صحيفة الاتحاد:
2025-02-02@20:12:43 GMT

شيخة الجابري تكتب: أغاني الصغار.. جملٌ ملونة

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

حينما كنا صغاراً، لم تكن السماء تغيم ليهطل المطر وحسب، وإنما كانت كل المفردات حولنا تهطل حبّاً، وكنا نملأ الحياة من حولنا براءة، ونسقي الأرض ولعاً واشتياقاً، وتعلقاً بشيء اسمه طفولة، ما كنّا عليه كان عبارة عن أسلوب حياة، وامتداد لنظام اجتماعي يعتمد الفطرة والبديهة والتعاملات الإنسانية الرفيعة، ويجعل من التعاون والتعاضد في نظام يسمى «الفزعة» أساس حياة، وتعاملاً يومياً لا يتجاوزون حدوده.


لقد حفلت حياة الأجداد والآباء في فترة ما قبل ظهور النفط، والانفتاح على الحياة الجديدة بما تحمل من تغيرات، بالكثير من التعب والقسوة والمعاناة في سبيل تأمين الحياة الحرة الكريمة لهم ولأبنائهم، متكئين في ذلك على ثقافة إسلامية واضحة تكرس لقيم نبيلة تتمثل في احترام الإنسان وحبه، اعتماداً على مصادر دخل بسيطة، ومحدودة، وفقيرة نوعاً ما، لم تخرج عن الغوص لجمع اللؤلؤ في مواسمه السنوية المعتادة، وزراعة النخيل وبيع منتجات الغلات الزراعية قليلة التنوع، إضافة إلى حرفة أخرى امتهنها البدو، وهي حرفة الرعي، وصناعة السدو عند النساء.
غير أن شظف الحياة لم يكن مصدراً للملل، أو الضيق، بل كان محفزاً على العمل والعطاء والتعاضد، سلوانهم في ذلك أهزوجات شعبية يؤدونها أثناء العمل، وأحاجٍ وألغاز يتنافسون في حلها، وأشعار تحفظها ذاكرتهم فتنقلها من سمع إلى آخر.
هكذا مضت بهم الحياة، بين جدب وخصب، عطاء وجفاء، ولم تكن الطفولة بمعزل عن كل تلك المعطيات، بل كان الطفل شريكاً رئيساً فيها، فالصبي منذ أن يبدأ ذهنه في فهم الحياة صار مرافقاً لوالده، وسنداً وعضداً لأسرته، والفتاة ما إن تصل إلى مرحلة الوعي بما حولها حتى تصبح رفيقة أمها، وساعدها الأيمن، ورغم ذلك عاشوا طفولة على بساطتها لم تتوافر لأقرانهم من أبناء الجيل الحالي، مثل الألعاب الإلكترونية الذكية، والمتنقلة.
إن مجتمع الإمارات، كغيره من المجتمعات الأخرى، مر بمرحلة تغيرات كبيرة وما زال هذا التطور يسجل ملحمة تهتم بالإنسان ومآثره، ولكن في ظل هذه الثورة من التغيرات لم ينسَ هذا المجتمع المتطلع إلى المستقبل بقوة العلم والاتكاء على ماضٍ وإرث عريق، لم ينسَ تراثه، وتكريسه، فقد تنامى الاهتمام بالتراث بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وعلى كافة الصُّعد.
ولا شك أن أغاني الأطفال وألعابهم التي اقترنت بها تلك الأهازيج والأناشيد البسيطة العفوية، كانت أحد أوجه التراث التي حظيت باهتمام الدولة، من خلال تكريسها في أنشطة المدارس، والأيام والمناسبات التي تُعنى بالتراث.
تغيّر الزمان، وتغيّرت الألعاب، وبقيت قلوبنا التي كبُرت تحنّ إلى تلك الأغنيات والأيام الحلوة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: أصواتهم ذاكرتنا شيخة الجابري تكتب: متلازمة رقص المشاهير

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 46 )

لماذا سيناء منذ بدء الخليقة سبب الصراع اليهودي مع الديانات السماوية الأخرى، يعود إصرار إسرائيل على تهجير الفلسطينيين، خاصة من غزة، يرتبط بمشروعها الأيديولوجي و الديموغرافي والديني الذي يشمل إعادة بناء "هيكل سليمان" في القدس. 

هذا الموضوع ليس مجرد مسألة سياسية، بل له جذور دينية واستراتيجية لدى بني صهيون وتحديدًا لدى الجماعات الدينية المتطرفة التي ترى أن إزالة المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" هو خطوة ضرورية لتحقيق "الخلاص اليهودي".

عِلاقة اليهود بسيناء تمتد عبر التاريخ، وهي تحمل أبعادًا دينية، تاريخية، واستراتيجية، مما يجعلها منطقة ذات أهمية خاصة في الفكر اليهودي والصهيوني، لها عدة جوانب أبرزها :

* العِلاقة الدينية والتاريخية
الخروج من مصر

وفقًا للتوراة، يُعتقد أن بني إسرائيل عبروا سيناء خلال "الخروج" من مصر بقيادة النبي موسى عليه السلام في عهد الملك المصري رمسيس الثاني و نجله الملك مرنبتاح، و غدروا بسيدنا موسي بسيناء على الرغْم من كل ما قدمه لهم من معجزات لذلك عاقبهم الله بالشتات.

* جبل الطور أو "جبل سيناء" الموقع الذي تلقى فيه سيدتا موسى عليه السلام الوصايا العشر، و ترى بعض الجماعات الدينية المتطرفة أن سيناء كانت جزءًا من الأرض التي وعد الله بها اليهود، رغم أن التوجه الصهيوني العام يركز على فلسطين، فإن هناك نظريات ترى أن سيناء يمكن أن تكون بديلاً لإقامة دولة يهودية (كما سبق و طرح في مشروعات استعمارية قديمة)، و التي أشرت لها و شرحتها باستفاضة خلال عدة مقالات سابقة.


* العِلاقة الصهيونية بسيناء

الاحتلال الإسرائيلي لسيناء (1956 و1967-1982) إسرائيل احتلت سيناء مرتين، الأولى خلال العدوان الثلاثي عام 1956، والثانية بعد نكسة 1967، واستمرت السيطرة عليها حتى 1982، بعد أن تسلمت مصر كامل أراضيها بموجب معاهدة كامب ديفيد و جولات بمحكمة العدل الدولية.

و خلال الاحتلال، حاولت إسرائيل توطين بعض اليهود في مستوطنات بسيناء، مثل مستوطنة "ياميت" قرب العريش، لكنها أُجبرت على تفكيكها بعد اتفاقية السلام مع مصر.


* مشروعات الاستيطان اليهودي في سيناء:

بعض المفكرين الإسرائيليين، مثل موشيه ديان، رأوا أن سيناء يمكن أن تكون منطقة توسع استيطاني، و في السبعينيات، كانت هناك خطط لإنشاء مستوطنات دائمة، لكن تم إيقافها بعد معاهدة كامب ديفيد عام 1979.

* سيناء في الفكر الإسرائيلي الحديث

الطموحات الأمنية:

إسرائيل تعتبر سيناء "حاجزًا أمنيًا طبيعيًا" يفصلها عن مصر، وتراقب الوضع الأمني هناك باستمرار، و بعد أحداث الربيع العبري في 2011، زادت الأنشطة الإرهابية في شمال سيناء، ما جعل إسرائيل تدعو لتشديد السيطرة المصرية عليها.


* سيناء كمنطقة "بديلة" للفلسطينيين:

بعض المخططات الإسرائيلية، مثل "صفقة القرن"، تضمنت إشارات مباشرة و غير مباشرة لإمكانية استيعاب الفلسطينيين في سيناء.

رغم الرفض المصري القاطع، هناك تسريبات وتقارير تتحدث عن ضغوط إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى سيناء نظرا لان اليهودية تعتبر سيناء مكانًا مقدسًا في تاريخها الديني و لا تزل سيناء محل اهتمام إسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالأمن، والمخططات المتعلقة بتهجير الفلسطينيين.


غزة هي المعقل الأكبر للمقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، التي تعتبر نفسها مدافعة عن المسجد الأقصى، و تهجير سكان غزة أو إضعافهم يعني تقليل التهديد الذي قد تواجهه إسرائيل إذا حاولت تنفيذ مخطط "الهيكل"، و إسرائيل تدرك أن الفلسطينيين في غزة والضفة هم العقبة الأساسية أمام تهويد القدس.


و تهجير جزء من الفلسطينيين، خاصة سكان غزة الذين لا يزالون مرتبطين بقضية الأقصى، إلي سيناء يتيح لها حرية أكبر في تغيير واقع القدس.و خلق "واقع جديد" يمهد لتنفيذ المشروع.

بعد تهجير سكان غزة، يمكن لإسرائيل التحرك بحرية أكبر في القدس دون خوف من تصعيد كبير.حيث تسعى الجماعات اليهودية المتطرفة لتغيير الأوضاع داخل المسجد الأقصى، سواء بتقسيمه زمانيًا ومكانيًا أو بهدمه تدريجيًا.


الربط بين التهجير ومشروع الهيكل

إسرائيل لا تتعامل مع غزة بمعزل عن القدس، فهي ترى أن التخلص من المقاومة وتفريغ الأرض من الفلسطينيين سيسهل عليها تنفيذ مشروع الهيكل مستقبلاً، و هذا يتماشى مع رؤية التيارات الدينية الصهيونية التي تؤمن بأن إعادة بناء "الهيكل" شرط لتحقيق نبوءاتهم.


ما الهدف النهائي؟

* تحقيق السيادة اليهودية الكاملة على القدس دون مقاومة فلسطينية قوية.


* إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى تحت حجج دينية وتاريخية.


* خلق واقع جديد في فلسطين يجعل العودة مستحيلة، ويفرض حلولًا إسرائيلية بالقوة.


لكن هل ينجح هذا المخطط؟

حتى الآن، الصمود الفلسطيني والرفض العربي والإسلامي يشكلان عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ هذه المشاريع، لكن إسرائيل تستغل كل فرصة لتغيير الواقع على الأرض.

و جميع المعلومات حول مخططات إسرائيل لنقل سكان غزة إلى سيناء، وربطها بمشاريع مثل بناء "هيكل سليمان"، تستند إلى عدة مصادر إسرائيلية حديثة و قديمة لكن للأسف آفة العرب عدم القراءة و اذا قرأ لم يستوعبوا و اذا استوعبوا لا يصدقوا إلا إذا وقعت الكارثة، و من بين هذه المصادر التصريحات الرسمية والتسريبات الصحفية، و تقارير إسرائيلية نشرت في وسائل إعلام إسرائيلية مثل هآرتس ويديعوت أحرونوت تقارير حول خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، خاصة بعد طوفان الأقصي عام 2023.

بالإضافة لتصريحات مسؤولين إسرائيليين: و بعض السياسيين الإسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، صرحوا علنًا عن رغبتهم في دفع الفلسطينيين للهجرة.

فضلا عن تقارير دولية وحقوقية، من بينهم منظمات هيومن رايتس ووتش و العفو الدولية حذرت من مخططات التهجير القسري واعتبرتها جرائم حرب.

و تقارير الأمم المتحدة تحدثت عن جهود إسرائيلية لدفع الفلسطينيين للخروج من غزة عبر تدمير البنية التحتية والحصار، لتنفيذ مشروعها الديني التعصبي

وهناك أيضا أبحاث ودراسات حول المخططات الصهيونية منذ عقود، مثل "خِطَّة يينون" التي تحدثت عن تفتيت الدول العربية، وكتب مثل التطهير العرقي في فلسطين للمؤرخ إيلان بابيه، و دراسات حول الجماعات اليهودية المتطرفة مثل "معهد الهيكل" الذي يعمل علنًا على التحضير لبناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى.

هل تحقق إسرائيل حلمها المتطرف أم سيصطف العرب خلف مصر لمواجهة هذا المخطط أللأعين؟ '

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي ( 46 )
  • أغاني رمضان MP3 القديمة تنزيل وتحميل
  • الأبراج التي لا تناسبها حياة العزوبية
  • كريمة أبو العينين تكتب : قبلة الحياة ورصاصة الرحمة
  • «ميزني».. مي فاروق تطرح ثالث أغاني ألبوم «تاريخي»| فيديو
  • مي فاروق تطرح «ميزني» أحدث أغاني ألبومها الجديد (فيديو)
  • عائشة الماجدي تكتب: (جودات)
  • جريمة الصغار .. هددها شقيقها بفضح مشاهدتها لأفلام إباحية فخنقته بأوسيم
  • تكريم عدد من النجوم الصغار في افتتاح مهرجان حكاوي لفنون الطفل
  • انطلاق الدورة 14 من مهرجان حكاوي لفنون الطفل.. و6 عروض بالإسكندرية وأسوان