مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تتبنى دبلوماسية وقائية ترتكز على الوساطة والحوار لحل النزاعات
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تُواجه فى الوقت الراهن تحديات أمنية هائلة تتأثر بشكل مباشر بالصراعات الدائرة فى محيطها الإقليمى، من بينها اضطرابات ليبيا، والحرب فى السودان، والعدوان على غزة، فضلاً عن التصعيد فى البحر الأحمر، وأكد «حليمة»، فى حوار لـ«الوطن»، أن هذه الصراعات لا تُلقى بظلالها على أمن مصر فقط، بل تُؤثّر بشكل كبير على اقتصادها ومعاملاتها التجارية جرَّاء تبعات الحروب المفتوحة على الجبهات المتعددة.
ما مخاطر حرب غزة وتوترات البحر الأحمر على مصر؟
- تؤثر التوترات المستمرة فى غزة بشكل كبير على الأمن القومى المصرى، حيث يلقى التصعيد الإسرائيلى بظلاله على حركة الملاحة فى البحر الأحمر، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية أعلنت جماعة الحوثى عن شن هجمات على السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية فى البحر الأحمر.
وفى الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة الهجمات الحوثية فى البحر الأحمر، ما كان لها تأثير ملحوظ على قناة السويس، إذ حولت العديد من الشركات العالمية مسارات شحنها إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما يزيد من التكاليف ويؤدى إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمى.
حدثنا عن استراتيجيات مصر لمواجهة التحديات الإقليمية.
- تسعى مصر إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمى من خلال تبنى دبلوماسية وقائية تشمل الوساطة والحوار فى النزاعات الإقليمية، فتعمل «القاهرة» على تسوية هذه النزاعات بطرق سلمية عبر الاتفاقات والقوانين الدولية.
كما تشارك مصر فى اجتماعات ومنظمات متعددة مثل الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية ومنظمات دولية أخرى لتعزيز الاستقرار الإقليمى، وفى إطار تعزيز الأمن الداخلى، تتخذ «القاهرة» خطوات لضمان تأمين حدودها ومكافحة تهريب الأسلحة والأنشطة الإرهابية، مع تعزيز التدابير الأمنية فى المناطق الحدودية والمناطق الحساسة.
وتعمل مصر على مواجهة التأثيرات الخارجية، خاصةً تلك الناتجة عن أزمات البحر الأحمر، من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية عبر تنفيذ مشروعات كبرى، كما تستثمر «القاهرة» فى مشروعات تنموية مهمة مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وتطوير البنية التحتية، بهدف تحفيز النمو الاقتصادى وجذب الاستثمارات.
كيف تواجه الدبلوماسية المصرية تداعيات التوترات المتسارعة فى الشرق الأوسط؟
- تؤدى التوترات الإقليمية إلى توسعة الصراعات وتحويلها إلى نزاعات دولية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية والاقتصادية، كما أن التغيرات المناخية قد تؤثر على الموارد المائية والأمن الغذائى فى مصر، ما يتطلب تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذه التحديات.
وتعمل مصر على تعزيز التعاون الدولى والإقليمى للاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية وضمان الحصول على دعم سياسى واقتصادى، كما تستثمر فى تطوير البنية التحتية والتركيز على مشروعات كبرى تعزز النمو الاقتصادى وتقلل الاعتماد على القطاعات المتأثرة بالصراعات، إضافة إلى ذلك، تعمل مصر على تطوير استراتيجيات أمنية مرنة تتماشى مع التهديدات المتطورة. وتتطلب مواجهة هذه التحديات توازناً بين السياسة والأمن والتنمية الاقتصادية.
ما الاستراتيجيات التى يمكن لمصر اتباعها لحماية المجرى الملاحى لقناة السويس؟
- تعد قناة السويس مسألة حيوية تتعلق بالأمن والاستقرار، فتشكل أزمة البحر الأحمر تهديداً لحرية الملاحة فى القناة، ما يؤثر على الأمن الاقتصادى والأمن المائى البحرى لمصر، وللإبقاء على سلامة القناة تركز مصر على عدة استراتيجيات عن طريق الالتزام بالقوانين الدولية والاتفاقات والمواثيق ذات الصلة، كما تسعى الدولة لحل النزاعات بشكل سلمى وتعمل على تجنب التصعيد من خلال الحوار والمفاوضات، وفى حال تصاعد التهديدات تلجأ «القاهرة» إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مستفيدةً من آليات الفصل السابع، بما فى ذلك المادة 51 المتعلقة بحق الدفاع عن النفس، وتُركّز مصر على استراتيجيات التصدى للتأثيرات الخارجية لضمان أمن القناة.
«القاهرة» تركز على محاربة الإرهاب والجريمة وحماية حقوق النازحين.. وتسعى للحفاظ على أمنها بالالتزام بالقوانين الدوليةكيف تساند مصر دول الجوار فى ظل التهديدات المتزايدة على أمننا القومى؟
- تلتزم مصر بسياسة خارجية تُبنى على التعاون مع دول الجوار والمنظمات الدولية والإقليمية، مع احترام القوانين والاتفاقات الدولية، كما تُركّز على تسوية النزاعات سلمياً، وتعزيز التعاون المتبادل الهادف إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة. وتقود وزارة الخارجية، وعلى رأسها بدر عبدالعاطى، جهود مصر الدبلوماسية لضمان فاعلية التعامل مع الأزمات الدولية.
والحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها الإقليمية، مع احترام سيادة الدول الأخرى وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، كما تُركز مصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع الشركاء الدوليين والإقليميين، مع التركيز على محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية حقوق النازحين، كما تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار من خلال الالتزام بالقوانين الدولية والتعاون الدبلوماسى.
التوتر الإقليمىتواجه مصر تحديات كبيرة بسبب تصاعد التوتر الإقليمى، الذى يُهدد بتصعيد النزاع بين إسرائيل ودول إقليمية مثل إيران، ويُؤدى الدعم الأمريكى القوى لإسرائيل عسكرياً وسياسياً إلى مزيد من التصعيد، ما يجعل تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية أمراً صعباً، ولكن مصر تسعى بكل الطرق لتحقيق حل سياسى شامل للقضية الفلسطينية من خلال إنهاء الاحتلال ومنح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، إلا أن التصعيد الحالى يُعقّد الوصول إلى توافق، ما يُضعف جهود السلام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكمة الحسم إنفاذ المساعدات الأمن والاستقرار فى البحر الأحمر من خلال مصر على
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري: فلسطين قضية العرب المركزية وسنتصدى لأفكار تصفيتها
السعودية – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن القاهرة ومجلس التعاون الخليجي يعملان سويا على مواجهة التحديات والتهديدات غير المسبوقة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد عبد العاطي، في كلمة ألقاها خلال اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي،امس الخميس، دعم مصر الثابت لأمن دول الخليج العربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي بعد استضافة القاهرة للقمة العربية التي أبرزت الإجماع والتضامن على التمسك بالثوابت العربية تجاه فلسطين، باعتبارها القضية المركزية للعالم العربي، والتأكيد على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومقررات الشرعية الدولية، والتصدي لأي أفكار تستهدف تصفيتها من خلال تهجير أو نقل الفلسطينيين من أرضهم.
وأشار إلى ضرورة استمرار التنسيق والتعاون للعمل على إعمار قطاع غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم وتمكين لجنة إدارة قطاع غزة من استئناف الخدمات الحيوية للفلسطينيين، تمهيدًا لتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى قطاع غزة والاضطلاع بمهام الأمن والتنمية وإنفاذ القانون في القطاع.
وتحدث إلى التعاون المصري الخليجي، معربا عن شكره للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي ووزراء خارجية دول المجلس على جهودهم لتعزيز العمل المصري الخليجي المشترك، بما يعكس عمق العلاقات المصرية الخليجية والإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات بما يلبي تطلعات الشعوب نحو التقدم والازدهار.
وأشاد بالطفرة النوعية التي تشهدها دول مجلس التعاون الشقيقة في مجالات التنمية بتدشين المشروعات الضخمة، لا سيما في مجالات النقل واللوجستيات والمدن الاقتصادية والصناعية، معربا عن استعداد مصر للمشاركة في دعم هذه الملحمة التنموية خاصة في مجالات البنية التحتية في ضوء ما تمتلكه مصر من شركات ذات خبرات واسعة.
ونوه باهتمام مصر البالغ بمزيد من تعميق وتطوير علاقات التعاون في القطاعات ذات الأولوية وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبترول والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة والصحة والزراعة وغيرها.
وفي هذا السياق أصدرت الخارجية المصرية بيانا، أشارت فيه إلى أن الاجتماع شهد اهتماما بمتابعة القمة العربية غير العادية التي عقدت بالقاهرة يوم 4 مارس ومخرجاتها، منوهة بإشادة وزراء مجلس التعاون الخليجي بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي باستضافة القمة ونجاحها في تحقيق توافق عربي، خاصة في تبني الخطة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، وتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وتناول قضايا الأمن والحوكمة في القطاع، وجهود دولة فلسطين في إطار تحقيق الإصلاح الشامل.
وأضافت أن الوزراء أشادوا بالدور الريادي الذي يضطلع به الرئيس المصري في تحقيق الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وقيادته في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والمصالح العربية.
وتابعت أن الاجتماع شهد اتفاقا على عقد المنتدى الأول المصري – الخليجي في القاهرة خلال العام الجاري بمشاركة رفيعة المستوى من الحكومات والقطاع الخاص، لاسيما على ضوء الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر والمناخ المواتي للاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، مثل الطاقة والطاقة النظيفة والمتجددة والصناعة واللوجستيات والنقل والبناء والتعمير.
وذكرت أن الوزير عبد العاطي، أكد في كلمته خلال الاجتماع، متانة العلاقات المصرية الخليجية والرغبة في مواصلة تعزيز أواصر التعاون المشترك بين مصر والدول الخليجية الشقيقة، والارتقاء بالعلاقات المصرية- الخليجية إلى رحاب أعلى، مشيرا إلى أهمية البناء على نتائج الاجتماع السابق لآلية التشاور السياسي بين جمهورية مصر العربية ومجلس التعاون الخليجي في مارس 2024 بالرياض، بما يُحقق المنفعة المشتركة لمصر ودول الخليج العربية وتحقيق تطلعات شعوبها نحو مزيد من الرخاء والتنمية.
كما شدد الوزير على أهمية الاستفادة من الأطر التي تتيحها آلية التشاور السياسي بين الجانبين، لاسيما خطة العمل المشتركة (2024/2025).
المصدر: RT
Previous الخليل.. إسرائيل ترفض فتح الحرم الإبراهيمي بالكامل في رمضان Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results