موقع 24:
2025-03-26@00:02:05 GMT

الطفولة السودانية الضائعة

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

الطفولة السودانية الضائعة

بينما يستعد الطلاب للتوجّه إلى مدارسهم في معظم دول العالم، يحدوهم شعور الأمل والتفاؤل ببدء عام دراسي جديد، فإن هذا الشعور يغيب عن أطفال السودان هذا العام، الذين فرضت عليهم الحرب أن يظلوا حبيسي ما تؤول إليه مفاوضات المتحاربين الذين يصرون على بقاء الحال على ما هو عليه.

على الرغم من أن الجميع كان يأمل أن يتمخض اجتماع جنيف عن آلية لرؤية جديدة في هذا البلد الذي أنهكته 16 شهراً من الحرب، فإنه انتهى بعد 10 أيام دون التوصل إلى أي اتفاق في ظل غياب حكومة سودانية عنه، ورفض أحد الأطراف لبعض مطالبه، ووحدهم الوسطاء هم من نجحوا في الحصول على موافقة من الطرفين لإيجاد ممرات إنسانية آمنة، بهدف إدخال المساعدات إلى الشعب السوداني علّه يجد ما يسدّ به جوع أطفاله ويطفئ ظمأهم في ظل تعنّت أصحاب الشأن وعدم اكتراثهم للوضع الكارثي الذي يعانيه الناس.


ما لا شك فيه أن تأثيرات الحرب تطول كل جانب، إلا أنها أشد وطأة على الأطفال الذين تهدد مستقبلهم الدراسي، وبالتالي تسهم في نشر الجهل الذي تعقبه أزمات كثيرة، وهو ما حذّرت منه منظمات إنسانية عدة، فقد رصدت منظمة إنقاذ الطفولة وصول نحو 500 طفل دون صحبة ذويهم إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف وهو ما يشي بحالة تشرد يعانيها الأطفال في انعكاس للحرب التي تطول نحو 20 مليون طفل.
لقد غذّت الحرب المستمرة مزيجاً مميتاً من النزوح وتفشي الأمراض بين الأطفال والتقارير العالمية بهذا الشأن صادمة، إذ إنها تشير إلى أن جيلاً كاملاً من أطفال السودان باتوا يواجهون أزمات عدة، مثل سوء التغذية الذي يعانيه 4 ملايين طفل دون سن الخامسة، وما يزيد الطين بلة أن نصف هذا العدد لا يمكن الوصول إليهم بحسب تصريح لتيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة «اليونيسيف»، الذي أكد أن نحو 90% من الطلاب لن يتمكنوا من التوجّه إلى مدارسهم، إلى جانب زيادة في بلاغات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال التي ازدادت خمسة أضعاف، ما اضطر الأطفال للجوء إلى دول الجوار وتقدر أعدادهم اليوم بنحو مليون طفل، والمؤلم أن نحو 350 ألفاً من هؤلاء فقدوا التواصل مع ذويهم بحسب ما نشرت بيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
الغريب أن ما يُذكر من أرقام مهولة عن معاناة الأطفال لا يحرك ساكناً بين المتحاربين، ويستمر الصراع بينهما، ووحده الشعب السوداني يعاني تبعات هذا الصراع من نزوح وتشريد وجـوع ومزيد من المآسـي، لكن يجب أن تبقى الطفولة هي الخط الأحمر للجميع، لأن التعدي عليها سيقضي ليس على جيل واحد فحسب، وإنما على أجيال كاملة من أبناء السودان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

المعركة على الخرطوم: الحرب الأهلية السودانية تعود من حيث بدأت.. لحظة خطيرة في ظل شبح التقسيم

لندن /القدس العربي/ قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير أعده ويليام واليس إن المعركة على العاصمة السودانية الخرطوم تؤشر إلى أن الحرب الأهلية في السودان قد أكملت دورتها. فقد عادت الحرب إلى المكان الذي بدأت منه: المعركة على قلب العاصمة الخرطوم.

وبعد أيام من الاشتباكات، استعادت القوات الموالية للرئيس الفعلي، الجنرال عبد الفتاح البرهان، القصر الجمهوري يوم الجمعة من حلفائها السابقين في قوات الدعم السريع، المنظمة شبه العسكرية. ومنذ ذلك الحين، سيطر الجيش السوداني على مبان رسمية أخرى، بما في ذلك البنك المركزي، مما يمثل نقطة تحول محتملة في الحرب.

عادت الحرب إلى المكان الذي بدأت منه: المعركة على قلب العاصمة الخرطوم

وأضافت الصحيفة أن استعادة القصر الجمهوري تتوج عدة أشهر من تحول موازين الحرب الأهلية السودانية بشكل حاسم لصالح الجيش السوداني. وإذا استطاع الجيش ترسيخ سيطرته على الخرطوم، فسيمكن ذلك الجنرال البرهان من تعيين حكومة انتقالية ومحاولة الحصول على اعتراف دولي أوسع.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن التطورات الأخيرة تمثل لحظة بالغة الخطورة للسودان والجنرال البرهان نفسه، إذ سلط انتصار قوات الدعم السريع نهاية هذا الأسبوع في إقليم دارفور الغربي الضوء على خطر التقسيم الفعلي. ونقلت الصحيفة عن سليمان بالدو، الخبير في حل النزاعات ومدير مركز أبحاث الشفافية والسياسات السودانية: “إن القيمة الرمزية والزخم السياسي الذي يمكن أن يحققه الجيش من استعادة السيطرة على العاصمة كبيران”.

وظهر الجنود وهم يحتفلون أمام النوافذ المهشمة ومداخل البنايات المحترقة والتي تكشف عن الأثر الرهيب على العاصمة. وقال بالدو: “لم يبق هناك شيء للناس كي يعودوا إليه”.

واندلعت الحرب في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023 في العاصمة بعد صراع على السلطة بين الجيش وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي المتهم من قبل الولايات المتحدة بارتكاب إبادة. وقبل المواجهة العسكرية بين الطرفين، اتحدا للإطاحة بالحكومة الانتقالية التي شكلت في أعقاب سقوط نظام عمر البشير عام 2019. وقد تكبد الجيش السوداني في الأشهر الأولى من الحرب، الهزيمة تلو الأخرى، ونقل مركز قيادته في النهاية إلى بورتسودان على البحر الأحمر.

لكنه ومنذ أيلول/سبتمبر الماضي، استعاد مساحات شاسعة من الأراضي ومعظم العاصمة.

وقالت الصحيفة إن العوامل التي رجحت كفة القوات المسلحة السودانية، هو الدعم الذي تلقته من كتائب إسلامية، وحصول الجيش على إمدادات من الأسلحة الثقلية وانشقاق كتائب في قوات الدعم السريع والتراجع في معنويات عناصرها.

ويعلق كاميرون هدسون، الخبير في شؤون القرن الأفريقي والباحث البارز في برنامج أفريقيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: “لقد نجحوا وبشكل باهر في إعادة تسليح أنفسهم، وإعادة تزويد قواتهم الجوية بطائرات مسيرة من تركيا وطائرات مقاتلة صينية وروسية. وفي الوقت نفسه، واجهت قوات الدعم السريع صعوبة في الحفاظ على خطوط الإمداد من الإماراتيين عبر تشاد وليبيا”.

القتال على الخرطوم لم ينته، فقد أدى هجوم قامت به قوات الدعم السريع يوم الجمعة لمقتل متحدث بارز باسم الجيش وجنود في القصر الجمهوري، فيما تتواصل المقاومة بأجزاء من جنوب العاصمة

إلا أن القتال على الخرطوم لم ينته، فقد أدى هجوم قامت به قوات الدعم السريع يوم الجمعة لمقتل متحدث بارز باسم الجيش وجنود في القصر الجمهوري، فيما تتواصل المقاومة بأجزاء من جنوب العاصمة. وسيطرت قوات الدعم على نقطة صحراوية في شمال دارفور، حيث قطعت إمدادات الجيش لمدينة الفاشر المحاصرة، وهو ما يشير إلى الصعوبة التي سيجدها قادة السودان لتوحيد البلاد.

ويرى السياسي من حزب المؤتمر السوداني والمقيم في المنفى، نور بابكر: “إذا استعاد الجيش السيطرة على كامل الخرطوم، فهذا ليس بالضرورة علامة خير لمستقبل السودان، لأنهم لا يكترثون بدارفور”، مشيرا إلى المخاوف من عدم رغبة الجيش أو عدم قدرته على مواصلة القتال في ولايات الغرب، وبعد سيطرته على الخرطوم. وقد يتضاءل الحافز لدى القوات المسلحة السودانية للتفاوض، مما يزيد من خطر بقاء البلاد منقسمة. ويعتبر تقدم الجيش في الخرطوم لحظة خطيرة للمدنيين. فقد نزح أكثر من 12 مليونا من سكان السودان البالغ عددهم 50 مليونا بسبب الحرب، حيث انتشرت في بعض المناطق المجاعة.

وارتكب كلا الجانبين فظائع. ففي الأشهر الأخيرة، اتهمت القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها من الميليشيات بارتكاب عمليات قتل مستهدفة عرقيا في المناطق المستعادة. وقد تسببت قوات الدعم السريع، التي انبثقت من ميليشيات “الجنجويد” العربية المتهمة بجرائم حرب في حروب دارفور السابقة، في خسائر فادحة مع انسحابها. وقال هدسون: “من عادتهم أن ينتقموا من السكان عند انسحابهم”.

أما التحدي المباشر الذي يواجه الجنرال البرهان، فيتمثل في استعادة النظام والخدمات في مدينة أفرغت من سكانها وضمان توفير الغذاء والماء والاحتياجات الأخرى مع بدء عودة السكان النازحين. أما المعضلة الأخرى، فنابعة من استعادة الدعم الدولي الضروري لإعادة الإعمار مع الحفاظ على تماسك جميع القوى المتفرقة تحت لوائه.

ولم تكن انتصارات البرهان الأخيرة ممكنة بدون دعم أنصار النظام السابق الإسلاميين الذين لا يزالون يحظون بدعم قطاعات من السكان.

إلا أنه لا الحكومات الغربية ولا حلفاء القوات المسلحة السودانية في الشرق الأوسط، مصر والسعودية، يرغبون في عودتهم إلى الحكم. وقد يؤدي نبذهم إلى ردة فعل عنيفة. وقال بالدو: “لا أتوقع انهيارهم الآن لأن الحرب لم تنته بعد. لكنها مسألة وقت فقط”.

   

مقالات مشابهة

  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • عمران يزور قبيلة الرشايدة السودانية ويتعرف على تاريخها ونوقها
  • إعلان نتائج الشهادة السودانية في أبريل.. مالك عقار يلتقي المفوض بتسيير أعمال وزارة التربية والتعليم
  • دراسة تكشف سر الطفولة الضائعة.. لماذا تختفي ذكرياتنا الأولى؟
  • السلطات السودانية تقرر رفع التجميد عن عمل قناة الشرق في السودان
  • المعركة على الخرطوم: الحرب الأهلية السودانية تعود من حيث بدأت.. لحظة خطيرة في ظل شبح التقسيم
  • المجموعة السودانية لمناصرة اللاجئين..تحية مستحقة
  • الصومال ترحب باستعادة القوات السودانية السيطرة على القصر الجمهوري
  • مصر تدعم وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها .. «الدعم السريع» يستولي على قاعدة «جبل عيسى» قرب الحدود الليبية
  • البروفيسور حسن أحمد إبراهيم (1938- 14 مارس 2025): عاصفة على تاريخ الحركة الوطنية السودانية