التربية بالقدوة الحسنة.. وليس العكس
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
للأسف الشديد يعيش الناس في وقتنا الحالي صراعاً رهيباً، بسبب فقد القدوة الحسنة فى ظل إبراز النماذج السيئة والشاذة على أنها كريمة المجتمع، وتقديم القدوة السيئة الفارغة لتكون مثالاً لهم، ومن السهل جداً تقديم منهج نظري في التربية في غاية الإتقان والإبداع، ولكنه يظل حبراً على ورق لا قيمة له، إلا إذا تحول إلى واقع عملي، فكثير من الناس يتغنى بالصدق ولكن ندر الصادقون، ويتغنون بالأمانة ولكن ندر أهل الأمانة، وقل الوفاء، ونقضت العهود.
والتربية بالقدوة من أعظم وسائل التربية، ولذا قيل: حال رجل فى ألف رجل، خير من وعظ ألف لرجل.
فما أحوجنا الآن للقدوة الحسنة التي تعيننا على السير في خطى ومنهج واضح سليم لا تشوبه شائبة، وقد شرع الله عز وجل لنا منهجا معجزا، تحولت فيه المقولات والنظريات التربوية إلى واقع عملي في حياة الناس، حيث بعث الله عز وجل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قدوة تتحرك بين الناس، ليعلموا أنه المنهج الحق الذى لا مراء فيه، فهو يتجسد في القدوة الطيبة والمثل الأعلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الخلق وأشرف المرسلين.
ولا أحد ينكر أننا في حاجة دائمة إلى إبراز القيم والأخلاق والمبادئ السامية، والتوعية الدائمة بصحيح الدين وإيضاح جانب اليسر والسماحة في الشريعة الغراء ونبذ كل ألوان التشدد والمغالاة، والتأكيد دائما على أن القدوة الحسنة هي أحد الركائز الأساسية في بناء الإنسان والمجتمع.
ولذا فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما هاجر إلى المدينة قام ببناء المسجد لبناء الإنسان روحيا وسلوكيا، وفق مبادئ إيمانية ترسخ فيه القيم والفضيلة والدعوة إلى الخير وتحمل المشاق في سبيل تحقيق ذلك، ولتحقيق هذا الهدف المنشود لابد أن تتحرك كل القوى وتتوحد الجهود.
وليتنا ندرك جميعا أن بناء الحضارة يبدأ ببناء الإنسان الصالح اليقظ لمصلحة وطنه والخائف على تراب بلده من الطامعين، والمترصدين له بالأفكار الخبيثة، والدعوات الشيطانية لهدم الدولة.
فى الوقت نفسه لا بد من تجلية جانب اليسر والسماحة في الشريعة الغراء، ومن ثم التعامل مع أحكامها في ضوء المقاصد العليا والكلية لديننا الحنيف، ونبذ كل ألوان التشدد، والتنطع والمغالاة بما ينافي روح الدين وسماحته، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين"، وقال أيضًا: "إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين"، وقال أيضًا: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"، وقال أيضًا: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا، وقال أيضًا: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا.. ".
وإذا تأملنا جميع العبادات سنجدها تقوم على مبدأ اليسر والتسهيل على الناس، وقد ميز الله تعالى أمة الإسلام عن غيرها من الأمم بيسر العبادات فقد قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: "عليكم بما تطيقون فإنّ الله لا يملّ حتّى تملّوا"، ويسر العبادة يخفف على الناس المشقة ويجعل أداء العبادة سهلا ميسورا.
وتبقى القدوة الحسنة بعد ذلك هى أحد ركائز بناء الإنسان والمجتمع، وهي عامل التحول السريع الفعال، فالقدوة عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين فهم في أمس الحاجة للاقتداء بالنماذج الحية، وتشتد الحاجة إلى القدوة الحسنة كلما بعد الناس عن قيم الإسلام وأخلاقه وأحكامه، كما أن الله - عز وجل - حذر من مخالفة القول للفعل الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ".
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
علامات الساعة الصغرى والكبرى كما وردت في القرآن والسنة
ورد عن علامات الساعة، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج".
علامات الساعةومن أولى علامات الساعة، "قبض العلم"، الذي يعني أن العلم لا يُنتزع من الكتب، بل يُقبض بقبض العلماء الذين يحملون فهمًا حقيقيًا للعلم، فهم الذين يعلمون معنى المعلومات ويطبقونها في حياتهم.
أما كثرة الزلازل فهي التي شاهدناه في الفترة الأخيرة، في العديد من دول العالم، وكثرة الزلازل من علامات الساعة التي أخبر بها رسول الله كدليل وشاهد على اقتراب الساعة.
أما المقصود بتقارب الزمان، فهو تقارب المسافات بفضل التقدم التكنولوجي ووسائل النقل الحديثة، التي جعلت المسافات بين المدن والدول تتقلص بشكل كبير.
وفيما يخص "ظهور الفتن"، قال جبر: "الفتن التي يتحدث عنها الحديث الشريف هي التي تضل الإنسان عن دينه وتبعده عن عبادة ربه. اليوم نرى العديد من الناس يتحدثون في أمور الدين بدون فهم حقيقي، ويتخذون من أنفسهم مرجعًا في قضايا شرعية قد تشوش على العامة".
علامات الساعة الصغرىورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل علامات الساعة الصغري انتهت وهل يفترض علينا تتبع علاماتها؟.
واستشهد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، بحديث النبي الكريم لما جاءه رجل يسأله "يا رسول الله متى الساعة؟ فرد النبي: وما أعددت لها" فلم يجب النبي عن سؤاله.
وفي الحديث الآخر "كنَّا جُلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فجاءَ رجلٌ شديدُ بياضِ الثِّيابِ شديدُ سَوادِ شعرِ الرَّأسِ لا يُرَى علَيهِ أثرُ سَفرٍ ولا يعرفُهُ منَّا أحدٌ فجلسَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فأسندَ ركبتَهُ إلى ركبتِهِ ووضعَ يدَيهِ علَى فخِذيهِ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإسلامُ قالَ شَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ وإقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ وصَومُ رمضانَ وحَجُّ البَيتِ فقالَ صدَقتَ فعجِبنا منهُ يسألُهُ ويصدِّقُهُ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإيمانُ قالَ أن تؤمِنَ باللَّهِ وملائكتِهِ ورسلِهِ وكتبِهِ واليومِ الآخرِ والقدَرِ خيرِهِ وشرِّهِ قالَ صدَقتَ فعَجِبنا منهُ يسألُهُ ويصدِّقُهُ ثمَّ قالَ يا محمَّدُ ما الإحسانُ قالَ أن تعبدَ اللَّهَ كأنَّكَ تراهُ فإنَّكَ إن لا تراهُ فإنَّهُ يراكَ قالَ فمتَى السَّاعةُ قالَ ما المسئولُ عنها بأعلمَ منَ السَّائلِ قالَ فما أمارتُها قالَ أن تلِدَ الأمةُ ربَّتَها قالَ وَكيعٌ يعني تلِدُ العجَمُ العربَ وأن ترَى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البِناءِ قالَ ثمَّ قالَ فلقيَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعدَ ثلاثٍ فقالَ أتَدري مَن الرَّجلُ قلتُ اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ ذاكَ جبريلُ أتاكم يعلِّمُكُم معالمَ دينِكُم".
وأكد أمين الفتوى، أن سيدنا جبريل لم يحدد وقت لعلامات الساعة، مؤكدا على أن الغرض من علامات الساعة ليس أن نتتبعها أو أن نحكم على أن هذا من علامات الساعة أو غير ذلك، وإنما الغرض من علامات الساعة أن يزداد إيماننا بالله وبرسوله، ونستعد ليوم القيامة.
وأشار إلى أنه لذلك قال الله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
آخر علامات يوم القيامةوأجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن سؤال يقول: ما هى آخر علامات يوم القيامة ظهورا، هل الدابة أم الدخان؟
وقال علي جمعة، في فيديو له، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بأن العشر علامات حينما تنفرط لن نعرف قابلها من دابرها، كما أن العلماء قالوا: إن علامات القيامة حينما تظهر سيختلف فيها الناس في أيها ظهرت أولا.
وتابع: قد تظهر الدابة في مكان لا يعلم ظهورها كثير من الناس، وقد يرى البعض الدخان، ولا يعلم ظهوره كثير من الناس، فيختلف الناس في أي علامات يوم القيامة ظهرت أولا، فكل سيحكم بناء على ما رآه أولا ووصل إليه خبره.
وأشار إلى أن هذه الفترة بين قيام الساعة ويوم القيامة غير معلومة ، وعندما يريد الله تعالى القيامة فإنه يقول كن فيكون وأمره بين الكاف والنون ، فالساعة هي وقت الدمار والانتهاء ، وسنمكث ما شاء الله أن نمكث في الفناء والعدم المحض، ثم كن فيكون فنبعث مرة أخرى للحساب فقال تعالى: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) الآية 48 من سورة إبراهيم.