شهيد يمني ... يروى بدمائه شواطئ عكا ! .. صور
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
في يوم 10 أغسطس جرت معركة بحرية بطولية دارت رحاها عند شواطئ عكا وكانت العملية محددة بقصف أهداف ومنشآت حيوية صهيونية , وأعد لهذه الأهداف 12 صاروخ جرى تسليح الزورق بها .
( إن الشهيد اليمني جسد بدمائه وحدة الدم العربي على أرض فلسطين ) , فعظيم أنت يا شعب اليمن لأن الشهيد حسن مهدي ( ابو اليمن ) خرج من بين صفوفك , وعظيم يا أيها الشعب حينما خرجت تودع ابنك البطل الذي اعطى لفلسطين اعز ما يملك اعطى روحه ودمه .
_تشيع مهيب
كانت جنازة الشهيد حسن أحمد مهدي ( ابو اليمن ) مظاهرة شعبية وكانت قلوب اليمنيين ترفرف فوق نعش الشهيد تحيط به بكل حنان وتحيط باليمن بل وتحيط بفلسطين وشعب فلسطين وثورة شعب فلسطين
. وكانت عيونهم ونظراتهم تعبر عن الاصرار والتصميم على تحرير المقدسات من رجس الصهيونية الباغية , واخترق الموكب المهيب جموع المشيعين وكأنه عرس الشهيد .
وقد عبر عن ذلك المقدم إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة والقائد العام للقوات المسلحة عندما قال للوفد الفلسطيني الذي رافق جثمان شهيد اليمن والثورة الفلسطينية : ( إن قلوب اليمنيين قبل أرضهم مفتوحة لكم ) .
فيما عبر رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الاستاذ محسن العيني عن شعوره في تلك اللحظات المهيبة لموكب الشهيد بوصفه ( اشعر أن هذا واحد من آلاف الشهداء الذين سقطوا والذين يجب أن يسقطوا حتى تتحرر فلسطين ) .
_عن الشهيد
عندما واري جثمان الشهيد التراب قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية : ( اننا نعتبر حسن مهدي شهيد الأمة العربية كلها وهو رمز لما يجب أن تقدمه الأمة العربية إذا ارادت أن تستعيد فلسطين .... فلسطين التي هي قلب الأمة النابض ) .
ثم قال موجها حديثه إلى الوفد العسكري الفلسطيني الذي رافق جثمان الشهيد إلى صنعاء :( ارجوا أم تنقلوا للأخ ابو عمار وللاخوه قادة المقاومة والشعب الفلسطيني حيثما كان بان شعب اليمن لن يترددوا ولن يتأخروا وانما سيقف معكم جنبا إلى جنب ليدافع ويحارب مهما كانت امكانياته بسيطة ).
فيما قال المقدم علي الضبعي رئيس الاركان العامة : ( كان الشهيد رمزا لما يحسه ويشعر به كل فرد في القوات المسلحة في الجمهورية العربية اليمنية من واجب المشاركة مع الاشقاء المناضلين ابناء الشعب الفلسطيني في سبيل استرداد أرضه المحتلة ).
من جانب آخر قال المقدم علي أبو لحوم قائد قوات الاحتياطي العام : ( نتمنى أن نسهم بقواتنا وشعبنا حتي تعود الأرض إلى أهلها ) , فعظيم أنت يا شعب اليمن لأن الشهيد حسن مهدي ( ابو اليمن ) خرج من بين صفوفك وعظيم يا أيها الشعب حينما خرجت تودع ابنك البطل الذي اعطى لفلسطين اعز ما يملك اعطى روحه ودمه .
_المعركة البحرية
في يوم 10 أغسطس 1974م , جرت معركة بحرية بطولية دارت رحاها عند شواطئ مدينة عكا في المياه الاقليمية الفلسطينية بين زورق بحري فلسطيني واحد وبين مدمرة وثلاثة زوارق صهيونية , وكانت مهمة الزورق الفلسطيني محددة بعدة أهداف ومنشآت حيوية داخل مدينة حيفا في فلسطين المحتلة .
وكان قد أعد لهذه الأهداف 12 صاروخ جري تسليح الزورق بها , بالإضافة إلى الاسلحة الفردية من رشاشات وقنابل يدوية .وكانت مهمة الرجال الذين كلفوا بتنفيذ العملية أن يمضوا بالزورق الفلسطيني ليلا حتى مسافة قريبة من شواطئ حيفا ويطلقوا الصواريخ على الأهداف المحددة .
لكن الرجال ومعهم الشهيد حسن أحمد محمد مهدي اصطدموا وهم داخل المياه الاقليمية الفلسطينية بمدمرة صهيونية كشفت مواقعهم وفي الوقت ذاته كانت هناك ثلاثة زوارق حربية صهيونية ايضا قامت بمحاصرة الزورق الفلسطيني وتطلب إلى من فيه بالاستسلام .
هنا تشاور الثوار سريعا واتفقوا على التظاهر بالتسليم حتي إذا ما أصبحت الزوارق الصهيونية بمحاذاتهم فاجأوا من فيها بنيران رشاشاتهم وبالقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية التي يحملونها .
_نقطة الصفر
وما أن اقترب احد الزوارق الصهيونية وأصبح بمحاذة الزورق الفلسطيني وكانت المسافة قريبة جدا عندها تناول المناضل العربي اليمني البطل رشاشه واخذ يرمي العدو بنيران غزيرة بينما قام زملائه بقصف الزورق الصهيوني بالقنابل اليدوية المضادة للدروع .
مما شكل للعدو مفاجأة لبضع دقائق أوقعت في صفوفه العديد من الخسائر البشرية واعطبت الزورق الصهيوني .
وفي هذا الوقت قامت الزوارق الصهيونية الأخرى برمي الزورق الفلسطيني بنيران كثيفة أدت إلى أصابه من فيه من الثوار بجروح مختلفة , ثم أصيب خزان البترول الاحتياطي فأنفجر مما أدي إلى تضرر جزء من الزورق عندما قام احد المناضلين بتشغيل اقصى السرعة في الزورق ., بينما القي الثوار بأنفسهم في البحر مستغلين تركيز وانتباه العدو على الزورق الفلسطيني , مضى الزورق بضعة أمتار ثم وقع فيه انفجار أخر وبدأ يغرق في مياه البحر تحت الأضواء الصهيونية الكاشفة التي أضاءت مساحة واسعة من مسرح العملية .
بينما وصل أحد منفذي العملية بعد سبع ساعات إلى قاعدته سالما .
اما الاخرون فقد امكن فيما بعد وبواسطة الضفادع البشرية انتشالهم وانتشال جثمان أحدهم والعودة به إلى القاعدة و قد كان جثمان الشهيد حسن أحمد محمد مهدي . ( مجلة الجيش , عن إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية , العدد 45, لشهر سبتمبر 1974م , صنعاء )
_وفد عسكري
رافق الوفد العسكري الفلسطيني جثمان الشهيد حسن أحمد محمد مهدي وشارك بتشيع جثمانه . وخلال مقابله الوفد العسكري الفلسطيني رئيس مجلس القيادة والقائد العام للقوات المسلحة .المقدم إبراهيم الحمدي .
سلم الوفد إلى السيد رئيس مجلس القيادة رسالة خطية من السيد ياسر غرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية .
وقد عبر الحمدي عن سعادته بوصول الاشقاء وأعلن في حديثه معهم : ( إن الشهيد اليمني جسد بدمائه وحدة الدم العربي على أرض فلسطين ..... وإذا كانت ظروف اليمن تقف حائلا دون المشاركة الحقيقية في القتال , فإن اليمن يرجو أن تتاح له في هذه القضية التي هي قضية كل عربي اينما كان وحيثما وجد ) .
كما قابل الوفد العسكري المقدم علي الضبعي عضو مجلس القيادة ورئيس هيئة الاركان العامة . وقد استمع المقدم الضبعي إلى شرح الدور البطولي الذي قام به الشهيد اليمني .
واعرب خلال المقابلة عن اعجابه ببطولات جيش التحرير واستعداد كل ضابط وجندي في القوات المسلحة اليمنية المشاركة في معركة الشرف والمصير للأمة العربية كلها .
_سجل الخالدين
ولد الشهيد البطل حسن أحمد محمد مهدي في وصاب العالي محافظة ذمار عام 1952م , عرف بشجاعته وصدقه واقدامه , وكان لاستشهاده اثر بالغ في نفوس زملائه المقاتلين الفلسطينيين .
وأوصى الشهيد قبل استشهاده بدفنه في وطنه اليمن وتم تنفيذ وصيته حيث شيع جثمانه ليواري عليها الثرى في وطنه اليمن في تاريخ 20 أغسطس 1974م , بتشيع رسمي وشعبي مهيب وبحضور وفد عسكري فلسطيني رافق جثمانه وشارك بتشيع جنازته .
ففي سجل الخالدين يا شهيد اليمن والقضية الفلسطينية . فقد كان الشهيد رمزا لكل يمني مساند ومشارك وإلى اليوم بنصره فلسطين والمسجد الاقصى المبارك .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشهید حسن أحمد الوفد العسکری مجلس القیادة جثمان الشهید شهید الیمن رئیس مجلس
إقرأ أيضاً:
فصائل المقاومة الفلسطينية تنعى الشهيد محمد عفيف وتشيد بدوره المقاوم للعدو
الثورة نت/
نعت فصائل المقاومة الفلسطينية، مساء امس الأحد، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، الشهيد القائد محمد عفيف، الذي ارتقى في غارة للعدو الصهيوني استهدفت منطقة رأس النبع، في قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
ودانت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، جريمة الاحتلال الإسرائيلي بشدة، مؤكدةً أنّ اغتيال شخصية إعلامية سياسية، لن يسكت صوت المقاومة.
وأشارت الحركة إلى أنّ الشهيد عفيف، بإطلالاته الإعلامية الجريئة من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي أوج العدوان الإسرائيلي على لبنان، مثّل “صوتاً مقاوماً قوياً ومتحدّياً، يؤرّق الاحتلال ومنظومته الفاشلة، ويفضح جرائمه، ويضرب في قلب روايته الكاذبة ودعايته الخبيثة”.
كما أكدت أنّ إقدام الاحتلال على اغتياله “يكشف عمق الهوة الأخلاقية التي يقبع بها الاحتلال، وضيقه بكلمة المقاومة، كما تضيق مستوطناته ومواقعه وثكناته بصواريخها ومُسيّراتها”.
بدورها، تقدّمت حركة الجهاد الإسلامي، من الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ومن المقاومة الإسلامية في لبنان، بالتعازي والتبريك باستشهاد عفيف، مشددةً على أنّ هذا العدوان “لن يزيد المقاومة إلا صلابةً”.
وأشارت إلى أنّ هذا الاستهداف هو استمرار لنهج الاحتلال في ارتكاب المجازر، وتجاوز لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية، في لبنان وفلسطين.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت من جهتها أنّ الشهيد عفيف تميّز بشجاعته الكبيرة وحضوره العلني في الدفاع عن نهج المقاومة ونشر مواقفها عبر المؤتمرات الصحافية، على الرغم من تهديدات الاحتلال له بالاغتيال.
وأضافت أنّ الشهيد القائد “مثّل دوماً رمزاً للثبات على المواقف والإيمان المطلق بقدرة المقاومة على الانتصار، متسلحاً بعزيمة وإرادة من حديد في مواجهة الكيان ومخططاته”.
ولفتت الجبهة أيضاً إلى امتلاك الشهيد عفيف حنكةً إعلاميةً عميقةً وجذرية، فضحت وفنّدت دوماً روايات الاحتلال وأكاذيبه، وأظهرت قدرات المقاومة، وسلّطت الضوء على مواقف الحزب السياسية والميدانية في أثناء المعركة.
من حانبها اكدت حركة المجاهدين أنّ الشهيد القائد “قدّم نموذجاً حياً في ثبات المواقف و الشجاعة وتحدي العدو المجرم”، مستذكرةً تاريخه الطويل في مقاومة الاحتلال، ولاسيما في هذه المعركة.
كذلك، رأت الجبهة الشعبية – القيادة العامة أنّ اغتيال الشهيد عفيف “دليل على الانحطاط والفشل والرعب الذي يمرّ به قادة العدو”.
من جهتها، تقدّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالعزاء من عائلة الشهيد والمقاومة، مشيدةً بالدور الكبير الذي يؤديه الجسم الإعلامي في كشف جرائم الاحتلال ومجازره، ومؤكدةً أنّ صمود المقاومة والتضحيات الكبرى التي تقدّمها وثباتها في ميادين المواجهة “سوف يحقق النصر على الاحتلال ويفشل أهدافه”.
واشارت الى مواصلة الاحتلال استهداف الجسم الإعلامي الذي يهدف إلى التغطية على جرائمه، ويعبّر عن حالة الفشل والإفلاس، والمحاولات اليائسة لإسكات الصوت المقاوم بعد فشله المتواصل في مواجهة أبطال المقاومة في لبنان وفلسطين.
حركة فتح الانتفاضة، دانت عبر تصريح صحافي أصدره عضو اللجنة المركزية فيها، عبد المجيد شديد، اغتيال الشهيد عفيف، مؤكدةً أنّه يمثّل محاولةً لإسكات صوت المقاومة.
غواصات في دول عربية المرعبة تثير مخاوف الغرب