ثورة جياع واحتجاجات عمالية فى إيران
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
تحتج جميع شرائح المجتمع فى إيران من العمال والمزارعين إلى المتقاعدين والممرضات والمعلمين وغيرهم، يوميا، فى شوارع إيران على وعود قادة النظام الفارغة، يهتفون: «كفى وعودًا، مائدتنا فارغة!»، «رواتب فلكية لمسؤولى النظام، بؤس واسع النطاق» و«الفقر والفساد والتضخم وباء الشعب».
فى حين يواصل الحرس النظام الإيرانى نهب ثروات الشعب، يغرق الشعب الإيرانى فى الفقر المتزايد وتشهد البلاد حاليًا تصاعدًا ملحوظًا فى الاحتجاجات الشعبية، فى ظل تزايد الفقر وتفاقم الأوضاع المعيشية، فى الوقت الذى يستمر فيه الحرس النظام فى نهب ثروات إيران لصالح مشاريعه التوسعية وتمويل الإرهاب فى المنطقة، يواجه الشعب الإيرانى أزمة اقتصادية خانقة، حيث باتت شريحة واسعة من المجتمع تعيش تحت خط الفقر.
أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن استعدادات لرفع أسعار الخبز فى 10 محافظات بنسبة 25% بالإضافة إلى زيادات الأسعار فى طهران ومدن أخرى، وترتفع الأسعار بشكل أسرع من أى وقت مضى، حيث إن الزيادة الأخيرة فى أسعار الخبز بنسبة 25 إلى 40% تهدد بسحب حتى أبسط أنواع القوت والطعام من موائد الفقراء.
يواصل نظام الملالى تكتيكه المعتاد المتمثل فى رفع أسعار الخبز تدريجيا، ويأتى هذا فى وقت أصبحت فيه موائد الفقراء والعمال الكادحين خالية بالفعل من المواد الغذائية الأساسية، من اللحوم والبيض والأرز إلى الفواكه ومنتجات الألبان، والآن، يختفى الخبز أيضًا من موائدهم.
لم يتمكن الملايين من الناس، حتى قبل ارتفاع الأسعار، من شراء الخبز، حيث أفادت مصادر النظام أن الخبز كان يباع بالائتمان أو بالتقسيط.
كما أدت الانقطاعات المتكررة للكهرباء، تليها انقطاعات المياه، وفشل أجهزة التكييف فى حرارة الصيف التى لا تطاق، وخاصة فى المناطق الجنوبية من إيران، إلى دفع عدداً من الناس إلى أقصى حدودهم، وتسببت فى أضرار جسيمة لما تبقى من الإنتاج الزراعى والصناعي.
فى إطار موجة الاحتجاجات والانتفاضات الشاملة ضد نظام الملالي، استهدف شباب الانتفاضة إدارة مؤسسة فساد ونهب الملالى والحرس فى طهران، وقاموا بتفجيرها، لإرسال رسالة قوية إلى الحكومة، وتعتبر هذه المؤسسة واحدة من المراكز الرئيسية لنهب الثروة الوطنية للإيرانيين وتمويل الإرهاب وإشعال الفتن فى المنطقة، ما جعلها موضع كراهية واشمئزاز الشعب.
نفذ شباب الانتفاضة الهجوم كرد فعل على تدمير مسجد لأهل السنة فى تايباد بمحافظة خراسان الجنوبية من قبل قوات القمع التابعة لخامنئي، ويعكس هذا العمل العزم الراسخ للشباب على الوقوف ضد الظلم والقمع الذى يمارسه النظام، وأكدوا أنهم لن يرهبوا النظام، وأظهر هذا العمل أن الشعب الإيراني، وخاصة الشباب، قد قرروا المقاومة بأى ثمن ضد الظلم والفساد، ولن يتوقفوا عن نضالهم حتى تتحقق الحرية والعدالة فى إيران.
كما احتج العمال فى عدة مدن إيرانية احتجاجا على ظروفهم المعيشية السيئة، وتتزامن هذه الاحتجاجات مع احتجاجات الممرضات فى عشرات المدن الإيرانية ضد مسئولى نظام الملالي.
أضرب عمال شركة أرغوان كستر للبتروكيماويات فى محافظة إيلام فى غرب إيران عن العمل خلال الأيام الأربعة الماضية، فى حين دخل الاحتجاج النقابى لـ100 عامل عاطل عن العمل فى الوحدة يومه الـ80.
ويأتى تجاهل مطالب العمال العاطلين عن العمل بالعودة إلى العمل فى وقت تم فيه استدعاء 4 عمال محتجين إلى المؤسسات القضائية والأمنية لنظام الملالى بتهمة «الإخلال بالنظام» بعد شكوى من أصحاب عملهم.
فى مدينة بافق فى محافظة يزد وسط إيران، نظم عمال شركة رؤوف وقفة احتجاجية احتجاجا على انعدام الأمن الوظيفى والفصل العشوائي، وفى زاهدان، نظم رجال الإطفاء فى المدينة وقفة احتجاجية احتجاجا على عدم دفع رواتبهم لمدة 3 أشهر، وفى أصفهان، واصل المزارعون اعتصامهم فى ساحة خراسكان احتجاجا على نقص المياه المتدفقة فى نهر زاينده رود وجفاف مزارعهم.
وفى عسلويه، تظاهر موظفو صناعة النفط احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية السيئة، حيث يعانون من تدهور مستمر فى رواتبهم وظروف عملهم، فى الوقت الذى يستغل فيه النظام ثروات البلاد لأغراضه الخاصة، وفى مدينة كرج، دخل سائقو حافلات خطوط السرعة فى إضراب عن العمل بسبب الانخفاض الحاد فى الرواتب المدفوعة، مطالبين بحقوقهم وتحسين ظروف عملهم التى تدهورت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وفى مدينة تشابهار، انضم الممرضون والطاقم الطبى إلى الإضرابات العامة، معلنين تضامنهم مع المحتجين فى مختلف أنحاء البلاد ومؤكدين على أهمية توحيد الصفوف لمواجهة تجاهل المسؤولين لمطالبهم.
وينفق نظام الملالي، كل ثروات الشعب الإيرانى على إثارة الحروب فى المنطقة أو القمع الداخلي، وبسبب الفساد المستشرى بين جميع أركان الحكومة، غير قادر على الإطلاق على حل أصغر مشاكل الشعب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جميع شرائح المجتمع إيران ثروات الشعب احتجاجا على عن العمل
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: أنا ديمقراطي لأبعد حد وبابي مفتوح بشكل دائم للجميع
كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن البابا شنودة ظل نصف قرن في عمق الكنيسة الأرثوذكسية، مشيرًا إلى أن الكنيسة توسعت بشكل كبير في عهده. وقال: "البابا شنودة كان له صفات شخصية قيادية ساعدت في قيادة الكنيسة."
البابا تواضروس يكشف لأول مرة عن رأيه في إضافة الدين لمجموع الثانوية العامةالبابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة فقط
وأضاف خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON:"الكنيسة توسعت بشكل كبير وأصبحت في حاجة إلى نظام إداري محكم."
وأوضح البابا تواضروس أنه عندما تم ترسيم البابا شنودة، كان عدد الأساقفة في الكنيسة 22 فقط، بينما اليوم لدينا 136 أسقفًا. وأكد أن العمل بنظام الإيبارشيات في الكنيسة الأرثوذكسية يركز بشكل أكبر على الجانب الإداري.
وأضاف: "أنا شخصية ديمقراطية للغاية، وباب الكنيسة دائمًا مفتوحًا، وهذا جزء من معنى كلمة 'بابا'، فإذا لم يكن البابا يفتح بابه للناس، فإنه لا يستحق أن يكون بابا."
وتابع البابا تواضروس قائلًا:"لقد أنشأنا معهد 'التدبير الكنسي' لتدريس الإدارة داخل الكنيسة و العمل بنظام الإيبارشيات في الكنيسة الأرثوذكسية يركز العمل الإداري
."
وأكد أن مسؤولية البابا تتضمن شقين: كونه أبًا حنونًا يتجاوز عن الأخطاء، وفي ذات الوقت، الكنيسة تحتاج إلى نظام إداري صارم وقوانين تطبق على الجميع. لكنه شدد قائلاً : " "صحيح أن بابي مفتوح دائمًا للجميع، ورغم أنني لا أحب العقاب، إلا أنه لا بد من معاقبة من يتجاوز قوانين الكنيسة، وفي بعض الحالات قد تصل العقوبة إلى فصل الكهنة إذا وصل الخطأ إلى حد كبير."
وأشار البابا تواضروس إلى أنه بطبيعته يحب النظام في كل شيء، قائلًا: "تعلمت كثيرًا في دراستي في كلية الصيدلة، ورغم أنها كلية علمية، إلا أن تخصصي كان في إدارة المصانع الدوائية. تعلمت إدارة الأعمال، ومن ثم كان النظام جزءًا من تكويني، إذ أحب النظام في كل شيء ولا أستطيع التعامل مع الأمور 'العوجة'."
وأضاف: "ليس لدي دائرة خاصة، فأنا دائمًا أجلس مع الجميع، والمستشارون لا يغلقون بابي أمام أحد. ألتقي بكل الآباء وأعضاء لجنة السكرتارية، وهي اللجنة المركزية للمجمع المقدس، ونتواصل باستمرار مع كافة الكيانات داخل الكنيسة مثل المركز الإعلامي والمكتب الفني الذي يضم مجموعة من المهندسين والمستشارين. وبالتالي هناك نظام واضح في كل شيء. أنا بحب النظام في كافة الامور ومش بحب " الشيء العوج " "
وفي رده على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول وصفه بأنه "مؤسسي وإصلاحي"، قال البابا تواضروس:"كلمة 'إصلاحي' كبيرة جدًا بالنسبة لي، ولكنني أحب النظام في الإدارات، وأحب تسلسل العمل والمواعيد وتنظيم المناسبات. حتى أن بعض الكنائس تضع شرطًا أوليًا لزيارتها بأن تكون منظمة."
وعن التطوير الذي قام به في الكنيسة، هل يتعلق بالتطوير في منظومة التعليم والإدارة أم في تقاليد الكنيسة وعقيدتها، علق قداسته قائلاً: "التقاليد والعقيدة هي ثوابت لا تتغير في الكنيسة. نحن كنيسة أرثوذكسية، وهي كلمة تعني أننا ملتزمون بالفكر المستقيم في الرأي والسلوك."
وأشار إلى أن التطوير في الكنيسة يتم في الأمور الخارجية، ولكن ليس في صلب العقيدة، قائلًا: "زمان لو طلب شخص ماء، كنت سأقول له: 'اشرب من القلة'. الآن أقدم له كوب ماء مثلج في كأس. الماء هو الماء، لكن أسلوب التقديم هو الذي يتغير، وليس الماء نفسه."