بين رد حزب الله وضربة إسرائيل الاستباقية.. من أكبر الرابحين؟
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تباينت تعليقات محللين سياسيين على استهداف حزب الله قواعد وثكنات عسكرية إسرائيلية ردا على اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر، إذ رأى البعض أنّه حقق ردعا جيدا، في حين رأى آخرون أنّ واشنطن استعادت نوعا من الردع النسبي ضد إيران وحلفائها.
يقول أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي الدكتور علي فضل الله إن ضربة حزب الله تمت بجرأة وبتوقيت لم يكن متوقعا، مؤكدا أنها ضربة تماثلية باستهدافها تل أبيب ومواقع عسكرية بعد قصف عاصمة عربية واغتيال شكر.
ويعتقد فضل الله -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن الضربة حققت ردعا جيدا وأبقت إسرائيل في حالة قلق بعد ضرب قاعدة عسكرية تبعد 110 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.
وأشار إلى أنه للمرة الأولى خلال الحرب الحالية تقصف ضواحي تل أبيب من الجبهة اللبنانية، مشددا على أنه في الوقت ذاته تستمر جبهة الإسناد من طرف لبنان ومقاومته حتى وقف العدوان على غزة.
وفي محاولة منه لتفنيد الادعاءات الإسرائيلية، قال فضل الله إن أي شخص ملم بالأمور العسكرية يدرك تماما أنه يستحيل تدمير قرابة 6 آلاف صاروخ بعشرات الغارات الجوية، مؤكدا أن إسرائيل تحتاج للكذب للترويج لإنجاز عسكري.
واشنطن أكبر الرابحين
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني إن واشنطن أكثر من تنفس الصعداء بما حدث فجرا بعدما حاولت منع حرب إقليمية شاملة، لكونها تعتبَر مأزقا كبيرا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يشغلها عن الصراع مع الصين وروسيا.
وأوضح العناني أن هناك تفاؤلا أميركيا حذرا مع شعور باستعادة نوع من الردع النسبي مع إيران ووكلائها، إذ لم تسحب ضربة حزب الله الزخم من مسار مفاوضات القاهرة بشأن غزة.
وتحدث العناني عن شعور أميركي بالارتياح والتحكم بقواعد اللعبة في الشرق الأوسط "فالحشد الأميركي الحالي بالمنطقة غير مسبوق منذ غزو العراق"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك ذلك ويحاول جرّ أميركا إلى اللعبة التي يمارسها.
وخلص في ختام حديثه إلى أن واشنطن لا تسعى لوقف الحرب على غزة بشكل جاد وحقيقي في ظل غياب ضغط حقيقي على نتنياهو، مضيفا أنه لن يجرؤ أي مسؤول أميركي على اتخاذ أي إجراء حقيقي يفهم منه أنّه تخلٍ عن حليف أساسي في ظل وجود حسابات أميركية في سنة انتخابية ساخنة مع وجود مزايدات المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ورجح استمرار حالة الاستنفار والاستنزاف الأميركية حتى موعد الانتخابات الأميركية، مستبعدا وجود أي حل آني للأزمة لكون إدارة بايدن متواطئة وشريكة في الحرب.
نوع من الإرباك
من جانبه، لفت الخبير بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إلى أن إسرائيل تحاول تكذيب كل ما ردده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول استهداف قاعدتي غليلوت وعين شيمر العسكريتين.
وأرجع جبارين سر استمرار إسرائيل بنفي ذلك لحساسية القاعدتين، إضافة إلى أنها تحاول تحسين صورة الاستخبارات العسكرية داخل المجتمع الإسرائيلي.
ومع ذلك، أقر الخبير بالشؤون الإسرائيلية بوجود نوع من الإرباك في تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، منبها إلى وجود حالة من الحصار الإعلامي داخل إسرائيل تزايدت اليوم.
وأشار إلى أن الأسئلة التي تطرح داخل إسرائيل محصورة بدائرة "اللا إنجاز" في ظل غياب إنجازات ميدانية ملموسة، "لذلك تحاول تل أبيب تسويق ضربتها الاستباقية بأنها ردع حقيقي استهدف حزب الله وآلاف الصواريخ والمقدرات مما شل قدرته على هجوم كبير".
وخلص إلى أن نتنياهو يعتاش من الأزمات ويبقي الحالة على حالها، مفندا مزاعمه حول تأثير الضربة التي استهدفت حزب الله، وقال إنها "لو كانت كذلك لأعاد المستوطنين إلى الجبهة الشمالية"، كما أقر أن المرحلة الثانية من رد حزب الله مرتبطة بجزئية المفاوضات الجارية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر تكثف الجهود لإنهاء احتلال إسرائيل لمواقع بجنوب لبنان
القاهرة- رويترز
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم الثلاثاء إن القاهرة تبذل جهودا من خلال اتصالاتها لإنهاء احتلال إسرائيل لمواقع في جنوب لبنان بعد انتهاء الأعمال القتالية مع جماعة حزب الله اللبنانية العام الماضي.
وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أحدث مواجهة بين إسرائيل وجماعة حزب الله، والتي اندلعت عندما فتحت الجماعة اللبنانية النار عبر الحدود لدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية حرب غزة في أكتوبر 2023.
ورغم الاتفاق، تواصل إسرائيل شن غارات على الأراضي اللبنانية ولا تزال تحتل خمسة مواقع على قمم التلال في جنوب لبنان. ويندد لبنان وجماعة حزب الله، التي تلقت ضربات موجعة خلال الصراع، بذلك بوصفه انتهاكا للاتفاق ولسيادة البلاد. وتقول إسرائيل إن الجماعات المسلحة في لبنان تشكل تهديدا للمدنيين الإسرائيليين.
وقال عبد العاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني يوسف رجي بالقاهرة "نعمل من خلال كل اتصالاتنا على إنهاء هذا الاحتلال والخروج من هذه المواقع الخمس حتى يكون للبنان سيادته الكاملة ولا يتم انتهاكها، وبالتالي لا نعطي ذريعة لأي طرف أيا كان أن يتحدث عن مقاومة الاحتلال".
وأضاف أن لبنان يتعافى حاليا بعد انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة، لكن "تظل المشكلة الحقيقية الآن" استمرار احتلال إسرائيل للمواقع الخمسة في الجنوب.
وتابع قائلا "إذا أنهينا الاحتلال بالتأكيد يكون المجال واسعا للدولة اللبنانية، للجيش الوطني اللبناني لفرض إرادته بالكامل في منطقة الجنوب".
من جانبه، ثمن الوزير رجي دعم مصر للبنان وجهودها الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بجنوب لبنان، وقال "هذا الدعم ثمين جدا، نحن معتمدون عليكم حتى نصل إلى تحرير بلدنا نهائيا".
وتحدث رجي أيضا عن أهمية حصر السلاح في يد القوات التابعة للدولة اللبنانية، وهو موضوع شائك في لبنان منذ سنوات طويلة.
وقال "هذا المطلب ليس مطلبا دوليا هو مطلب لبناني، مطلب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ولكن سياسة الحكومة حاليا هي سياسة تعتمد على الحكمة وتنظر إلى أفضل سبيل لتحقيق هذا الهدف".
وذكر وزير الخارجية اللبناني أن مباحثاته مع نظيره المصري تطرقت أيضا إلى مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا، والنازحين السوريين، إضافة إلى الوضع الإقليمي بشكل عام.