حزب الله يقرأ دلالات مواجهات ساعات الفجر
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": في صفوف الخبراء من يقدر أنّ جولة العنف التي شهدتها ساعات الصباح الأولى أمس كانت حاجة ملحة لطرفي النزاع، لذا كان من مصلحتيهما أن:
- يعليا قيمة التطورات الميدانية الصباحية إلى مقام رفيع يصل إلى حد اعتباره حدثا عسكريا ضخما لم يسبق أن سُجّل شبيه له في الأشهر المنصرمة.
- أن يتحدثا عن هذه الجولة العنفية بلهجة غير مسبوقة وكأنها أم المعارك.
وبناء عليه، سارع الحزب إلى الإعلان على ألسنة وسائط الإعلام الناطقة عادة باسمه أنه أنهى "بنجاح كامل المرحلة الأولى من الهجوم".
أما الرواية التي سعى الحزب جاهدا لإثباتها عمليا وإلقاء الأضواء عليها، فهي أنه كان له قصب السبق في إطلاق صليات صاروخية من قواعده في الجنوب نحو الجليل الأعلى المحتل، قبل أن "يقوم العدو بتنفيذ عدوانه الواسع"، وعنصر المفاجأة والتشويق في رواياته عن المعركة، أظهره الحزب من خلال القول إنه تعمد "ضرب هدف عسكري حيوي في عمق الكيان" (شمال تل أبيب)، ولأهميته، ترك تفاصيل هذه الضربة النوعية لبيانات لاحقة ولما سيقوله سيد الحزب في إطلالته لهذه الغاية.
وفي الموازاة، حرصت البيانات الإسرائيلية المتتالية والعديدة على الزعم أن الأهداف التي هاجمها سلاح الجو الإسرائيلي كانت عبارة عن أهداف "شكلت تهديدا وقمنا بإزالة خطرها عبر ضربات استباقية للحزب".
يبدو واضحا أن الحزب وتل أبيب شاءا أن يظهرا أن ما جرى في ساعات الصباح أمس لا يعني إطلاقا قفل دفتر الحساب الطويل بينهما، بل هو رد أولي أو دفعة على هذا الحساب. فالحزب قال إن رده كان أوليا على الثأر لشكر، في حين تحدثت تل أبيب على لسان الناطق العسكري بـ"أننا أعددنا برامج هجومية على جبهة الشمال وننتظر القرار على المستوى السياسي"، واعدة بأن لا استراحة "حتى يعود سكان الشمال إلى منازلهم التي غادروها تحت وطاة ضربات الحزب". وإذا كان الحزب يعتبر وفق مصادر مقربة منه أنه أوفى بوعده بالثأر الموعود لشكر، فيمكن الإسرائيلي أن يعتبر في المقابل أنه قد أثبت بالملموس جديته حين أعلن أنه شرع في نقل جزء من قواته من غزة إلى جهة الشمال في سياق سعيه لإزالة مخاطر استمرار فتح هذه الجبهة. وهذا في رأي خبراء إعلان من الجانب الإسرائيلي أن جبهة غزة أوشكت على الانتهاء وأن كل الجهود ستكرس من الآن فصاعدا لحسم الوضع في الشمال وإزالة المخاطر. وهذا مؤشر على أن التصعيد على هذه الجبهة بات من باب تحصيل الحاصل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مطالب إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان| تقرير
قالت صحيفة “معاريف” العبرية"، إن آموس هوكشتاين، المبعوث والوسيط نيابة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيصل إلى لبنان بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله من خلال القرار 1701.
في المقابل، نقلت صحيفة "الأنباء الكويتية"، عن مصادر أن إسرائيل تعمل على دفع حدودها إلى الأمام".
وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة: إن "المبعوث هوكشتاين سيصل إلى المنطقة قريبا، مستفيدا من المرونة الإقليمية التي نشأت في الأيام الأخيرة، والتي تسمح بالتحضير لوقف إطلاق النار".
وأضاف المصدر: وصوله في هذا الوقت هو خطوة أولى نحو أرضية مناسبة للبدء في وضع إطار يعمل على تهيئة الظروف الإقليمية في إطار صفقة من المقرر أن تكتمل خلال أشهر.
وأضاف أن "هوكشتاين، بما لديه من معطيات كافية حول ملف وقف إطلاق النار، سيعمل على تحقيقه سواء من خلال القرار 1701، بطريقة فعالة أو من دونه، في انتظار التسوية الشاملة، أو العودة إلى المواجهات العسكرية. متى سيتم الاتفاق الإقليمي وإذا فشل فإن وقف إطلاق النار ليس في مكانه".
من جهة أخرى، أوضح خبير عسكري لبناني لصحيفة “الأنباء” أن "إسرائيل تركز منذ فترة على الحفريات في المناطق القريبة من الخط الأزرق، وهي الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة عام 2000 بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان".
وأضاف الخبير اللبناني: تحاول إسرائيل من خلال هذه التصرفات تغيير خصائص الأرض من أجل خلق واقع ميداني جديد يمكنها الاعتماد عليه مستقبلا في أي تسوية حدودية مقبلة. ويبدو أن إسرائيل تعمل على الدفع حدودها إلى الأمام، وهو ما يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار 1701 الذي أقرته الأمم المتحدة بوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل”.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين كبار، فقد حدث مؤخرا تقدم في الاتصالات، حيث كان التقدم بشكل رئيسي من جانب إسرائيل ضد الأمريكيين.
في إسرائيل، تشير التقديرات إلى أنه من الممكن تمامًا أن تنضج التسوية ويتم التوصل إليها خلال الشهرين ونصف الشهر المتبقيين لإدارة بايدن في البيت الأبيض، ولكن لكي يحدث ذلك، سيتعين على الأمريكيين الآن إحضار الجانب الآخر، أي حزب الله، وهو ما لا يزال غير واضح بالنظر إلى الفجوات بين الشروط التي وضعتها إسرائيل ومطالبات حزب الله ومواقفه.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد بدء وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر الليلة إلى الولايات المتحدة حيث سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين بشأن الاستيطان في الشمال.
في غضون ذلك، وبحسب تقرير بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن ديرمر زار روسيا سرا الأسبوع الماضي، وهو الذي يقف مع الأميركيين في المفاوضات بشأن التسوية في الشمال نيابة عن نتنياهو.
وبحسب “صحيفة يديعوت أحرونوت” من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في وقف إطلاق النار إذا دخل حيز التنفيذ بهدف تشكيل لبنان ومنع تسليح حزب الله. تمت الزيارة بعد أيام قليلة من الهجوم على إسرائيل في إيران.
وقال عضو الكنيست الإسرائيلي موشيه سعادة من حزب الليكود، صباح اليوم الأحد، إن هناك احتمالا كبيرا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع قليلة.
وقال سعادة في مقابلة مع القناة السابعة العبرية: "أقدر أن الشمال سيكون آمنًا أيضًا في غضون أسابيع قليلة. ومن الواضح أنه في ظل ما يحدث في الولايات المتحدة وترامب الذي على وشك تولي منصبه، فإن العالم كله يتفهم الوضع الجديد ويتفق وفقًا لذلك.
وأكد: "من الواضح بالنسبة لي أننا سنشهد في الأسابيع المقبلة وقفاً لإطلاق النار في الشمال".
وأضاف: "حزب الله تلقى ضربة قوية جداً. غيرنا المفهوم، نعمل بشكل مختلف، لا يجب على أي كيان خارج نهر الليطاني أن يقترب، إذا وقفنا على هذا فإن الشمال سيصبح مزدهر مرة أخرى في الأشهر المقبلة."