أكد الدبلوماسى المصرى السابق، السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القيادة المصرية حريصة على التعامل بحكمة شديدة مع كرات اللهب، التى تزداد اتساعاً واشتعالاً على مختلف الاتجاهات، من الاضطرابات المستمرة فى ليبيا على الحدود الغربية، والأزمة السودانية المتصاعدة فى الجنوب، إلى حرب الإبادة الجماعية التى يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، على الحدود الشرقية، مروراً بالتصعيد المتزايد فى منطقة البحر الأحمر.

وقال «رخا»، فى حوار مع «الوطن»، إن مصر عاشت، خلال الفترة الأخيرة، تداعيات أربع حروب صعبة، ألمت بجوارها ومرت بجانبها، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن مصر ليست غريبة عن الصراعات، نظراً لأهمية وحساسية موقعها الجغرافى.

الصراعات الإقليمية تفرض تحديات هائلة على مصر وتُهدّد الاستقرار الأمنى والاقتصادى

 ما أبرز التحديات الأمنية التى تواجه مصر؟

- تواجه مصر تحديات أمنية واقتصادية خطيرة، بسبب التوترات الإقليمية التى تحيط بها من جميع الاتجاهات، حيث تؤثر هذه الصراعات بشكل مباشر على مصر، سواء من خلال تدفّق اللاجئين، مما يفرض ضغطاً على الأمن الداخلى، أو من خلال التهديدات فى البحر الأحمر، الذى يشكل ممراً رئيسياً للتجارة العالمية، وتعتمد مصر بشكل كبير على قناة السويس كشريان رئيسى للاقتصاد، وبالتالى فإن أى تهديد لحركة الملاحة فى هذه المنطقة يُهدّد الأمن والاستقرار الاقتصادى لمصر.

كما أن الصراعات فى المنطقة والدول المجاورة تفرض أعباءً اقتصادية وإنسانية كبيرة على مصر، فمع وجود أكثر من عشرة ملايين لاجئ، وتزايد أعداد النازحين قُرب الحدود، تزداد الضغوط الاقتصادية والأمنية على مصر، مما يتطلب موارد إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتعزيز الأمن، بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الأزمات السياسية فى الدول المجاورة سلباً على الاستقرار الاقتصادى فى مصر، لاسيما فى مجالات التجارة والاستثمار.

كيف تؤثر النزاعات فى ليبيا والسودان على الوضع فى مصر؟

- يعتبر السودان عمقاً استراتيجياً لمصر، ويُشكل ما يحدث فيه تهديداً مباشراً لأمن مصر واستقرارها، والصراع فى السودان يؤثر بشكل كبير على الموارد والأمن فى المنطقة، حيث تسهم الحرب فى تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر، مما يؤثر على الوضع الاقتصادى والاجتماعى فى البلاد.

كما أدى الصراع إلى تضرّر التجارة، وقطع الطرق، وتفريغ المدن من السكان، أما بالنسبة إلى الوضع فى ليبيا، فإنه يُشكّل تهديداً للاستقرار فى المنطقة بأسرها، حيث يؤدى الانقسام السياسى والعسكرى، وغياب حكومة مركزية قوية، إلى عدم الاستقرار، وهذا الانقسام يُعزّز من الهجرة غير الشرعية، وتمركز العناصر الإرهابية، مما يمثّل تهديداً للأمن القومى لمصر، وقد ألقت هذه التهديدات بتداعياتها على العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا.

ما الخسائر التى قد تتعرّض لها مصر بسبب التوترات فى المنطقة؟

- النزاعات فى ليبيا والسودان تُشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة فى مصر، باعتبار أنها تقع فى قلب الصراعات، كما أن هذه الأزمات تُلقى بأعباء ثقيلة على القاهرة، سواء على المستوى الأمنى أو السياسى أو الدبلوماسى أو الاقتصادى، ففى السودان، تؤدى الحرب الدائرة إلى تدفّق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى مصر، مما يُرهق الاقتصاد والمجتمع المصرى، حيث إن الأعباء المالية والموارد المخصّصة لاستقبال هؤلاء اللاجئين، تؤدى إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية فى مصر.

أما فى ليبيا، فإن تفاقم الانقسامات السياسية والعسكرية من شأنها أن تؤدى إلى عدم الاستقرار، وتفتح المجال أمام الهجرة غير الشرعية، وتسلّل العناصر الإرهابية إلى المنطقة، مما يمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومى لمصر، وكل هذه الأحداث تُثبت أن استمرار النزاعات فى كل من ليبيا والسودان سيكون لها عواقب وخيمة على مصر، ولذلك فإن تحقيق السلام والاستقرار فى هاتين الدولتين العربيتين يُعد أمراً بالغ الأهمية، ليس فقط لمصر، بل للمنطقة بأكملها.

ما الاستعدادات التى يمكن أن تتخذها مصر لمواجهة هذه التحديات؟

- فى إطار سعيها لمواجهة هذه التحديات الإقليمية، تعمل مصر على التحرّك متعدّد الأوجه وفى أكثر من مسار، حيث تشارك القاهرة بنشاط فى الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام فى ليبيا والسودان، من خلال التعاون مع الدول المجاورة والمنظمات الدولية، وتسعى إلى دعم المبادرات السياسية التى من شأنها أن تُسهم فى تحقيق الاستقرار فى كلا البلدين.

كما تعمل مصر على تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود مع ليبيا والسودان، لضبط حركة تدفّق اللاجئين، ومنع تسلّل العناصر الإرهابية، ومواجهة ممارسات الهجرة غير الشرعية، كما تعمل مصر على تحسين قدراتها على مراقبة وتفتيش الحركة عبر الحدود، بما يساعد على حماية الأمن القومى المصرى.

تهديدات الأمن القومى

الأوضاع فى السودان معقّدة جداً فى الوقت الراهن، حيث توجد تحديات كبيرة تتعلق بالصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، وهذا التصعيد قد يؤدى إلى تدمير الموارد الوطنية، ويؤثر سلباً على التنمية والاستثمار، مما يُقلل فرص تحسين مستوى حياة الشعب السودانى، كما أن استمرار هذا الصراع قد يؤدى إلى تقسيم السودان مجدّداً، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومى المصرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحكمة الحسم إنفاذ المساعدات لیبیا والسودان فى المنطقة فى لیبیا ل تهدیدا على مصر فى مصر

إقرأ أيضاً:

مواصى خان يونس

إسرائيل تدفن الفلسطينيين «بالحيا» فى المنطقة الإنسانية بصواريخ أمريكا900 مليون دولار من الأحزاب الدينية اليهودية لتمويل الحرب

كانت الساعة تقترب من الثانية والنصف تقريباً من صباح اليوم الـ340 من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة.. الظلام الدامس مطبق على الأنفاس برطوبة البحر الهائج بوحشية آكلى لحوم البشر فى غابات الليل بالأدغال، وعلى الرغم من ذلك كان ساتراً آلاف النازحين النائمين فى الخيام التى مزقها قيظ الصيف وأكلتها قوارض الأرض فى منطقة مواصى خان يونس لطبيعتها الجغرافية التى اكتظت بآلاف الأبرياء ضحايا جحيم الحرب.
فجأة يتحول المشهد إلى نهار بفعل الغارات من قبل حكومة الاحتلال الإرهابية برئاسة «بنيامين نتنياهو» لتفجر المنطقة التى زعمت أنها إنسانية آمنة، فتنفجر رؤوس الصواريخ الأمريكية المحملة بأطنان القنابل المحرمة دولياً على أكثر من 30 خيمة لتحرقها على من فيها وتدفن الناس بالحياة فى رمال غزة على مرأى ومسمع من العالم فى أبشع المجازر المرتكبة فى القطاع.
لقد مسحت قوات الاحتلال عائلات بالكامل ودفنتها أحياء بعمق عشرات الأمتار ومن نجا كان ممزقاً تطايرت أشلاؤه فى الهواء بصواريخ الموت الفاشية التى تستخدم لنسف الجبال فى مشهد متكرر منذ أحد عشر شهراً، استبيح فيها البشر والحجر، كم هو مؤلم أن تعتاد المشهد كأنه روتين، ويتلاشى ضميرك بلا رحمة ولا دين!
أكد الدفاع المدنى فى غزة أن قوات الاحتلال استخدمت فى الهجوم 5 صواريخ تسببت فى دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار فى الأرض ما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية فى الوصول إلى المتضررين.
مع وجود مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التى تحلق فوق موقع الغارة، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائى والحرائق الناجمة عن القصف.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدنى الرائد «محمود بصل»: هناك عائلات كاملة اختفت فى مجزرة المواصى بين الرمال، وأضاف أن القصف على مواصى خان يونس تسبب فى دمار كبير، ونفذ بصواريخ شديدة الانفجار ما خلف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار. وأن المنطقة التى تعرضت للقصف كانت تضم بين 20 و40 خيمة نازحين.
وقال «بصل» إنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيم النازحين فى المواصى بخان يونس بسبب استمرار الإبلاغ عن مفقودين جدد.
وقال مدير الاتصال الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابثة إن الاحتلال ضرب خيام القماش بصواريخ عملاقة أمريكية الصنع مخصصة لدك الجبال. وأضاف الثوابتة أنه تم تسجيل عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين فى خيام النازحين
وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطينى إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة فى انتشال جثث القتلى والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة.
وكشف المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أن الاحتلال ألقى قنابل أمريكية من نوع «إم كى 84» على تجمع لخيام النازحين فى منطقة مواصى خان يونس، وأضاف أن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها فى أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين لا يمكن تبريره بأى حال.
قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن المجزرة المروعة التى ارتكبها الاحتلال ضد النازحين فى خيام بالية ضمن المنطقة التى أعلنها إنسانية فى مواصى خانيونس جنوب القطاع دليل إضافى على أن الصمت الدولى على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، مع عدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
وأشار إلى أن المنطقة التى تواجدت فيها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالى فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.
وشدد الأورومتوسطى على أنه حتى فى حال صحت الادعاءات بتواجد أفراد من فصائل مسلحة فى المنطقة، فإن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها فى منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين المدنيين فى قطاع غزة، وارتكاب مجزرة ضد المدنيين خلال نومهم لا يمكن تبريره بأى حال.
وأشار إلى أن إسرائيل تبقى ملزمة دائماً وبجميع الأحوال بقواعد القانون الدولى الإنسانى، وخصوصاً مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بحماية المدنيين. ويشمل ذلك اختيار الأسلوب الذى تنفذ به العمليات العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة، بحيث يؤدى إلى الحد الأدنى من الخسائر والإصابات بين المدنيين.
وشدد على أن حالة الصمت والتجاهل التى تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة فى تاريخ الحروب كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر، مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءاً أخضر لإسرائيل للاستمرار فى ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعياً والقضاء عليهم.
ونفت حركة حماس فى بيان وجود مقاومين فى منطقة المواصى المستهدفة بخان يونس. وذكرت الحركة أن الاحتلال هو الذى أعلن تلك المنطقة آمنة ثم مضى فى أعمال الإبادة غير مكترث بالقانون الدولى أو الإنسانى وبغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة فى العدوان على الشعب الفلسطينى.
وطالبت الحركة المجتمع الدولى والأمم المتحدة وكل المؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية بمغادرة مربع الصمت والعجز، والاضطلاع بمسئوليتها فى وقف هذه المحرقة.
قال مدير مستشفى العودة إن مستشفيات الشمال بحاجة إلى إغاثة عاجلة، وإن تعنت قوات الاحتلال حال دون وصول الوقود والمستلزمات الطبية لمستشفيات شمال القطاع، داعياً المنظمات الدولية لتزويدها بالمستلزمات الطبية.
كما حمل مدير مستشفى كمال عدوان الاحتلال الإسرائيلى المسئولية عن مصير الأطفال الموجودين فى أقسام العناية المركزة. أوضحت وزارة الصحة بغزة أن القصف الإسرائيلى زاد على شمال القطاع ما أثر مباشرة فى الخدمات الصحية.
وزعم الإسرائيلى أنه أغار واستهدف عدداً من المسلحين البارزين التابعين لحركة المقاومة حماس كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة فى منطقة إنسانية فى خان يونس، على حد زعم بيان الجيش.
وأضاف البيان أن المسلحين عملوا على التخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين. وأشار إلى أنه جرى اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين واستخدمت ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية.
ووافق أعضاء الكنيست الإسرائيلى، مبدئياً على زيادة حجم ميزانية 2024 وضخ قرابة 900 مليون دولار، للمساعدة فى تمويل جنود الاحتياط والنازحين نتيجة الحرب فى غزة، فى قرار حظى بدعم من الأحزاب الدينية.
وقالت وزارة المالية إن «التصويت على إضافة 3.4 مليار شيكل (906 ملايين دولار) إلى ميزانية 2024 جرى بأغلبية 58 صوتاً مقابل 52». ويحتاج القرار ليصبح قانوناً نافذاً إلى الموافقة والإقرار عليه فى اقتراعين إضافيين.
وأعلن متحدث باسم موشيه جافنى، رئيس لجنة المالية فى الكنيست وزعيم حزب «يهودت هتوراة» المتطرف، أن «الحزب قرر التصويت لصالح الميزانية هذه المرة»، دون أن يتطرق إلى مصير التصويت فى الجلسات المقبلة.
قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذى انتقد المصوتين ضد الميزانية إن «التعديلات التى طرأت على الميزانية ستوفر الظروف المطلوبة لمواصلة الحرب ضد من يسعون لإلحاق الأذى بنا».
وأضاف: «سيكون من الجيد أن ينضم أعضاء المعارضة إلى المسئولية الوطنية، ويصوتوا لصالح الاستمرار فى تمويل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وجنود الاحتياط، هذه حرب نخوضها معاً».

مقالات مشابهة

  • السبكي: اهتمام غير مسبوق من القيادة السياسية بتحقيق التغطية الصحية الشاملة
  • غروندبرغ لـ "مجلس الأمن": التصعيد الإقليمي وحرب غزة عقدا جهود السلام في اليمن "نص الإحاطة"
  • بريطانيا تُؤكد دعمها للعملية السياسية في ليبيا
  • دبلوماسي سابق: هاريس أدارت مناظرتها مع ترامب كمدعي عام.. والأخير لم يكن مستعدًا
  • الضحية نجل دبلوماسي سابق.. التفاصيل كاملة لـ جريمة الشيخ زايد
  • وزير الخارجية يؤكد محورية التعاون السعودي المصري في حفظ الأمن الإقليمي
  • وزير الخارجية يؤكد محورية التعاون السعودي المصري في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي
  • مواصى خان يونس
  • وزير الخارجية السعودي يؤكد محورية التعاون بين بلاده ومصر في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي
  • نقيب الأشراف: مبادرة بداية جديدة تعكس رؤية القيادة السياسية لتنمية المجتمع المصري