حتى لا تندلع حرب كبرى!
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
باتت منطقة الشرق الأوسط في أمسِّ الحاجة إلى وقف التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى حرب كبرى قد لا يمكن احتواؤها بعد ذلك، ويرجع سبب هذا التصعيد إلى التعنت الإسرائيلي في مواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل.
وكلما أمعن الاحتلال في التنكيل بالفلسطينيين وقصفهم برًا وبحرًا وجوًا، زادت المقاومة في الشمال والجنوب من عملياتها العسكرية ضد جيش الاحتلال.
وفي ظل هذه المعطيات، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة وواقعية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والدخول في صفقة لتبادل الأسرى، كما إنه على المنظمات الدولية الوقوف عند مسؤولياتها والقيام بدورها الإغاثي والدبلوماسي والقانوني لوقف نزيف الدم في القطاع المحاصر وإغاثة الشعب الذي يتعرض للمجامعة منذ شهور.
إنَّنا اليوم أمام ضرورة حتمية لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة وخفض التصعيد، ولن يتحقق ذلك الهدف إلّا بمزيد من الضغط الدولي على الكيان الإسرائيلي الذي لم يجد حتى الآن رادعًا دوليًا يُلزمه بوقف عملياته العسكرية في غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان على صفيح ساخن: هل تندلع حرب ثالثة؟
محمد تورشين
تشهد دولة جنوب السودان توترات متصاعدة تنذر بإمكانية اندلاع حرب أهلية جديدة، وسط استمرار الصراع على السلطة والثروة بين الفرقاء السياسيين. وقد تفاقمت الأزمة مؤخرًا بعد المناوشات التي اندلعت بين الجيش الشعبي وبعض الفصائل المسلحة التابعة لما يُعرف بـ”الجيش الأبيض”، الموالي لنائب الرئيس رياك مشار، مما يعكس هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
أسباب التوتر: جذور الأزمة
يرى المراقبون أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في تفاقم الأوضاع، ما يجعل احتمالية تجدد الحرب أمرًا واردًا:
1. تعثر تنفيذ اتفاقية السلامفي عام 2018، وقّعت الأطراف المتنازعة اتفاقية سلام لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، لكن تنفيذها لم يتم بشكل كامل، خصوصًا فيما يتعلق بالبند الخاص بالترتيبات الأمنية، والذي ينص على دمج جميع الفصائل المسلحة في جيش وطني موحد. هذا التأخير خلق حالة من عدم الثقة بين الأطراف المتصارعة، مما أدى إلى استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش الحكومي والجماعات المعارضة.
2. تأجيل الانتخابات وتعطيل المسار الديمقراطيكان من المفترض أن تشهد جنوب السودان انتخابات عامة تُنهي المرحلة الانتقالية، إلا أن تأجيلها إلى ديسمبر من العام المقبل زاد من حالة الاحتقان السياسي، وأعطى إشارات سلبية حول جدية الحكومة في تنفيذ استحقاقات السلام. هذا التأجيل أدى إلى تفاقم الخلافات بين القوى السياسية، وزاد من مخاوف حدوث فراغ سياسي قد يعيد البلاد إلى مربع الصراع المسلح.
3. الفساد وانهيار الاقتصادتعتبر جنوب السودان من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط، الذي يمثل العمود الفقري لاقتصادها. ومع ذلك، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تفشي الفساد والمحسوبية داخل مؤسسات الدولة. ورغم تدخل بعض الدول، مثل الإمارات، بضخ أموال عبر شراء النفط غير المستخرج، إلا أن هذه الأموال لم تُستثمر بالشكل الصحيح لمعالجة الأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى استمرار التدهور المعيشي وارتفاع معدلات الفقر.
هل تلوح الحرب في الأفق؟في ظل استمرار هذه الأزمات دون حلول جذرية، يبدو أن احتمال اندلاع حرب ثالثة في جنوب السودان يظل قائمًا، بل قد يكون مسألة وقت فقط. فالتوترات السياسية، وانعدام الثقة بين الأطراف المتنازعة، والأزمة الاقتصادية الخانقة، كلها عوامل قد تشعل فتيل النزاع في أي لحظة.
ويبقى السؤال: هل يستطيع قادة جنوب السودان تجاوز المصالح الضيقة والعمل بجدية لإنقاذ البلاد من شبح الحرب؟ أم أن الصراع على السلطة والثروة سيظل العامل الحاسم في رسم مستقبل هذا البلد الفتي؟
باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسوممحمد تورشين