صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-30@02:08:59 GMT

أمدرمان تنزف – لا للحرب لازم تقيف

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

أمدرمان تنزف – لا للحرب لازم تقيف

صلاح جلال

(١)

معركة مدينة أمدرمان الباسلة أمس الثلاثاء ٨ أغسطس أمتدت من أبوعنجة والموردة العباسية وأمدرمان القديمة من الشهداء وبيت المال وأبوروف إلى ود نوباوى الهجرة وكبجاب والقماير إلى غرب الحارات حتى سوق صابرين وشملت أجزاء من أمدرمان الجديدة معارك فى خمسة محاور إستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة من كلاشنكوف وكاتيوشا وأربجى وهاون ودانات مدافع ومضادات طيران وقصف جوى بالطائرات والمسيرات ، شتت المعركة شمل الأسر الأمدرمانية حيث خرجوا من بيوتهم هائمين على وجهوهم مشياً على الأقدام بحثاً عن الأمان والمأوى فى مشهد تنفطر له القلوب النبيلة والنفوس الشريفة التى تعرف معنى العزة والكرامة الإنسانية .

(٢)
معركة الأمس روعت المدنيين خاصة النساء والأطفال وكبار السن وهدمت مزيد من المنازل ونزحت المئات من الأسر الصابرة رقيقة الحال المتعففة التى صبرت فى منازلها لضيق ذات اليد لتحَمْل نفقات النزوح أو اللجوء لدول الجوار كما فعل الميسورين من المواطنين ، نزيف أمدرمان أمس يشكل إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقانون الإنسانى الدولى ، وعدم مراعاة الطرفين المتحاربين لإلتزاماتهم تجاه سلامة المدنيين فى ميدان القتال
فى معركة الأمس أرتقت أرواح كثيرة إلى بارئها من المدنيين أكتظت بجثامينهم مستشفى النو ، وطرفى الحرب يكبرون الله وهم يقتلون بعضهم البعض ويسمون قتلاهم شهداء ، الحرب العبثية الراهنة بالأمس تدخل يومها ١١٥ ومنتصف شهرها الرابع وهى أسطع تعبير عن مكر التاريخ وسخرية القدر ، وكل الشواهد تقول لن يكون فيها نصر حاسم ، وأن إستمرارها ليست لكسبها ولكن لمزيد من سفك الدماء وخراب العمران، إنهاء هذه الحرب فوراً هى الواجب المقدس لكل أبناء وبنات الوطن المخلصين يقع عليهم واجب لجم المتفلتين الذين لايضعون أى تقدير لحرمة القتل والدمار ومعاناة المواطنين .

(٣)
واجب الساعة الآن نهوض كل المجتمع بكل أطيافة السياسية والمجتعية من مهنيين وقيادات طرق صوفية وزعماء القبائل وحركة نسوية أن يصطفوا جميعا وينهضوا فى وثبة إنسان واحد للضغط على طرفى الحرب وفرض وقفها فوراً ، مهما كانت التكلفة والتنازلات وأن تتم هزيمة دعاة الحرب ومناصريها وتصفيد شياطين العنف من الإنس الطامحين والجن المتأبلسين وتقييدهم بإرادة الأخيار ، للوصول لوقف دائم لإطلاق النار منذ الأمس ضرورة وليست إختيار ، واجب وليست نافلة، على قيادات أهل السودان وحكمائِه إستنهاض كل صلاحهم وفلاحهم لوقف هذه الحرب اللعينة فوراً ، وجر أطرافها حتف أنوفهم لطاولة السلام.

(٤)
ومن بغى منهم وخرج على إجماع أهل الرأى وسادة المجتمع ، يتم التصدى له من كل الأطراف حتى يفئ لأمر الله بالسلام وحقن الدماء وإيقاف خراب العمران وهى من أفعال السفهاء الشياطين المردة الخارجين على الإجماع ، يجب أن يرتفع الصوت الجهير للقوى المدنية مجلجلاً ، معلناً فى الإعتصامات السلمية بالأقاليم الآمنة ، والوقفات الإحتجاجية بطول البلاد وعرضها ، وأن تفتح أبواب النضال المدنى على مصراعيها لمكافحة دعاة الحرب وحشد الشعب تحت شعار لاللحرب لازم تقيف وبلورتها فى حركة نضال مدنى جسور وحقيقى، تلتف حولها أوسع قاعدة شعبية، لإسقاط إرادة الحرب كما أسقطت نظام الإنقاذ المباد بإرادة ماضية وتصميم حاسم .

(٥)
بعد مجزرة أمدرمان المروعة أمس ندعوا المجتمع الإقليمى والدولى خاصة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى وأصدقاء السودان وجيرانه لتكثيف الضغوط على المتحاربين بمزيد من العقوبات الذكية ، التى تستهدف القيادات العلانية على رأس مؤسسات الحرب والمستترة التى تحرض لزيادة الإشتعال وتعمل على التعبئة الإثنية والجهوية لتفخيخ روابط المجتمع الطبيعية ودفعه للحرب الأهلية الشاملة ، يجب رصد كل الفاعلين فى مجال إستمرار الحرب وتصعيدها وفرض عقوبات تستهدف أشخاصهم وممتلكاتهم والتنظيمات التى ينتمون لها،ويتحدثون بإسمها ، كما نناشد كل موظفى الخدمة المدنية والدبلوماسيين عدم الإنصياع لأى قرارات أو توجيهات تثير الفتنة فى المجتمع وتؤدى لإستمرار الحرب وإتساعها بدعوى التوجيهات والأوامر ومن يفعل منهم ذلك يجب أن يتحمل مسئوليته القانونية والأخلاقية عن تصرفاته، كما يجب أن تنتظم أعمال الجبهة المدنية لوقف الحرب فى كافة الوسائط الإعلامية من خلال النشطاء لنشر رسالة السلام والمحبة وتحجيم خطاب الحرب والكراهية ، والتبليغ عن الداعين للحرب فى كل الوسائط والبلدان التى يقيمون فيها كإرهابيين يدعون للقتل وسفك الدماء خاصة الذين يقيمون فى الدول الغربية ،التى تجرم قوانينها تلك الممارسات ولها نظم تحكم النشر والتصريح فى الوسائط وفق نظم المعلوماتية المجازة فى برلماناتهم الديمقراطية ، فمن لم تقيده أخلاقه وتربيه أسرته يجب ان يواجه بقوة القانون ليؤدبه ويردعه عن سفك الدماء هناك مجموعات كلب السرة الذى يجرى خلف كل عربة منطلقة إذا وقفت يعود أدراجه ، هؤلاء نشطاء القطيع الذين يفكرون بآذنيهم إذا إنقطعت التعبئة السالبة وقف نشاطهم الهدام .

(٦)

ختامة

أمدرمان مدينة مجاهدة ولدت تحت ظلال السيوف والرماح عصية على الإنكسار ، فقد ظهر بالأمس معدنها فتحت قلوبها قبل أبوابها للفارين من نيران الحرب بالترحاب وقسمة اللقمة والمفرش ومشاركة السقف الذى يقى النساء والأطفال من الأمطار ، معدن أمدرمان مختبر من زمان ، مدينة مجرتقة بالدماء لاترهبها الحرب وجبروتها فهى ضريح المهدى الإمام وقبة الشيخ دفع الله ومسجد الطيار و السيد المحجوب والشيخ قريب الله وسوار الدهب، مدينة سيف الدين الدسوقى الأنثى الباذخة وعبدالله محمد زين فى الضريح الفاح طيبوا عابق واللواء أبوقرون وحمدتو وسيد الشعراء عبدالله البنا الحرب صبر واللقاء ثبات أمدرمان الازهرى والمحجوب والصادق المهدى وعبدالخالق محجوب ومحمود محمد طة ومنصور خالد وفاطمة احمد ابراهيم وسارا الفاضل وخالده زاهر وحواء الطقطاقة ، لن تنكسر أمدرمان ستنهض كطائر الفينيق من رمادها وتتحدى التاريخ، لأنها مدينة من نور ولكن الجهلاء ودعاة الحرب لا يعلمون.

صلاح جلال
٩ أغسطس 2023

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

مستشفيات إسرائيل تستعد للحرب مع حزب الله

تستعد المستشفيات في شمال إسرائيل، لسيناريو الحرب ضد "حزب الله"، وتقوم حاليا باستكمال الاستعدادات النهائية.

مسؤولون أمريكيون: التوترات بين إسرائيل وحزب الله قد تخرج عن السيطرة كلاب اسرائيل تنهش اللحم الفبسطيني

وحسب موقع Ynet الإسرائيلي، المستشفيات لم تتلق تعليمات محددة جديدة في الأيام الأخيرة، لكن الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع بين كبار المسؤولين في وزارة الصحة والمستشفيات تم خلاله تصوير الاستعدادات بالفيديو، مبينا أنه طلب من المستشفيات زيادة مخزون جرعات الدم حتى تصبح كافية لمدة ستة أيام بدلا من أربعة.

 

وقال إن هناك سيناريوهين هما محور الإعداد: "إلتا" و"الجزيرة المهجورة". يركز السيناريو الأول على انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مما قد يؤدي إلى تعطيل عمليات المستشفى.

 

أما سيناريو "الجزيرة المهجورة"، فهذا يعني عدم إمكانية وصول المصابين والعاملين إلى المستشفى، وتعطيل إمدادات المعدات الطبية والغذاء.

 

وأفاد بأنه في سيناريو الحرب، من المتوقع أن يستقبل أكبر مستشفى "رمبام" جزءا كبيرا من الجرحى. يضم المستشفى 900 سرير في مجمع تحت الأرض، كما يتم الاستعداد لإمكانية زيادة 800 سرير.

 

ويستعد "رمبام" أيضا لعملية إجلاء كبيرة للمرضى من المستشفيات في المنطقة، بما في ذلك مستشفى الكرمل وبني تسيون ومستشفى بليمان.

 

وقال الموقع إنه يتم العمل على الانتهاء من بناء مستشفى تحت الأرض تابع لمستشفى العفولة، والذي من المفترض أن يتم إخلاء أقسام المستشفى إليه في حالة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.

 

وبحسب الدكتور ماور ميمان، مدير المستشفى، فإن الاستعدادات للحرب تتم بعدة طرق، مبينا "أننا قمنا بحماية البنية التحتية الحيوية في المستشفى، وحرصنا على زيادة مخزون الأسرة المحمية وضاعفناها من 150 إلى 300. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بافتتاح مستشفى محمي كبير سيسمح بالاستمرارية الإدارية".

 

وأضاف: "جهزنا أنفسنا بوسائل الاتصال الهواتف التي ستعمل على شبكة الطوارئ وتتيح لنا التواصل). وقمنا بوضع 150 سريرا في ساحة انتظار السيارات في مبنى بيت شولاميت الجديد الذي تم بناؤه مع إمكانية الاستشفاء المعقد على مستوى العناية المركزة وغسيل الكلى. بالإضافة إلى ذلك، حرصنا على أن نكون مجهزين ومخزنين وفقا لإرشادات وزارة الصحة وكل ما هو مطلوب في حالة سيناريو ألتا أو الجزيرة المهجورة".

 

وذكر أنه "في أي من هذين السيناريوهين، سيطلب من المستشفى العمل بمعزل عن بيئته، أي أننا سندير المستشفى بمفردنا حتى يعود كل شيء تدريجيا إلى التشغيل على المستوى الوطني"، مؤكدا "أننا نعمل بجد للاستعداد لأي سيناريو وسنتعامل مع أي سيناريو".

 

 

 

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • “ما لا يستطيع الجيش قوله” معاريف: لسنا مستعدين للحرب في الشمال
  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي: لا نسعى للحرب مع حزب الله
  • معلومات إستخباراتية... هكذا يتحضّر كلّ من حزب الله وإسرائيل للحرب
  • كيف ينظر أهالي قطاع غزة لمصطلح اليوم التالي من الحرب؟
  • الاحتلال: قصفنا غزة بـ50 ألف قنبلة
  • ليبرمان: نحن نخسر الحرب في غزة والردع الإسرائيلي تراجع للصفر
  • مستشفيات إسرائيل تستعد للحرب مع حزب الله
  • إنسداد التاريخ – حسين العادلي