موقع 24:
2025-01-29@02:47:36 GMT

لا حاجة إيرانية بعد… للاستعانة بابتسامة ظريف

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

لا حاجة إيرانية بعد… للاستعانة بابتسامة ظريف

يمكن لحصول كلّ أعضاء الحكومة التي شكلها الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان على ثقة مجلس النواب أن يعني الكثير، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي يحصل فيها ذلك منذ قيام "الجمهوريّة الإسلاميّة" في العام 1979.

كذلك، يمكن للأمر ألّا يعني شيئاً باستثناء أن "الجمهوريّة الإسلاميّة" ما زالت تراوح مكانها وتمارس لعبة الانتظار.

بل يمكن القول إن إيران تعدّ نفسها لممارسة لعبة الرهان مرّة أخرى على صفقة مع "الشيطان الأكبر" الأمريكي وعلى فوز كامالا هاريس على دونالد ترامب. يحصل ذلك في ضوء اكتشاف "الجمهوريّة الإسلاميّة" أن الردّ على اغتيال إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قلب طهران ليس مسألة ملحّة بمقدار ما أنّه رد مكلف قد لا تكون قادرة، في الظروف الراهنة، على دفع ثمنه.
ما الفارق بالنسبة إلى طهران بين ما إذا كان إسماعيل هنيّة رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" أم إذا كان هناك شخص بديل منه في هذا الموقع مثل يحيى السنوار المتواري عن الأنظار في أنفاق غزّة؟
يعني نيل جميع أعضاء حكومة بزشكيان الثقة أنّ لا فارق بين رئيس إصلاحي أو رئيس محافظ ما دامت كلّ السلطات عند "المرشد" علي خامنئي الذي يميل إلى "الحرس الثوري"، كمؤسسة تسيطر على القطاع الأمني وعلى جزء أساسي من الاقتصاد. بدا الأمر واضحاً من زاوية خيارات بزشكيان الذي جاء بمتشددين إلى موقعي وزير الداخلية ووزير الاستخبارات. يعكس ذلك رغبة في السير في خطّ لم تحد عنه "الجمهوريّة الإسلاميّة" يوما هو خط الأخذ والردّ مع أمريكا من باب الاستفادة المتبادلة متى وجدت ذلك مناسبا واللجوء إلى القطيعة متى يحصل فقدان للأمل من "الشيطان الأكبر". ثمّة فرص تلوح لإيران أحياناً لا تستطيع سوى استغلالها في ما يخصّ علاقتها مع "الشيطان الأكبر" والتغييرات التي تحصل على مستوى المقيم في البيت الأبيض.
بدأت القصة مع احتجاز دبلوماسيي السفارة الأمريكيّة في طهران رهائن في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1979. كانت تلك فرصة كي يتخلص الجناح المتشدّد، على رأسه مؤسس "الجمهورية الإسلامية" آية الله الخميني، من أي شخصية معتدلة في السلطة. أدت حكومة مهدي بازركان، التي اضطرت وقتذاك إلى الاستقالة، الغرض من وجودها. مررت بضعة أشهر تظاهرت فيها إيران ما بعد الشاه بأنّها منفتحة على العالم. ما لبثت عملية احتجاز دبلوماسيي السفارة الأمريكيّة التي سميت "عش الجواسيس" أن وفّرت فرصة لإسقاط حكومة بازركان وكشف الوجه الحقيقي للنظام.
نجح النظام الإيراني الجديد وقتذاك في تحدي أمريكا. احتجز الرهائن 444 يوماً. لم يطلقهم إلّا بعد التأكد من سقوط الديمقراطي جيمي كارتر أمام الجمهوري دونالد ريغان الذي عقد خلال حملته الانتخابية صفقة مع الإيرانيين. أمنت هذه الصفقة فوزه على كارتر. لم تُطلق الرهائن الأمريكيّة قبل يوم حصول الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة… فسقط كارتر الذي حمله الناخبون الأمريكيون مسؤولية التهاون والتعامل الرخو مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" ومع "الطلاب" الذين كانوا يحتجزون الدبلوماسيين الأمريكيين في ظروف صعبة ومهينة.
لم يتغيّر هذا الوجه، الذي في أساسه تحدي أمريكا، مع هدنات تعقد بين حين وآخر لأسباب داخليّة إيرانية. منذ خريف 1979 لم يعد من مكان لشخصية تتمتع بحدّ أدنى من المواصفات التي تسمح لها بحوار مع الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، مثل وزير الخارجية السابق محمّد جواد ظريف. اضطر ظريف أخيراً إلى الاستقالة من موقع مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الإستراتيجيّة الذي عينه فيه الرئيس مسعود بزشكيان. كانت لدى رئيس الجمهوريّة الجديد نيّة في العودة إلى تلك الأيام التي كان فيها نوع من الأخذ والرد مع الدول الغربيّة، لكن حساباته باتت مرتبطة بمشيئة خامنئي الذي لا يعتقد، أقله في الوقت الحاضر، أن ثمة ضرورة للاستعانة بابتسامة محمد جواد ظريف!
ليس سرّاً أن ظريف أدّى الدور المطلوب منه في مرحلة معيّنة كانت فيها "الجمهوريّة الإسلاميّة"، بغطاء من "المرشد"، في حاجة إلى الاتفاق في شأن ملفها النووي مع مجموعة الخمسة زائداً واحداً (الولايات المتحدة والأعضاء الأربعة الآخرون ذوو العضوية الدائمة في مجلس الأمن زائدا ألمانيا). كان ذلك صيف العام 2015 قبيل أشهر قليلة من انتهاء الولاية الثانية لباراك أوباما.
تكمن أهمّية وجود مسعود بزشكيان في موقع رئيس الجمهوريّة، من دون مساعد له من نوع محمّد جواد ظريف، في أنّه بات صالحاً للعب الدور المطلوب منه متى توفرت فرصة جديدة لصفقة مع "الشيطان الأكبر". سيتوقف الكثير على ما إذا كان في استطاعة كامالا هاريس الفوز على دونالد ترامب. ثمة رهان لدى مجموعات إيرانية على هاريس التي تبدو محاطة بمجموعة من المستشارين الذين يؤمنون بوجوب التقرب من إيران. من بين هؤلاء باراك أوباما نفسه الذي لم يخف يوما، بإيحاء من صديقة العائلة فاليري جاريت، تفضيله "الإرهاب الشيعي" على "الإرهاب السنّي"، علماً أن الإرهابين وجهان لعملة واحدة، أكان ذلك في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن حيث لم يعد سرّا التقارب بين الحوثيين و"داعش" وما شابه "داعش".
ما يبدو أكيداً أنّ إيران تفضل انتظار ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة في الخامس نوفمبر المقبل كي ترى هل من أمل في صفقة ما أم لا. في انتظار بزوغ الأمل أو عدم بزوغه، يظهر أن الأولوية الإيرانية لتفادي أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا. ستدع "الجمهوريّة الإسلاميّة" أدواتها تلعب في العراق وسوريا ولبنان واليمن، علماً أن ذلك لا يضمن عدم خروج اللعبة التي تمارسها من يدها ومن يد الأدوات.
الأمور مختلفة هذه المرّة، خصوصاً أنّ إسرائيل في وضع لا تحسد عليه مع دخول حرب غزّة شهرها الحادي عشر قريباً ومع التهديد الحقيقي الذي بات يشكله "حزب الله" بمسيراته وصواريخه ومدفعيته… وحتّى أنفاقه!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مسعود بزشكيان الجمهوری ة الإسلامی ة الشیطان الأکبر ة الأمریکی ة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: شكرا لك يا رئيس ترامب على الوفاء بوعدك بمنح إسرائيل الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها

سرايا - أشاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدونالد ترامب لتزويد حكومة الاحتلال بما وصفه بـ "أدوات" للدفاع عن نفسها، بعد أن صرح الرئيس الأميركي بنقل قنابل تزن 2000 رطل.

وقال نتنياهو في بيان مصور: "شكرا لك يا رئيس ترامب على الوفاء بوعدك بمنح إسرائيل الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها، ومواجهة أعدائنا المشتركين وتأمين مستقبل من السلام والازدهار".

في وقت سابق من اليوم الأحد، شكر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ترامب أيضا على نقل "شحنة دفاعية حاسمة" إلى إسرائيل.

فيما لم يحدد أي منهما ما وافق عليه ترامب.

تسليم قنابل ثقيلة
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أوقفت تسليم هذه القنابل الثقيلة العام الماضي عندما بدا أن إسرائيل على استعداد لشن عملية برية كبرى في المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وهي الخطوة التي عارضتها واشنطن.

وقال الرئيس الأميركي يوم السبت إن "الكثير من الأشياء" يتم تسليمها إلى إسرائيل، بعد التقرير الذي أفاد بأنه أطلق شحنة قنابل تزن 2000 رطل.

وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به: "الكثير من الأشياء التي تم طلبها ودفع ثمنها من قبل إسرائيل، ولكن لم يرسلها بايدن، هي الآن في طريقها!".


يذكر أن إدارة بايدن أوقفت العام الماضي شحنات القنابل، محذرة من أن استخدام مثل هذه الذخائر الكبيرة في المناطق المكتظة بالسكان من شأنه أن يتسبب في "مأساة إنسانية كبيرة وأضرار".

وفي الأسبوع الماضي، بدأت هدنة مؤقتة في حرب غزة بين إسرائيل وحماس، بهدف إنهاء دائم للقتال الذي بدأ بهجوم الجماعة الفلسطينية المسلحة في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.

الهدنة صامدة، حيث تبادلت إسرائيل وحماس مجموعة ثانية من الأسرى خلال عطلة نهاية الأسبوع.

فيما لم يذكر منشور ترامب أي أسلحة محددة يتم إرسالها إلى إسرائيل.

تخفيف قيود فرضتها إدارة بايدن

لكن في مقال كتبه في موقع أكسيوس، قال الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد إن ترامب أمر وزارة الدفاع بتخفيف القيود التي فرضها بايدن على القنابل الثقيلة.

خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، تفاخر ترامب مرارًا وتكرارًا بأن إسرائيل "لم يكن لها صديق أفضل في البيت الأبيض"، وهو الشعور الذي ردده نتنياهو كثيرًا.

لكن علاقة ترامب ونتنياهو توترت لبعض الوقت بعد أن اتصل الزعيم الإسرائيلي ببايدن لتهنئته على فوزه في انتخابات 2020.

ووفقا لتقارير إعلامية متعددة في ذلك الوقت، اتهم ترامب، الذي ادعى أنه فاز في انتخابات 2020، نتنياهو بعدم الولاء.

العربية نت





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1442  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 26-01-2025 08:13 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
لغز حيّر العلماء .. ما سر الحرائق المدمّرة حول العالم؟ هذه المعاهدة .. أنهت توسع العثمانيين ومهدت لسقوطهم ضغوط متزايدة على ترامب للكشف عن ملف هجرة الأمير هاري .. هل يواجه الترحيل؟ غدر بها فذبحته بالسكين .. ممرضة تصيب "قلب القاهرة" بالذعر بالفيديو .. بـ"تنورة قصيرة وحقيبة... “تفاصيل صادمة حول حادثة حرق زوجة لزوجها: حروق خطيرة... الإعدام شنقا لعشريني قتل طفلا في الأردن بعد فشله... إعلام عبري: إحدى الأسيرات المفرج عنهن طلبت البقاء... بالفيديو .. سائقو شاحنات يعتصمون أمام مجلس النواب... الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة البترولبالفيديو .. كيف تخلص ضابط المخابرات الأمريكية من... الداخلية السورية تعلن ضبط شحنة أسلحة متجهة إلى...تعليق المساعدات الأمريكية يوقف مشاريع USAID في الأردن حماس و"الجهاد الإسلامي" تحددان موعد... إطلاق أول رحلة جوية من اليمن إلى القاهرة بعد توقف...ألوية الناصر تكشف تفاصيل تسليم الأسيرة الإسرائيلية...11 شهيدًا و 83 إصابة برصاص الاحتلال جنوب لبنانبالفيديو .. مشاهد صامدة لحريق هائل يلتهم مجمعاً... بعد فترة من الغياب، الفنانة السورية رباب كنعان تكشف... الحمد لله شفتك يا أمي .. والدة سامر المصري تهز سوريا بسبب تشخيص طبي خاطئ .. تدهور صحة فنان مصري شهير بالفيديو .. "الي يعادينا يا ويل .. بندوسوا... أديل مُتَّهمة بإفشال بيع قصر «مسكون بالعفاريت» في... الوحدات يفتقد خدمات سمرين لمدة 4 أسابيع! المنتخب الوطني لكرة القدم يواجه نظيره الأوزبكي وديًا غدًا فارغاس الفتح .. "مهووس" بقميص ميسي يتحدى رونالدو مقتل شاب عشريني طعنًا في الرمثا ركل زوجته في رأسها .. القبض على نجم مانشستر سيتي السابق لغز حيّر العلماء .. ما سر الحرائق المدمّرة حول العالم؟ هذه المعاهدة .. أنهت توسع العثمانيين ومهدت لسقوطهم ضغوط متزايدة على ترامب للكشف عن ملف هجرة الأمير هاري .. هل يواجه الترحيل؟ غدر بها فذبحته بالسكين .. ممرضة تصيب "قلب القاهرة" بالذعر بالصدفة .. الأشعة السينية تكشف امتلاء جسد رجل بكائنات مخيفة العثور على سفينة قديمة عمرها 2500 عام قبالة ساحل صقلية تسبب بإغلاق متحف لأسبوع كامل .. بريطاني ينتقم لطرده من العمل تطوير لقاح لوقف تفشي الأوبئة العالمية القادمة .. ما قصته؟ "الضوء الشبح" في كاليفورنيا .. ظاهرة غامضة تحمل مخاطر خفية "القولبة بالحقن" .. لحوم صناعية لا يُمكن تمييزها عن الطبيعية

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • ظريف: المقاومة في المنطقة مستمرة رغم التحديات
  • رئيس «برلمانية الشعب الجمهوري»: مصر تحبط مخطط أمريكا لتهجير الفلسطينيين
  • رئيس برلمانية الشعب الجمهوري: مصر أفشلت مخططات تهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية
  • "مفيش حاجة بنفوتها".. رئيس الوزراء: أتابع بحرص كل ما يُكتب على وسائل التواصل والقنوات
  • الحكومة الإيرانية توضح لـبغداد اليوم دوافع الهجوم على ظريف
  • لجنة الأمن القومي تدعو لعزل ظريف عقب تصريحات له من دافوس
  • رئيس النواب: لا نغفل الخطر الكبير الذي تمثله أطروحات تهجير الفلسطينيين
  • نظام الجولاني يستحوذ على أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله
  • مباحثات إيرانية أفغانية للدخول في مرحلة جديدة
  • نتنياهو: شكرا لك يا رئيس ترامب على الوفاء بوعدك بمنح إسرائيل الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها