دبلوماسي مصري سابق: القيادة السياسية تتعامل بـ«حكمة» لاحتواء «كرات اللهب» في محيطها الإقليمي
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
أكد الدبلوماسى المصرى السابق، السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القيادة المصرية حريصة على التعامل بحكمة شديدة مع كرات اللهب، التى تزداد اتساعاً واشتعالاً على مختلف الاتجاهات، من الاضطرابات المستمرة فى ليبيا على الحدود الغربية، والأزمة السودانية المتصاعدة فى الجنوب، إلى حرب الإبادة الجماعية التى يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، على الحدود الشرقية، مروراً بالتصعيد المتزايد فى منطقة البحر الأحمر.
وقال «رخا»، فى حوار مع «الوطن»، إن مصر عاشت، خلال الفترة الأخيرة، تداعيات أربع حروب صعبة، ألمت بجوارها ومرت بجانبها، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن مصر ليست غريبة عن الصراعات، نظراً لأهمية وحساسية موقعها الجغرافى.
الصراعات الإقليمية تفرض تحديات هائلة على مصر وتُهدّد الاستقرار الأمنى والاقتصادىما أبرز التحديات الأمنية التى تواجه مصر؟
- تواجه مصر تحديات أمنية واقتصادية خطيرة، بسبب التوترات الإقليمية التى تحيط بها من جميع الاتجاهات، حيث تؤثر هذه الصراعات بشكل مباشر على مصر، سواء من خلال تدفّق اللاجئين، مما يفرض ضغطاً على الأمن الداخلى، أو من خلال التهديدات فى البحر الأحمر، الذى يشكل ممراً رئيسياً للتجارة العالمية، وتعتمد مصر بشكل كبير على قناة السويس كشريان رئيسى للاقتصاد، وبالتالى فإن أى تهديد لحركة الملاحة فى هذه المنطقة يُهدّد الأمن والاستقرار الاقتصادى لمصر.
كما أن الصراعات فى المنطقة والدول المجاورة تفرض أعباءً اقتصادية وإنسانية كبيرة على مصر، فمع وجود أكثر من عشرة ملايين لاجئ، وتزايد أعداد النازحين قُرب الحدود، تزداد الضغوط الاقتصادية والأمنية على مصر، مما يتطلب موارد إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتعزيز الأمن، بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الأزمات السياسية فى الدول المجاورة سلباً على الاستقرار الاقتصادى فى مصر، لاسيما فى مجالات التجارة والاستثمار.
كيف تؤثر النزاعات فى ليبيا والسودان على الوضع فى مصر؟
- يعتبر السودان عمقاً استراتيجياً لمصر، ويُشكل ما يحدث فيه تهديداً مباشراً لأمن مصر واستقرارها، والصراع فى السودان يؤثر بشكل كبير على الموارد والأمن فى المنطقة، حيث تسهم الحرب فى تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر، مما يؤثر على الوضع الاقتصادى والاجتماعى فى البلاد.
كما أدى الصراع إلى تضرّر التجارة، وقطع الطرق، وتفريغ المدن من السكان، أما بالنسبة إلى الوضع فى ليبيا، فإنه يُشكّل تهديداً للاستقرار فى المنطقة بأسرها، حيث يؤدى الانقسام السياسى والعسكرى، وغياب حكومة مركزية قوية، إلى عدم الاستقرار، وهذا الانقسام يُعزّز من الهجرة غير الشرعية، وتمركز العناصر الإرهابية، مما يمثّل تهديداً للأمن القومى لمصر، وقد ألقت هذه التهديدات بتداعياتها على العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا.
ما الخسائر التى قد تتعرّض لها مصر بسبب التوترات فى المنطقة؟
- النزاعات فى ليبيا والسودان تُشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة فى مصر، باعتبار أنها تقع فى قلب الصراعات، كما أن هذه الأزمات تُلقى بأعباء ثقيلة على القاهرة، سواء على المستوى الأمنى أو السياسى أو الدبلوماسى أو الاقتصادى، ففى السودان، تؤدى الحرب الدائرة إلى تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر، مما يُرهق الاقتصاد والمجتمع المصرى، حيث إن الأعباء المالية والموارد المخصّصة لاستقبال هؤلاء اللاجئين، تؤدى إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية فى مصر.
أما فى ليبيا، فإن تفاقم الانقسامات السياسية والعسكرية من شأنها أن تؤدى إلى عدم الاستقرار، وتفتح المجال أمام الهجرة غير الشرعية، وتسلّل العناصر الإرهابية إلى المنطقة، مما يمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومى لمصر، وكل هذه الأحداث تُثبت أن استمرار النزاعات فى كل من ليبيا والسودان سيكون لها عواقب وخيمة على مصر، ولذلك فإن تحقيق السلام والاستقرار فى هاتين الدولتين العربيتين يُعد أمراً بالغ الأهمية، ليس فقط لمصر، بل للمنطقة بأكملها.
ما الاستعدادات التى يمكن أن تتخذها مصر لمواجهة هذه التحديات؟
- فى إطار سعيها لمواجهة هذه التحديات الإقليمية، تعمل مصر على التحرّك متعدّد الأوجه وفى أكثر من مسار، حيث تشارك القاهرة بنشاط فى الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام فى ليبيا والسودان، من خلال التعاون مع الدول المجاورة والمنظمات الدولية، وتسعى إلى دعم المبادرات السياسية التى من شأنها أن تُسهم فى تحقيق الاستقرار فى كلا البلدين.
كما تعمل مصر على تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع ليبيا والسودان، لضبط حركة تدفّق اللاجئين، ومنع تسلّل العناصر الإرهابية، ومواجهة ممارسات الهجرة غير الشرعية، كما تعمل مصر على تحسين قدراتها على مراقبة وتفتيش الحركة عبر الحدود، بما يساعد على حماية الأمن القومى المصرى.
تهديدات الأمن القومىالأوضاع فى السودان معقّدة جداً فى الوقت الراهن، حيث توجد تحديات كبيرة تتعلق بالصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، وهذا التصعيد قد يؤدى إلى تدمير الموارد الوطنية، ويؤثر سلباً على التنمية والاستثمار، مما يُقلل فرص تحسين مستوى حياة الشعب السودانى، كما أن استمرار هذا الصراع قد يؤدى إلى تقسيم السودان مجدّداً، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومى المصرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكمة الحسم إنفاذ المساعدات لیبیا والسودان فى المنطقة فى لیبیا ل تهدیدا على مصر فى مصر
إقرأ أيضاً:
السفيرة إيمان ياقوت تؤكد رغبة القيادة السياسية لتعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية والكونغولية
استقبل Jean Claude Gakosso، وزير الخارجية الكونغولي، يوم 19 نوفمبر، السفيرة إيمان ياقوت، سفير جمهورية مصر العربية لدى برازافيل.
حيث استهل الوزير الكونغولي بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وإعجابه بالحضارة المصرية، مشيراً إلى اعتزازه بالحديث مع الوزير في المكالمة الهاتفية التي تمت في 7 نوفمبر 2024، ولقاءه بالسيد رئيس الجمهورية في قمة تجمع البريكس في مدينة كازان.
من جانبها، أكدت السفيرة إيمان ياقوت على رغبة القيادة السياسية بالعمل على تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، واستعداد مصر لتلبية الاحتياجات الكونغولية بشكل خاص.
كما أبرزت أهمية التنسيق المشترك بين الدولتين فيما يخص الملفات الإقليمية والدولية، وأهمها ملف المصالحة الليبية، والترشيحات المصرية في المحافل الدولية، حيث أكد الجانب الكونغولي على تأييدهم ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.