خيول «نتنياهو» تدهس عائلات الرهائن
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
يسعى رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بكل وسيلة للبقاء ويلجأ لأى غاية تمكنه من ذلك سواء على حساب الدم الفلسطينى المهدر على مدار 3 أشهر ضمن حرب ابادة جماعية لأصحاب الأرض فى قطاع غزة او استغلال أرواح الأسرى الصهاينة لدى المقاومة والذين لقى بعضهم مصرعهم بنيران صديقة من قبل الاحتلال فيما يسود الترقب قطاع غزة المعلق بآماله على مفاوضات الفرصة الاخيرة الجارية حاليا بالقاهرة لوقف الإبادة الجماعية.
ودهست خيول «نتنياهو» فى وقت سابق عائلات الرهائن الصهاينة خلال مظاهرات عارمة بشوارع الداخل الفلسطينى وطافت المستعمرات الاسرائيلية حاملين الأعلام وصور الاسرى لدى المقاومة فى قطاع غزة فيما واصلت قوات الاحتلال جرائمها ضد الفلسطينيين العزل المحاصرين فى القطاع مع استمرار عمليات التهجير القسرى من اراضى الضفة المحتلة واقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الاقصى المبارك.
ونظمت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة، مظاهرة أمام مقر وزارة الأمن الإسرائيلية فى تل أبيب، بمشاركة المئات من الناشطين المناهضين للحكومة الإسرائيلية.
وشن المتظاهرون هجوماً على الحكومة الإسرائيلية، واتهموها بأنها تخلت عن ذويهم وتركتهم ليموتوا فى أسر حماس، مشددين على أنهم يعتزمون مواصلة الاحتجاجات حتى إسقاط حكومة نتنياهو.
واعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين، أن بقاء نتنياهو فى الحكم، سيحول دون الإفراج عن أبنائهم، وأن إنقاذهم من الأسر يتطلب إنقاذهم من نتنياهو.
وقالت العائلات إنّ صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية جاهزة للتوقيع منذ بداية يوليو الماضي، لكن الشروط الجديدة التى وضعها رئيس الوزراء وعلى رأسها محور فيلادلفيا، عرقلت إتمامها.
وقالت فى مؤتمر صحفى عقدته أمام مقر وزارة الدفاع فى مدينة تل أبيب «كانت هناك صفقة جاهزة للتوقيع منذ بداية يوليو، لكن الشروط الجديدة التى وضعها نتنياهو، وعلى رأسها محور فيلادلفيا، عرقلت إتمامها».
واضافت العائلات الإسرائيلية: «هذا ليس محور فيلادلفيا ولكنه التفاف فيلادلفيا»، فى إشارة إلى أنّ نتنياهو يستخدم محور فيلادلفيا للالتفاف على الصفقة.
وأضافت «النظام الأمنى الذى يدعم الصفقة يقول إنه يمكننا دائمًا العودة إلى فيلادلفيا فجأة أصبحت حياة أمة بأكملها تعتمد على المحور».
وقال ذوو الأسرى، «إن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة، حتى على حساب وقف الحرب». ودعت عائلات الأسرى بغزة، الرئيس الأمريكى جو بايدن، للضغط على حكومة نتنياهو، من أجل إتمام إبرام صفقة التبادل. وأكدت أنّ هذه «الفرصة الأخيرة لإبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية».
ورفعت عائلات الأسرى خلال المؤتمر، لافتة كبيرة كتب عليها جميع أسماء الأسرى المحتجزين بغزة.
وشارك فى المظاهرات زعيم المعارضة يائير لبيد الذى طالب نتنياهو بالذهاب بنفسه إلى القاهرة لإبرام صفقة. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة بنيامين نتنياهو وأخرى تشير إلى أن المفاوضات الجارية فى القاهرة هى الفرصة الأخيرة ونشر زعيم المعارضة يائير لبيد، عبر حسابه بمنصة «إكس»، صورا له أثناء مشاركته فى هذه المظاهرة.
وخاطب لبيد رئيس الوزراء نتنياهو قائلا له «اذهب بنفسك إلى القاهرة، لا ترسل أحدا، الصفقة الآن».
وقالت قناة إسرائيلية، إن نتنياهو، تعهد للرئيس الأمريكى بالانسحاب من كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، باعتباره مقترحا جديدا للتوصل إلى اتفاق يفضى إلى وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل أسرى مع حركة حماس.
ويصر نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، والتمسك باستمرار السيطرة العسكرية على محورى فيلادلفيا الحدودى مع مصر، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، ما يقلل فرص نجاح مفاوضات الهدنة المستأنفة فى القاهرة.
وتتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال الإسرائيلى كاملا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
يواصل الاحتلال الإبادة فى قطاع غزة لليوم الـ324 على التوالي، وسط استمرار ارتكاب المجازر وجرائم الحرب التى تستهدف المدنيين فى مختلف مناطق القطاع.
واعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 40 ألفًا و334 شهيدًا، بالإضافة لـ93 ألفًا و356 مصابًا بجروح متفاوتة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلًا مأهولًا بالسكان قرب محطة ضهير للغاز فى منطقة عريبة شمال مدينة رفح واستشهد اثنين برصاص طائرة إسرائيلية مسيرة فى محيط ملعب العنان بدير البلح.
أكدت مصادر محلية استشهاد واصابة العشرات بينهم طفل فى قصف مدفعى مجموعة على مفترق البريج وسط قطاع غزة.
وارتقى 3 وعدد من الجرحى بقصف طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة السلول فى محيط مسجد أمان قرب مفترق العيون شمال غرب مدينة غزة.
ووصل عدد من جثامين الشهداء الى مستشفى ناصر الطبى بخان يونس، وعرف منهم: محمد محمد خالد الأسطل، محمد سليمان أبو خشان، عبد ربه إبراهيم الأسطل، مالك خالد الشاعر، صبرية مصطفى عطية.
واعلن الاحتلال الاسرائيلى عن مقتل إسرائيلى «٢٠ عاماً» من كتيبة 202 بوحدة المظليين وأعلن إصابة جندى اخر بجراح خطيرة خلال معارك مع المقاومة فى جنوب القطاع.
ووفقاً لمعطيات الاحتلال فقد قتل ارتفع عدد الإسرائيليين القتلى إلى 700 قتيل منذ بداية الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، منهم 337 قُتلوا فى المعارك البرية بغزة فيما وصل عدد الجرحى إلى 4 آلاف و377، بينهم ألفان و249 فى المعارك البرية وقتل 14 ضابطًا وجنديًا ومستوطنًا إسرائيليًا منذ بداية الشهر الجارى وكان الاحتلال أعلن عن مقتل ضابطين ولواء إسرائيليين فى معارك مع المقاومة فى القطاع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حرب إبادة جماعية مصرعهم الفلسطينيين محور فیلادلفیا عائلات الأسرى فى قطاع غزة منذ بدایة
إقرأ أيضاً:
ارتدادات جحيم ترامب وإجرام نتنياهو المستمر
صدق ترامب وعده بأن جعل قطاع غزة يعيش جحيماً صباحاً ومساءً ليلاً ونهاراً، صدق ترامب ما خططه مع شريك الإبادة والإجرام نتنياهو؛ لكنه لم يصدق وعده في تحقيق السلام، فكان ما أراده جحيماً حقيقياً طال الأطفال والنساء والمشافي ومراكز الأمم المتحدة لإيواء النازحين وخيمهم، ومحو مدينة رفح بالكامل والشجاعية وجباليا. صدق وعد التاجر المستثمر بالدم الفلسطيني بالتزامن مع شن حربه التجارية على دول العالم، وبقيت وعود الوسطاء مجرد فقاعات بالهواء، وبقيت قرارات القمة العربية والإسلامية الأخيرتين رهن التأجيل والتجميد؛ وكأنه اتفاق مع أركان إدارة ترامب الصهاينة لحفظ ما تبقى من ماء الوجه بأنهم أرجأوا التهجير القسري لسكان غزة لموعدٍ آخر حتى تُستكمل شروط نجاحه بمزيد من الضحايا والقتل والتدمير والإبادة، وتشاطرهم بذلك المنظمات والهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان؛ من خلال الاكتفاء بالإدانات والاستنكارات الخجولة لاحتضار غزة وموتها على يد جلادي القرن الحادي والعشرين.
لقد بات الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية والقادة الصهاينة، هو إطلاق سراح الرهائن، ولهذا اتخذ التصعيد شكلاً خطيراً، حتى أن كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي هدد قائلاً «سنوسع الحرب في كل أنحاء قطاع غزة» في إشارة منه لتوسيع العملية البرية لتشمل كل أنحاء القطاع، كما أفاد أنه ستكون هناك خطط وهيئة لتمكين الغزاويين من الهجرة الطوعية، ولم يتطرقوا إلى أي ثمن مقابل إطلاق سراح أسراهم؛ وكأنهم لا يريدون صفقة تبادل، بل العمل على تحقيق ذلك بالقوة العسكرية، كما لم يتحدثوا أبدا بأي موضوع يخص الحل السياسي، حتى أن العالم كله بات منهمكاً بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وحرب ترامب التجارية، ولم يأتِ على ذكر الأسرى الفلسطينيين ولا عن مليوني غزاوي محاصر في ظروف تفتقد إلى كل جوانب الحياة من غذاء ودواء وماء ومأوى وأمان، بل على العكس الاستمرار في إغلاق المعابر، وتعطيل البروتوكول الإنساني الذي تضمنته المرحلة الأولى من الاتفاق الهدنة، والاستمرار بسياسة التجويع والتعطيش، واستهداف الطواقم الطبية والمسعفين والمشافي، والتي كان آخرها استهداف مشفى المعمداني.
والأكثر من ذلك توسيع المنطقة العازلة بنحو 3 كلـم على طول حدود القطاع مع مصر ومع غلاف غزة، ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض؛ من خلال تقطيع أوصال القطاع إلى خمسة أو ستة أجزاء، وإنشاء محاور جديدة غير نتساريم وفيلادلفيا، وزيادة الضغط الميداني العملياتي لفرض شروط جديدة على المقاومة، خاصةً ما رشح منها فرض نزع سلاح المقاومة شرطاً لأي اتفاق. كل ذلك يتم والعالم لا يحرك ساكناً، في الوقت الذي تدهم فيه القوات الإسرائيلية المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتعيد هندستها بهدم البيوت وتجريف الشوارع والأراضي الزراعية وتغيير معالمها، وتعتقل وتقتل المواطنين؛ إنه التشارك مع عمليات وسياسة المحتل.
يدير قادة الاحتلال ظهرهم لما يجري في جبهتهم الداخلية تحت شعار مواجهة «القاسم المشترك الأعظم لهم؛ العدو الفلسطيني»
في الوقت ذاته يدير قادة الاحتلال ظهرهم لما يجري في جبهتهم الداخلية تحت شعار مواجهة «القاسم المشترك الأعظم لهم؛ العدو الفلسطيني»، فلا يأبهون بمطالبة الشارع الإسرائيلي باستقالة نتنياهو ولا بتراجعه عن الإجراءات التي اتخذها لتقويض السلطة القضائية وإقالة رئيس الشاباك رونين بار والمستشارة القضائية للحكومة، ولا إنهاء الحرب والعودة إلى إبرام صفقة تبادل الأسرى.
وكان لابد لكل هذه المواقف من ارتدادات على الداخل الإسرائيلي، هذا ما بدا من خلال اتساع احتجاجات المعارضين للحرب على غزة، فبعد تجاهل العريضة التي وقّعها نحو1000من الطيارين الاحتياط والعاملين في سلاح الجو الإسرائيلي، هناك أيضا رسالة وقّعها نحو 150 ضابطا من سلاح البحرية، يضاف إليهم أعداد كبيرة من جنود الاحتياط في وحدة 8200 للاستخبارات، والذين انضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحرب برسالة تحدٍ ضد نتنياهو والوزراء اليمينيين الذين أبدوا ارتياحهم لفصل كل من يحتج ويرفض الخدمة العسكرية.
قال هؤلاء برسالتهم الاحتجاجية إن الحرب تخدم مآرب شخصية وسياسية للبعض، ولا تخدم الأمن القومي الإسرائيلي. هذا ما أشار إليه دان حالوتس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق بقوله «إن نتنياهو مصدر تهديد مباشر لأمن إسرائيل، وهو عدو يجب اعتقاله « حسب القناة 14 الإسرائيلية. من جهة أخرى، كان عشرات الأطباء العسكريين، ونحو 250 عضوا سابقا في الموساد قد احتجوا على استمرار الحرب متهمين نتنياهو بأن استمرارها لا يحقق الأهداف ويعرّض الأسرى إلى الخطر، ويعرّض الجنود إلى الموت، ويجب التوقف فورا عن العمليات العسكرية والإسراع في إبرام صفقة تبادل، ولعل ما قاله رئيس وزراء إسرائيل السابق ايهود أولمرت «نحن أقرب إلى الحرب الأهلية من أي وقت مضى»؛ إنما هو إشارة إلى خطورة الوضع.
وهناك أيضا، حالة من التململ والاحتجاج العام والعارم تسود صفوف الاستخبارات وقطعات الجيش المختلفة والهيئات المجتمعية الأخرى وانضمام حوالي ألفي عضو من أساتذة الجامعات والعاملين فيها إلى الاحتجاجات إضافة الى نحو1600 من قدامى المحاربين من سلاح المظلات والمشاة وكذلك مطالبة 1790 من خريجي التلبيوت لإعداد قادة الأمن بإبرام اتفاق لإطلاق الأسرى، حتى لو تطلب الأمر إنهاء الحرب، وهذا ما طالب به أيضاً خريجو الوحدة الإعلامية في الجيش الإسرائيلي؛ مما يعني أكبر وأسوأ حركة احتجاج تشهدها دولة الكيان في تاريخها، ومع ذلك مازال نتنياهو يختار إدارة الظهر لمطالبهم، بل التصعيد في مواجهتهم، وهذا ما يؤكد عدم شرعية الحرب؛ لأنها لا تحظى بأي إجماع سيما أنها باتت بلا أهداف ولا إنجازات.
وفي محاولة منه للتقليل من أهمية ونوعية واتساع هذه الاحتجاجات؛ اتهم نتنياهو المحتجين بأنهم يتصرفون وفق أجندات خارجية، قائلاً: «إن عريضة الاحتجاج بشأن غزة تبعث برسالة ضعفٍ لأعداء إسرائيل ولن نسمح بذلك مرة أخرى»، كما قال أيضا « لقد كتبها حفنة صغيرة ضارة تتحرك بتوجيهٍ مُموّل من الخارج».
إن من ارتدادات هذا الواقع تعميق الانقسام الداخلي وتباعد المسافة بين المستوى الشعبي والسياسي والعسكري؛ مما يهدد بإسقاط الحكومة، ومثول نتنياهو وقادة حربه أمام المحكمة لمسؤوليتهم عما حدث في السابع من أكتوبر وتداعياته اللاحقة، واستمرار هذه الحرب غير الشرعية، وكذلك سقوط الرهان على الأحزاب اليمينية، وافتضاح صورة الكيان عالمياً وظهوره بمظهر الإجرام والإبادة والتطهير العرقي الذي لم يسبق له مثيل؛ وبالتالي الذهاب قسراً إلى إبرام صفقة التبادل مع المقاومة.
ختاماً، إن من أهم ارتدادات هذه السياسة هو انتهاء صلاحية الضوء الأخضر الذي أعطاه ترامب لنتنياهو، وذلك من خلال خيبة الأمل التي حصدها هذا الأخير في زيارته لواشنطن، والذي بدا – كما رآه الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل في تعليقه على فشل زيارته القسرية الاستدعائية للبيت الأبيض – « نتنياهو كان نصف زيلنسكي».