نزوح وطرد متواصل.. هل بقي مكان آمن في غزة؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
غزة- قبيل الحرب، لم تكن المدة الزمنية التي تقطعها السيارة بين مدينتي دير البلح (وسط قطاع غزة) وخان يونس (جنوبا) تتجاوز أكثر من ربع ساعة. لكنها الآن، قد تصل إلى 3 ساعات كاملة، بسبب تكدس مئات آلاف النازحين على طول شارع الرشيد، في المنطقة التي تزعم إسرائيل أنها "إنسانية".
واختفت ملامح الشارع الواصل بين شمالي القطاع وجنوبه، وتحوّل من شارع سريع محاط من جهته الشرقية بالأراضي الزراعية، ومن الغرب بشاطئ البحر الأبيض المتوسط، إلى منطقة عشوائية بعد أن ملأته الخيام، وطغى عليه الباعة والمتسوقون، وتبقت -بالكاد- بضعة أمتار لمرور السيارات.
وخلال الأسبوعين الماضيين، زاد قلق النازحين في المنطقة جراء تضييق إسرائيل مساحتها لتصل إلى نحو 35 كيلومترا فقط بعد أن كانت خلال الشهر الأول من الحرب 230 كيلومترا.
منذ بداية أغسطس/آب الجاري، أصدر جيش الاحتلال 15 أمر إخلاء داخل قطاع غزة (الجزيرة) كم عدد سكان القطاع وأين يوجدون؟منذ بداية شهر أغسطس/آب الجاري، أصدر جيش الاحتلال 15 أمر طرد -يسميه "إخلاء"- داخل قطاع غزة، بمعدل إخلاء واحد كل يومين، وهو ما أدى إلى تقليص مساحة المنطقة المذكورة. وشملت غالبية الإخلاءات مناطق داخل خان يونس، والأحياء الشرقية والجنوبية لدير البلح.
ويقول مطر الزَّق، النازح من مدينة غزة، والقاطن حاليا في خيمة غربي دير البلح، إن أوامر الأخلاء الأخيرة تشعره وعائلته بـ"خوف كبير"، ويخشون أن تجبرهم إسرائيل قريبا على النزوح. ويضيف للجزيرة نت "نشعر أن الخطر يقترب، الآن يستهدفون شرق المدينة، وغدا سيستهدفون غربها، لا نعرف أين سنذهب؟".
يبلغ عدد سكان قطاع غزة، حتى تاريخ 18 أغسطس/آب الجاري، مليونين و440 ألف نسمة، بحسب بيانات حصلت عليها الجزيرة نت من مصدر حكومي. وبسبب جرائم الاحتلال المروعة خلال الحرب، "تشرد" نحو 90% منهم، وفق تغريدة نشرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على منصة إكس الخميس الماضي.
وحسب المصدر الحكومي بغزة، الذي تحدث للجزيرة نت، يتوزع السكان في الوقت الحالي على النحو التالي:
300 ألف نسمة في محافظة شمال القطاع. 300 ألف نسمة في محافظة مدينة غزة. مليون نسمة في محافظة وسط القطاع. 750 ألف نسمة في محافظة خان يونس. 50 ألف نسمة في رفح (شمال وشمال غرب المدينة). إسرائيل تُنكل بالنازحين وتلاحقهم في أماكن وجودهم (الجزيرة) ما قصة المنطقة "الإنسانية"؟ بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد أسبوع على بدء الحرب، أمرت إسرائيل جميع سكان شمالي وادي غزة بالنزوح إلى جنوبه، الذي يشمل محافظات الوسط والجنوب. رغبة منها في تشجيع السكان على النزوح، أعلنت إسرائيل أن المنطقة الجنوبية من القطاع، البالغة مساحتها 230 كيلومترا (من أصل 360 كيلومترا هي مساحة القطاع)، "منطقة آمنة". في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الاحتلال عن تخصيص منطقة "آمنة" مصغرّة في منطقة المواصي غربي مدينتي خان يونس ورفح. تقلصت المنطقة الآمنة (جنوبي وادي غزة بالكامل) بعد اجتياح الاحتلال لمحافظة خان يونس مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023، لتصل إلى 140 كيلومترا. وتقلصت المنطقة الآمنة مجددا في مايو/أيار الماضي عند اجتياح جيش الاحتلال محافظة رفح إلى 79 كيلومترا. وفي مايو/أيار الماضي، وبعد قرار اجتياح رفح، قرر الاحتلال توسيع المنطقة الآمنة الساحلية (المواصي) لتشمل الأحياء الغربية لمدينة دير البلح. في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، قلّص الاحتلال المنطقة لتصل على التوالي إلى 60 كيلومترا ثم 48 كيلومترا. وخلال أغسطس/آب الحالي، قلّص الاحتلال المنطقة إلى 35 كيلومترا ما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع، حسب بيان لجهاز الدفاع المدني بغزة، صدر الجمعة الماضي. الأمم المتحدة تقول إن إسرائيل شردت نحو 90% من سكان غزة (الجزيرة) أين توجد المنطقة "الإنسانية"؟توجد المنطقة التي يزعم الاحتلال أنها "إنسانية" في الأماكن التالية:
غالبية الأحياء الغربية لمدينة دير البلح. عدد من الأحياء الغربية لمدينة خان يونس. منطقة مواصي دير البلح وخان يونس (إسرائيل أخرجت منها مواصي رفح منذ مايو/أيار الماضي).#غزة رحلة نزوح لا تنتهي ...!#كاريكاتير #هشام_شمالي#فلسطين pic.twitter.com/dVQKJlitr2
— ???????? Hisham Shamali ???????? (@hisham_shamaly) August 24, 2024
أين يوجد النازحون الآن؟يقول مدير إدارة الإمداد والتجهيز بجهاز الدفاع المدني محمد المغيّر إن العدد الأكبر من النازحين في قطاع غزة يتكدس في منطقة مواصي خان يونس الواقعة على شاطئ البحر "غرب المدينة".
ويتواصل "التكدس" -بحسب المغيّر- على شاطئ البحر شمالا حتى يصل إلى محطة تحلية المياه داخل مدينة البلح (وسط). ويؤكد -للجزيرة نت- أن أوامر الإخلاءات التي أصدرها الاحتلال، الشهر الجاري، أثرت بشكل كبير على خريطة وجود النازحين.
ويضيف أن مئات الآلاف اتجهوا نحو الغرب على شاطئ البحر في المنطقة الممتدة من منطقة مسجد معاوية بن أبي سفيان (شمال رفح) وحتى محطة تحلية المياه بمدينة دير البلح.
أوامر الإخلاء الأخيرة أثرت بشكل كبير على خريطة وجود النازحين وفق الدفاع المدني الفلسطيني (الجزيرة) هل تنطبق عليها معايير "الإنسانية"؟يرفض المغيّر إطلاق صفة "الإنسانية" على المنطقة التي خصصتها إسرائيل. ويوضح أنه حسب القوانين الدولية، هناك 4 معايير يجب توفرها في المنطقة الإنسانية، وهي:
الخدمات الصحية. الأمن الغذائي. المياه. المستوطنات البشرية والمساحات التي يحتاجها المواطنون.و"جميعها غير متوفرة".
ورغم ادعاء الاحتلال بأن المنطقة "آمنة وإنسانية"، فإن جهاز الدفاع المدني يؤكد أنه يتلقى -بشكل دائم- بلاغات باعتداءات إسرائيلية فيها. وكان آخرها، الخميس الماضي، حيث تعرضت منطقة "القادسية" في مواصي خان يونس لـ3 هجمات رغم أنها مكتظة جدا بالنازحين. وأضاف المسؤول "الاحتلال لا يفرق بين منطقة يزعم أنها إنسانية وأخرى، فهو يستهدف كل ما هو فلسطيني في كل مكان".
ما المنطقة الأكثر أمنا؟ردا على سؤال عن المنطقة التي يمكن تصنيفها على أنها الأكثر أمنا في قطاع غزة، يجيب المغيّر "لا توجد أي منطقة آمنة في الوقت الحالي". ويقول إنه حتى شاطئ البحر الذي يعتقد المواطنون أنه أكثر أمنا لبعده عن الحدود البرية، يتعرض لإطلاق النار من قبل الزوارق الإسرائيلية والطائرات المروحية بشكل مباشر ومتواصل.
ما أهداف إسرائيل من التنكيل المتواصل بالنازحين؟يلفت الكاتب والمحلل السياسي من غزة وسام عفيفة إلى أن إسرائيل تستخدم مناطق النزوح كأداة للعقاب الجماعي، وللضغط على المقاومة الفلسطينية.
ويضيف للجزيرة نت "أصبح النازحون في هذه المناطق يُعتبرون دروعا بشرية، يستخدمون للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات سياسية في المفاوضات الدائرة لوقف النار، ولإعادة تشكيل قطاع غزة ديمغرافيا وسياسيا بما يحقق أمن الاحتلال".
في السياق ذاته، يرى رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده أن تضييق المنطقة (الإنسانية) وإنهاك النازحين والتنكيل بهم، يدل على أن إسرائيل تحاول ترسيخ احتلالها لقطاع غزة. وقال للجزيرة نت "هذا دليل على سعي الاحتلال لتدمير القطاع بالكامل وإعدام أي فرص للحياة فيه سواء حاليا أو مستقبلا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نسمة فی محافظة الدفاع المدنی المنطقة التی ألف نسمة فی فی المنطقة للجزیرة نت شاطئ البحر دیر البلح خان یونس قطاع غزة أغسطس آب المغی ر
إقرأ أيضاً:
غزة تحب الحياة.. أطفال يلعبون على أرجوحة بينما تغيب الشمس فوق الخيام (شاهد)
عرضت وكالة “وفا” الفلسطينية، مساء الاثنين، مقطع فيديو لأطفال فلسطينيين يلعبون على أرجوحة أثناء غروب الشمس فوق خيام النازحين في مخيم خان يونس للاجئين، جنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مقاتليها قنصوا 5 جنود إسرائيليين في منطقة الجواني وسط مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فيما استشهد 46 فلسطينيا في قصف إسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين، 30 منهم شمالي القطاع، بالتزامن مع استمرار الاحتلال بعمليات نسف وتدمير للمباني السكنية وحصار مشدد.
نتنياهو: حماس هي العائق أمام إتمام صفقة التبادل لإعادة المحتجزين من غزة احتجاج لعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة أثناء إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكنيستوقال مراسل الجزيرة 17 شهيدا سقطوا في غارة إسرائيلية على منزل قرب مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، كما ارتفع إلى 29 عدد الشهداء الذين سقطوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 7 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي على منزل في محيط شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
كما أفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان، باستشهاد 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي تزعم إسرائيل أنها منطقة "إنسانية آمنة".
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن الطائرات الإسرائيلية قصفت خيمة في منطقة المواصي الساحلية غربي مدينة خان يونس، مما أدى إلى احتراقها وعدد من الخيام المحيطة بها.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن مدفعية الاحتلال قصفت أيضا حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة وسط القطاع، كما استهدف الاحتلال بالقصف المدفعي المكثف المناطق الشمالية والغربية لمدينة رفح جنوبي القطاع، إلى جانب استهداف وسط المدينة بالغارات الجوية.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين أغلبهم أطفال، في قصف استهدف منزلا في محيط شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما قالت زارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 76 شهيدا و158 مصابا خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 43,922 شهيدا و103,898 مصابا منذ ٧ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
واستشهد أمس الأحد أكثر من 111 فلسطينيا جراء سلسلة من المجازر ارتكبها جيش الاحتلال، معظمها في شمال القطاع.
فقد ارتكب الاحتلال أمس 4 مجازر في بيت لاهيا وحدها، حيث قصف عمارات سكنية ومنازل مدنية، استشهد على إثرها أكثر من 72 شهيدا من عائلات غباين وغنيم وصافي وعيادة وعبد العاطي والتلولي، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأضاف المكتب -في بيان- أن الاحتلال "ارتكب مجزرتين في مخيمي النصيرات والبريج بقصف منازل مدنية، واستشهد على إثر المجزرتين 24 شخصا من عائلات أبو عرمانة وصيدم وعقل والمصري والحملاوي وأمُّوم".
وأكد البيان أن جيش الاحتلال "كان يعلم أن هذه المنازل والعمارات السكنية فيها عشرات من المدنيين النازحين، وأن أغلبهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية، ولاحقتهم الطائرات بأطنان من الصواريخ".