قال الكاتب والمفكر الدكتور خالد منتصر، إن الحقيقة لديه ليست بقدمها، ولا بعدد من يتحدث عنها من الجمهور ولا بقوة ومكانة من يتحدث بها، متابعًا: «كل الكلام ده كبر معايا لغاية فترة طويلة».

وتابع «منتصر» خلال لقائه مع الكاتب الصحفي مصطفى عمار، ببرنامج «بين السطور» المذاع عبر راديو راديو أن سبورت إف إم: «كنت طفل مدلل لأن كان لازم يدلعوا الطفل اليتيم ده لتعويضه عن والدته».

وشدد على أنه حتى الثانوية العامة كان حائرا بين الالتحاق بكلية الإعلام أم الطب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكاتب خالد منتصر مصطفى عمار بين السطور

إقرأ أيضاً:

في مئوية الراحل حنا مينة.. الكاتب الذي دوّن تاريخ سوريا الحديث

يُعتبر حنا مينة (1924 – 2018) في نظر العديد من نقاد الأدب، أحد أعمدة الرواية السورية الحديثة، وقد وُضع إلى جانب أسماء لامعة في الأدب العربي مثل نجيب محفوظ، الطيب صالح، عبد الرحمن منيف، وغادة السمان، الذين لم يقتصر دورهم على إرساء قواعد فن الرواية العربية، بل ساهموا أيضاً في استقطاب جمهور واسع لهذا الفن، الذي أصبح ينافس الشعر من حيث القراء، بل وتفوق عليه في بعض الأحيان خلال القرن الماضي.

مسلّح بإرادة البقاء

وعلى الرغم من كل الشغف بفن الرواية الذي زرعه المبدع حنا مينة في قلوبنا كقراء، وكان للأمس القريب هو الروائي الأول الذي يحرص معظم قرّاء فن الرواية في سوريا على متابعة رواياته، سواء بالاقتناء أم بالاستعارة، إلاّ أن هذا الروائي ورغم مرور ستة أشهر على الذكرى المئوية لولادته في 9 مارس (آذار) 1924، لم تحتف بهذه الذكرى أية هيئة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة أو لاتحاد الكتّاب العرب، أو حتى هيئة ثقافية غير حكومية، من دون أن يرشح أي سبب وراء غياب الاحتفال بذكرى ولادة هذا المبدع غير الإجحاف بحقه! ففي ظل ذلك نستعيد ما قاله الروائي ذاته في روايته حكاية بحار: "أيتها الحياة، يا صاحبتي العزيزة، كلانا يختصر الوجود في ذاته. كلانا مسلّح بإرادة البقاء والمقاومة. ولئن كان عليّ، لكي تستمرّي أنت، أن أفنى، فإنّ لذلك شرطاً: أن تأتيني من أمام... أنا لا أحبّ الغدر، كنت بحّاراً ولم أكن غدّاراً". وكأني بهذا المقتطف يقول رواياتي باقية باحتفاء بي وبإبداعي أم من دون احتفاء!

رؤية فكرية جدلية

يجمع دارسو أدب حنا مينة، كما يقول الناقد د. عاطف البطرس صاحب كتاب " حنا مينة: المعيش والمتخيل" اعتماده في إنتاجه الروائي على تجربة حياةٍ عميقه ينهل منها، وتجربة معرفية متينة واسعة، وبذلك أعطته الحياة التجربة الخاصة البكر وهو أمدها بالمعاناة والفكر، والنتيجة، هذه الوحدة العضوية العميقة بين الكاتب ونصه، إن امتلاكه رؤية فكرية جدلية وحس تاريخي إضافة إلى صدقه الفني، مكّنه ذلك من نمذجة أبطال من لحم ودم لا يفقدون صلتهم بالواقع من جهة وبعيدين عن الصياغات الذهنية المجردة.

ويضيف: إن المنشأ الاجتماعي للأديب وخروجه من طبقات دنيا في المجتمع وتبنيه الفكر التقدمي في وحدة التشكل والصيرورة منحاه فرصة نادرة وهي التوافق بين المنشأ الاجتماعي والعقيدة الفكرية.

كما يرى د. البطرس أن معظم أبطال روايات حنا مينة ينتمون إلى الفئات الاجتماعية البسيطة، ومجمل أدبه يدوّن تاريخ سورية الحديث بدءاً من النضال ضدّ الاستعمارين العثماني والفرنسي، ممثلاً بالطروسي بطل روايته «الشراع والعاصفة»، إلى ما عشناه حتى الألفية الأولى من القرن الحادي والعشرين، من التحدّيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

أعظم سيرة

من المؤكد أنه يصعب حصر الآراء النقدية المهمة التي قيلت في التجربة الروائية لـ مينة، لكننا نشير إلى رأي الناقد المصري صلاح فضل الذي وصف رواية "المستنقع" بأنها "أعظم سيرة ذاتية في كتابة الرواية العربية"، ولعل سبب هذه التزكية يعود لمصداقية الروائي مينة، حتى أن البعض من القراء والنقاد يعدّونه كاتباً فطرياً؛ وذلك لصفائه ونقائه ومصداقيته.

ويقول عنه الروائي السوري فواز حداد: "حنا مينة، إنسان رائع، كان تأثيره كبيراً وبالغاً في الروائيين العرب، دونما استثناء. كان معلماً. مهما قيل فيه، ومهما كانت الاتهامات، تبقى خارج عوالم الرواية، الذي كان أميناً لها".

دراسات متنوعة

وليس غريباً أن تكون تجربة حنا مينة الروائية محفّزاً لتأليف عشرات الكتب والدراسات النقدية للمبدعين العرب، ومناقشة رسائل جامعية عدة حول تجربته الروائية التي أعيد طباعة بعض رواياته أكثر من مرة . من تلك الدراسات "عالم حنا مينه الروائي" للناقدين السوريين محمد كامل الخطيب وعبد الرزاق عيد، و"حنا مينه روائي الكفاح والفرح" للناقد التونسي د. محمد الباردي، و"الرواية العربية في رحلة العذاب" للناقد المصري د.غالي شكري، و"الرجولة وأيديولوجيا الرجولة في الرواية العربية" للناقد السوري جورج طرابيشي، و"رسم الشخصية في روايات حنا مينه" للناقدة المصرية فريال كامل سالم، و"الرؤية الأيديولوجية والموروث الديني في أدب حنا مينه" للناقد السوري مراد كاسوحة، و"حنا مينه حارس الشقاء والأمل" للناقد السوري نذير جعفر، و"هكذا قرأت حنا مينه" للناقدة الأردنية سمر حمارنة.

لمحات حياته

وُلد حنا مينة في العام 1924 في إحدى قرى لواء اسكندرون، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى مدينة اللاذقية السورية الساحلية.

وقضى طفولة اتسمت بالفقر والسعي باكراً إلى تحصيل الرزق. ولذلك لم ينل حظاً وافراً من التعليم، فإن حياته الفقيرة قد أمدّته بخبرات كثيرة فقد عمل حلاقاً، وحمّالاً، وبحّاراً، وكاتب عرائض قبل أن يصبح صحافياً ماهراً ليلج من خلال الصحافة إلى سردياته القصصية والروائية، ويختص تحديداً في الكتابة عن البحر، ولعل هذا التخصص هو الذي مهّد له الطريق إلى الشهرة التي حظي بها، وأنجز خلال حياته 39 رواية و10 كتب أخرى مقالات ودراسات، كتبها بين عامي 1954 و2010 .

أديب البحر

ويعدّ حنا مينة أديب البحر بامتياز، يقول في ذلك " كان البحر دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب (....)  صراعي مع القروش كان صراع حياة، أما العواصف فقد نقشت وشماً على جلدي، إذا نادوا: يا بحر! أجبت: أنا البحر أنا، فيه ولدت، وفيه أرغب أن أموت.. تعرفون معنى أن يكون المرء بحاراً؟ أمنيتي الدائمة أن تنتقل دمشق إلى البحر، أو ينتقل البحر إلى دمشق، أليس هذا حلماً جميلاً؟ السبب أنني مربوط بسلك خفي إلى الغوطة، ومشدود بقلادة ياسمين إلى ليالي دمشق الصيفية الفاتنة، وحارس مؤتمن على جبل قاسيون، ومغرم متيم ببردى، لذلك أحب فيروز والشاميات".

من الكتاب للشاشات

على الرغم مما حصده الروائي حنا مينة من حضور لدى القرّاء لكن تحويل بعض أعماله لشاشتي السينما والتلفزيون، قد ساهم كثيراً في اتساع جمهور المعجبين بأعماله، ورسّخها في أذهان محبي رواياته، ولعلّ  قصته الطويلة " على الأكياس" أول عمل حولها السينمائي العراقي قيس الزبيدي الذي كان يقيم في دمشق، إلى فيلم روائي طويل حمل اسم "اليازرلي"، وأنتج عام 1974، لكن لأسباب لا مجال للخوض فيها هنا لم يعرض الفيلم جماهيرياً.

أمّا روايته "بقايا صور" التي صدرت عام 1975 والتي كتب لها السيناريو "سمير ذكرى ومحمد مرعي فروح" وكتب الحوار الراحل حسن سامي يوسف، وأخرجه نبيل المالح عام 1979 أول أعماله التي تجسدت على شاشة السينما وعرضت جماهيرياً، ثم كانت روايته "الشمس في يوم غائم" صدرت عام 1973، وكتب لها السيناريو والحوار محمد مرعي فروح، وأخرجها محمد شاهين فيلماً عام 1985، الذي كتب السيناريو والحوار عن رواية " الدقل" لمينة وأخرجها فيلماً عام 1993، إلاّ أن الحضور الأوسع نالته رواية " نهاية رجل شجاع" التي صدرت عام 1989، وكتب لها السيناريو والحوار حسن.م. يوسف، وأنتجت عام 1994 بإخراج من نجدت أنزور، ثم تم تحويل روايته "الشراع والعاصفة" عام 2011 إلى فيلم سينمائي بسيناريو وإخراج غسان شميط.

أمّا روايته "المصابيح الزرق" حولها لمسلسل محمود عبد الكريم فكتب لها السيناريو والحوار، وأخرجه فهد ميري، وتم إنتاجه في عام 2012.

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. “ويفيقني عليك” 
  • في مئوية الراحل حنا مينة.. الكاتب الذي دوّن تاريخ سوريا الحديث
  • الكاتب الصحفي هشام الهلوتي يهنئ رجل الأعمال أسامة عبدالصمد بزفاف نجله
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. هدايا مُدبَّرة!
  • الشيخ محمد أبوبكر ينتقد تعزية الشيخ مظهر شاهين للفنان خالد الصاوي
  • 50 مليون دولار تعويضاً لأمريكي أسود سُجن 10 سنوات ظلماً
  • الغندور يعلق على وفاة إيهاب جلال
  • خالد القماش: إيهاب جلال تعرض لظلم كبير في الإسماعيلي
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سيمضي الصيف
  • قالوا له كخ.. خالد منتصر ينتقد قرار جامعة الأزهر بإيقاف صاحب فتوى جواز سرقة الكهرباء