الفاليه باركينغ 15 شركة مرخّصة فقط من اصل نحو 70 عاملة
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
كتبت منال شعبا في" النهار": هي معضلة "الفاليه باركينغ" أو مواقف السيارات التي غالباً ما ترتبط بفوضى وعشوائية وتسعيرات تتصاعد دورياً، بلا ضوابط ولا رقابة. هذه التسعيرة التي تختلف باختلاف المناطق وإطارها الجغرافي وطبعاً مكان ركون السيارات، تحولت، الى حدّ ما، "فرصة استنسابية" للبعض لتحقيق الأرباح، بلا حسيب ولا رقيب.
والسؤال: من يحدد التسعيرة في الأساس؟ والأهم، إذا وقعت المخالفات هل من ملاحقات جدية ومحاسبة، منعاً للتمادي؟ صحيح أن خدمة "الفاليه باركينغ" سدّت في بعض الحالات الفجوة في عدم تأمين مواقف أو أمكنة مناسبة لركن السيارات، وباتت تشكل تدريجاً قطاعاً خدماتياً من الطراز الاول، ولا سيما في قلب العاصمة بيروت.
ولكن، رويداً رويداً، حلّت الفوضى أو ما يشبه "الفورة" في هذا القطاع، حتى باتت هناك شركات "شرعية" وأخرى "غير شرعية". وبالطبع، كانت "التسعيرة غير المنضبطة" هي المظهر الأول لهذه الظاهرة.
تقول أوساط معنية ومتابعة لملف "الفاليه باركينغ" لـ"النهار": "المشكلة في عدم حيازة كل الشركات الترخيص اللازم. من هذه النقطة، ينبغي أن تبدأ المعالجة". وفق معلومات "النهار" ثمة تباين كبير في التسعيرات، إذ تبدأ التسعيرة، في بعض الاحيان، بـ600 الف ليرة لبنانية لتعلو حتى تراوح بين 20 دولاراً و30 دولاراً.
تلفت الأوساط المعنية الى أن "الإنذارات الصادرة عن المحافظ مروان عبود تشكل محاولة مستمرة لضبط هذا الفلتان، ولا سيما في مواسم الاصطياف أو الأعياد، حين يستغل البعض هذه المناسبات لزيادة الأرباح، نتيجة الضغط عليهم"، وتتدارك: "يا للأسف، عدد من شركات الفاليه لا تلتزم التسعيرة المحددة، وهنا أيضاً ثمة دور ومسؤولية على المواطن نفسه". عظيم، لكن قبل أن يُطلب من المواطن الحفاظ على حقوقه في هذا المجال، هناك دور رسمي على الجهات المعنية اتخاذه على صعيد ملاحقة المخالفين منعاً لتكرارها أو توسيعها.
في رصد الأرقام، علمت "النهار" أن عدد الشركات التي تملك ترخيصاً هي بحدود 15 شركة، فيما هناك عدد كبير من الشركات الأخرى التي تعمل بلا تراخيص. وهذا الامر كفيل وحده بأن "تفلت" التسعيرة وتصبح الاستنسابية سيدة الموقف، وبالتالي أن يصبح القطاع بلا ضوابط ولا تنظيم.
وفي رقم تقريبي، هناك 70 شركة تقوم بخدمة "الفاليه باركينغ"، الى جانب المواقف التي تتوزع في أماكن "محورية" لتستوعب كميات كبيرة من السيارات، والتي بدورها تعتمد التسعيرة العشوائية أحياناً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه حين نظر سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الكواكب والنجوم والشمس، أدرك بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع لقوانين التغيير والتحول، فاستنتج أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير، هو الذي خلق هذه الأجرام وسائر المخلوقات".
وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الإنسان إذا تأمل في ملكوت السماوات والأرض سيدرك النظام البديع الذي وضعه الله في الكون، وسيكتشف الإتقان والإحكام الذي يؤكد الوجود الإلهي، مؤكدًا أن النظر في العالم العلوي والسفلي، وتأمل النفس البشرية.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهم هذه النصوص، مستشهدًا بما ذهب إليه العلماء من أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر. وأوضح فضيلته أن بعض الناس قد يروجون لوجود تعارض بين المدرسة العقلية والمدرسة النقلية، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام لا يقف ضد العقل، بل إن العقل يعد من مصادر التشريع الإسلامي، ويتجلى ذلك في القياس، وهو عمل عقلي يستند إلى أسس شرعية.
وأضاف فضيلة المفتي أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد أكَّد على العلاقة القوية بين النصوص الدينية والأدلة العقلية، موضحًا أن أي ادعاء بوجود تعارض بينهما يرجع إما إلى سوء الفهم، أو ضعف التأمل، أو الأهواء الشخصية. كما أشار فضيلته إلى أن العلماء اعتبروا أن الله تعالى أرسل نوعين من الرسل للبشرية: الأول هو الرسول الظاهر وهو النبي، والثاني هو العقل الذي يعد أداة داخلية للوصول إلى الحق، ولا يمكن أن يستقيم أحدهما دون الآخر، فكما أن اتباع النبي واجب، فإن استقامة العقل ضرورية لفهم الدين بشكل صحيح.
وأشار إلى أن بعض المغرضين قد يحاولون إحداث قطيعة بين العقل والنقل، عبر اجتزاء القراءة للنصوص الدينية، أو إخراجها عن سياقها، أو الترويج لشبهات قائمة على مغالطات، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، مؤكدًا أن التأمل المنهجي في النصوص الدينية وَفْقَ الضوابط المعروفة يقود إلى إدراك أنها لا تتعارض مع العقل السليم، بل تتناغم معه.