قواعد اشتباك جديدة تحكمّت بردّي حفظ ماء الوجه
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
وبعد طول انتظار ردّ "حزب الله" على عملية اغتيال الحاج فؤاد شكر، وقامت إسرائيل بالتالي بالردّ على الردّ. هذا ما كان متوقعًا. وهذا ما حصل. ولكن يبقى الردّ الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها من دون تحديد الزمان والمكان المناسبين، وكيف سيكون الردّ الإسرائيلي على الردّ الإيراني، في حال حصوله، إلاّ إذا اعتبرت طهران أن "حارة حريك" "كفّت ووفّت"، خصوصًا أن "حزب الله" حذّر في أحد بياناته من أن "العقاب سيكون شديدًا وقاسيًا جدًّا" ذا تعرّض المدنيون لأي أذى اعتدائي.
وفي اعتقاد بعض المراقبين الديبلوماسيين أن حدود الردّين مضبوطة على الساعتين الأميركية والإيرانية، ولذلك فإن ما سيلي لن يكون أسوأ مما حصل حتى الآن. والدليل أن العالم استنفر على أكثر من محور للحؤول دون تطّور الوضع الميداني إلى ما ينذر بعواقب وخيمة، وبالتوازي لم تهدأ جبهة التصريحات لا من الجانب الإسرائيلي ولا من جانب "حزب الله" على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله.
ويرى هؤلاء المراقبون أن التصعيد الكلامي لا يعني بالضرورة مطابقته على الواقع الميداني، إذ أن لكل مقام مقالًا. وهذا الأمر يقود إلى استنتاجات طبيعية، وهي أن لغة الميدان ستبقى محصورة ضمن قواعد جديدة من الاشتباك. فلو كان في استطاعة إسرائيل توسعة الحرب لكانت استفادت من ردّ "حزب الله" كذريعة لتبرير هذه التوسعة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى "حارة حريك"، التي وإن فتحت جبهة مساندة لغزة لم تسعَ يومًا إلى حرب واسعة على رغم أنها أعلنت أكثر من مرّة أنها ستخوض هذه الحرب إذا فُرضت عليها بكل ثقة وجدارة وايمان بأن الانتصار سيكون حليفها.
ولأن حدود ما يجري بين إسرائيل و"حزب الله" محدّدة السقوف فإن ما يراه المراقبون لجهة ما يمكن أن تكون عليه المرحلة التي ستلي هذه الحرب، التي يعترف الجميع بأنها لن توصل إلى انتصار جهة على أخرى، وإن بالنقاط وليس بالضربة القاضية، ليس بعيدًا عن تطبيق للقرار الدولي الرقم 1701، وإن بوسائل غير الوسائل التقليدية. ولذلك يُفترض أن يكون جميع "أهل الميدان" بما خصّ الجبهة الجنوبية من جهة لبنان والجبهة الشمالية من جهة إسرائيل على استعداد لبدء "معارك" من نوع آخر عن طريق "دوحة – قاهرة2"، ولكن بغطاء أميركي وايراني هذه المرّة كترجمة فعلية على أرض الواقع الديبلوماسي، من دون أن يعني ذهاب الجميع إلى "معارك" الدوحة أو القاهرة التخلّي عن الشروط التي يراها كل فريق مناسبة لوضعيته المركزية من ضمن مخطّط ما يُعرف بـ "سايس بيكو" جديد لرسم جديد لخارطة جديدة للمنطقة، بالتوازي مع ما يجري في أوكرانيا، باعتبار أن ما بين حربي غزة والجنوب اللبناني ارتباطًا غير مباشر بما يجري بين موسكو وكييف.
فمع ردّ "حزب الله" في مرحلته الأولى كما جاء في بيان له تكون "حارة حريك" قد وفت بوعدها تجاه أهلها في الضاحية الجنوبية لبيروت، الذين تعرّض أمنهم لاهتزاز حقيقي من خلال ما أسماه السيد نصرالله بـ "انجاز إسرائيلي" عندما تحدّث عن عملية اغتيال فؤاد شكر، وبالتوازي مع تحقيق "وعده الصادق" استطاع "حزب الله" أن يحفظ ماء وجهه تجاه بيئته، التي كانت تنتظر منه الكثير، وهو الذي استدرك الأمر عندما أشار إلى أن ردّه هو مرحلة أولى قد تليها مراحل أخرى، خصوصًا إذا ما تعرّض المدنيون لأي أذى جرّاء الغارات الإسرائيلية، التي جاءت هي أيضًا لـ "حفظ ماء" وجه تل أبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي وقت سابق، ووفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لا ترغب إسرائيل في تحمل مسؤولية إدارة سكان قطاع غزة مدنيًا بعد انتهاء الحرب المستمرة لأكثر من 14 شهرًا، لكنها حددت هدفًا آخر.
وقال كاتس، "إن إسرائيل ستبقي على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكري، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك عقب انتهاء الحرب"، مضيفًا "أن إسرائيل ليست معنية بإدارة شؤون السكان المدنيين في غزة".
وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن كاتس التقى مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى وأبلغه رسالة غير معتادة عادة ما تُناقش في الغرف المغلقة، مضمونها أن "إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة عسكريًا أو مدنيًا بعد انتهاء الحرب".
وأشار كاتس أيضًا إلى أنه "لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تهدف إلى بسط سيطرتها الكاملة على القطاع.
فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، أكد كاتس أن "إسرائيل تسعى لحمايتها من التهديدات الإيرانية ومن حماس، وتحرص على تعزيز دورها باعتبارها جزءًا من المعسكر المعتدل".
وأضافت القناة أن "إسرائيل تبدو مهتمة حاليًا بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية، رغم تصريحات مختلفة من سياسيين إسرائيليين".
وفي تغريدة على منصة "إكس"، أوضح كاتس موقفه قائلًا: "بعد تحييد القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ستتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في غزة مع حرية العمل الكامل، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وأضاف، أننا لن نسمح لأي تنظيم بالعمل انطلاقًا من غزة ضد المواطنين الإسرائيليين، ولن نعود إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر.