أطلق ناشطون وعاملون في المجال الإنساني بالسودان، دعوات لإغاثة عشرات المناطق الواقعة في ولاية البحر الأحمر بشرق البلاد، بعد تعرضها لموجة من الأمطار والسيول، مما أدى لوقوع عدد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.

وأكدت صحف محلية انهيار سد أربعات، الذي يقع على بعد 40 كيلومتر شمال مدينة بورتسودان، التي اتخذتها الحكومة مقرا لها، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

ولم يصدر توضيح رسمي من السلطات السودانية . وحاول موقع الحرة الحصول على تعليق من مكتب الإعلام بولاية البحر الأحمر، ولم يحصل على رد حتى نشر هذا التقرير.

وقال الصحفي السوداني، عبد القادر باكاش، من مقر إقامته في مدينة بورتسودان لموقع الحرة، إن المنطقة القريبة من البحر الأحمر شهدت كميات ضخمة من الأمطار لم يتحملها جسم السد، مما أدى إلى انهياره.

وأشار باكاش إلى أن السد غمر عددا من القرى في المنطقة، مما أدى إلى مصرع أكثر من 11 شخصا، وفقدان أكثر من 100 آخرين، وفقا لإحصائيات أولية.

وأوضح أن سد أربعات يعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب لسكان مدينة بورتسودان، الأمر الذي يترتب عليه مشكلة "كارثية" في المدينة، وعدد من المناطق.

ولفت إلى أن مياه السيل جرفت عددا من السيارات وتسببت في نفوق أعداد ضخمة من الماشية، كما تسببت في انهيار آلاف المنازل في المناطق القريبة من السد.

وأكد الصحفي السوداني أن انهيار سد أربعات أدى إلى قطع الطريق الدائري الشرقي الذي يربط السودان بمصر، مما تسبب في توقف الحركة تماما.

مياه الأمطار والسيول وسد أربعات تغمر منطقة أربعات في ولاية البحر الأحمر.. والمواطنون يتوجهون إلى الجبال.#السودان #sudan pic.twitter.com/qnDUZuAvhf

— Ataf Mohamed عطاف محمد (@atafmohamed3) August 24, 2024

 وكانت عاصفة قوية ضربت مدينة بورتسودان صباح السبت، مما أدى إلى تدمير الخيام التي تأوي النازحين بمراكز الإيواء بالمدينة، وفق ما أعلنت منصة الناطق الرسمي لحكومة السودان، على فيسبوك.

وأشارت المنصة إلى أن السيول قطعت الطريق الذي يربط بورتسودان بعدد من ولايات السودان، عند المنطقة بين العقبة وجبيت، الأمر الذي أسهم في تكدس المركبات السفرية بالطريق.

ومن جانبه، يشير المحلل السياسي، الطاهر إدريس، إلى أن مشرحة بورتسودان استقبلت أكثر من 60 جثة، من ضحايا انهيار سد أربعات.

وقال إدريس لموقع الحرة، من بورتسودان، إن عمليات الحصر مستمرة، مضيفا أن "فرق الإنقاذ والحصر لم تتمكن من الوصول إلى كل المناطق، لأن أغلبها محاصر بالمياه".

وأشار إلى أن المياه تحاصر عددا من القرى في منطقة مرافيت بمحلية عقيق بجنوب ولاية البحر الأحمر، مما يرجح ارتفاع حصيلة الأضرار والخسائر.

وأوضح أن المنطقة التي شهدت انهيار السد تضم المزارع التي توفر الخضراوات والفواكه لسكان مدينة بورتسودان، ولعدد كبير من مناطق ولاية البحر الأحمر.

وأورد موقع "سودان تربيون" الإخباري، نقلا عن مصادر محلية، أن خور بركة القريب من بورتسودان، شهد موجة فيضان عزلت محلية عقيق عن باقي مناطق ولاية البحر الأحمر.

إمام الدين هاشم بامكار، مواطن فى منطقة أربعات شمال بورتسودان، يروى حجم المأساة التى شهدتها ولاية البحر الأحمر وسط تجاهل حكومة بورتسودان بقيادة البرهان و جبريل.#انقذوا_السودان#KeepEyesOnSudan pic.twitter.com/FLCUNAMeF4

— أنقذوا السودان Save Sudan ???????? (@blackboy) August 25, 2024

وتوقعت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، استمرار هطول أمطار مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية وسيول حتى منتصف سبتمبر، وفق وكالة السودان للأنباء.

وحذرت منظمات محلية من تفشي الأمراض من جراء المعدلات العالية للسيول في عدد من الولايات السودانية، خاصة الكوليرا. في حين طالبت نقابة أطباء السودان برفع الاستعداد لمواجهة انتشار الوباء، بعد إعلانه رسميا.

وكانت وزارة الصحة السودانية، أعلنت الأسبوع الماضي، انتشار وباء الكوليرا في عدد من الولايات، خاصة ولايتي كسلا والقضارف بشرق البلاد، مؤكدة إصابة 354 شخصا، ووفاة 22 آخرين بالمرض.

والكوليرا عدوى  حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في مايو الماضي، إن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار، بينما تُدمر المرافق الصحية وتتعرض للنهب وتعاني نقصا حادا في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات.

وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندميير، إن ما بين 20 إلى 30 بالمئة فقط من المرافق الصحية تعمل في السودان، منوها إلى أن أكثر تلك المرافق يعمل بالحد الأدنى.

وأشار ليندميير إلى أن الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 بالمائة من الاحتياجات، لافتا إلى أن بعض الولايات مثل دارفور "لم تتلق الإمدادات الطبية خلال العام الماضي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ولایة البحر الأحمر مدینة بورتسودان فی السودان أدى إلى مما أدى إلى أن

إقرأ أيضاً:

قرار صنعاء وفشل واشنطن في البحر الأحمر

يمانيون../
“إن إعلان اليمن إستئناف قواتها المسلحة تنفيذ العمليات العسكرية ضد سفن “إسرائيل”، في البحر الأحمر، كشف فشل تأثير أمريكا على قدرات وقرار صنعاء”، هكذا قال موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي.

يقول خبير “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية الداعمة لـ”إسرائيل”، بهنام طالبلو، وفقاً للموقع: “إن استئناف الحوثيين الهجمات على سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر كان مسألة وقت، وبغض النظر عن أسباب استئناف القرار الذي هو بحد ذاته كشف عن عجز أمريكا والمجتمع الدولي في التأثير بشكل هادف على قدرات الحوثيين”.

وأعلنت قيادة صنعاء في خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الأسبوع الفائت إستئناف القوات المسلحة اليمنية تنفيذ العمليات العسكرية ضد سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر إسناداً لغزة بعد انتهاء مهلة الأربعة أيام، التي منحها اليمن لوسطاء إتفاق غزة دول مصر وقطر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعد منع سلطات الاحتلال دخولها وفقاً لإتفاق وقف إطلاق النار .

فشل الردع

بدوره، أكد معهد أبحاث الأمن القومي “الإسرائيلي” أن قرار صنعاء عودة العمليات العسكرية على سفن الكيان في البحر الأحمر، وتهديدها بضرب “إسرائيل” إذا عاودت العدوان على غزة، يعكس فشل كل جهود “إسرائيل” والتحالف الدولي بقيادة أمريكا في ردع قوات صنعاء خلال المواجهات السابقة.

وقال التقرير، الذي أعده المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية”، الباحث داي سيترينوفيتش: “الحوثيون لم يوقفوا هجماتهم على “إسرائيل” وسفنها في البحر الأحمر إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وهذا يعنى فشل إجراءات “إسرائيل” والتحالف الدولي في تحقيق توازن الردع وإجبار قوات صنعاء على وقف عملياتها العسكرية”.

وأضاف: “بدلاً من أن يتراجع الحوثيون بأي شكل، خرجوا أقوى بعد المواجهات مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، بل يعتبرون أنفسهم قادة محور المقاومة، وملتزمين بدعم حماس وغزة، وربما في المستقبل مساعدة جبهات أخرى في محور المقاومة ضدنا”.

بنظر اليهودي سيترينوفيتش، يجب على الكيان وأمريكا إعادة النظر في الإستراتيجيات لمواجهة الحوثيين من خلال الاستمرار في حملة طويلة الأمد بالهجمات لإستهداف القدرات والقيادات ومنصات الإطلاق والضغط على السعودية لمساعدة التحالف حتى من خلف الكواليس للإطاحة بنظام صنعاء.

استقلال القرار واستحالة الردع

وأكدت مخرجات الدراسة العسكرية لمعهد “دراسات الأمن القومي الصهيوني” بعنوان “الأمن القومي “الإسرائيلي” والعقيدة السياسة 2025-2026″، أن الحوثيين يتمتعون باستقلالية عالية في القرار وأنه يصعب ردعهم.

المعهد الصهيوني أكد أيضاً ، ارتباط تهديدات قوات صنعاء على “إسرائيل” ارتباطاً مباشراً باستمرار العدوان على غزة، مما يشكل تصعيداً للصراع في المنطقة.

وقال: “الحوثيون يتمتعون باستقلالية عالية في القرار العسكري، ما جعلهم كياناً قوياً يصعب ردعه، خاصة في ظل تزايد قدراتهم التسليحية وتنفيذ الهجمات الصاروخية البحرية التي تستهدف مصالح “إسرائيل”.

وأضاف: “هذه الاستقلالية تعزز التحديات التي تواجه الكيان في كيفية التعامل مع التهديد القادم من اليمن، ما جعل “إسرائيل” تضطر على تعزيز التنسيق مع دول الخليج العربي لتأسيس تحالف إقليمي ودولي فعال لمواجهة الحوثيين”.

قوة عالمية بارزة

من وجهة نظر مجلة “TOP WAR”، أثبتت قوات صنعاء أنها قوة عسكرية خطيرة بالفعل تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة ومتطورة، مكنتها من لعب دور قوة عالمية بارزة بعد انتصارها على التحالفات العسكرية المحلية والدولية والمواجهات البحرية وفرض الحظر البحري على سفن “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا، والهجوم إلى عمق الكيان؛ إسناداً لغزة.

وقالت المجلة الروسية في تقريرها العسكري: “لقد تجاوزت قوات صنعاء الصورة النمطية لمنظمة مسلحة وأصبحت قوة عسكرية في الشرق الأوسط تمتلك جيشا كامل القدرات والتشكيلات العسكرية بمكونات وهياكل مختلفة”.

وأضافت: “أثبت الحوثيون مراراً وتكراراً قدرتهم على مهاجمة وتدمير الأهداف واستهداف السفن التجارية والأساطيل الحربية الأمريكية، بالإضافة إلى ضرب أهداف في العُمق البعيد بـ”إسرائيل”.

يشار إلى أن القوات اليمنية فرَضت حظراً بحرياً على سفن “إسرائيل” وحلفائها، مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، وأطلقت 1165 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان؛ إسناداً لغزة.

وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في معارك البحر الأحمر، 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، خلال 14 شهراً، دعما للمقاومة؛ ونصرة لغزة.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يطلقون صاروخًا باليستيًا باتجاه البحر الأحمر
  • عشرات الآلاف يشاركون في مظاهرات حاشدة في اليمن بعد الغارات الجوية الأميركية
  • السودان: تحذيرات أمنية من تزايد جرائم السرقة والخطف في مدينة عطبرة  
  • قرار صنعاء وفشل واشنطن في البحر الأحمر
  • بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
  • عشرات القتلى والجرحى بحريق ملهى ليلي بمقدونيا الشمالية
  • عشرات القتلى والإصابات.. أعاصير مدمّرة وعواصف تجتاح عدّة ولايات أمريكية
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • تجهيز مدينة سودانية لتكون عاصمة الحكومة الموازية
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)