موقع 24:
2025-01-23@20:51:26 GMT

تمدد حلـف شمـال الأطـلسي وتوسعه...؟!

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

تمدد حلـف شمـال الأطـلسي وتوسعه...؟!

بعد انهيار المعسكر الشرقي، وزوال الاتحاد السوفييتي عام 1991، توقع الكثير من المراقبين والخبراء المتخصصين، أن يصفى حلف ناتو، وينتهي، بسبب سقوط الاتحاد السوفييتي وحلفائه، وهو العدو الأكبر لحلف ناتو، والسبب المباشر لقيامه وتأسيسه.

وكانت المفاجأة... أن استمر حلف ناتو، بل وتصاعدت قوته، وتمدد شرقاً، ليضم في عضويته دولا كانت بالأمس محايدة، أو في صف العدو اللدود، حلف وارسو.

وأكثر من يعارض هذا التمدد شرقاً، ويعبر عن القلق نتيجة لهذا التطور غير المتوقع، هو الاتحاد الروسي، وريث الاتحاد السوفييتي السابق. فلقد توسع حلف ناتو شرقاً... حتى أصبح على طول الحدود المتاخمة بين دوله وروسيا.
ومن أهم ما صدر عن اجتماع واشنطن، الذي عقد مؤخراً من قرارات: نشر صواريخ باليستية نووية أمريكية، طويلة المدى، في ألمانيا، القريبة من روسيا، بدءاً من سنة 2026. وتشمل صواريخ «إس إم-6»، و«توما هوك»، وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذات مدى أبعد من تلك الأسلحة التي تمتلكها القوى الأوروبية، في الوقت الحاضر. 
لقد استمر حلف ناتو، على مدار ثلاثة أرباع القرن، وقوي في العقود الثلاثة الأخيرة بخاصة، لعدة أسباب، أهمها:
– حرص الولايات المتحدة على بقائه ودعمه، ورغبتها في استمرار استخدامه كذراع عالمية لمد الهيمنة الكونية، وبسط النفوذ، ودعم كونها الدولة العظمى الأولى، وقيادتها لأهم الأحلاف في العالم.
– عداء الغرب العقائدي والحضاري التقليدي التاريخي لروسيا، وخشيته الدائمة من اكتساح أوروبا من قبل الروس، كما اكتسحوا أوكرانيا، مهددين بقية دول أوروبا.
– عداء الغرب العقائدي والحضاري التاريخي تجاه الصين، ودول الشرق بعامة.
– محاربة ما يسمى بـ «التطرف الإسلامي» الذي وضعه الغرب في قائمة الأعداء... واعتبره العدو البديل للاتحاد السوفييتي، في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، بين الدولتين العظميين سابقاً. ويندرج ضمن هذا البند ما يسميه الغرب المتنفذ بـ«مكافحة الإرهاب»، والذي كثيراً ما يعني: الحرب، عبر فزاعة الإرهاب المفتعلة، كمبرر للحرب والغزو، من أجل الهيمنة، واستغلال البلاد الأضعف.

يمكن، إذن، اعتبار أن إصرار أمريكا على بقاء وتقوية هذا الحلف، هو السبب الرئيس لاستمراره. وهذا السبب ناجم أصلاً من حرص أمريكا على دعم نفوذها هي، وهيمنتها الكونية الخاصة. وهذا أمر مفهوم، ومتوقع. ومع ذلك، يجب عدم الاستهانة بمنافسة وعداء وخطورة الخصوم التقليديين لأمريكا والغرب. ومعروف، أن روسيا، رغم كونها – بالدرجة الأولى – دولة أوروبية كبرى، إلا أن هناك عداء أوروبياً تاريخياً تقليدياً لها. فعلى مدار التاريخ الحديث والمعاصر، كانت هناك صراعات وحروب شعواء بين روسيا والدول الأوروبية الكبرى. وكان هناك اجتياح عسكري روسي لكثير من بلدان أوروبا المجاورة لروسيا. كما أن كون غالبية الروس تعتنق المذهب المسيحي الأرثوذكسي جعل لروسيا تقاليد وحضارة مختلفة عن غالبية دول أوروبا وغالبيتها البروتستانتية. وساهم قيام «الشيوعية» في روسيا، في الفترة 1917 – 1991، والعداء الأمريكي - السوفييتي، الناجم عن ذلك، وهيمنتها على أوروبا الشرقية، في جعل روسيا في عداء مع «الديمقراطيات» الغربية، ورثته روسيا، رغم تخليها عن التوجه الشيوعي الماركسي.
وقد لخصت تصريحات رؤساء الدول الأعضاء، والأمين العام للحلف، في آخر مؤتمر قمة بواشنطن، العقبات التي تواجه استمرارية الحلف في ضرورة: مشاركة الأعضاء بفعالية أكبر في تحمل تكاليف عمليات الحلف وإدارته، والتزام الأعضاء بمضمون المادة الخامسة من ميثاق الحلف، والمسارعة في حل الخلافات فيما بين الأعضاء. واهتمت قمة واشنطن بـ«الأخطار» التي تقلق الحلف، ويبدو أن أكثر ما يثير قلق الأعضاء الآن هو ما سمي بـ «الأعمال العدائية الروسية»، ومنها الغزو الروسي لأوكرانيا، وحتمية التصدي له. فأهم الأخطار الحالية - في رأي الحلف - هي: التصرفات العدائية الروسية، والمنافسة الاقتصادية الاستراتيجية الصينية، والهجرة «المنفلتة» إلى الدول الغربية الأعضاء بالحلف، وتزايد الجرائم الإلكترونية السيبرانية. ولا شك، أن نصب الصواريخ الغربية، طويلة المدى، يعتبر تهديداً نوعياً فادحاً لروسيا، ويعتبر هو الأخطر، منذ 33 عاما.

وجاء رد فعل روسيا على قمة ناتو 2024، على لسان رئيسها، السيد «فلاديمير بوتين»، الذي أكد، في مؤتمر صحفي، قدرة روسيا التدميرية، وبأن: «ممثلي دول الناتو، وخاصة في أوروبا، وفي البلدان الأوروبية الصغيرة، يجب أن يفهموا بماذا هم يلعبون. ويجب أن يتذكروا أن دولهم عادة ما تكون دولاً صغيرة المساحة، وبكثافة سكانية كبيرة». أما نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، «ديمتري ميد فيديف»، فقال، معلقاً على إصرار أعضاء حلف ناتو على ضم أوكرانيا إلى الحلف: «يتعين على روسيا أن تفعل كل شيء، حتى ينتهي طريق أوكرانيا، الذي لا رجعة فيه، إلى الناتو، باختفاء هذا البلد، والحلف نفسه».
كما صرح مسؤولون روس رفيعو المستوى، بأنه «لدى روسيا رد على التهديدات التي يطلقها ناتو في العالم، بما في ذلك اعتباره روسيا بشكل مباشر، إلى جانب الصين، بأننا الهدف لتهديداته... ونحن نعرف كيف يجب الرد على هذه التهديدات، وبطريقة تتيح لنا عدم الانجرار في أي سباق تسلح. لكن، مع ضمان أمننا بأكبر ثقة ممكنة».
يبدو أن الأمن القومي الأمريكي ما زال يتطلب بقاء هذا الحلف، وازدهاره. وترى أمريكا ضرورة زيادة مشاركة أعضائه في تكاليف تشغيله. لأن لهذا الحلف دوراً كبيراً في استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، وبقية أعضائه. ولا يعتقد أن هذا الحلف سيتلاشى، في المديين القصير والمتوسط، أو أن تنسحب أمريكا منه، ويصبح الحلف أوروبياً فقط، كما يتصور مراقبون أوروبيون. هناك من يتوقع قيام أحلاف عسكرية كبرى أخرى، كرد فعل عملي على وجود ناتو، كقيام حلف روسي – صيني، أو حلف يضم كل دول الـ «بريكـس» (BRICS) وهي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا. أما معظم العرب، فسيظلون، كما هم الآن، جماعة... تحسبهم جميعاً، ومصالحهم شتى

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الناتو حلف الناتو هذا الحلف حلف ناتو

إقرأ أيضاً:

ترامب: سأطلب من دول حلف الأطلسي رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي

الاقتصاد نيوز - متابعة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن بلاده لديها أكبر كمية من النفط والغاز مقارنة بأي دولة أخرى وأنه سيتم استخدام تلك الكميات.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها يوم الخميس 23 يناير/ كانون الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، عبر مشاركة افتراضية.

وقال الرئيس الأميركي: "سنطلب من السعودية وأوبك تخفيض تكلفة النفط". وأضاف: "إذا تراجع سعر النفط فإن الحرب في أوكرانيا ستنتهي على الفور".

وقال ترامب إنه سيطلب من السعودية زيادة الحزمة المخصصة للاستثمارات في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربعة المقبلة إلى تريليون دولار.

يأتي ذلك بعد يوم من اتصال هاتفي لولي العهد السعودي مع ترامب قال فيه إن المملكة العربية السعودية ترغب في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأربعة المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للزيادة في حالة توافر فرص إضافية.

كما أوضح ترامب أنه سيطلب من دول حلف الأطلسي رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول أعضاء الحلف.

وذكر ترامب أن الكونغرس سيمرر أكبر تخفيضات ضريبية في تاريخ الولايات المتحدة. وقال: "رسالتي لمجتمع الأعمال هي اصنعوا منتجاتكم في أميركا".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيطلب خفض أسعار الفائدة على الفور. ويأتي ذلك في ظل تقديرات في الوقت الحالي بتخفيضات أقل للفائدة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي خلال العام 2025 مقارنة بتوقعات سابقة في ظل عدم وصول معدلات التضخم إلى مستهدف 2% خلال الشهور الأخيرة.

في سياق آخر، قال ترامب إن العمل بدأ بالفعل على حدود الولايات المتحدة مع نشر الجيش قوات من أجل المساعدة فيما وصفه بـ "صد الغزو"، في إشارة إلى عمليات الهجرة غير المشروعة.

وأشار إلى أن إدارته اتخذت إجراءات سريعة لعكس سياسات ما وصفه بـ "اليسار المتطرف".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأطلب من دول حلف الأطلسي رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي
  • ترامب يعتزم تقليص عدد القوات الأمريكية في أوروبا
  • تمدد الزمن في الفضاءات الرقمية: لماذا تبدو الساعات وكأنها دقائق
  • الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: انتصار روسيا سيقوض مصداقية الناتو ويثقل كاهل التحالف بتكاليف ضخمة
  • الحلف الجنجويدى في مرحلة الخطة جيم
  • حلف شمال الأطلسي يؤكد ضرورة تكثيف الدعم لأوكرانيا
  • الناتو يضع شرطا هاما لتوقيع اتفاق السلام بين روسيا واوكرانيا
  • حدث ليلا| ترامب يعلن الحوثي إرهابية.. واشتباكات ضارية شمال الضفة الغربية.. وليلة سقوط كبار دوري أبطال أوروبا
  • اندلاع حريق جديد في جنوب كاليفورنيا.. والسلطات تعلن نسبة ما تم احتواؤه
  • بوجبا: رفضت عرضاً للعب في روسيا وأطمح للعب في دوري الأبطال مجدداً