الجديد برس:

قال الرئيس السوري، بشار الأسد، في خطابٍ له أمام مجلس الشعب، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس، إن الجمهورية العربية السورية هي “ساحة من ساحات الصراع في العالم”، لافتاً إلى أنه في ساحاتٍ كهذه “نكون أمام خيارين، إما أن نتأثر فقط أو نؤثر ونحقق توازناً”.

وشدد الأسد على أنه بهدف أن يكتمل هذا التوازن، يجب “العمل بجد والبحث عن حلول ورفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف، والعمل على تغييرها”.

ووجه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتاً إلى أن أبناءه “قدموا الكثير من العبر، وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه”، مشدداً على تأكيدهم أن الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً، بل انتماءً متجذراً ووفاءً وولاء.

كما أشار إلى أن الإصرار والإيمان والإرادة الفلسطينية هي التي كسرت ثقة الكيان الإسرائيلي بمستقبل وجوده، حيث “قدمت غزة مثالاً أعاد إلى الأجيال صحوتها، فبدأت ترى وتقرأ الواقع بطريقة مختلفة عما عمل عليه الغرب لقرون طويلة”، فـ”أسقطت ساعات من البطولة وأشهر من الصمود، عصوراً من الوهم”.

وأرسل الرئيس السوري تحيةً إلى المقاومين في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، الذين يمثلون “قدوةً، وأنموذجاً، ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير، والكرامة، والشرف، والاستقلال”.

كما تناول الرئيس الأسد  في خطابه العلاقة بين سوريا وتركيا، قائلاً: إن “اللقاءات التي جرت خلال السنوات الماضية بشأن العلاقة مع تركيا لم تحقق أي نتائج”، لكن “الوضع الراهن المتأزم عالمياً، يجعل من الضرورة العمل بشكلٍ أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح”.

وتحدث الرئيس السوري عن المبادرات المتعددة بشأن “العلاقة مع تركيا والتي تقدم بها أكثر من طرف، هي روسيا وإيران والعراق”، مؤكداً تعامل سوريا مع هذه المبادرات انطلاقاً من مبادئها ومصالحها “التي لا تتعارض عادة بين الدول المتجاورة في حال كانت النوايا غير مؤذية”.

وأوضح الرئيس الأسد أن “السيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة”، وأن “مكافحة الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية، مصلحة مشتركة للطرفين”.

واعتبر الرئيس الأسد أن تراجع تركيا عن “سياساتها الراهنة” ضرورة لتحسن العلاقات معها، مؤكداً أن “هذه ليست شروطاً بل حقوقاً”، وأن “كل يوم مضى من دون تقدم كان الضرر يتراكم، ليس على الجانب السوري فحسب بل على الجانب التركي أيضاً”.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن “أولى المبادرات مع تركيا كانت منذ 5 سنوات، أو أكثر بقليل، وتخللتها عدة لقاءات بمستويات مختلفة”، مذكراً بأن سوريا لم تحتل “أراضي بلد جار كي تنسحب منها، ولم تدعم الإرهاب كي تتوقف عن الدعم”، ولذلك “فالحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل”.

وحدد الرئيس السوري متطلبات استعادة العلاقة بـ”إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها، والحفاظ على الحقوق السورية، وتحديد مرجعية تستند إليها المفاوضات لضمان نجاحها، وضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها، ووقف دعمها للإرهاب”.

وكان الرئيس الأسد، قد أكد في منتصف يوليو السابق، أنه مستعد للقاء نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، “إذا كان اللقاء يحقق مصلحة البلاد”.

وفي معرض حديثه عن عودة العلاقات بتركيا، عقب اقتراعه أمس في الانتخابات التشريعية، قال الرئيس الأسد: “إذا كان لقاء الرئيس إردوغان يؤدي إلى نتائج، أو إذا كان العناق أو كان العتاب يحقق مصلحة البلاد، فأنا سأقوم” بذلك.

وأوضح أن “المشكلة لا تكمن في اللقاء، وإنما في مضمونه”، لافتاً إلى أن طرح اللقاء “قد يكون مهماً، كونه وسيلة لتحقيق هدف، لكننا لم نسمع ما هو الهدف، وما هو حل المشكلة”.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الإخبارية، في 9 أغسطس الجاري، عن وزارة الخارجية الروسية، استعداد موسكو، لاستضافة لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، على “أساس الاعتراف المتبادل بسلامة الأراضي والسيادة”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الرئیس السوری الرئیس الأسد إلى أن

إقرأ أيضاً:

وفد من دروز سوريا يختتم زيارة لإسرائيل

اختتم وفد من مشايخ الدروز السوريين السبت زيارة لإسرائيل استغرقت يومين، وهي الأولى من نوعها منذ 52 سنة.

ونقلت وكالة الأناضول أن وفد المشايخ الدروز غادر منطقة الجليل الأعلى باتجاه الجولان السوري المحتل.

وتأتي الزيارة للوفد، الذي يضم 100 شخصية، لمنطقة الجليل في اليوم الثاني من دخولهم إلى مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

والجمعة، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن وفدا يضم نحو 100 شخصية من الطائفة الدرزية بسوريا بدأ زيارة إلى إسرائيل.

وادّعت الهيئة أن الزيارة "تمت بالتنسيق مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف، وتستمر يومين".

ولفتت إلى أن زيارة الشخصيات السورية الدرزية هي "الثانية منذ قيام إسرائيل على أراض عربية 1948، والأولى منذ 1973".

استياء سوري

وتأتي التقارير عن زيارة وفد الدروز السوريين لإسرائيل في ظل استياء سوري من تصريحات إسرائيلية حول حماية الدروز.

يذكر أنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 53 سنة من سيطرة أسرة آل الأسد على مقاليد الحكم.

ودعت السلطات السورية الجديدة مرارا إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي السورية.

إعلان

ومنذ 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد ووسعت رقعة احتلالها، بما في ذلك المنطقة السورية العازلة، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام
  • الرئيس اللبناني يوجه الجيش بالرد على مصادر النيران في الحدود مع سوريا
  • أولمرت يوجه رسالة لنتنياهو بشأن الرئيس السوري أحمد الشرع
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • على الخريطة.. ما الذي يريده نتنياهو في جنوب سوريا
  • وفد من دروز سوريا يختتم زيارة لإسرائيل
  • العلاقة بين الدولة والسلطة والمنظمة في فلسطين
  • تقسيم سوريا.. بين المُؤامرة والواقع (2- 2)
  • إسرائيل قلقة من احتمال توسيع تركيا وجودها العسكري داخل سوريا
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي