أجرى الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم الأحد تعديلا حكوميا واسعا شمل وزيري الخارجية والدفاع، وفق ما أعلنت الرئاسة التونسية.

وشمل التعديل المفاجئ 19 وزيرا وثلاثة كتاب دولة، بعد نحو أسبوعين من إقالة سعيد لرئيس الوزراء السابق أحمد الحشاني وتعيين كمال المدوري في المنصب.

وجاء في بيان للرئاسة « قرر رئيس الجمهورية صباح هذا اليوم… تحويرا حكوميا »، من دون تقديم شرح للأسباب.

وكلف الدبلوماسي السابق خالد السهيلي حقيبة الدفاع بدلا من عماد مميش، وع ين الدبلوماسي محمد علي النفطي وزيرا للخارجية بعد إقالة نبيل عمار.

تأتي هذه الخطوة فيما تستعد تونس لتنظيم الانتخابات الرئاسية في السادس من أكتوبر.

انتخب سعي د (66 عاما) ديموقراطيا عام 2019 لكنه انفرد بالسلطة في 25 يوليو 2021.

ويسعى الرئيس التونسي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، واعتبر في تصريحات أن ترشحه يأتي ضمن « حرب تحرير » و »حرب تقرير مصير » تهدف إلى « تأسيس جمهورية جديدة ».

وفيما ترشح سعي د للمنصب مجددا، يقبع عدد من خصومه السياسيين حاليا في السجن أو يخضعون للمحاكمة.

في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات التونسية « حاكمت أو دانت أو سجنت ما لا يقل عن ثمانية مرشحين محتملين » للانتخابات الرئاسية.

وأضافت المنظمة غير الحكومية أن تونس « تستعد لانتخابات رئاسية وسط قمع متزايد للمعارضة وحرية التعبير، من دون ضوابط وتوازنات حاسمة على سلطة الرئيس سعي د ».

في وقت سابق من هذا الشهر، ح كم على المعارضة عبير موسي الموقوفة منذ أكتوبر الماضي بالسجن لعامين بموجب مرسوم مثير للجدل على خلفية انتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وصدر الحكم على موسي بعد أيام من تقديمها ملف ترشحها الرئاسي عن طريق محاميها، وقد رفضته هيئة الانتخابات في وقت لاحق.

ومن بين المعارضين الآخرين المسجونين الذين عبروا عن رغبتهم في الترشح للانتخابات الرئاسية زعيم الحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق لحزب التيار الديموقراطي غازي الشاوشي، وكلاهما محتجز في قضية « تآمر على أمن الدولة ».

وقال بسام خواجا، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إنه « بعد سجن العشرات من المعارضين والناشطين البارزين، أبعدت السلطات التونسية جميع المتنافسين الجادين تقريبا من السباق الرئاسي، ما أدى إلى جعل هذا التصويت مجرد إجراء شكلي ».

في المقابل، قبلت هيئة الانتخابات ملف مرشحين فقط لخوض الانتخابات ضد سعي د، هما النائب السابق وزعيم حزب حركة الشعب زهير المغزاوي (59 عاما)، والنائب السابق وزعيم حزب حركة عازمون العياشي زمال.

وقالت وسائل إعلام محلية الأربعاء إن محكمة في العاصمة تونس أمرت بإيداع أمينة مال حزب عازمون الحبس الاحتياطي بتهمة « تدليس » تزكيات مواطنين ضرورية لقبول ملف الترشح.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه القضية ستؤثر على ترشح زمال.

ورفضت هيئة الانتخابات 14 ملف ترشح للرئاسة لعدم تمكن أصحابها من جمع ما يكفي من تزكيات الناخبين.

كما ات هم عدد من الراغبين في الترشح بتزوير تزكيات، وح كم على بعضهم بالسجن.

وقال آخرون إنهم م نعوا بشكل غير رسمي من الترشح لأن السلطات رفضت منحهم نسخة من السجل الجنائي.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يعتقل 40 بالضفة والخارجية الفلسطينية تندد باقتحام نتنياهو الأغوار

اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي 40 فلسطينيا، مساء الأربعاء وصباح الخميس، بينهم معتقلون سابقون، من مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، في حين نددت وزارة الخارجية الفلسطينية باقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأغوار.

وذكر بيان مشترك صادر عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) وهيئة شؤون الأسرى (حكومية)، اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ مساء الأربعاء 40 فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم معتقلون سابقون.

وقال البيان إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي الخليل (جنوب) وطوباس (شمال)، في حين توزعت باقي الاعتقالات على غالبية محافظات الضفة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، خلال حملات الاعتقال، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب المنازل وتدميرها.

وبلغ إجمالي معتقلي الضفة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 10 آلاف و700 مواطن من الضفة بما فيها القدس، ولا تشمل الحصيلة معتقلي القطاع، وفق بيانات سابقة لنادي الأسير.

اقتحامات ومداهمات

واليوم الخميس، اقتحم مئات المستوطنين -تحت حماية قوات الاحتلال- بلدة عورتا جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة لأداء صلوات تلمودية في الأماكن الأثرية وسط البلدة القديمة.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت البلدة في وقت سابق لتوفير الحماية للمستوطنين، اندلعت على إثرها مواجهات بين شباب المدينة وقوات الاحتلال.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال هدمت منزلا في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، كما هدمت منزلا قيد الإنشاء دون سابق إنذار في منطقة فرش الهوا شمال الخليل.

وبررت سلطات الاحتلال قرار الهدم بذريعة البناء دون ترخيص للمسكن الذي كان من المقرر أن يؤوي أسرة مؤلفة من 9 أفراد. وكان أصحاب المنزل قد حصلوا على قرار من المحكمة الإسرائيلية يقضي بوقف أوامر الهدم قبل عام.

ومن ناحية أخرى، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت دخول طواقم الإسعاف إلى مخيم طولكرم لنقل مرضى.

أعداد كبيرة من المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال تقتحم بلدة عورتا شرق نابلس، لأداء طقوس تلمودية. pic.twitter.com/WPpIxrQDJV

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 11, 2024

تنديد بزيارة نتنياهو إلى الأغوار

على صعيد آخر، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأغوار المحتلة، معتبرة أنها تعميق ممنهج لضم الضفة وتفجير للأوضاع فيها.

وأمس الأربعاء، زار نتنياهو منطقة الحدود مع الأردن رفقة قادة بالجيش الإسرائيلي، وأعلن عزمه إقامة جدار على الحدود مع الأردن لمنع ما زعم أنها محاولات لتهريب أسلحة ومقاتلين من المملكة إلى الضفة الغربية وإسرائيل، في إحياء لمشروع سبق طرحه قبل نحو 20 عاما.

وقالت الخارجية الفلسطينية -في بيان- إنها تدين الاقتحام الاستفزازي الذي ارتكبه نتنياهو يوم أمس (الأربعاء) للأغوار تحت حجج وذرائع واهية لن تستطيع إخفاء البعد الاستعماري الاستيطاني لمخططات الاحتلال الهادفة لابتلاع الأغوار وتفريغها من أصحابها الأصليين.

واعتبرت أن ذلك "يمثل ترجمة للتحريض الإسرائيلي الرسمي الذي يمارسه نتنياهو وفريقه من اليمين واليمين المتطرف على طريق تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، عبر تصعيد العدوان على شعبنا بما يخلفه من جرائم متواصلة".

وتنديد أيضا باعتقال مريض

وفي السياق، نددت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، باختطاف قوة خاصة إسرائيلية مريضا من مستشفى ببلدة حلحول بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي، إن قوة خاصة إسرائيلية بزي مدني اقتحمت عند منتصف الليلة الماضية مستشفى الرئيس محمود عباس ببلدة حلحول، وهي مدججة بالأسلحة الأوتوماتيكية، وقامت بمداهمة القسم الباطني بالمستشفى، واختطفوا المريض أيهم السعدي.

ونقل البيان عن مدير عام المستشفيات هيثم الهدري أن المريض كان في غرفة عزل، ووضعه الصحي صعب، وذلك بعد أن تم إجراء 4 عمليات وتثبيت لأكثر من 7 كسور في الأطراف السفلية، وتمزق في العضلات والأربطة وتهتك للعظم، مع فقدان للأنسجة والجلد في الفخذ الأيسر.

وأوضح الهدري أن المريض كان لا يزال يعاني تقرحات والتهابات حادة في منطقة العمليات إضافة لانتشار البكتيريا داخل الدم، وأنه يعاني من الهزال الشديد وفقدان الوزن، وقال إن اختطافه يشكل خطرا محدقا على حياته.

وأمس الأربعاء، أكد شهود عيان أن قوة إسرائيلية خاصة متخفية بمركبة مدنية وصلت مستشفى محمود عباس الحكومي في حلحول، واعتقلت أحد نزلائه.

وفي بيان مشترك صدر عن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش، قالوا إن وحدات الشرطة الخاصة (اليمام) وجهاز الأمن العام (الشاباك) "ألقيا القبض على مشتبه فيه متورط بتفجير سيارة مفخخة".

وأضاف البيان أن "المشتبه فيه المطلوب أصيب خلال تفجير السيارة، إذ ألقت القوات القبض عليه الليلة الماضية داخل مشفى في حلحول حيث كان يتلقى العلاج من إصابته".

وبموازاة حربه على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 703 وإصابة نحو 5700، إضافة للمعتقلين، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

في حين خلفت حربه المدمرة على غزة، والتي تحظي بدعم أميركي، أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مقالات مشابهة

  • القضاء التونسي يرفض الإفراج عن المرشح الرئاسي العياشي زمال
  • مناظرة ترامب وهاريس.. هل تؤثر على نتيجة الانتخابات؟
  • نجم الزمالك السابق: هذا ما نحتاجه من صفقات لتدعيم خط الدفاع
  • هل تؤثر مناظرة ترامب وهاريس على نتيجة الانتخابات؟
  • الرئيس السيسي يجري اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري
  • حركة النهضة تندد بسجن زمّال وضرب التنافس برئاسيات تونس
  • الاحتلال يعتقل 40 بالضفة والخارجية الفلسطينية تندد باقتحام نتنياهو الأغوار
  • الرئيس الإيراني: ما يجري في غزة كارثة إنسانية ويجب وضع حد لاسرائيل
  • محكمة استئناف تونس تخفف سجن محامية معارضة إلى 8 أشهر  
  • إيلون ماسك يحذر من إفلاس أمريكا: الديون تجاوزت ميزانية الدفاع