سرايا - كشفت صحيفة نيويورك تايمز بعد مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تفاصيل عن كيفية تنقل قائد حركة حماس، يحيى السنوار، في غزة وفراره من الاعتقال أو الاغتيال، وتحدثت عن الصعوبات التي واجهها في الفترة الأخيرة.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الاول، أصبح السنوار مثل "الشبح" بعدما تجنب الظهور في الأماكن العامة، ونادرا ما كان يصدر رسائل لأتباعه.



وخلال الأسابيع الأولى من الحرب، اعتقد مسؤولون استخباراتيون وعسكريون إسرائيليون أن السنوار كان يعيش داخل شبكة من الأنفاق في مدينة غزة.

وفي غارة على نفق في مدينة غزة، عثر جنود إسرائيليون على مقطع فيديو، التقط في تشرين الاول الماضي، للسنوار وهو ينقل أفراد أسرته داخل الأنفاق.

ويعتقد مسؤولو استخباراتيون إسرائيليون أن السنوار احتفظ بعائلته معه لمدة ستة أشهر على الأقل خلال الحرب.

وفي أواخر كانون الاول، عندما بدأت الوحدات العسكرية الإسرائيلية بحفر الأنفاق في إحدى مناطق مدينة غزة، تفاخر وزير الدفاع، يوآف غالانت، أمام الصحفيين بأن السنوار "يسمع جرافات جيش الدفاع الإسرائيلي فوقه، وسوف يواجه براميل بنادقنا قريبا".

وفي نهاية المطاف، انتقل السنوار جنوبا إلى خان يونس، وفق المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، وربما توجه من هناك أحيانا إلى مدينة رفح عبر نفق.

وفي 31 كانون الثاني، نفذت قوات كوماندوز إسرائيلية غارة على مجمع أنفاق في خان يونس، بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأنه مختبئ هناك، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

واتضح أنه كان مختبئا بالفعل، لكنه غادر المخبأ، قبل أيام قليلة فقط من الغارة.

واستمرت في ما بعد عملية المطاردة، لكن دون الحصول على معلومات مؤكدة عن مكان وجوده.

وقبل أيام، قال قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، دان غولدفوس، في تصريحات للقناة الـ12 إن القوات الإسرائيلية كانت على بعد "دقائق" من اعتقاله.

وقال: "كنا قريبين. كنا في مجمعه. وصلنا إلى مجمع تحت الأرض. وجدنا الكثير من المال هناك. كانت القهوة لاتزال ساخنة. والأسلحة مبعثرة في كل مكان".

وأوضح المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لنيويورك تايمز أن السنوار تخلى عن الاتصالات الإلكترونية منذ فترة طويلة، ويستعين بأشخاص للتواصل مع أفراد المنظمة. وقال الصحيفة: "لايزال كيف يعمل هذا النظام في التواصل لغزا".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن جميع عناصر حماس المختبئين تحت الأرض، حتى السنوار، يضطرون أحيانا إلى الخروج من الأنفاق لأسباب صحية.

وشبكة الأنفاق واسعة ومعقدة للغاية، ويملك مسلحو حماس معلومات استخباراتية جيدة عن أماكن تواجد القوات الإسرائيلية، لدرجة أن السنوار قد يخرج أحيانا إلى السطح دون أن يتم اكتشافه.

ويظل السنوار "متقدما بخطوة واحدة على مطارديه"، الذين كانوا يتباهون بقربهم منه، لكنه يفر في نهاية المطاف.

وتشير نيويورك تايمز إلى أن وضع السنوار "أكثر تعقيدا وأكثر إحباطا" من قادة إرهابيين آخرين مثل أسامة بن لادن.

وعلى عكس بن لادن، في سنواته الأخيرة، يدير فعليا السنوار حملة عسكرية مستمرة.

ويقول دبلوماسيون مشاركون بمفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة إن ممثلي حماس يصرون على أخذ رأيه قبل اتخاذ قرارات رئيسية في المحادثات، وهو ما يجعله "الشخص الوحيد القادر على ضمان تنفيذ أي قرار يتم اتخاذه في الدوحة".

لكن التواصل معه بات أكثر صعوبة، وفق ما قاله مسؤولون إسرائيليون وقطريون ومصريون وأميركيون، فبعدما كان يرد على الرسائل في غضون أيام، بات الأمر يستغرق وقتا أطول بكثير في الأشهر الأخيرة.

وأدى الضغط على زعيم حماس إلى زيادة صعوبة التواصل مع القادة العسكريين وتوجيه العمليات اليومية، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إنه لايزال لديه القدرة على إملاء الاستراتيجية العامة للحركة.

موارد هائلة وتعاون أميركي إسرائيلي
وتكشف المقابلات التي أجريت مع أكثر من 20 مسؤولا في إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين ضخا موارد كبيرة في محاولة العثور على قائد حماس.

ومنذ هجمات السابع من تشرين الاول، أنشأت الاستخبارات العسكرية (شين بيت)، خلية داخل مقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، كلفت بمهمة واحدة تتمثل في العثور على السنوار.

وشكلت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" فرقة عمل، وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية قوات عمليات خاصة إلى إسرائيل لتقديم المشورة للقوات الإسرائيلية بشأن الحرب.

ونشر الأميركيون رادارا يخترق الأرض للمساعدة في رسم خرائط لشبكة الأنفاق الواسعة، مع صور جديدة مقترنة بمعلومات استخباراتية إسرائيلية تم جمعها من مسلحي حماس الذين تم اعتقالهم.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: "لقد كرسنا جهودا وموارد كبيرة للإسرائيليين للبحث عن القيادة العليا، خاصة السنوار. كان لدينا أشخاص في إسرائيل يجلسون في الغرفة مع الإسرائيليين ويعملون على حل هذه المشكلة. ومن الواضح أن لدينا خبرة كبيرة في اصطياد الأهداف ذات القيمة العالية".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الدعم الاستخباراتي الأميركي "لا يقدر بثمن".

لكن أحد الأشخاص المطلعين على ترتيبات تبادل المعلومات الاستخباراتية وصفها بأنها "غير متوازنة للغاية".

وذكر المصدر، الذي رفض عدم الكشف عن هويته، أنه "في كثير من الأحيان، تقاسم الأميركيون معلومات أكثر مما أعطاه الإسرائيليون في المقابل. في بعض الأحيان، يقدمون معلومات عن قادة حماس على أمل أن يوجه الإسرائيليون بعض مواردهم الاستخباراتية نحو العثور على الرهائن الأميركيين".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: أن السنوار

إقرأ أيضاً:

غالانت يستعرض وثيقة يزعم أنها من رافع سلامة إلى يحيى السنوار

نشرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، مساء اليوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024، وثيقة تدعي أنها موجهة من رافع سلامة، قائد لواء خانيونس في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس ، إلى رئيس الحركة، يحيى السنوار، وشقيقه محمد السنوار، القيادي في كتائب القسام، استعرضها وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، زاعما أنها "تصف الوضع الصعب الذي تواجهه حركة حماس".

تغطية متواصلة على قناة وكالة سوا الإخبارية في تليجرام

وفي حين تظهر الصفحة الأولى من الوثيقة التي استعرضها غالانت ملاحظات على مقترح صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة ، في ما يتعلق بالأعداد والفئات التي قد يشملها المقترح؛ زعم غالانت أن الوثيقة تبيّن "تدمير 70% من الأسلحة و95% من الصواريخ" التابعة لحماس، و"مقتل أو إصابة 50%" من مقاتلي الحركة و"فرار الكثير منهم"، بحيث "لم يتبق سوى 20%".

إقرأ/ي أيضا: نتائج التحقيق الأولي في مقتل الرهائن الستة في رفح

وظهرت الوثيقة التي كشفت عنها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية واستعرضها غالانت، مطبوعة عبر الحاسوب وليست مكتوبة بخط اليد؛ ويأتي نشرها غداة تصريحات غالانت بأن إسرائيل تنقل "ثقلها" العسكري إلى الشمال، مشيرا إلى أن إسرائيل تتجه إلى "استكمال المهام في الجنوب"، وفي إطار مساعي غالانت والمؤسسة الأمنية للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي وفي قطاع غزة والترويج إلى أن الضغط العسكري أدى إلى إضعاف حماس ويسمح بإبرام صفقة تبادل يعرقلها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، في ظل الضغوط السياسية التي يتعرض لها من شركائه السياسيين.

وكان غالانت قد أعلن مرارا في الأسابيع الأخيرة، دعمه التوصل إلى اتفاق مع حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، خلافات بين غالانت ونتنياهو والوزراء الموالين له في الكابينيت من أعضاء الليكود والصهيونية الدينية، بسبب هذا الموقف؛ ويزعم غالانت أن "حماس كتشكيل عسكري لم تعد موجودة"، وأنها "منخرطة في حرب عصابات"، وأن الجيش الإسرائيلي سيوصل "مقاتلة مسلحي حماس ونلاحق قيادتها".

وجاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية أنه "خلال زيارة أجراها غالانت إلى وحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية، مسؤولة عن جمع الوثائق والمواد التقنية من قطاع غزة، تلقى إحاطة حول النتائج والمواد الجديدة، وتفقد أقسام الوحدة التي تتولى تصنيف وتحليل المواد التي يتم جمعها والتحفظ عليها من قطاع غزة".

وقال غالانت، في بيان مصور من مقر الوحدة في إحدى قواعد شعبة الاستخبارات العسكرية، وسط البلاد، "أريد أن أريكم رسالة تعكس ما يقوله قادة حماس عن وضعهم. هذه الرسالة كتبها رافع سلامة، الذي قُتل على يدنا في تموز/ يوليو، إلى السنوار وشقيقه. يصف فيها الوضع قائلًا: تم تدمير 70% من الأسلحة و95% من الصواريخ، و50% من المخربين قُتلوا أو أصيبوا، والكثير منهم فروا، ووفقًا له، لم يتبق سوى 20%. هذه معاناة حقيقية تؤثر على حماس ويشعر بها كبار قادتها".

وأضاف "نواصل الجهود التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر، خطوة بخطوة، ونصل إلى جميع قادة حماس. هذه الرسالة التي كتبها سلامة للأخوين سنوار، ونحن سنصل إليهما أيضا"؛ يذكر أن غالانت كان قد شدد في تصريحات لصحافيين أجانب في إسرائيل، أمس الثلاثاء، إن إعادة الأسرى المحتجزين في غزة "هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به". وأضاف أن "التوصل إلى اتفاق هو فرصة إستراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني ​​على جميع الجبهات".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في تموز/ يوليو الماضي، أنه اغتال رافع سلامة قائد لواء خانيونس في كتائب القسام، برفقة قائد كتائب القسام، محمد الضيف، في هجوم استهدف منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا نصفهم من الأطفال والنساء وإصابة 300 آخرين.

ويعتبر جيش الاحتلال أن سلامة "أحد العقول المدبرة" لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ علما بأن سلامة كان قد فقد الكثير من أبناء عائلته في هجمات إسرائيلية، وفي مقدمتهم والدته التي استشهدت أثناء هجوم إسرائيلي على منزل العائلة. وخاله هو جواد أبو شمالة، وهو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس ومقرب من السنوار، في بداية الحرب الحالية على غزة.

وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام، فإن رافع سلامة كان يعمل في وظيفة مرموقة بمدرسة الحوراني الإعدادية لتابعة للأمم المتحدة في مخيم خانيونس، قبل أن يستقيل ويتفرغ للعمل في كتائب القسام. وقد تعرض لعدد من محاولات الاغتيال، ومنها عملية لجيش الاحتلال عام 2021، أعلن فيها الاحتلال تدمير منزله في غزّة، واصفاً البيت بأنه "جزء من البنية التحتية الإرهابية" التي استهدفتها العملية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • تقرير عن فضيحة تسريبات صحف عبرية.. من ضمنها مزاعم هروب السنوار إلى إيران
  • تقرير عن فضيحة تسريبات صحف عبرية.. من ضمنها مزاعم هروب السنوار لإيران
  • الجيش الإسرائيلي يكشف عدد الأنفاق المدمرة على حدود مصر
  • الاحتلال يزعم تدمير 80% من الأنفاق بمحور فيلادلفيا
  • إسرائيل تنشر رسالة موجهة ليحيى السنوار.. هذا ما تضمنته
  • تقرير عبري عن فضيحة تورطت فيها “بيلد” الألمانية بنشرها تقريرا مفبركا عن السنوار.. ما دور نتنياهو؟!
  • غالانت يكشف وثيقة حماس كانت مرسلة إلى السنوار.. هذا ما جاء فيها
  • غالانت يستعرض وثيقة يزعم أنها من رافع سلامة إلى يحيى السنوار
  • دبلوماسي يكشف لـCNN ما إذا كان يحيى السنوار يرغب بمغادرة غزة عبر ممر آمن
  • تقرير : إسرائيل عرضت على السنوار الخروج من غزة