عدن الغد:
2024-11-12@21:15:30 GMT

تقرير: ما الذي جرى للحمزي والحماسي على وجه الدقة؟

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

تقرير: ما الذي جرى للحمزي والحماسي على وجه الدقة؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يتناول أربع روايات متضاربة بشأن وفاة العناصر الأخطر في القوة الجوية الحوثية..

هل تمت تصفية بعض القيادات الحوثية في إطار صراع الأجنحة أم توفوا بشكل طبيعي أو بسبب إصابة سابقة؟

من هو المدعو الحمزي القائد العسكري الحوثي الذي أعلن عن وفاته مؤخرا؟

هل قتلوا في تفجيرات وادي حباب أم في جبهة الحد بيافع؟

ما الرواية الرسمية للحكومة المعترف بها دوليا؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

يتخطف الموت هذه الأيام أخطر عناصر المليشيا الحوثية في قواتها الجوية ومن يديرون ملف الصواريخ البالستية والطيران المسير، وتحت ظروف غامضة تكشف عنها بيانات النعي المتضاربة من قبل قيادة الجماعة.

فقبل أيام هلك منتحل صفة قائد القوات الجوية المدعو أحمد الحمزي المدرج على لائحة الإرهاب الدولي والمطلوب سعوديا ضمن خمسة آخرين، ثم يأتي اليوم التالي لتعلن الجماعة عن وفاة قائد ما يسمى باللواء 140 دفاع جوي المدعو محمد الحماسي.

وحسب لائحة العقوبات الدولية فأحمد الحمزي والمسؤول الأول عن تنفيذ سلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيرة داخل اليمن والعابرة للحدود ضد أهداف ومنشآت مدنية واقتصادية حيوية في المملكة العربية السعودية، ومتهم بارتكاب أعمال تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وكالعادة اكتفت بيانات النعي الحوثية على أن الحمزي والحماسي توفيا بعد معاناة شديدة مع المرض دون أن تكشف الجماعة عن أي تفاصيل أخرى عن حالتي الوفاة.

في هذا التقرير نحاول رصد العديد من الروايات المتضاربة التي قد تساعدنا في الكشف عن حالة الغموض هذه التي رافقت مصير أخطر رجل في المليشيا الحوثية على الإطلاق.

> من شخصية مغمورة إلى أهم رجل في الجماعة

معلومات شحيحة عن المدعو الحمزي والمكنى بـ "أبو شهيد"، لكن المعلوم أنه من مواليد مديرية "سحار" في معقل الجماعة محافظة صعدة، وبرز اسمه بعد تعيينه من قبل زعيم المليشيات قائدا لما يسمى "القوات الجوية والدفاع الجوي" في صنعاء 2019، وذلك بعد سنوات من عمله كممثل له في تنسيق الدعم الخارجي، ويعد "الحمزي" مهندس عمليات تهريب قطع الغيار للطيران المسير.

ووفق تقرير نشره موقع "العين الإخبارية" قال إن الحمزي عمل ممثلا لزعيم المليشيات الانقلابية الإرهابية لتلقي الدعم الخارجي المادي والعسكري، ومنسقا لدوائر المخابرات الحوثية والإيرانية في لبنان وطهران وبعض دول الأوروبية والخليجية متنقلا بجواز سفر وهوية مزيفة، ولم يكن له دور علني قبل أن يتم تعيينه فجأة في قيادة القوات الجوية التابعة للحوثيين.

وفي مسيرة "الحمزي" مع الجماعة الحوثية فقد صعد إلى هذا المنصب مطلع العام 2019، خلفا للقيادي الحوثي البارز اللواء إبراهيم الشامي المعين من قبل ميليشيات الحوثي قائدا للقوات الجوية والمسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والذي لقي مصرعه في ظروف غامضة قيل حينها إن وفاته كانت بمرض كورونا.

ورجحت المصادر في ذلك الوقت أن الشامي تعرض للتصفية من قبل قيادات حوثية أخرى، حيث كان زعيم الحوثيين قبلها قد فرض عليه إقامة جبرية وأقاله بقرار غير معلن.

وعين زعيم الحوثيين أحمد الحمزي أحد أبناء صعدة قائدا للقوات الجوية على الرغم أنه لا يحمل أي صفة عسكرية غير أنه تلقى تدريبات في إيران ويدين بالولاء لها.

وفي وقت سابق أدرج "الحمزي" في قائمة العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي باعتباره لاعبا رئيسيا في الجهود العسكرية الحوثية التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.

كما أدرجته الولايات المتحدة في مارس 2021 على لائحة الإرهاب إلى جانب منصور السعدي المنتحل صفة قائد القوات البحرية التابعة للجماعة، باعتبار الرجلين مسؤولين عن تدبير هجمات على المدنيين اليمنيين والدول المجاورة والسفن التجارية في المياه الدولية.

وفي سبتمبر 2022 أدرجت السعودية "الحمزي" ضمن خمس قيادات عسكرية من ميليشيا الحوثي على لائحة الإرهاب، لارتباطهم بأنشطة داعمة للميليشيا الحوثية داخل وخارج اليمن.

وطبقا لتقرير لـ "العربية نت" نشره في موقعه الإلكتروني، فإن "الحمزي" تم الدفع به إلى هذا الموقع كمسؤول شكلي من ذوي الثقة لتسهيل أعمال خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الذين يشرفون على تجميع وتهريب الطائرات المفخخة والمسيرة من إيران وتوجيه أهدافها وتدريب العناصر الحوثية عليها.

وحسب موقع "العربية نت" فإن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على القيادي الحوثي الحمزي والذي قالت إنه "قائد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، بالإضافة إلى أن مسؤول برنامج الطائرات بدون طيار وحصل على أسلحة إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب الأهلية اليمنية وتلقى تدريبات في إيران".

> روايات متضاربة

تضاربت الروايات التي أوردتها مليشيات الحوثي في بيانات النعي حول أسباب وظروف مقتله وتراوحت ما بين وفاته بمرض عضال إلى أخرى تزعم مصرعه متأثرا بإصابته في معارك سابقة ثم تحولت هذه الإصابة فيما بعد إلى مرض السرطان حسب تعليق لأحد قيادات الجماعة.

غياب الرواية الرسمية الموحدة من قبل قيادة الجماعة جعل الكثيرين يطلقون التكهنات حول المصير المحتمل للرجل الأخطر فيما يسمى بـ "القوة الصاروخية" للجماعة الحوثية.

فوزارة دفاع الحوثي نعت قائد قواتهم الجوية أحمد الحمزي وقالت إنه توفي "بعد معاناة مع المرض"، في الوقت الذي نشرت وكالة سبأ التابعة للميليشيا تعزية من رئيس المليشيات مهدي المشاط "في استشهاد المجاهد اللواء الحمزي"، نتيجة إصابة سابقة.

هذا التضارب في الروايات جعل من البعض يرى أنها قد تكون تصفيات تجري في إطار صراع داخلي في صفوف الجماعة مع اقتراب التسوية السياسية المحتملة بين الرياض وصنعاء التي ترعاها سلطنة عمان، فالصراع بين أجنحة الجماعة يشتد مع مرور الأيام بين جناحي الصقور والحمائم، ولعل ما جرى "للحمزي" تندرج ضمن هذا الصراع.

ووفق هذا الرأي ليس بمستغرب أن يكون "الحمزي" قد لقي نفس مصير سابقيه في عملية اغتيال مشابهة طالت قيادات تنتمي وموالية للجماعة من مدنيين وعسكريين وأمنيين ومشايخ وقبائل ووجاهات اجتماعية.

يرى مراقبون أن مقتل "الحمزي" لن يكون الأول ولن يكون الأخير، فقد سبقه اغتيالات لا حصر لها طالت قيادات في الصف الأول للمليشيات من قبل، لاسيما في السنوات الأخيرة عقب جمود الجبهات وقرب التسوية السياسية وتحول الحرب إلى صراع نفوذ سياسي واقتصادي بالمناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي.

وأشار محللون عسكريون وأمنيون إلى أن عمليات الاغتيالات بمناطق الحوثي التي تحدث في وضح النهار، ستقود إلى تفكك قادم وخلخلة أمنية قد تستهدف الصف الأول القيادي، وما هذا الاستهداف لقيادات الصف الأول والعناصر المهمة إلا البداية وكنتيجة لهذا الصراع المحتدم في الهيكل القيادي في الآونة الأخيرة.

> الرواية الرسمية

وسط أخبار تقول إن مصرع "الحمزي" كان في المواجهات الأخيرة بجبهة الحد يافع التي أوقعت عددا من القتلى والجرحى في صفوف المليشيا الحوثية على يد المقاومة الجنوبية بحسب مواقع إخبارية جنوبية، تأتي الرواية الرسمية للحكومة المعترف بها دوليا مناقضة لهذه الرواية، بالإضافة أنها تنفي الرواية التي تقول إن ما تعرض له "الحمزي" اغتيال في إطار حرب الأجنحة في الجماعة الحوثية.

فعلى لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، كشفت الحكومة الشرعية سبب ومكان مصرع ما يسمى بقائد القوات الجوية والمنتحل رتبة اللواء أحمد علي حسن الحمزي.

وأشار "الإرياني" إلى أن "الحمزي" لقي مصرعه أثناء تجارب أسلحة إيرانية جديدة في مديرية صرواح جنوبي محافظة مأرب.

وأرجع "الإرياني" مصرع الرجل إلى ما وصفها بـ "التجربة الفاشلة" التي قامت بها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران قبل أيام لاختبار أسلحة جديدة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب وأدت إلى مصرع عدد من قيادات وعناصر المليشيا وخبراء من إيران وحزب الله اللبناني تواجدوا لحظة الانفجار، وهو الأمر الذي يؤكد نواياها نسف جهود التهدئة والعودة لمربع الحرب بتوجيه وإشراف إيراني، حد قوله.

وأضاف "الإرياني" في تصريحات رصدها "عدن الغد" قائلًا: "تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية استغلال حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ انهيار الهدنة الأممية، لتطوير ترسانتها من الأسلحة المُهربة من إيران، وحشد المزيد من المقاتلين وتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها، دون اكتراث بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة والفاتورة الباهظة للحرب التي فجرها الانقلاب".

وجدد "الإرياني" مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالقيام بمسؤولياتهم القانونية في التصدي للأنشطة الإرهابية التي يمارسها نظام طهران، والدور الذي تقوم به في تقويض جهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن، وممارسة ضغط حقيقي على مليشيا الحوثي لإجبارها على الانصياع لجهود التهدئة وإحلال السلام.

وما يسند هذه الرواية الرسمية لـ "الإرياني" مصادر متطابقة عن مواقع إخبارية يمنية وأخرى من قبل ناشطين إعلاميين في وسائل التواصل الاجتماعي رصدناها، تؤكد هذه المصادر وقوع انفجارات كبيرة ليلة الخميس الماضي في أسفل وادي حباب في مديرية خولان محافظة صنعاء والمتاخمة لمديرية صرواح محافظة مأرب، إثر تجارب صاروخية كانت تقوم بها قيادات مليشيات الحوثي بالمنطقة من بينهم الصريع "الحمزي" وخبراء آخرين من جنسيات أجنبية وعربية، حد قول تلك المصادر.

وطبقا لمصادر محلية من نفس المنطقة أكدت أن القيادات الحوثية والخبراء الأجانب كانوا يقومون بإجراء تجربة إطلاق طائرة مسيرة محملة بقذائف صاروخية قبل أن تسقط على رؤوسهم أثناء الاختبار، وتسبب ذلك بانفجارات كبيرة في مخازن أسلحة تابعة للمليشيات الحوثية سمعها أهل المنطقة.

وأشارت تلك المصادر إلى أن الانفجارات تسببت بمقتل 11 من القيادات العسكرية للحوثيين وخبراء أجانب من جنسيات عربية، كانت المليشيا الحوثية قد استقدمتهم في وقت سابق كمختصين بمجال التصنيع للطيران المسير والتصنيع والتطوير العسكري بشكل عام.

وفي مساء الإثنين الماضي أعلنت المليشيا الحوثية في بيان لها وفاة قائد آخر في أحد ألوية الدفاع الجوي التابع لها، وذلك بعد يوم من إعلانهم عن مقتل قائد ما يسمى بالقوات الجوية والدفاع الجوي اللواء أحمد علي حسن الحمزي.

وبنفس الظروف والأسباب الغامضة "للحمزي" تم إعلان وفاة اللواء محمد الحماسي قائد اللواء ١٤٠ دفاع جوي، مما يرجح الرواية الرسمية أن "الحماسي" قد يكون قضى متأثرا بنفس التفجير الذي وقع في وادي حباب.

ختاما: ما الذي جرى "للحمزي" و "الحماسي" على وجه الدقة إذن؟ هل تمت تصفيتهم في إطار صراع الأجنحة أم توفوا بشكل طبيعي أو بسبب إصابة سابقة؟ هل قتلوا في تفجيرات وادي حباب أم في جبهة الحد بيافع؟

أربع روايات متضاربة وكل الاحتمالات ورادة، والأيام المقبلة هي من ستجيب عن مثل هكذا أسئلة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة القوات الجویة قائد القوات أحمد الحمزی ما یسمى فی إطار من قبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلان جديد للمبعوث الأممي عقب لقائه وفد المليشيات الحوثية ومسؤولين عمانيين

إعلان جديد للمبعوث الأممي عقب لقائه وفد المليشيات الحوثية ومسؤولين عمانيين

مقالات مشابهة

  • الحوثي يتحدى الولايات المتحدة: دعوة للبث المباشر من حاملة الطائرات التي استهدفتها القوة الصاروخية اليمنية
  • الحوثي يغدر بـ مؤتمر صنعاء ويرفض إطلاق قياداتهم
  • إعلان جديد للمبعوث الأممي عقب لقائه وفد المليشيات الحوثية ومسؤولين عمانيين
  • تقرير حديث يكشف الخطة الحوثية لترسيخ حكم المليشيات.. وأبرز الشخصيات التي تدير المخابرات
  • الأغاني التي فضحت الخيانة.. أبرز الأعمال التي أثارت الجدل (تقرير)
  • تقرير: الجيش المغربي يعزز ترسانته الجوية بطائرات برقدار التركية
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • جماعة الحوثي تعلن عن تسع غارات أمريكية على عمران وصعدة
  • وزارة الدفاع الأمريكية تكشف عن نوعية الأهداف الحوثية التي استهدفتها مقاتلاتها يوم امس
  • الإخوان.. ماكينة الأكاذيب التي تدار من الخارج لاستهداف عقول المصريين