لبنان ٢٤:
2025-01-20@14:36:47 GMT

قواعد اشتباك جديدة تحكمّت بردّي حفظ ماء الوجه

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

قواعد اشتباك جديدة تحكمّت بردّي حفظ ماء الوجه



وبعد طول انتظار ردّ "حزب الله" على عملية اغتيال الحاج فؤاد شكر، وقامت إسرائيل بالتالي بالردّ على الردّ. هذا ما كان متوقعًا. وهذا ما حصل. ولكن يبقى الردّ الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها من دون تحديد الزمان والمكان المناسبين، وكيف سيكون الردّ الإسرائيلي على الردّ الإيراني، في حال حصوله، إلاّ إذا اعتبرت طهران أن "حارة حريك" "كفّت ووفّت"، خصوصًا أن "حزب الله" حذّر في أحد بياناته من أن "العقاب سيكون شديدًا وقاسيًا جدًّا" ذا تعرّض المدنيون لأي أذى اعتدائي.

وهذا يعني أن الردّ والردّ المضاد بقي محصورًا ضمن "قواعد الاشتباك"، وإن بطريقة مختلفة عن القواعد السابقة، وهي التي تحكمّت بطبيعة الردّين، اللذين لم يصلا إلى حدود تهديد الاستقرار الإقليمي. فلا إسرائيل قادرة على تحمّل ما سينتج عن توسعة الحرب، وهي بالتالي لا تحظى بغطاء أميركي. ولا "حزب الله" يريد أن يستجرّ على لبنان حربًا يعرف الجميع نتائجها سلفًا، وهو حريص، على ما أبلغه إلى الجميع، على المصلحة اللبنانية على رغم أنه متهمّ بأنه "استدرج الدب الإسرائيلي إلى الكرم اللبناني" من خلال فتحه الجبهة الجنوبية مساندة لغزة.

وفي اعتقاد بعض المراقبين الديبلوماسيين أن حدود الردّين مضبوطة على الساعتين الأميركية والإيرانية، ولذلك فإن ما سيلي لن يكون أسوأ مما حصل حتى الآن. والدليل أن العالم استنفر على أكثر من محور للحؤول دون تطّور الوضع الميداني إلى ما ينذر بعواقب وخيمة، وبالتوازي لم تهدأ جبهة التصريحات لا من الجانب الإسرائيلي ولا من جانب "حزب الله" على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله.

ويرى هؤلاء المراقبون أن التصعيد الكلامي لا يعني بالضرورة مطابقته على الواقع الميداني، إذ أن لكل مقام مقالًا. وهذا الأمر يقود إلى استنتاجات طبيعية، وهي أن لغة الميدان ستبقى محصورة ضمن قواعد جديدة من الاشتباك. فلو كان في استطاعة إسرائيل توسعة الحرب لكانت استفادت من ردّ "حزب الله" كذريعة لتبرير هذه التوسعة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى "حارة حريك"، التي وإن فتحت جبهة مساندة لغزة لم تسعَ يومًا إلى حرب واسعة على رغم أنها أعلنت أكثر من مرّة أنها ستخوض هذه الحرب إذا فُرضت عليها بكل ثقة وجدارة وايمان بأن الانتصار سيكون حليفها.

ولأن حدود ما يجري بين إسرائيل و"حزب الله" محدّدة السقوف فإن ما يراه المراقبون لجهة ما يمكن أن تكون عليه المرحلة التي ستلي هذه الحرب، التي يعترف الجميع بأنها لن توصل إلى انتصار جهة على أخرى، وإن بالنقاط وليس بالضربة القاضية، ليس بعيدًا عن تطبيق للقرار الدولي الرقم 1701، وإن بوسائل غير الوسائل التقليدية.  ولذلك يُفترض أن يكون جميع "أهل الميدان" بما خصّ الجبهة الجنوبية من جهة لبنان والجبهة الشمالية من جهة إسرائيل على استعداد لبدء "معارك" من نوع آخر عن طريق "دوحة – قاهرة2"، ولكن بغطاء أميركي وايراني هذه المرّة كترجمة فعلية على أرض الواقع الديبلوماسي، من دون أن يعني ذهاب الجميع إلى "معارك" الدوحة أو القاهرة التخلّي عن الشروط التي يراها كل فريق مناسبة لوضعيته المركزية من ضمن مخطّط ما يُعرف بـ "سايس بيكو" جديد لرسم جديد لخارطة جديدة للمنطقة، بالتوازي مع ما يجري في أوكرانيا، باعتبار أن ما بين حربي غزة والجنوب اللبناني ارتباطًا غير مباشر بما يجري بين موسكو وكييف.

فمع ردّ "حزب الله" في مرحلته الأولى كما جاء في بيان له تكون "حارة حريك" قد وفت بوعدها تجاه أهلها في الضاحية الجنوبية لبيروت، الذين تعرّض أمنهم لاهتزاز حقيقي من خلال ما أسماه السيد نصرالله بـ "انجاز إسرائيلي" عندما تحدّث عن عملية اغتيال فؤاد شكر، وبالتوازي مع تحقيق "وعده الصادق" استطاع "حزب الله" أن يحفظ ماء وجهه تجاه بيئته، التي كانت تنتظر منه الكثير، وهو الذي استدرك الأمر عندما أشار إلى أن ردّه هو مرحلة أولى قد تليها مراحل أخرى، خصوصًا إذا ما تعرّض المدنيون لأي أذى جرّاء الغارات الإسرائيلية، التي جاءت هي أيضًا لـ "حفظ ماء" وجه تل أبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب: حماس لن تحكم غزة أبدا

واشنطن - الوكالات

قال مايك والتس مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليوم الأحد إنه إذا تراجعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عن اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة فإن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل "في عمل ما يتعين عليها القيام به".

وأضاف في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.بي.إس) "حماس لن تحكم غزة أبدا. هذا غير مقبول تماما".

مقالات مشابهة

  • وظائف شاغرة لدى شركة تحكم
  • ابراهيموفيتش: لن أرد على تصريحات رونالدو
  • خبراء: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
  • محللون: اليوم الأول لوقف إطلاق النار بغزة رسخ قواعد جديدة
  • صحيفة عربية: مقترح تعيين مبعوثة جديدة يطيح بالعملية السياسية التي تتزعمها خوري
  • الجيش اللبناني يُعلن اشتباك عناصره مع مسلحين مجهولين على الحدود السورية..تفاصيل
  • مستشار ترامب: حماس لن تحكم غزة أبدا
  • إذا بقيت تحكم غزة..إسرائيل: لا استقرار في إقليم دون القضاء على حماس
  • حكم تلوين الشفاه عن طريق التاتو
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة