أستاذ بالأزهر: خلاء القلب من الحقد والحسد يُدخِل الجنة (فيديو)
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن الحديث النبوي الشريف حول سلامة القلب هو أساس ما ينبغي أن يركز عليه المسلم في سعيه نحو رضا الله ودخول الجنة.
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الأحد، أن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم دخل على الصحابة ذات يوم وقال لهم: «يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، وقد تكرر هذا الحديث ثلاث مرات على مدى ثلاثة أيام، وفي كل مرة كان الرجل نفسه يدخل.
وأشار إلى أن الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص، قد اندهش من كون هذا الرجل يُبشَّر بدخول الجنة دون أن يظهر منه أعمال عظيمة، فقرر أن يستضيف الرجل ويقضي معه ثلاثة أيام ليراقب أعماله، موضحا أن عبدالله بن عمرو لم يرَ من الرجل سوى الأمور العادية في العبادة، مثل الصلاة والصيام والذكر، ولم يكن هناك ما يلفت الانتباه بشكل استثنائي.
طهارة القلب من الأمور الأساسية لنيل رضا الله ودخول الجنةوتابع: «في نهاية الفترة، سأله عبدالله بن عمرو بن العاص عن سر هذه البركة، فأجابه الرجل بأنه لا يحمل في قلبه أي ضغينة أو حسد تجاه أحد، وأنه يدعو بالخير لكل من أنعم الله عليه بنعمة، وهذا القلب الطاهر هو ما جعله ينال شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة»، موضحا أن هذا الحديث يوضح أن طهارة القلب وسلامته من الحقد والحسد هي من الأمور الأساسية لنيل رضا الله ودخول الجنة، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى يربط النجاة بسلامة القلب، كما قال في القرآن الكريم: «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدكتور هاني تمام جامعة الأزهر الفتوى
إقرأ أيضاً:
المرأة.. ذلك الكاىٔن المحير!!
فى رائعة أناتول فرانس، «الرجل الذى تزوج امرأة بكماء»، نجد أحد القضاة ذوى السمعة الحسنة والعقل الراجح قد تزوج بإحدى النساء ذوات الحسب الرفيع، لكنها للأسف كانت بكماء لا تنطق بكلمة، فتمنى من شغاف قلبه أن يعالجها، فقد كانت غاية فى الفتنة والأنوثة، وكل ما كان ينقصها هو صوتها الذى تخيله عذباً رقراقاً وكان على استعداد أن يضحى بالغالى والنفيس فى سبيل أن تستعيد قدرتها على التحدث، وبالفعل حقق الله أمنيته إذ عثر على مبتغاه فى صورة طبيب بارع استطاع أن يعالج تلك الزوجة الفاتنة.
ولكن -واأسفاه- فقد تبخرت أحلام الزوج فى السعادة، إذ فوجئ بأن زوجته الفاتنة تلك ما إن استعادت صوتها حتى تحولت إلى كائن ثرثار أنانى، إذ كل ما كان يشغل عقللها زينتها وملابسها وأحدث الصيحات.. إلخ. وطفقت تثرثر طوال الوقت فيما ينفع وما لا ينفع فبدت له كائناً أجوف يعذبه بالثرثرة الفارغة التى كاد يفقد عقله على أثرها!! ولم يجد حلاً لإنهاء عذابه هذا سوى بأن جعل الطبيب الذى عالج زوجته من قبل يعطيه دواء أصابه بالصمم، كى لا يسمع زوجته الثرثارة إلى الأبد!!
وبعيداً عن سخرية «أناتول» اللاذعة فى روايته تلك وإظهاره للمرأة فى تلك الصورة التى قد تغضب عزيزاتى ذوات تاء التأنيث، نجد أن المرأة كاىٔن محير منذ أن خلقه الله من ضلع آدم الأعوج، وبغض النظر عن أنها كانت سبباً رئيسياً فى خروج آدم من الجنة، فإنه لا يمكن أن تختزل كل مثالبها في مجرد الثرثرة.
فالمرأة قد تكون سبباً في أن يعيش الرجل حياة أشبه بالنعيم وتزخر بالنجاح بما حباه الله لها من الفطنة والعقل والذكاء يصدق فيها قول رسولنا الكريم: «خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»، أو تكون على النقيض من ذلك، إذ تحول حياة الرجل إلى عذاب مقيم، فتكون سبباً فى شقاىٔه الأبدى، بكثرة طلباتها ونزواتها وغيرتها ممن حولها من النساء، وتكون غير قنوع بما رزقها الله به، للدرجة التى قد يجن معها الزوج، خصوصاً فى هذا الزمان الأغبر الذى طال فيه الغلاء كل شىء وتحول الرجل إلى مجرد كائن مسكين إزاء متطلبات المعيشة التى تكوى الجباه وتحنى الظهور، ما جعل حديث رسولنا الكريم «رفقاً بالقوارير» ينطبق على الرجال قبل النساء!!
وقد شاع العديد من النظريات والافتراضات الطريفة فى محاولة لفهم المرأة ومدى اختلافها عن الرجل، ولعل أطرفها ما تصوره الطبيب النفسى الأمريكى جون جراى من أن النساء قادمات من كوكب مغاير للذى جاء منه الرجال، فالنساء جئن من كوكب «الزهرة»، فى حين أن الرجال أتوا من «المريخ»، لذا فهما كائنان من كوكبين مختلفين صفاتهما مختلفة ومشاعرهما مختلفة رغم تشابههما فى نسق التكوين العام، فعقل المرأة يختلف كلياً عن الرجل ومشاعر المرأة جياشة تختلف تماماً عن الرجل الذى يميل إلى التفكير بعقله لا من خلال العاطفة، لذا يجب ألا تقاس الأمور من خلال منظور واحد لأى منهما، فهما كائنان مختلفان تمام الاختلاف ينتميان إلى كوكبين مختلفين، التقيا على كوكب ثالث وهى الأرض، لذا فكل منهما يجب أن يقدم على فهم الآخر باعتبار أنه كائن مغاير له فى كل شىء ومن هنا يتلاقيان فى نقطة مشتركة يسودها التفاهم والود والتعاطف ما يحقق السعادة لكل منهما على السواء.
لذا لا تجزع أيها الرجل، فبعيداً عن تلك الثرثارة فى رائعة أناتول فرانس التى أفقدت زوجها عقله، فثمة فرصة سانحة كى تحيا بسعادة مع ذلك المخلوق الزهرى المحير المسمى بـ«المرأة» دون أن تصيب نفسك بالصمم!!