حسم «حزب الله» امس حالة الترقب الطويلة حول رده على اغتيال احد قادته  فؤاد شكر، فنفذ امس، خلال ساعات قليلة ضربات انتقائية لأهداف عسكرية في عمق اسرائيل ظهرت نتائجها الميدانية الاولى تباعاً بتسريب مقتل عسكريين واصابة زورق حربي في نهاريا، برغم حالة التعتيم الاعلامي والسياسي التي فرضتها اسرائيل  على وسائل الاعلام وحتى على وزراء الحكومة.



اعلن  حزب الله  انه انجز بنجاح المرحلة الأولى من الردّ واستهدف  فجر أمس 11 قاعدة وثكنة ومربضاً عسكرياً  بأكثر من 320 صاروخ «كاتيوشا» أمّن بموجبها «مساراً آمناً» لعدد من المسيّرات الانقضاضية التي أصابت «هدفاً إستراتيجياً» في تل أبيب. 

وكتبت" النهار": من غير الممكن أيضاً تجاهل أن "حرب الفجر" هذه التي لم تدم أكثر من أربع ساعات شكلت ما يمكن اعتباره الاختبار الأكثر "صلابة" على تجنب طرفي الحرب الذهاب إلى الأخير في إشعال الحرب الكبيرة، أقله في الظروف الراهنة، سواء لحسابات ذاتية لكل منهما أم لقوة الضغط الدولي الذي تتقدمه الولايات المتحدة الأميركية في المقام الأول. 

وبرز هذا البعد المفصلي في مبادرة كل من إسرائيل و"حزب الله" بعد توقف الغارات والقصف  الى تعمّد اعلان وقف العمليات العسكرية، حتى أن إسرائيل ألغت التدابير الاسثنائية في المناطق البعيدة عن الحدود اللبنانية .كما أن وكالة "رويترز" نقلت عن ديبلوماسيين أن إسرائيل و"حزب الله" تبادلا الرسائل عقب هجمات البارحة بأن أياً منهما لا يريد التصعيد. 

المجهول الجديد في مراحل المواجهات الذي دخلته البلاد أمس، تمثّل في التضارب العنيف حول طبيعة المجريات الحربية التي حصلت في مواجهات الفجر. إسرائيل سارعت إلى تصوير أنها امتلكت المبادرة الميدانية من خلال "ضربة استباقية" وكشفت وسائل إعلامها أن الضربة سبقت بدء ردّ "حزب الله" الانتقامي لاغتيال فؤاد شكر  بربع ساعة فقط، عبر انخراط مئة طائرة حربية في أكثر من أربعين غارة على نحو الف قاذفة صاروخية للحزب، الأمر الذي أحبط استهدافه المقار المخابراتية الأساسية في تل أبيب.

وفي المقابل، فإن الحزب نفى السردية الإسرائيلية نفياً تاماً عن إحباط خطته وردّه ولو أنه لم يستفض في الشرح والتفصيل وترك لأمينه العام السيد حسن نصرالله في إطلالة استثنائية حربية الطابع مساء أمس أن يعلن سرديته لما سماها الأخير "عملية يوم الأربعين" التي صادفت مع احياء "ذكرى أربعين الإمام الحسين" ويرد على الردّ الإسرائيلي.

وكتبت" الاخبار": كانت بيانات حزب الله واضحة، إذ أكدت مجموعة وقائع تشرح العملية ونوعها وأهدافها ومداها على الشكل الآتي:

- العملية أتت في إطار الرد الأولي على العدوان ‏الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أدّى إلى استشهاد القائد شكر وعدد من النساء والأطفال. 

- انتهاء المرحلة الأولى من العملية بنجاح كامل بعد استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلاً لعبور المُسيّرات الهجومية باتجاه ‏هدفها المنشود ‏في العمق الإسرائيلي.

- المسيّرات عبرت صوب هدفها كما هو مقرر.‏

- عدد صواريخ «الكاتيوشا» التي أُطلقت باتجاه مواقع العدو‏ تجاوز الـ320 صاروخاً.

- المواقع التي تم استهدافها وإصابتها هي: قاعدة ميرون، مربض نافي زيف، قاعدة زعتون، ‏مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، ثكنتا كيلع ويو أف وقاعدتا نفح ويردن في الجولان السوري المحتل، إضافة إلى قاعدة عين زي تيم ‏وثكنة راموت نفتالي.

- تأكيد أن المقاومة في أعلى جهوزيتها وستقف بقوة وبالمرصاد ‏لأي تجاوز أو اعتداء صهيوني، وإذا تم المسّ بالمدنيين، فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جداً.

تؤكد هذه الوقائع عدم صحة الادّعاءات الإسرائيلية حول «الحملة الاستباقية»، وهو ما شدّد عليه حزب الله في بياناته أمس، إذ أوضح أنه تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها، ‏وعبرت ‏الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعدّدة، وأعلن أن «عمليتنا العسكرية لهذا ‏اليوم قد تمت وأُنجزت»، مؤكداً أن «ادّعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم ‏المقاومة هي ‏ادّعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان».

وأشارت أوساط دبلوماسية لـ«البناء» الى أن اتصالات مكثفة حصلت بين عواصم القرار مع ايران وحزب الله بشكل غير مباشر خلال الأسبوعين الماضيين لاحتواء تداعيات رد محور المقاومة لا سيما بعد فشل جولة المفاوضات في الدوحة.

وجاء في افتتاحية" اللواء": السؤال، بعد يوم عصيب من المواجهات والضربات، والتصريحات: هل تؤدي عملية الأربعين التي استهدفت قاعدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 والمعروفة بـ «قاعدة غليلوت» على مقربة من تل ابيب، وفيها مقر الموساد، الى إعادة قواعد الاشتباك الى السكة المعمول بها قبل اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.

ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما بعد رد حزب الله وموقف امينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وأشارت إلى ان مشهدا جديدا يتوقع له أن يتظّهر جراء ما جرى في انتظار الاتصالات التي تتم على أكثر من صعيد.

وقالت هذه المصادر أنه ليس معلوما ما إذا كان الهدوء سيعود إلى جبهة الجنوب أم ان المناوشات تتواصل لا سيما أن الرد منفصل عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.

وحسب خبراء فإن منظومة جديدة، بحكم الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية، بين حزب الله واسرائيل، تتمثل بدقة الحسابات، والتوازنات المتصلة بالرعب المتبادل من جراء حرب واسعة من شأنها ان تؤثر على الأوضاع في المنطق، وربما أوسع من ذلك..

رد الحزب جاء بعد تصعيد اسرائيلي كبير خلال الشهر الماضي، وركّز رد الحزب على أهداف عسكرية بحتة لا مدنية او بنى تحتية تلافياً لرد معادٍ مماثل، واستخدم معظم الصواريخ  التي اطلقها (340 صاروخا) ليس لإلهاء المواقع العسكرية الامامية على خط الجبهة الجنوبية ولإشغال صواريخ القبة الحديدية فقط، بل لإلحاق خسائر اضافية بالعدو في مواقعه المقابلة لقرى الجنوب الحدودية، واستخدم المسيَّرات (نحو 30 مُسيَّرة حسبما تردد) لضرب الأهداف العسكرية في العمق الفلسطيني، والتي قال اعلام العدو الاسرائيلي انها شملت مراكز قيادات «الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك والوحدة ٨٢٠٠ المختصة بالتنصت والاستعلام» في تل ابيب.هذا عدا ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته مساء امس عن اهداف ونتائج الرد والمرحلة المقبلة.

وفي اهمية الرد أنه تلافى جرّ الحزب الى حرب واسعة طالما فكرت قيادات العدو اليمينية المتطرفة باللجوء اليها لإبعاد خطر المقاومة عن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وذلك في حال استخدم الحزب اسلوب العدو بإستهداف المناطق المدنية، لكنه نزع هذه الحجة من يد اسرائيل ودفعها الى الرد على الرد بغارات على مواقع قال انها عسكرية للحزب وتقع في اطراف القرى او على التلال البعيدة.

في المحصلة أسقط  الرد الكثيف والموصوف بأنه «ردّ اولي» كل مقولات الردع الإسرائيلي بعد الاعتداءات التي شملت الضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع ومناطق جنوبية بعيدة عن خطوط التماس، إذ طال  القصف بالمسيَّرات والصواريخ عمق الكيان الاسرائيلي ووضع المواجهة على مسار آخر ومعادلات جديدة تدفع العدو الى اعادة حساباته.

وكتبت" الديار": اذا كان علينا ان نفهم عمق كلمة السيد حسن نصرالله فان القرار من حزب الله كان الرد والانتقام من الجيش الاسرائيلي على عملية اغتيال السيد فؤاد شكر دون الانجرار الى حرب كبرى بين لبنان واسرائيل، لان عدم استهداف مدنيين اسرائيليين ينزع حجة شن حرب كذلك قصف بنى تحتية سيؤدي الى قصف بنى تحتية من قبل سلاح الجو الاسرائيلي في لبنان ويشكل ضررا كبيرا على الشعب اللبناني، لذلك نزع فتيلين لاي حرب او ردة فعل من العدو الاسرائيلي بعدم استهداف مدنيين اسرائيليين وعدم استهداف بنى تحتية وبالتالي حصر الاهداف بمراكز عسكرية فتم قصف بصواريخ الكاتيوشا 12 قاعدة عسكرية اسرائيلية في فلسطين وفي الجولان السوري المحتل وبقي البعد الجغرافي ضمن حدود 40 كيلومترا او اكثر قليلا، اما عشرات المسيرات فقد توجهت منها نحو المركز الجوي الذي يبعد مسافة 70 كيلومترا عن الحدود اللبنانية والهدف العسكري الثاني هي الوحدة 8200 التابعة لجهاز الامن العسكري في الجيش الاسرائيلي والمختصة بجمع المعلومات والمشاركة في تحضير للاغتيالات وهي لها علاقة باغتيال الشهيد فؤاد شكر.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بنى تحتیة المسی رات فؤاد شکر حزب الله

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم جيش الاحتلال: اغتيال قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إنهم نجحوا في اغتيال قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني خلال عملياتهم اليوم، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإيراني يتعهد بالرد على تهديدات الاحتلال الإسرائيلي والقوى الكبرى
  • شهيد جديد لـحزب الله!
  • الجيش الإسرائيلي يغتال عنصر لحزب الله بقصف القنيطرة في سوريا
  • حزب الله استهدف مرابض مدفعية ‏‏العدوّ الإسرائيلي شمال مستوطنة عين يعقوب
  • لبنان: مقتل 106 مدنيين جراء القصف الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر
  • بالأرقام.. موقع “غلوبس” الإسرائيلي يكشف الأضرار التي لحقت بمستوطنات الاحتلال الشمالية
  • 3 عمليّات لـحزب الله ضدّ إسرائيل... إليكم ما استهدفه اليوم
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش هاجم مواقع لحزب الله جنوب لبنان ودمر نحو 25 منصة لإطلاق الصواريخ
  • خلال ساعات الليل... الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع لـحزب الله (فيديو)
  • المتحدث باسم جيش الاحتلال: اغتيال قائد قوة الرضوان التابعة لحزب الله