الذهب يسجّل مستويات جديدة وسيشهد ارتفاعًا جنونيًا
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
كتبت ماريا عندس في" الديار": مع بداية الأزمة اللبنانية أي عام 2019، وفي ظل تطوّر المصائب المالية والأمنية في العالم، تأثّرت أسعار الذهب بشكلٍ أساسيِ وأصبحت ترتفع يومًا بعد يوم لتصبح اليوم المنافسة الاولى والأخيرة للأموال الورقية.
وفي الفترة الأخيرة، سجّلت أسعار الذهب مستوياتٍ تاريخيةٍ جديدةٍ، وارتفعت نحو 20% حتى الآن هذا العام، مدفوعة بالتفاؤل حيال بدء خفض أسعار الفائدة الأميركية في أيلول وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوتر في الشرق الأوسط.
في حديثه للدّيار، يؤكّد رئيس نقابة تجّار الذهب والمجوهرات في لبنان نعيم رزق، أنّ ارتفاع أسعار الذهب بهذه الوتيرة العالية تأثرت بالأزمة اللبنانية والعالمية.
لكنّ اللبنانيين تأثروا كثيرًا بهذا الوضع، للأسباب التالية: أولًا بسبب الأزمة المصرفية التي شهدها لبنان، بعد أن خسر العديد من الشعب أمواله، ثانيًا نتيجة الحروب والأزمات القائمة في بلادنا وفي العالم العربي وفي إيران، وثالثًا بسبب عدم استقرار العملة الوطنية مقابل الدّولار الأميركي في بلدنا. وبالتالي انعدمت ثقة اللبنانيين بالعملات الورقية، وبات همّهم الوحيد ادّخار أكبر عدد من الأونصات الذهبية. وأشار رزق في حديثه، إلى أنّه بمجرّد انخفاض الفائدة على الدّولار، الطلب على الذهب سيزيد، وأنّ سعر الذهب يتأثر تمامًا بالدّولار. ولفت إلى أنّ البارحة تحديدًا، سجّل الذهب رقمًا قياسيًا بعد أن سجّل 2532 دولارا ليكسر كل المقاييس بسبب حرب غزّة وإسرائيل وخوفًا من توسّع الإشتباكاتفي المنطقة. وهذا الخوف ولّد لدى الجميع الثقة الأكبر لشراء الذهب كونه الملاذ الآمن.
وأضاف رزق أنّ الحرب الروسية- الأوكرانية وأيضًا البطالة في أميركا، ساهما بطريقةٍ واضحةٍ إلى ارتفاع أسعار الذهب. ومن المؤكد أنّه سيشهد أرقامًا قياسيةً جديدةً من دون أي سقف. أمّا الطّلب الكبير على المعدن الأصفر، فلا يزال في أغلبية دول العالم.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أسعار الذهب
إقرأ أيضاً:
الركود الاقتصادي والتضخم: تحديات عالمية متزايدة
الركود الاقتصادي والتضخم، في السنوات الأخيرة، أصبحت الضغوط الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع معدلات التضخم من أبرز القضايا التي تواجه العديد من دول العالم.
التضخم، الذي يتمثل في ارتفاع مستمر في أسعار السلع والخدمات، يؤثر بشكل مباشر على قدرة الناس الشرائية، حيث تصبح تكلفة المعيشة أعلى، مما يزيد من معاناة الأسر ويفاقم التفاوت الاقتصادي.
التضخم العالمي: تأثيراته وسبل الحد منه "الإحصاء": 1.7% ارتفاع متوسط التضخم السنوي أسباب التضخميحدث التضخم نتيجة لعدة عوامل، منها زيادة الطلب على السلع والخدمات بشكل يفوق العرض، أو ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل أسعار الطاقة والمواد الخام.
كما تلعب الأزمات العالمية، كالأوبئة والحروب والصراعات الجيوسياسية، دورًا في تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، مما يؤدي إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار.
الإجراءات المتخذة لمواجهة التضخملمواجهة هذه الضغوط، تلجأ الحكومات والبنوك المركزية في الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة ودول منطقة اليورو إلى اتخاذ إجراءات صارمة، من أبرز هذه الإجراءات رفع أسعار الفائدة، الذي يهدف إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري وبالتالي كبح الطلب على السلع والخدمات.
ورغم أن هذه السياسة أثبتت فعاليتها في السيطرة على التضخم في بعض الحالات، إلا أنها تحمل معها مخاطر عديدة.
الركود الاقتصادي كأحد التحدياترفع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، حيث تقل الحوافز للاستثمار وتزداد صعوبة الحصول على القروض، هذا التباطؤ قد يصل إلى حد الركود الاقتصادي، الذي يُعرف بانكماش النشاط الاقتصادي على مدار فترة زمنية ممتدة، الركود يزيد من معدلات البطالة، ويخفض مستويات الدخل، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
التأثير العالميالتحديات الاقتصادية الحالية لا تقتصر على دولة بعينها، بل تمتد لتشمل الاقتصادات الناشئة التي تتأثر بشدة بسبب اعتمادها الكبير على الأسواق العالمية، ارتفاع أسعار السلع الأساسية كالطاقة والغذاء يزيد من معاناة هذه الدول، ويزيد من مخاطر حدوث اضطرابات اجتماعية.
"الإحصاء": التضخم في المملكة بلغ 1.9 % خلال شهر ديسمبر 2024 عاجل| التضخم في مصر يواصل الإنحسار.. وخبراء: اقتربنا من خفض الفائدة الحلول الممكنةلمواجهة هذه التحديات، ينبغي على الحكومات التعاون مع البنوك المركزية لتحقيق توازن بين السيطرة على التضخم ودعم النمو الاقتصادي.
من الممكن أيضًا تعزيز الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية، وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد، وتوفير حزم دعم للفئات الأكثر تضررًا لتخفيف أعباء تكلفة المعيشة.