مبادرة "حلمي الجزار" بين اتهامات التخوين والإفلاس الإخواني
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
بعد دقائق من إعلان الإعلامي "المتأخون" ماجد عبد الله عن "مبادرة المصالحة" المنسوبة للقيادي الإخواني حلمي الجزار، اندلعت مجددًا معارك التخوين والاتهامات المتبادلة بين الأجنحة الإخوانية المتصارعة على المكاسب والمغانم. ودخل أدعياء العلم ببواطن الأمور في سباق جديد من سباقات "الهبد والهري" في فيديوهات البث المباشر، فهذا ينفي، وذاك يؤكد، وثالث يقصف ناصية "الجزار" بوابل من الشتائم واللعنات واتهامات الخيانة والعمالة والانبطاح.
بدأت المناورة الإخوانية الفاشلة مساء الثلاثاء، العشرين من أغسطس 2024، بعد أن تلقى "المتأخون" ماجد عبد الله تكليفًا بإطلاق "بالون اختبار فاشل" عبر إحدى قنوات التمويل المشبوه، وأعلن أن القيادي الكبير حلمي الجزار، "الرجل الأهم في رسم سياسات الجماعة، ونائب القائم بأعمال المرشد العام"، قال له في اتصال هاتفي: "قل على لساني إننا جاهزون وممدودو الأيدي للسلام مع (النظام) ومع كل القوى السياسية المصرية.. .نحن نفتح قلوبنا من أجل مصر التي تحتاج اليوم لكل قوى الشعب". وزعم أن "الجزار" رجل يجنح للسلام ولا يقبل المواجهة، وأنه قد أذن له في أن ينقل "المبادرة" على لسانه حرفيًا، ودعا إلى أن تتكاتف كل القوى لبناء مصر وطالب بقبول المبادرة. وادعى أن "الجزار" تعهد في الحديث المنسوب له بأن تبتعد الجماعة عن المشاركة السياسية لمدة خمس عشرة أو عشرين سنة.
انتهت الكلمات المنسوبة للقيادي حلمي الجزار بما فيها من تأدب واستسلام مصطنع، وعاد الإرهابي ماجد عبد الله إلى موضوع الحلقة الأساسي المكتظ بفواصل الأكاذيب والمعلومات المُضللة المسيئة لمؤسسات الدولة المصرية. وراح يروي حكايات وأباطيل متضاربة لا أساس لها من الصحة إلا في خيال من كتبها له وأمره بقراءتها دون تغيير أو تبديل.
والتزم "الإخوان" بكافة أجنحتهم وحلفائهم الصمت، بداية من مساء الثلاثاء، العشرين من أغسطس، وحتى الساعة الثالثة من مساء السبت التالي. وفجأة، صدرت الأوامر من القابضين على مفاتيح خزائن التمويل المشبوه بضرورة الرد على مبادرة "الجزار". ووقع الاختيار على عدد من تابعي جناح القيادي محمود حسين ليكتبوا منشورات وتعليقات النفي والتكذيب والإساءة لنائب القائم بأعمال المرشد العام في جبهة الخصوم، كما صدرت الأوامر لآخرين من الحلفاء بالخروج في فيديوهات عاجلة للتحقير من "المبادرة" وتخوين صاحبها!
وكتب حليف "الإخوان"، عمرو عبد الهادي، منشورًا عبر "فيسبوك" يحمل اتهامات صريحة بالتخوين والعمالة لصاحب المبادرة والمُكلف بإعلانها، وقال: "دائمًا ما يفشل حلمي الجزار وصلاح عبد الحق إعلاميًا، وهو ما يؤدي بالضرورة لفشل سياسي لمبادراتهم لعدة أسباب، أولها: اختيار منصة يوتيوب مشبوهة لصبي من صبيان المُزور أيمن نور، وهو الأمنجي ماجد عبد الله لإعلان مبادرته، وهذا يسقطها ويجعلها لا تصل إلى من يقصدهم". وزعم حليف "الإخوان" أن المبادرة جاءت بعد بيان أيمن نور الذي أعلن فيه تأييده للسيسي، وادعى أن مبادرة الجزار ورسالة أيمن نور تم إعلانهما بعد "لقاءات سرية مزعومة في أذربيجان بين شخصية مصرية وعدد من ممثلي الإخوان".
وبعد ثلاث ساعات من منشوره الغاضب، قرأ عمرو عبد الهادي المنشور مرة ثانية في فيديو بث مباشر، وأضاف إليه المزيد من الألفاظ المُسيئة لخصمه اللدود أيمن نور وعدد من تابعيه. واستغل خروجه في البث المباشر بعد غياب طويل، وطلب من إحدى الدول الحاضنة لقيادات التنظيم الإخواني المصري وحلفائه الاعتذار له عن الأضرار التي لحقت به بسبب قيام أحد أجهزتها الأمنية باعتقاله وترحيله مطرودًا ليصبح لاجئًا في دولة أخرى!
وفي الساعة السادسة من مساء السبت الرابع والعشرين من أغسطس، كتب المحامي الإخواني أحمد هلال، الموالي لجناح القيادي محمود حسين، رسالة قال فيها: "لا تتحدثوا باسم (الإخوان).. .وهذا الكلام لا يمثل الجماعة من قريب أو بعيد، ولا تزايدوا على ملف الحريات بالانبطاح والانسحاب". وأضاف في تعليق آخر: "إن صح هذا الكلام فهو لا يعبر عن جماعة (الإخوان) ولا رؤيتهم ولا منهجهم"، وتابع: "وأظن أن تصريحات الدكتور حلمي الجزار المتتابعة لا تعبر أيضًا عن كثير من شباب (الإخوان) الذين أيدوه في وقت من الأوقات".
وبعد فواصل من العراك الإخواني والاتهامات المتبادلة، وفشل "بالون الاختبار" الإخواني المهترئ، وبالتحديد في الساعة العاشرة من مساء السبت نشر الموقع الرسمي لجناح صلاح عبد الحق بيانًا موقعًا باسم "حلمي الجزار، مسؤول القسم السياسي بجماعة الإخوان"، أعلن فيه أن "عدم المنافسة على السلطة الذي أعلنته الجماعة، وما زالت متمسكة به، لا يعني أبدًا الانسحاب من العمل السياسي، الذي يظل من ثوابت مشروع الجماعة". وزعم أن "مطلب ترك ممارسة السياسة الذي تحوم حوله الشائعات والتطلعات يؤكد عدم قبول التعددية السياسية"، وادعى البيان أن "جماعة الإخوان أعلنت سلفًا أن من مد لها يدًا، فلن يجد منها إلا الوفاء، وأنها ترحب بأي مبادرة جادة في سبيل إطلاق سراح المحبوسين".
وهكذا، فشل بالون الاختبار مبكرًا وانتهت مسرحية المناورة الإخوانية اليائسة البائسة، وتكشفت عورات جناح القيادي الإخواني صلاح عبد الحق وحلفائه، واحترقت الأوراق المهترئة، وعرائس الماريونت البالية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ماجد عبد الله حلمی الجزار أیمن نور عبد الحق من مساء
إقرأ أيضاً:
مبادرة مبتكرة بين "بي تك" لتوفير مستلزمات الشتاء وفرص عمل مستدامة
أعلنت شركة "بي تك"، المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وخدمات التمويل الاستهلاكي في مصر، عن تعاونها مع بنك الكساء المصري لإطلاق مبادرة مبتكرة تهدف إلى إنتاج مستلزمات الشتاء بطريقة مستدامة.
تسعى المبادرة إلى تحقيق هدف مزدوج يتمثل في توفير مستلزمات الشتاء للفئات الأكثر احتياجًا من خلال الإنتاج المحلي، مع تمكين الأفراد اقتصاديًا عبر ورشة خياطة تعتمد على التدريب المهني بدلاً من تقديم المساعدات التقليدية.
وأوضحت الشركة أن ورشة الخياطة تأتي ضمن شراكة استراتيجية ممتدة مع بنك الكساء، حيث تركز على دمج الاستدامة في العمل الخيري. كما تتيح الورشة فرصة لتدريب المشاركين على مهارات الخياطة والتصنيع، مما يساعدهم على تحقيق استقلال مادي وتوفير مصدر دخل مستدام.
رؤية جديدة للمسؤولية المجتمعية
علق الدكتور محمود خطاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "بي تك"، على المبادرة قائلاً: "نلتزم في 'بي تك' بدعم المجتمع من خلال مبادرات تركز على الاستدامة والتمكين. رؤيتنا تتجاوز تقديم المساعدات لتشمل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. نحن نؤمن أن تمكين المرأة والرجال اقتصاديًا يمثل استثمارًا طويل الأمد ينعكس إيجابًا على المجتمع ككل".
وأضاف: "شراكتنا مع بنك الكساء المصري تعد نموذجًا مبتكرًا للمسؤولية المجتمعية، ونتطلع إلى تطوير مزيد من المبادرات التي تعزز الاستدامة وتحقق أثرًا ملموسًا".
أشادت منال صالح، الرئيس التنفيذي لبنك الكساء المصري، بالتعاون مع "بي تك"، مؤكدة أن المبادرة تُعد خطوة نحو التنمية المستدامة. وقالت: "هذه الورشة ليست مجرد دعم للأفراد، بل نموذج حقيقي لتغيير حياة الكثيرين. نحن نؤمن بأن التمكين الاقتصادي هو المفتاح لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة".
وأشارت إلى أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة لتطوير مشاريع مستقبلية تركز على تمكين الفئات المستحقة وتلبية احتياجاتهم بطرق مبتكرة ومستدامة.
تُعد هذه المبادرة انعكاسًا لالتزام "بي تك" وبنك الكساء المصري بالمسؤولية المجتمعية، مع التركيز على تحقيق أثر إيجابي ودائم يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.