بو حبيب نعى الحص: برحيلك نودع رجل دولة من الطراز الرفيع
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
نعى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الرئيس د. سليم الحص بالكلمات التالية:
"هذا الكبير من وطن الأرز لا يشبه إلا نفسه...عرفناه بضمير لبنان، وعرفته بداية من موقع الإختلاف في حقبة سوداء من تاريخ لبنان، ومن موقع المودة، والإحترام حيث كنت أحرص على لقائه كلما سمحت الظروف بذلك.
وداعا" سليم الحص الرجل الزاهد بالمناصب والمراكز والمال، المتواضع، العابر للطوائف والمذاهب، الحالم ببعض الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وليس فقط بالكثير من الحرية في لبنان، كما كان يحلو لك ان تقول.
برحيلك نودع رجل دولة من الطراز الرفيع حيث لم تسع يوما" الى منصب، أو تحاول البقاء فيه على حساب قناعاتك، أو المصلحة العامة.
لقد شرفت الدبلوماسية اللبنانية، وأغنيتها بعلمك وخبرتك حين أخترت ان تكون الدبلوماسي الأول في مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ لبنان المعاصر.
سيبقى إرثك محفورا" وشامخا" في أرز لبنان، فكم تشبهه في ندرته، وشموخه، وترفعه."
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تاريخٌ من الصّمود والعزيمة
غيداء شمسان
ليشهد التاريخ، بحروف من نارٍ تشتعل في سماء اليمن، أنهُ لم يهتز لصوت القذائف، ولم تثنه رياح العدوان العاتية فبينما تتساقط قذائف العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على غزة الطاهرة، يجيب اليمن بصرخة مدويةٍ، بصمود أُسطوريّ، يثبت أن إرادته لا تقهر، وأَن روحه لا تخمد بالنار؛ إنهُ اليمن الذي يضربُ في فوجِ احتشادِ الأحرار نصرةً لغزة، ولم تهتز لهم شعرة من عزيمته.
فكيف يهتز اليمن والقدس في قلبه تنبضُ؟ كيف يخاف والنصر في إيمانه مستقر؟ إنه اليمن الذي تربى على مواجهة الظلْم والاستبداد، اليمنُ الذي تشرب مقاومة الاحتلال من مسام تاريخه الطويل، اليمن الذي يجسّد معنى الصمود في أَجمل صوره؛ فالغارات والقصف لم تكن سوى محاولة يائسة لكسر إرادته، لكنها كانت وقودًا أضفت على نار مقاومته أشدّ ضياءً.
يقف اليمن اليوم شامخًا، مثل جبلٍ صلبٍ لا تهزه الرياح؛ فإيمانه بالقضية الفلسطينية، بمقدسية الأرض المحتلّة، يشع نورًا ينير دروب المُقاومة، ويلهم الأجيال فالخطوط الحمراء التي رسمها العدوّ لمْ تَكُنْ سوى حدود أُخرى لمقاومته، والتهديدات لم تكن سوى نفخٍ في رماد عزيمته.
لم يكن اليمن وحيدًا في معركَته، فَفي كُـلّ قلبٍ يحب الحرية، وفي كُـلّ روحٍ تتشبّث بالكرامة، يتجلّى معنى التضامن والدعم فصوتُ اليمنِ يصدح في أرجاء العالم، موحدًا الأصوات في دعم غزةَ، وموحدًا القلوب في مناصرة القضية الفلسطينية؛ فالمقاومة ليست مُجَـرّد مشاعر، بل هي إيمان راسخ بالحق، والعزم على تحقيقِه، والتضحية في سبيل تحقيقه.
إن اليمن اليوم يمثل نموذجًا للمقاومة الشعبيّة، للمقاومة التي تتجاوز الحدود الجغرافية، والتي تتغذى من عمق الإيمان والثقافة والهوية، فهو يثبت أَن القوة الحقيقية تكمن في وحدة الشعب، وفي عزيمته، وفي إيمانه بقضيته وفي كُـلّ ضربة تستهدف اليمن، تزداد عزيمته، وتزداد ثقته بالنصر القريب.
فليشهد التاريخ أَن اليمن لم يخضع، ولم يتخل عن مبادئه، ولم ينس قضية غزة وفلسطين، سيبقى صوته يصدح بِالعزيمة في وجه الظلم، وسيبقى صموده ملهمًا للأجيال القادمة، شهادةً على أَن إرادَة الشعوب الحرة أقوى من كُـلّ قوة مستبدة فهو اليمن في وجه الرياح، قصيدةٌ من الصمود والعزيمة، ستبقى ترنمًا خالدًا.