الجيش السوداني يقصف للمرة الثانية مرافق مدنية بشرق دارفور
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
نيروبي: الشرق الاوسط:
هاجم الطيران الحربي للجيش السوداني، الأحد، للمرة الثانية، مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور (غرب البلاد)؛ ما أدى إلى تدمير جزء كبير من مركز صحي، لكن من دون وقوع خسائر في الأرواح، وفق شهود عيان.
يأتي هذا الهجوم بعد يومين من قصف المستشفى العام بالمدينة، الذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 18 آخرين، وعلى أثر ذلك أُجلي نحو 700 مريض من المرفق الصحي الوحيد المؤهل لتقديم الرعاية الطبية، بعد الدمار الكبير الذي لحق به.
وقال الشهود لــ«الشرق الأوسط» إن طائرات الجيش شنت في ساعة مبكرة من صباح الأحد غارات جوية، وألقت براميل متفجرة بشكل مباشر ودقيق على موقع صحي بوسط المدينة المأهولة بالسكان.
بدوره، قال «منبر محامي دارفور»، في بيان، إن الغارة دمرت مكاتب تابعة لوزارة الصحة، وعدداً من منازل المواطنين، وخلفت أضراراً كبيرة.
وعدّ «المنبر»، وهو هيئة مستقلة، «استهداف الأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان وفقاً لـ(اتفاقيات جنيف الأربع) وبروتوكولاتها الملحقة بـ(ميثاق روما)».
وبدأ سلاح الجو منذ أيام معدودة شن هجمات منسقة ومكثفة على مناطق واسعة في ولايتَي شرق وشمال دارفور، وعلى مناطق أخرى في سنار والجزيرة وسط البلاد، تسيطر عليها «قوات الدعم السريع».
ويقول الجيش السوداني باستمرار إن غاراته الجوية تستهدف مخازن أسلحة تابعة لـ«قوات الدعم السريع».
وأدان أهالي الضعين، في مظاهرة احتجاجية الثلاثاء الماضي، استمرار القصف الجوي العشوائي ضد الأعيان المدنية، وطالبوا الأمم المتحدة «بالتدخل الفوري والعاجل لحظر الطيران الذي يستهدف في الأساس الأحياء السكنية؛ إذ لا توجد أي مواقع عسكرية تابعة لـ(قوات الدعم السريع) داخل المدينة».
ووفق مسؤولين صحيين، فقد «أخرجت الضربة الأولى مستشفى المدينة من الخدمة كلياً، ولم يعد صالحاً للعمل، مما يعرض حياة مئات المرضى من المصابين بالفشل الكلوي والأمراض المزمنة وغيرهم للخطر».
وقالت «شبكة أطباء السودان» إن «القصف الجوي على مدينة الضعين ألحق ضرراً بأقسام عدة في المستشفى؛ من بينها العنابر المخصصة للنساء والتوليد والأطفال، وغرفة ثلاجة لقاحات الأطفال، ومركز لإيواء النازحين بالقرب من الموقع المستهدف».
واستقبلت الضعين خلال الأشهر الماضية عشرات الآلاف من النازحين الذين أُجبروا على الفرار من مناطق القتال في ولايات دارفور الأخرى.
ووفق «قوات الدعم السريع»، فإن طائرات الجيش السوداني نفذّت الأسبوع الماضي 27 طلعة جوية على مناطق متفرقة في ولايات البلاد، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، وأضرار جسيمة في البنية التحتية للمستشفيات والأسواق ومحطات المياه ومنازل المواطنين.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أم سودانية لتايمز: جنود الدعم السريع اعتدوا على ابنتي أثناء نومنا
قال تقرير بصحيفة تايمز إن العنف الجنسي أصبح عنصرا راسخا في الحرب المنسية في السودان، ولكن من النادر أن تتحدث النساء عما يتعرضن له بسبب الصدمة وتجنبا لاستذكار ما حصل وخوفا من العار المجتمعي.
وسرد التقرير قصة رهف التي أخفت اسمها الحقيقي، متحدثة عن الليلة التي اقتحم فيها 3 مقاتلين منزلها مسلحين بخناجر ومسدس، واغتصبوا ابنتها والأسرة نائمة، وقالت "هل تريد أن تسمع ما حدث من وجهة نظر أم؟"، وأضافت "يجب أن يعرف الناس ما يمكن أن يحدث للنساء هنا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتيlist 2 of 2معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئend of listوقالت رهف إنها نامت تلك الليلة منهكة من صيام آخر يوم من شهر رمضان والتجهيز لعيد الفطر، وكان أطفالها الأربعة إلى جانبها، أما ابنتها الكبرى درية (17 عاما) فكانت تنام في غرفة بمفردها، وفي غرفة أخرى ينام عمها المسن، وكان زوجها غائبا مع زوجته الثانية.
وكانت العائلة تعيش في منطقة استولت عليها قوت الدعم السريع، ولم تنتبه رهف إلى ثلاثة مقاتلين من تلك القوات اقتحموا نافذة المنزل وتسللوا إلى الداخل، وكان اثنان منهم مسلحين بالسكاكين والآخر يحمل مسدسا، ولم تشعر قط بتسللهم إلى غرفة درية التي استيقظت وهي تلهث، قبل أن يضع أحد الرجال يده على فمها وسكينا على حلقها، ويأمرها بألا تصرخ.
إعلان لم يلق القبض على أحداغتصبوها والعائلة نائمة، وعندما استيقظت رهف رأت درية في الظلام جالسة بجانبها ملفوفة ببطانية وهي في حالة صدمة عميقة، ترتجف رغم حرارة الليل، وعندما علمت ما حصل، قالت إنها ركضت إلى الشارع وهي تصرخ بلا وعي "كيف حدث هذا وأنا نائمة؟"، واندفع الجيران إلى منزلها وفهموا ما حدث، ثم ركض بعض الرجال إلى موقع قريب لقوات الدعم السريع مطالبين بالتحقيق.
وكانت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد استولت على معظم الخرطوم وجزء من أم درمان، حيث قتل في حربها على الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان أكثر من 150 ألف شخص، ونزح 11 مليونا، كما يحتاج 26 مليونا آخرين إلى مساعدات طارئة.
واتهمت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية الجانبين بارتكاب جرائم حرب، غير أن قوات الدعم السريع متهمة بشن حملة من العنف الجنسي ضد النساء في السودان، تتضمن الاغتصاب الفردي والجماعي والاستعباد والاختطاف والسجن والزواج القسري.
وحضر قادة من قوات الدعم السريع الذين استدعاهم السكان المحليون إلى منزل رهف بعد دقائق، واستجوبوا درية بحضور عمتها، إذ قالت رهف إنها لم تتحمل سماع تفاصيل ما حدث لابنتها، واعترفت قوات الدعم السريع باغتصاب درية، ولكنها تساءلت عما إذا كان مقاتلو قوات الدعم السريع هم الجناة فعلا، ولم يتم إلقاء القبض على أحد.
لا أريد العودة للمنزلوقالت سليمة إسحاق، عالمة النفس وأخصائية الصدمات التي ترأس القسم الحكومي السوداني الرئيسي الذي يوثق العنف الجنسي ضد النساء في البلاد، إن 97% من الاعتداءات الجنسية الموثقة ارتكبتها قوات الدعم السريع، وأكدت أنهم "يستخدمون الاغتصاب كسلاح حرب ولا يقومون به بعشوائية، بل لهم نهج محدد، إذ يدخلون المنازل ويسرقون ممتلكات الناس ثم يغتصبون النساء".
ولم تخبر رهف زوجها الغائب قط أن ابنتهما تعرضت للاغتصاب لأنها لا تعرف كيف ستكون ردة فعله، ولم تتوقف محنة الأسرة بعد اغتصاب درية، فقد دخلت عصابة من 3 مقاتلين مسلحين من قوات الدعم السريع منزلهم مرتين في وضح النهار، وسرقوا الهواتف وهددوا بالعنف، وفي آخر مرة أمسك أحدهم بذراع درية وحاول سحبها بعيدا، ولكن تدخل الجيران السريع منع تحوّل الموقف إلى اغتصاب آخر.
إعلانوهربت رهف وعائلتها من منطقة قوات الدعم السريع في الخرطوم، ووصلوا إلى أم درمان خلال الخريف الماضي، وقالت "في نهاية كل هذه المعاناة، يريد الجميع العودة إلى المنزل، ولكن بالنسبة لنا، فإن المنزل هو مكان لذكريات مؤلمة، ولا أعتقد أنني أريد العودة، بل إنني خائفة من ذلك".