رئيس مصنع «حلوان» لـ«الوطن»: مفاوضات مع دول عربية وأفريقية لـ«تجديد شباب طائراتها» بمصر.. وإشادة عالمية بمنتجاتنا
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
أكد اللواء دكتور مجاهد الفرماوى، رئيس مجلس إدارة مصنع حلوان للصناعات المتطورة، أحد مصانع الهيئة العربية للتصنيع، والمتخصص فى عمرة الطائرات الهليكوبتر، امتلاك مصر كوادر فنية من مهندسين وعمال قادرين على فك وإصلاح واختبار وتجميع الطائرات الهليكوبتر، فضلاً عن مساعى «المصنع» للعمل على تصنيع بعض الأجزاء من الطائرات الهليكوبتر، بالتعاون مع شركة الهليكوبترات الروسية القابضة، فى الفترة المقبلة.
وأضاف رئيس مصنع حلوان للصناعات المتطورة، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن هناك مفاوضات تجرى مع عدد من الدول العربية والأفريقية لعمرة طائراتها فى مصر خلال الفترة المقبلة، وأن هناك توجيهات بمعاملة تلك الدول معاملة مصر فى الدقة والجودة والسعر، وإلى نص الحوار:
رأينا فى جولتنا قدرتكم على عمل عمرة وتجميع الطائرات.. كيف تمكنتم من تحقيق ذلك؟
- نضع فى أذهاننا دوماً التطور التكنولوجى فى جميع أجزاء الصناعة، خاصة فى المجال الحربى، فنحن مختصون بعمرة الطائرات «مى 8» و«مى 17»، و«جازيل»، وهى طرازات شرقية وغربية، وقادرون على العمل على أى «هليكوبترات»، بعد التعاون مع الشركات الأم المصنعة لها.
وهل هناك موافقات أو إجراءات خاصة لعملكم على الطائرات الهليكوبتر؟
- بالتأكيد، فنحن حاصلون على إجازة بعد إجراء التفتيش والتجهيزات اللازمة من شركة «الهليكوبترات الروسية»، وذلك فيما يخص الطائرات «مى 8 ومى 17»، التى تُعد من أكثر الطائرات الهليكوبتر العسكرية انتشاراً فى العالم، وحصلنا على إجازة من شركة «إير باص» الفرنسية بالنسبة للطائرات من طراز «جازيل»، التى نجرى لها العمرة أيضاً، وتُجدد تلك الرخص سنوياً بعد التفتيش على خطوط الإنتاج.
ننتقل للحديث عن منشأة مصرية متميزة.. وهى المركز الدولى لعمرة الهليكوبترات الشرقية والواقع داخل مصنعكم.. كيف أنشأتموه؟
- صممناه وأسسناه لنمتلك أحدث التكنولوجيات العالمية، وليكون مميزاً، من حيث المساحة، والإدارة، وأسلوب التنفيذ، وتداول قطع الغيار، ومراقبة العمل، والصيانة بجميع أنواعها، فالمركز الدولى لعمرة الهليكوبترات الشرقية يقع على مساحة 11 ألف متر مربع، ويسع لـ20 طائرة هليكوبتر من الطرازات الكبيرة، بواقع 16 طائرة يجرى العمرة عليها فى نفس الوقت، وهو أمر تنفرد به مصر عن باقى دول العالم، و4 طائرات تكون فى مراحل الاختبارات النهائية، تمهيداً لعودتها للخدمة. كما أننا نفذنا هنجر «المركز» ليكون معزولاً تماماً عن أى ظروف جوية، لنستطيع العمل فى مختلف الظروف.
وما مراحل العمل فى «المركز»؟
- كافة مراحل العمل؛ من فك الطائرات، والتفتيش عليها، وإجراء الإصلاح، وأعمال عمرات الأجزاء، واختبارها بواسطة أجهزة حديثة، ثم تجميع الطائرات، سواء الروسية أو الغربية، وكل تلك الأعمال تجرى بأيادٍ مصرية 100%، بالإضافة لاختبار الطائرات أرضياً وجوياً، وبشهادة المصمم الروسى وكل من يزورنا من مختلف أنحاء العالم يقول إننا من أكبر المراكز فى العالم وأكثرها تقدماً.
نسعى للاعتماد على أنفسنا وتصنيع بعض الأجزاء التى تسهل العَمرة فى المرحلة المقبلة ولا تُعطل خروج الطائرات فى موعدها المخططماذا عن ملف «التصنيع»؟
- نسعى للاعتماد على أنفسنا، وتصنيع بعض الأجزاء البسيطة التى تُسهل العمرة، ولا تُعطل خروج الطائرة فى ميعادها طبقاً للموعد المتفق عليه مع العميل، خلال المرحلة المقبلة، بالتعاون مع شركة الهليكوبترات الروسية.
وهل ستتوقفون عند عمرة الطائرات من الطرازات الثلاثة التى حصلتم على رخصة عمرتها؟
- نطمح إلى إجراء العمرة لأى طرازات جديدة، سواء طائرات هليكوبتر شرقية مثل «الكاموف»، و«مى 24»، أو غيرها من الطائرات سواء شرقية أو غربية، فلدينا أيضاً مركز لعمرة الطائرات الغربية، وجاهزون للعمل على أى طرازات بعد استكمال بعض الأجهزة والآلات الخاصة بالطراز، وتدريب العمالة.
وكيف يتم التدريب؟
- التدريب يتم خارج مصر، وعلى خط الإنتاج داخل مصر، وبواسطة أجهزة محاكاة، وغيرها وجميع أنواع التدريب، لنُخرج طائرة يشهد بجودتها المُصنع الروسى نفسه، وزملاؤنا فى القوات الجوية المصرية.
وما المحددات التى تحكم تصنيع أجزاء من الطائرات الهليكوبتر محلياً؟
- تصنيع أو تعديل أو تطوير أو إصلاح أو عمرة أى جزء فى الطائرة تحكمه محددات موجودة فى الكتب الفنية لكل طراز، ونتعاون بالتأكيد مع الشركة الأم المصنِّعة فى التدريب والاختبار والتأكد من كفاءة وجودة منتجنا، حتى نطمئن على كفاءة مهندسينا، وهو ما ثبت للعالم أجمع، فنحن نطمح لتصنيع ضفائر الطائرات و«أنابيب» الطائرات كمنتج «أصلى»، وليس «تقليد» أو «هاى كوبى» كما قد يتصور البعض، وبشكل لا يختلف عليه أحد.
وهل يقتصر عملكم على التعاون مع قواتنا الجوية فقط؟
- أهلاً وسهلاً بأى دولة عربية أو أفريقية أو أى دولة فى العالم تريد العمل معنا، فنحن حاصلون على الرخصة لطراز الطائرة، وليس لدولة بعينها.
وهل هناك مستجدات فى هذا الأمر؟
- هناك مفاوضات تجرى مع بعض الدول العربية حالياً.
نرحب بأى دولة ترغب فى التعاون معنا فنحن حاصلون على رخصة العمرة لـ«الطراز» وليس لدولة بعينها.. وتوجيهات بمعاملة الأشقاء «معاملة مصر»وهل هناك محددات تحكم تعاونكم مع الدول العربية والأفريقية الشقيقة فى هذا المجال؟
- لدىّ بالفعل توجيهات من قيادة الهيئة العربية للتصنيع بمعاملة أى دولة عربية أو أفريقية شقيقة وصديقة معاملة مصر، فنعمل بنفس معدلات الأداء، والمحددات الفنية والمادية، بحيث لا تقل الجودة وعدم زيادة السعر، فنحن لن نغالى على أحد، وجاهزون بالفعل للعمل مع أى دولة، سواء على الطرازات التى نعمل بها، أو أى طرازات أخرى بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.
وما مميزات إجراء عَمرات الطائرات فى مصر؟
- توفر وقتاً، وجهداً، وعملة صعبة للبلاد، والأهم هو امتلاك القدرة والكفاءة الفنية.
وهل تجرى العمرة بأيدٍ مصرية بالكامل، أم بالاستعانة بالشريك الأجنبى؟
- كنا نعتمد على خبراء أجانب فى أوقات سابقة، ولكننا نجحنا فى أن تكون كل عمراتنا بأيدٍ مصرية 100%، وهى طائرات أثبتت كفاءتها الفنية على أرض الواقع.
ذلك الأمر بالتأكيد يدفعكم نحو «التصنيع»؟
- بالفعل، فنحن اطمأننا لقدرة أبنائنا من المهندسين والفنيين، وكل عوامل النجاح متوفرة سواء تعاوننا مع شركات متعددة للدعم الفنى وقطع الغيار، ورخصة العمرة، ما يدفعنا للتطوير والتحديث، وأننا «ندخل بقلب جامد على التصنيع».
ماذا تقصد بالتصنيع؟
- أقصد تصنيع قطع غيار الطائرات الهليكوبتر فى المرحلة المقبلة، و«يا رب نمتلك قدرة تصنيع طائرات هليكوبتر بالكامل».
وهل لدينا القدرة على تحقيق ذلك؟
- لدينا القدرات الذهنية، والعقلية، والفنية، والقدرة على إنجاز أى شىء نريده.
الوفود الروسية والدولية تقول إننا من أكبر مراكز عمرة الطائرات عالمياً وأكثرها تقدما..ً وكوادرنا الفنية أثبتت نفسهاماذا عن تعاونكم مع الجانبين الروسى والفرنسى؟
- هناك تعاون كامل معهما، سواء فى قطع الغيار أو التفتيشات، ومواجهة أى طوارئ أو عقبات قد تحدث بسبب الظروف الإقليمية والدولية بما قد يؤثر على توريد قطع الغيار، ونجد حلولاً أولاً بأول بما لا يؤثر على التزاماتنا، وكذلك هناك تعاون كامل مع الجانب الفرنسى.
17 ورشة إنتاج حربىنمتلك 17 ورشة خاصة بالإنتاج الحربى، و8 ورش للإنتاج المدنى، نحن نستغل فائض قدراتنا الإنتاجية بالواجب الوطنى للهيئة العربية للتصنيع فى المشروعات القومية التى تُنفّذها الدولة، والشق الحربى، ولدينا بالفعل كوادر فنية متميزة وقادرة على العمل بمجال التصنيع الحربى وعمرة الطائرات، فضلاً عن كوادر مُدرّبة لتصنيع منتجات تخدم أعمال التنمية الشاملة فى الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تجميع الطائرات الهيئة العربية للتصنيع مصنع حلوان للصناعات المتطورة الطائرات الهلیکوبتر عمرة الطائرات قطع الغیار أى دولة التى ت
إقرأ أيضاً:
رئيس «البيت الفني»: الانتهاء من تطوير مسارح الدولة على رأس الأولويات.. وعروض احترافية لكبار النجوم في الأقاليم
فى أول حوار له عقب توليه رئاسة البيت الفنى للمسرح، كشف الفنان هشام عطوة ملامح خطة العمل خلال الفترة المقبلة، قائلاً: «أنا عدت إلى بيتى فى المسرح»، مشيراً إلى أنه من أبناء هذا القطاع المهم، حيث كان تعيينه الأول فى مسرح «الطليعة»، ثم مديراً لمركز الهناجر للفنون، كما تولى رئاسة هيئة قصور الثقافة، وقدم خلال مسيرته عدداً من العروض التى حصلت على جوائز مهمة، مثل «كاليجولا» كأفضل مخرج.
وتوجه «عطوة»، فى حواره مع «الوطن»، بالشكر إلى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على اختياره لرئاسة البيت الفنى للمسرح، قائلاً إن تركيزه فى الفترة المقبلة سيكون على العمل لإعادة الهوية الفنية إلى مسرح الدولة، إلى جانب العمل على تقديم المخرجين والكتاب الجدد إلى الساحة الفنية، واكتشاف المواهب الشابة.
فى البداية، ما أبرز ملاح المشروع الذى تعمل عليه بعد توليك رئاسة البيت الفنى للمسرح؟
- أولاً، أود أن أشكر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، على ثقته واختيارى لإدارة مسرح الدولة، المتمثل فى البيت الفنى للمسرح، وهو المسرح الاحترافى فى مصر، والذى يعبر عن وجه مصر الثقافى، ويضم عدة مسارح تشمل «القومى، والكوميدى، ومسرح السلام (الحديث)، ومسرح الطليعة، ومسرح الشباب، ومسرح الغد، والمسرح القومى للطفل، والقاهرة للعرائس»، إضافة إلى اثنين من المسارح فى مدينة الإسكندرية، وهما «بيرم التونسى، والليسيه»، إلى جانب فرقة «المواجهة والتجوال»، وفرقة «الشمس» بالحديقة الدولية، وتشمل خطتنا تطوير المسارح فى الشكل والموضوعات والبنية، من جانب، بالإضافة إلى إعادة الهوية الفنية لكل مسرح من مسارح الدولة.
وما الإجراءات التى من المتوقع أن يتم اتخاذها لتطوير هذه المسارح خلال الفترة المقبلة؟
- تقدمت بخطة لتطوير المسارح تعمل على أكثر من محور، المحور الأول له علاقة بالبنية التحتية، وترميم جميع المواقع، لأن الوزير يهتم بأن تعتمد المسارح على تقنية عالية، ونحن على وعى بالتطورات الحديثة والذكاء الاصطناعى، وأول نقطة فى المشروع الذى أعمل عليه، هى العمل على تحديث خشبة المسرح، وأعمالها المرتبطة بالشاشات، وتوظيف مستحدثات التكنولوجيا، لمواكبة التحديث العالمى، وتتضمن بنية جديدة تضاهى أحدث التقنيات فى مسارح العالم.
وماذا تقترح بشأن إعادة الهوية الفنية لكل مسرح من مسارح الدولة؟
- المحور الآخر، ضمن الخطة التى يجرى العمل عليها، يتعلق بإعادة هوية كل مسرح، لتحقيق الهدف الذى أُنشئ من أجله، وهو كان مطلباً من المسرحيين والمثقفين، فالمسرح القومى يختص بتقديم عروض الهوية الثقافية المصرية، بالإضافة إلى كلاسيكيات المسرح العالمى، أما مسرح الشباب فيعتبر معملاً لاكتشاف المواهب الفنية الشابة من مختلف العناصر المسرحية، ورعايتها وتقديمها فى عروض احترافية، ويجرى العمل على إعادة مسرح الشباب لتقديم عروض شبابية جيدة المحتوى والتنفيذ.
أما مسرح الغد فهو مختص بتقديم العروض ذات الطابع التراثى الشعبى ولكن بشكل غير تقليدى، أى استلهام الموروث وتقديمه فى شكل حديث، أما مسرح الطليعة فهو معنىّ بتقديم التجارب الطليعية والتجريبية ذات الأفكار الحديثة، وأقرب للأطروحات العالمية، وكذلك المسرح الكوميدى يختص بتقديم الأعمال الكوميدية المحلية والعالمية ذات الطابع الجماهيرى، أى إنه أقرب إلى مسرح القطاع الخاص.
ولكن بصبغة ذات طابع جماهيرى وجودة للمحتوى، والمسرح الحديث من المفترض أن يقدم التجارب التى تهتم بالجانب الاستعراضى، ومسرح الحديقة الدولية لفرقة الشمس، معنىّ بدمج ذوى القدرات الخاصة وقضاياهم وتشغيلهم وكيفية تقديمهم للمجتمع، وكيفية رعاية مواهبهم، أما مسرح بيرم التونسى فيختص بتقديم الأعمال الفنية لمبدعى الإسكندرية، وكذلك الأعمال التى تقدم من القاهرة ذات الجودة العالية، والتى يشارك فيها نجوم كبار، وتكون جاذبة للجمهور السكندرى خاصةً فى فترة الصيف.
ولدينا أيضاً فرقة الساحة المسرحية، وتقدم أعمالها فى فضاءات مغايرة، مثل الساحات المكشوفة، وكذلك لدينا فرقة المسرح القومى للأطفال، وفرقة القاهرة للعرائس، أما مسرح المواجهة والتجوال فيقدم تجارب تمس القضايا الوطنية، وتحارب الأفكار المتطرفة، ويتم تقديم عروضه فى كافة الأقاليم المصرية، لنشر الوعى الثقافى.
هل هناك بيانات بعدد المواقع التى يجرى تطويرها فى الوقت الراهن؟
هناك توجيهات من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، للاهتمام بتطوير كافة المسارح، وتحسين البنية التحتية بها وصيانتها، لكى تفتح أبوابها فى أقرب وقت، وهناك عدد محدود من المواقع التى تجرى بها أعمال صيانة حالياً، وهى مسرح بيرم التونسى بالإسكندرية، وهو فى مرحلة التطوير وفقاً لأحدث التقنيات الفنية، ووسائل الحماية والأمان، وقاربنا على تسلمه لافتتاحه قريباً.
كما يجرى العمل على رفع كفاءة مسرح القاهرة للعرائس، ومسرح «متروبول» بالعتبة، وسيكون مسرح مصر، فى شارع عماد الدين بوسط القاهرة، من أحدث دور العرض التابعة للبيت الفنى للمسرح، ويجرى تطويره منذ عام 2021، وقاربنا على الانتهاء من المشروع كاملاً لنتمكن من افتتاحه، واستقبال العروض الجماهيرية، والعروض المقدمة بشراكات مع القطاع الخاص، التى يجرى تقديمها بمشاركة عدد من كبار النجوم، وفقاً لخطة عمل ذات طبيعة خاصة، تتناسب والمسرح المجهز بأحدث التقنيات الفنية، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه الأعمال خلال العام الجارى.
كيف يتم تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لكل هذه الأعمال؟
- أحد المحاور المهمة التى نعمل عليها، هو تعزيز الدعم المالى، وتعظيم الموارد، ويجرى حالياً البحث عن مصادر تمويل إضافية، سواء من خلال شراكات مع القطاع الخاص، ومع الرعاة، وبالتنسيق مع المؤسسات الثقافية المحلية والدولية، وعمل اسراتيجية جديدة لتحقيق استدامة مالية، وجذب كبار النجوم والفنانين لتقديم أعمال فنية ذات جودة عالية، ومعروف أن النجوم الكبار هم أحد عناصر الجذب للجمهور، والعرض الجيد يحتاج تكاليف خاصة لكافة عناصر العرض، من ديكور وملابس وموسيقى وغيره، خاصةً أن المسرح فن وصناعة.
ما تقييمك لحجم إقبال الجمهور على ارتياد المسرح فى الوقت الراهن؟
- شكل المسرح فى مصر يتطور، وعدد محبى ومريدى المسرح، من صناع وفنانين وفنيين، فى تزايد، وأعتقد أن هناك صحوة مسرحية، وأغلب العروض المسرحية أصبحت كاملة العدد، والعروض الجيدة المدروسة بشكل جيد تجذب الجمهور، وقد رأينا مؤخراً حجم الإقبال الجماهيرى الضخم على عروض المهرجان القومى للمسرح، خاصةً ونحن لدينا روافد متعددة لمسارح وزارة الثقافة والمسرح الجامعى والقطاع الخاص وغيرها، كما رأينا إقبالاً غير مسبوق على مسرحية «مش روميو وجولييت» للفنان على الحجار، التى حققت إيرادات تخطت المليون جنيه.
ما أبرز القضايا التى يحرص المسرح على تقديمها؟
- من المحاور التى نعمل عليها تطوير المسرح وعلاقته بالمجتمع، وسيتم تقديم مجموعة من الأعمال المسرحية، التى تتناول قضايا ثقافية واجتماعية، لتلبية مختلف اهتمامات الجمهور، كما سيتم العمل على تقديم أعمال فنية وطنية، تبرز الجوانب الإيجابية فى المجتمع، فالفن محاكاة للواقع، كما أن خطة العمل تهدف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الشابة، ولدينا مسرح الشباب.
وهو معنىّ بتقديم ورعاية كل المواهب الشابة، على مستوى الإخراج والتمثيل، لتقديم أكبر عدد من العروض، لأكبر عدد من المخرجين والممثلين الشباب، ليتحول هذا المسرح إلى المعمل الدائم لتخريج المواهب الشابة فى كل عناصر العمل المسرحى، ولدينا أكاديميات متخصصة، فى مقدمتها المعهد العالى للفنون المسرحية، وأقسام المسرح فى الجامعات المصرية، وإدارات رعاية الموهوبين، وجميع هذه الجهات يمكنها تقديم أعمالها على مسرح الشباب، وعلى مسرح الطليعة، ومن المتوقع أن نقدم عدداً كبيراً من العروض الشبابية، إلى جوار العروض القائمة حالياً، ومع بداية السنة المالية الجديدة، سيكون هناك شكل جديد لآلية الإنتاج فى البيت الفنى للمسرح.
كيف يمكن للبيت الفنى للمسرح تقديم الدعم للمؤلف المسرحى؟
- من الموضوعات التى سنعمل عليها أيضاً، دعم إنتاج أعمال جديدة للمؤلف المسرحى، لتحفيز الكتاب المصريين على الإبداع فى مجال المسرح مرة أخرى، ولاسيما أن لدينا عدداً من المسابقات والجوائز المخصصة للمؤلف، وأعتقد أنه من خلال مسابقات النصوص المسرحية، هناك العديد من العروض الفائزة، يجب أن تقدم على خشبة المسرح، لتقديم مؤلف جديد، وعند عودة كل مسرح لتقديم هويته، سنجد حالة من التنوع والتكامل بين مختلف الفرق.
وكل النصوص الفائزة فى مسابقات محلية أو دولية، سيكون لديها الفرصة لتقديمها فى عروض على خشبة المسرح، وأود هنا أن أدعو جميع المؤلفين المسرحيين لتقديم مشروعاتهم الفنية إلى البيت الفنى للمسرح، ولدينا لجنة قراءة من كبار الكتاب والنقاد والمثقفين، لتقرأ وتوجه لجهات الإنتاج، وفقاً للمسرح الأنسب لطبيعة النص، وطبقاً لفلسفة البيت الفنى للمسرح فى استعادة الهوية الفنية لمسارح الدولة مرة أخرى.
أثار خبر عودة مسرحية «الملك لير» نوعاً من الجدل داخل الوسط الفنى، ما رأيك؟
- عندما يكون هناك عرض مهم مثل «الملك لير»، من بطولة النجم الكبير يحيى الفخرانى، يجب التأكيد أن هذا العمل الفنى الملهم من أبرز وأهم كلاسيكيات وتراث المسرح والفكر العالمى، ويأتى ضمن هوية وفلسفة عمل المسرح القومى، الذى يقدم نوعية العروض الكلاسيكية، إلى جانب العروض المعبرة عن الهوية الثقافية المصرية، ومن المعروف أن أعمال شكسبير هى أعمال خالدة، يمكن تقديمها على مر العصور، ومسارح العالم كلها تقدمها إلى اليوم، وهذا العرض يعيد يحيى الفخرانى إلى خشبة المسرح، والذى سيقدمه هذه المرة برؤية جديدة، مع مخرج جديد.
ما أبرز آليات التسويق للترويج للمنتج؟
- هناك بروتوكول تعاون مع الشركة المتحدة، وسيكون من السهل أن نعلن على القنوات الفضائية للشركة المتحدة، كما يجرى تجريب الحجز الإلكترونى حالياً، تيسيراً على الجمهور، على غرار عروض دار الأوبرا، وسنطلق موقعاً للبيت الفنى للمسرح، كما نستفيد من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، للترويج للأعمال الفنية، والرعاية من شأنها دعم عناصر المسرح، ليكون أكثر جاذبية للجمهور، ويكون به قدر من الاستثمار، نظراً لأن المسرح فن وصناعة، وهناك تصور لشكل التسويق والترويج للمنتج الفنى يجرى العمل على تنفيذه فى الفترة الحالية.
وهل يمكن أن يمتد تقديم العروض الاحترافية إلى الأقاليم؟
- بالفعل، نعمل على الوصول بالعروض الاحترافية، التى يقوم ببطولتها كبار النجوم، إلى مختلف الأقاليم، وذلك من خلال التعاون بين البيت الفنى للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة، وستكون هناك خطة معروفة بالعروض الاحترافية فى المحافظات المختلفة، ومن الممكن أن يشاهد الجمهور، خلال الفترة المقبلة، عروضاً لكبار النجوم، مثل على الحجار، على مسرح أسوان، أو فى قلب الصعيد.
وما الجديد بخصوص تطوير المنطقة المحيطة بمسارح العتبة؟
- أعتقد أن هناك دراسات مطروحة لتطوير المنطقة المحيطة بهذه المسارح، وله علاقة باللاند سكيب، لحل هذه الإشكالية.