دقت حادثة "كوع الكحالة" مساء أمس وردود الفعل عليها شعبيا وسياسيا جرس الانذار مجددا بضرورة المبادرة الى حل سياسي يؤمن مظلة أساسية لتنفيس الاحتقان السائد في النفوس ويضع لبنان مجددا على طريق التعافي المطلوب.
فمن يراقب مواقع التواصل الاجتماعي والكلام المنقول مباشرة عبر شاشات التلفزة، يتأكد مجددا كم ان الوضع خطير ويستلزم المعالجة والحكمة في التعاطي، بعيدا عن الاستغلال السياسي والبيانات الاتهامية الجاهزة.

واستطرادا من غير المقبول ان يتم اعتبار ما حصل مجرد حادث عابر يمكن "لفلفته" او تجاوزه بسهولة، من دون كشف ما جرى، لا سيما في ظل سقوط ضحيتين في الحادث، ما يجعل التحقيق التام والكامل ملزما. كما ان المنطقة التي وقع فيها الحادث لها دلالاتها الرمزية، سياسيا وشعبيا، ولا يمكن القفز فوقها  وتجاوزها، بل ينبغي التعاطي معها بحكمة وروية. من هنا جاءت مطالبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "بالاسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع".
كما دعا رئيس الحكومة "الجميع الى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية".
وأكد "ان الجيش مستمر في جهوده لاعادة ضبط الوضع ومنع تطور الامور بشكل سلبي".
وفي سياق متصل توقف مصدر متابع عند الوضع السائد فقال: "منذ فترة ليست بوجيزة بدأ السؤال حول الواقع الأمنيّ في لبنان يُطرح بطريقة جدية، ومنذ فترة ليست ببعيدة بدأت بعض الاشكالات الأمنية غير الاعتيادية والمُتنقلة في اكثر من منطقة تظهر الى العلن. وترافق ظهور الاشكالات الأمنية مع بيانات لبعض الدول تدعو من خلالها رعاياها لمُغادرة الأراضي اللبنانية بشكل سريع".
أمام هذا الواقع، اضاف المصدر لـ"لبنان 24" ان " الجهات المُولجة تأمين الحماية الأمنية في لبنان من مختلف الأجهزة أكدت ان لا معلومات لديها عن اي خرق امنيّ متوقع، كما اشارت الى ان مختلف التفاصيل المُرتبطة بالامن الداخلي اللبناني ممسوكة بشكل أكيد".
وقال "ما تم اعلانه من الاجهزة الأمنية المُختصة، يجسد الحقيقة اللوجستية الأمنية بشكل فعليّ، والتفلّت الأمني الذي تشهده البلاد والذي ظهر بشكل متسارع في الأيام الاخيرة يرتبط بشكل وثيق جداً بالتطورات السياسية لاسيما المتعلقة منها بالملف الرئاسي وبمحاولة وضع حدّ للشغور المستمر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون".
ورأى المصدر ان "التخوّف الفعليّ هو من ازدياد وتيرة الاعمال المُخلَة بالأمن خلال الفترة المقبلة التي تفصلنا عن شهر ايلول و"لقاء العمل" المُنتظر، فحتى بلوغ هذا الموعد سيُحاول كل طرف لبنانيّ تحسين شروطه كما سيسعى الخارج بشكل جديّ لفرض ضغوط تدفع نحو الوصول الى انتخاب رئيس جديد بأسرع وقت ممكن".
وأنهى المصدر مؤكداً ان " كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري في الامس عن "الفرصة الاخيرة"، قد يكون التوصيف الحقيقي لما نمرّ به، فما بين محاولة تحصيل المكاسب الداخلية واستعجال الخارج، يبقى للبنانيين ان يصلّوا ويتضرعوا الا تخرج الامور عن السيطرة والا يعيشوا ظروفاً امنية هم في غنى عنها".

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية: هناك مقدمات لوجود أمل في إجراء انتخابات بشكل مختلف

قال محمد غزال رئيس إئتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، أن اليمين المتطرف يستمد قوته من التماسك والتوافق المستمر بين أعضائه، وهو ما يستدعي من الدولة أن تملأ الفراغ السياسي بأحزاب مدنية متماسكة لتحقيق تأثير سياسي فعال شريطة أن لا تحاول الأحزاب منافسة مؤسسات الدولة في أداء أدوارها الأساسية، لا سيما في قطاعات مثل التعليم والصحة والنقل حيث أن هذه المجالات تعد من إختصاص الدولة الذي لا يمكن الإستغناء عنه بيد أن أهمية تكامل الأدوار بين الأحزاب والدولة بدلًا من التنافس له تأثيراً إيجابياً علي الحياة السياسية.


وأضاف "غزال" أن هناك تحديات  تواجه الأحزاب من خلال المرشحين في التواصل مع الناخبين حيث أن أتساع الدوائر الإنتخابية يعيق البعض عن الإلمام بشؤون دوائرهم بشكل كامل، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل مع إحتياجات الجمهور.


وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن هناك مقدمات لوجود أمل في إجراء انتخابات بشكل مختلف حيث أن يوجد رأيين في هذا الأمر، الأول يرى أن البلد مستقرة والأمن مسيطر وبالتالي ستجرى الانتخابات بنفس الطرق السابقة، والثاني  يرى أن هناك ضرورة لوجود برلمان مختلف به تمثيل للمعارضة وحرية رأي يزيد من معدل الإرادة في مواجهة التحديات التي تواجهها مصر الدولة والمواطنين.


وأكد رئيس إئتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية، علي أن أستقطاب الشخصيات ذات الثقل المجتمعي إلى الحياة السياسية لتعزيز مكانة الأحزاب ودورها في المجتمع حيث أن المجتمع المصري ينظر للسياسيين بشكل فردي أكثر من إهتمامه بأيديولوجية الحزب فضلاً عن أن التعاون والتوافق بين الأحزاب هو المفتاح لتحقيق مستقبل سياسي أفضل

مقالات مشابهة

  • تحذيرات إسرائيلية من صعوبة مواجهة الحوثي في اليمن.. الوضع مختلف عن لبنان
  • رئيس الاستخبارات السورية: الأجهزة الأمنية سيعاد تشكيلها من جديد
  • مدرب مانشستر سيتي: لن أستقيل
  • قوات الاحتلال تطلق النار بشكل عشوائي جنوبي لبنان
  • اقبال من تجار الشام على البضائع اللبنانية
  • مسؤول إسرائيلي: حزب الله يحاول تهريب أسلحة مجدداً
  • الكهرباء التركية ستأتي إلى سورية ومنها إلى لبنان
  • أمرٌ لن تقوم به المصارف
  • توغل إسرائيلي جديد في جنوب لبنان ومخاوف من اندلاع جولة أخرى من المواجهات
  • رئيس ائتلاف الجبهة الوطنية الديمقراطية: هناك مقدمات لوجود أمل في إجراء انتخابات بشكل مختلف