً»: أنا سعيد للغاية برؤية أنه بعد عام أو عامين من البحث عن مركز مهم للاعب بمواصفات يورينتي، وجدنا مكاناً له، وهذا يستدعي من مولينا أن يتحسن، وأن يثبت جدارته بأنه فائز بكأس العالم وكوبا أميركا، نحن بحاجة للمنافسة، لأن يورينتي لن يكون قادراً دائماً على اللعب بنفس الوتيرة، ولدينا لاعب رائع آخر مثل مولينا الذي سيفعل نفس ما فعله ماركوس في هذا المركز.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني الليجا أتلتيكو مدريد جيرونا سيميوني مانشستر سيتي
إقرأ أيضاً:
سوريا وأذربيجان .. بين الماضي المتجذر والمستقبل المحتمل
أبريل 10, 2025آخر تحديث: أبريل 10, 2025
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
باحث في الشأن التركي واوراسيا
في تاريخ العلاقات الدولية، قلما تجتمع الرمزية الروحية بالاعتبارات الجيوسياسية كما اجتمعت في العلاقة المركبة بين أذربيجان وسوريا. فعلى ضفاف التاريخ، تقف شخصية عماد الدين النسيمي رمزًا للتراث المشترك بين الشعبين، بينما على مسرح السياسة تبرز التوترات التي رافقت موقف النظام السوري من حرب ناغورنو قره باغ. هذه العلاقة التي تشوبها المتناقضات، تتجدد اليوم عبر تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي دعا فيها دمشق لعدم تكرار خطايا الديكتاتور حافظ الاسد ومن ثم المجرم بشار الاسد.
في أبريل 2025، أطلق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تصريحًا لافتًا أثار اهتمام المراقبين الإقليميين، حيث عبّر عن أمل بلاده في أن تتبنى الحكومة السورية الجديدة موقفًا متوازنًا، لا يكون مواليًا للأرمن كما كان عليه الحال في عهد نظام الأسد. وأضاف: “نأمل ألا تمنح الحكومة السورية مجالاً لمثل هؤلاء المنافقين من جديد. نحن نؤيد حكومة سوريا”.
تصريح علييف لم يكن معزولًا عن السياق، بل جاء في خضم مراجعة شاملة للسياسة الخارجية الأذربيجانية بعد الانتصار في حرب قره باغ الثانية، وفي ظل سعي باكو إلى تعزيز علاقاتها في العالمين العربي والإسلامي، خاصة مع دول المشرق التي تجاهلتها طويلاً أو تبنّت مواقف أقرب إلى العداء من الدعم خاصة في فترة احتلال الأرمني للأراضي الأذربيجانية في قره باغ.
لكن قبل التطرق إلى أفق العلاقات المستقبلية، لا بد من مراجعة الخلفية التاريخية والإنسانية التي جمعت الشعبين، السوري والأذربيجاني، على مدى قرون، رغم اختلاف الجغرافيا والمسافات.
الروابط الثقافية والروحية العميقة
رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وأذربيجان لم تكن دائمًا في أوجها، إلا أن الصلات الثقافية والدينية والإنسانية بين الشعبين تعود إلى قرون سابقة. ويبرز في هذا السياق ضريح الشاعر والفيلسوف الصوفي “عماد الدين النسيمي”، أحد أبرز أعلام الفكر الصوفي في العالم التركي والإسلامي، والذي يقع في مدينة حلب شمال سوريا.
وُلد عماد الدين النسيمي (1369م – 1417م) في مدينة شماخي الأذربيجانية ، وانتقل لاحقًا إلى حلب، حيث اعتُبر أحد أبرز شعراء الصوفية. وُصف بأنه “شهيد الفكر”، إذ قُتل بسبب آرائه الفلسفية الجريئة، ودُفن في مدينة حلب، التي احتضنت ضريحه كأحد أبرز المعالم الصوفية في المدينة.
النسيمي، بحسب الباحثة آن ماري شيمل في كتابها الأبعاد الصوفية في الإسلام، شكّل حلقة فكرية بين العالمين التركي والعربي، وكان فكره يدعو إلى تجاوز القوميات عبر وحدة الوجود والإنسان، وهو ما جعل من ضريحه رمزًا حقيقيًا لعلاقة تتجاوز الحدود السياسية.
ولطالما اعتبر الأذربيجانيون أن وجود ضريح أحد أعلامهم في سوريا دليل على عمق الانتماء الثقافي الممتد، وهو ما يجب أن يُستثمر اليوم في تعزيز العلاقات، لا تجاهلها.
تاريخيًا، تعرّضت المناطق الشمالية من سوريا، خاصة حلب وريفها، ومنطقة الجولان قبل احتلالها، لتدفقات بشرية من التركمان، بعضهم من أصول أذربيجانية، قادمين من القوقاز في فترات الحروب الروسية – العثمانية في القرنين 18 و19.
بحسب دراسة الباحث السوري محمد جمال باروت (التركمان في سوريا: دراسة ديموغرافية – مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007)، فإن هذه الجماعات استقرت في بيئات متجانسة، واحتفظت بلهجتها وتقاليدها، وشاركت في الحياة السياسية السورية.لم تكن هذه المجتمعات مجرد مهاجرين، بل مثلت حلقة تواصل ثقافي وتاريخي بين بلاد الشام وأذربيجان.
هؤلاء الأتراك الأذربيجانيون كانوا عبر عقود بمثابة جسر ثقافي وبشري غير رسمي بين سوريا وأذربيجان، وهو دور مرشح لأن يتعاظم مستقبلًا، خاصة في حال تحسنت العلاقات بين البلدين.
النظام السوري السابق وأذربيجان: دعم لأرمينيا في الخفاء
منذ تسعينيات القرن العشرين، ومع استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، دخلت باكو في صراع مفتوح مع أرمينيا على إقليم ناغورنو قره باغ، وهي معركة قومية ودينية حادة، شاركت فيها دول عديدة بشكل غير مباشر.
لكن المفاجئ – بالنسبة للأذربيجانيين– أن النظام السوري، بقيادة حافظ الأسد، ثم بشار الأسد لاحقًا، قد اتخذ موقفًا داعمًا لأرمينيا غير محدود، لم يكن مجرد حياد، بل تعداه إلى دعم عسكري ولوجستي، بحسب تقارير متقاطعة في تسعينيات القرن الماضي.
وقد أشارت مصادر مختلفة إلى وجود شحنات أسلحة أُرسلت من سوريا إلى أرمينيا، فضلًا عن وجود تنسيق أمني بين البلدين، عززته العلاقات السورية – الإيرانية، نظرًا إلى أن إيران كانت تميل بدورها لدعم يريفان على حساب باكو في تلك المرحلة.
أذربيجان اعتبرت ذلك الموقف خيانة للتضامن الإسلامي، خاصة في ظل كونها دولة ذات غالبية مسلمة، تواجه احتلالًا لأراضيها، وبدلًا من الدعم أو الحياد، تلقت خناجر الطعن من نظام عربي كان من المفترض أن يكون صديقًا، أو على الأقل غير معادٍ.
آفاق المستقبل: صفحة جديدة ممكنة؟
تصريح علييف الأخير قد يكون فاتحة لمسار جديد في العلاقات الثنائية، خاصة وأن باكو باتت اليوم تملك أوراق قوة سياسية واقتصادية بعد انتصارها في حرب قره باغ 2020.
اليوم، وبعد المتغيرات العميقة التي طرأت على سوريا والمنطقة، ترى أذربيجان أن هناك فرصة حقيقية لإعادة بناء العلاقات مع دمشق، شرط أن تنأى الأخيرة بنفسها عن السياسات السابقة، خصوصًا تلك التي دعمت أرمينيا على حساب الحق الأذربيجاني.
تؤمن باكو بأن التاريخ والثقافة والجغرافيا يمكن أن تُوظّف لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات، خاصة في ظل تنامي الدور التركي في سوريا، الذي يتقاطع استراتيجيًا مع مصالح أذربيجان وتنامي علاقاتها مع قطر وبعض الدول العربية.. كذلك فإن وجود التركمان في سوريا ذات أصول أذربيجانية يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا لتطوير هذا التفاهم الإقليمي.
ولعل دعم علييف الصريح لسوريا اليوم، رغم تحفظاته على الماضي، يُعد إشارة إيجابية إلى أن باب التواصل ما زال مفتوحًا، وأن أذربيجان لا تريد القطيعة، بل تحاول طي صفحة الماضي، إن وجدت إرادة مماثلة من الطرف الآخر.
العلاقات السورية – الأذربيجانية تشبه جسورًا مهدها التاريخ، وثقّفها التصوف، ومرّضتها السياسة، لكنها قابلة للترميم. بين ضريح النسيمي في حلب إلى دموع الأذربيجانيين في قره باغ، ومن الحارات التركمانية في حلب والجولان إلى ساحات السياسة الدولية، تمتد علاقة سوريا وأذربيجان في مفارقة لافتة بين القرب الثقافي والبعد السياسي. اليوم، يبدو أن الفرصة متاحة لإعادة تعريف هذه العلاقة على أسس من التاريخ المشترك والمصلحة المستقبلية، إن توافرت الإرادة لدى الطرفين.
المراجع:
Anne-Marie Schimmel, *Mystical Dimensions of Islam*, University of North Carolina Press, 1975. محمد جمال باروت، *التركمان في سوريا: دراسة ديموغرافية واجتماعية*، مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007. Foreign Policy Magazine, *The New Caucasus Axis*, Issue 108, Fall 1997. معهد البحوث القوقازية، تقرير “التدخلات الخارجية في صراع قره باغ”، باكو، 2005. وكالة ترند الأذرية الرسمية، تصريحات الرئيس إلهام علييف، أبريل 2025.