هلال عبدالصابور لـ الوفد: مهنة الأستورجي بتنقرض بعد غلاء الأسعار
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
استهواه حب صنعة الأستورجي منذ نعومة أظافره ليترك لعب الكرة في الشارع ومدرسته، ويدق الشغف قلبه بحب هذة الصنعة ليبدأ أول سطر فيها ويصبح من أمهر الصنايعية الموجودين في منطقة المناصرة حتى وقتنا هذا، انه الأوسطى هلال عبدالصبور البالغ من العمر 73 عامًا الذي يملك ورشة في منطقة المناصرة الكامن في حي الموسكي والذي يضم ألاف الورش.
ذاعت شهرة منطقة المناصرة منذ ألاف السنين بأجود أنواع الأخشاب لتصميم كافة قطع الأثاث "الموبيليا" بمختلف أنواعها وأشكالها، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تعد ملتقى لكافة الحرف اليدوية وأمهر الصنايعية في مصر.
ووسط هدوء شارع المناصرة الذي يخلو من الزبائن بشكل واضح رغم كثرة ورش النجارة ومعارض بيع الأثاث "الموبيليا" التقت صحفية الوفد مع الأوسطى هلال عبدالصبور الذي يسعي لكسب الحلال مع بداية الساعات الأولى من الصباح.
وبأبتسامة طبيعية وقلب صافي فتح عم هلال قلبه لـ الوفد ليسترجع ذكرياته أيام شبابه خلال عمله في صنعة الأستورجي.
وتجولت عدسة الوفد داخل ورشة الأوسطى هلال عبدالصابور لترصد إبداعاته في صنعه الأستورجي.
قال هلال عبدالصبور أنه فتح ورشة الأستورجي منذ عام 1977، عندما أمتلك ألفين جنيه من عمله في هذة الصنعة، التى أحبها مستغنيًا عن التعليم، ليحفر أسمه بحروف من ذهب وسط عملاقة الأستورجيه، ليمارس إبداعاته في هذه الصنعة بيده الناعمة التي تعكس سحر تفاصيل قطع الأثاث.
هلال عبدالصبور: مهنة الأستورجي بتنقرض وبقالي 5 سنين عاطل
وأكد هلال عبدالصبور أن الغلاء وجشع التجار وتضاعف سعر الخامات الخاصة بالنجارة "المونه " الطاق ثلاثه، مما ادى إلى انتشار حالة ركود في بيع وشراء قطع الأثاث بمنطقة المناصرة التي كانت يطلق عليها لقب دمياط القاهرة.
وأضاف هلال، أنه افنى عمره طيلة الـ55 عامًا في صنعة الأستورجي، ولكنه يشعر بالحزن الدفين لأهمال هذة الصنعة فالجميع يرغب في شراء قطع الأثاث الجاهزة دون النظر الي جودة التصميم و التنفيذ.
وتابع أن جودة الأخشاب تتحكم بشكل رئيسي في العمر الافتراضى لقطع الأثاث، ويعد خشب الليمون والزان والأرو من أجود أنواع الأخشاب التي يصمم منها فرش عش الزوجية للعرسان الجدد.
أوضح أن مهارته في صنعة الأستورجي فتحت له أبواب الرزق ليدخل بيوت المشاهير مثل الزعيم عادل أمام؛ ليلمع له قطع أثاث منزله، ولعب الحظ فرصته ليصبح ضمن فريق صنايعية تلميع قطع أثاث مضيفة السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في العهد السابق.
وقدم هلال بعض النصائح الهامة للعرسان المقبلين على الزواج عند شراء قطع أثاث منزلهم:-
- يتاكدوا من جودة الخشب المصنع منه قطع الأثاث ولابد ان يكون من الزان أو الأرو أو الأبلكاش بسمك 3 سم.
-يصطحبوا نجار للكشف عن جودة قطع الأثاث سواء غرفة نوم أو أطفال أو سفرة أو نيش أو انترية.
-تجنبوا شراء قطع الأثاث المصنوعة من خشب mdf لعدم جودته وصلحيته وقصر عمره.
وأكمل أن ما يميز الصنايعية في مصر أنهم يعملون بإيديهم ويمارسون إبداعتهم بإحترافية خاصة وإبداع.
وأستكمل أن أصحبت مهنة الأستورجي مهددة بالأنقراض لعدم أهتمام الدولة بينا ولقلة الورش الحرفية ولهروب الشباب من الانضمام للمهنة ويبحثوا عن العمل السهل، قائلًا: “ نفسي أعلم الشباب أصوال الصنعة عشان يحسوا بقيمة نفسهم ويبعدوا عن المخدرات ووقفة النواصى زي الصيع".
وأشار أن مهنة الأستورجي من المهن السامية والمفضله عند طبقة الأغنياء لانهم يعلمون جيدة أن دهان قطع الأثاث بإيادي صنايعية الأستورجيه تمنحهم رونقُا وطابعًا خاص لا غني عنه في المنزل، قائلًا: " أوقات كثيرة أذهب الي منازل الزبائن لكي ألمع لهم قطع الأثاث بالقطنه والخامات الأخرى".
وأردف أن مهنة الأستورجي من أصعب المهن في النجارة كما أنها تشمل تلميع قطع الأثاث المختلفة من غرف النوم أو الصالونات أو المكاتب وغيرها.
واختتم أنه يحب ويعشق مهنته وينتمى أن الدولة تتهتم بمختلف حرف الصنايعية مثل الأستورجية و المدهبتيه و نجارين و الحدادين وتخصص مكان لهم لانتاج الدائم، لكي يدب الروح بداخل قلوبهم من جديد ويشعرون بأهميتهم ويقدرون على مواصلة رحلة الحياة بكل قوة وشغف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزعيم عادل إمام قطع الأثاث
إقرأ أيضاً:
غرفة الأخشاب والأثاث: ورش العمل المتخصصة تساهم في نقل الخبرات العالمية للمصنعين المحليين
أكد المهندس علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات وعضو لجنة التعاون العربي بالاتحاد، أن صناعة الأثاث في مصر تمتلك فرصًا كبيرة للنمو، لكنها تحتاج إلى تطوير شامل لمواكبة المتغيرات العالمية وزيادة الصادرات.
وأوضح نصر الدين في تصريحات له،أن المجلس التصديري للأثاث وغرفة صناعة منتجات الأخشاب يعملان على تعزيز قدرات الشركات المحلية من خلال تنظيم ورش عمل متخصصة، تستهدف إكساب المصنعين المعرفة الحديثة ببدائل الأخشاب ومواد مقاومة الحريق، بما يرفع من مستوى الجودة ويعزز من تنافسية المنتج المصري في الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن ورشة العمل الأخيرة التي نظمها المجلس التصديري شهدت مشاركة 30 شركة تعمل في قطاع الأخشاب والأثاث، مما يعكس اهتمام المصنعين المصريين بتطوير منتجاتهم، والالتزام بتطبيق المعايير الحديثة في الإنتاج.
تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءاتوفي سياق متصل، أشاد نصر الدين بإطلاق وزارة الصناعة تطبيقًا إلكترونيًا لدعم المستثمرين في القطاع الصناعي، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية لتسهيل الإجراءات وتقليل التعقيدات البيروقراطية التي تواجه المستثمرين في القطاع.
وأكد أن التحول الرقمي في تقديم الخدمات الحكومية أصبح من الركائز الأساسية لجذب الاستثمارات وتحفيز الصناعات المحلية، مشيرًا إلى أن التطبيق الجديد سيمكن المستثمرين من تقديم طلباتهم ومتابعتها إلكترونيًا، دون الحاجة إلى الحضور الفعلي لمقر الوزارة.
وأضاف أن تطوير صناعة الأثاث في مصر يتطلب توفير بيئة أعمال مناسبة، تشمل دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم التمويل اللازم لتحديث المصانع، بالإضافة إلى دعم الابتكار في التصميمات، بما يعزز من تنافسية المنتج المصري عالميًا.
وشدد نصر الدين على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ خطط التطوير، معربًا عن أمله في أن تكون هذه المبادرات خطوة نحو تطوير شامل لصناعة الأثاث المصرية، وزيادة حجم صادراتها خلال السنوات المقبلة.