حاملتا الطائرات «روزفلت» و«لينكولن» وغواصة أمريكية تتجه لتل أبيب
منحت اليوم الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب لبنان وشن الاحتلال هجوماً واسعاً، على مناطق الجنوب اللبناني، فيما ردّ حزب الله بقصف مستعمرات الشمال الفلسطينى المحتل. فيما تم وقف حركة الطيران فى بيروت وتل أبيب وتحويلها لبعض دول المنطقة.
يأتى ذلك تزامنا مع مفاوضات الفرصة الأخيرة فى القاهرة لوقف حرب غزة وإنجاز صفقة الأسرى وقرّر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إرسال الوفد الإسرائيلى لاستكمال المفاوضات مع الوسطاء رغم التصعيد فى جبهة الشمال.
وحرك الجيش الأمريكى حاملتى طائرات وغواصة هجومية للقرب من إسرائيل وهما حاملتا طائرات، ثيودور روزفلت وأبراهام لينكولن، بالإضافة إلى السفن الحربية والطائرات الهجومية المرافقة لها، فى خليج عمان أو بالقرب منه.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن أن وزير الدفاع «لويد أوستن» أكد التزام أمريكا بالدفاع عن إسرائيل ضد أى هجمات تشنها إيران وشركاؤها.
وجاء فى بيان للبنتاجون أن «أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي» يوآف جالانت لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني.
وأعلن «شون سافيت» المتحدث باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض، عن أن الرئيس الأمريكى «جو بايدن» يتابع الأحداث عن قرب وقال إن «بايدن» أعطى توجيهات بأن يقوم كبار المسؤولين الأمريكيين بالتواصل باستمرار مع نظرائهم الإسرائيليين.
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة فى الأيام الماضية عن إرسال قوات وسفن عسكرية الى المنطقة تحسباً لتصعيد عسكرى ورد من إيران وحزب الله، بعد اغتيال إسرائيل للقيادى فى حزب الله فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران.
كانت تل أبيب قد بدأت فى وقت سابق ما وصفتها بعملية استباقية بقصف هو الأوسع منذ الثامن من أكتوبر الماضي، بزعم منع الحزب اللبنانى من إطلاق صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة خلال الساعات القريبة. فيما أعلن حزب الله عن بدء المرحلة الأولى من الرد على اغتيال القيادى بالحزب فؤاد شكر الذى استشهد بقصف إسرائيلى الشهر الماضي.
واستهدفت الغارات بلدات طير حرفا وشمع وتلة أرمز ودير سريان ومرتفعات الإقليم وبيت ياحون وزبقين وياطر وحداثا جنوب لبنان. وأسفرت عن شهيدين وعدة إصابات.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أبلغت الولايات المتحدة مسبقا عن عدوانها على لبنان ونقل موقع واللا العبرى عن مسؤول إسرائيلي، لم يسمه: «تم إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية مسبقًا عن الضربة».
وزعم المسئول: «إسرائيل تتحرك بمفردها ضد حزب الله، ولكن بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. والتحديث الذى تلقته إدارة الرئيس جو بايدن عن الهجوم لم يكن فى اللحظة الأخيرة».
وزعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، بعد عقد اجتماع للمجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية، أنه «فى ساعات الفجر الأولى، رصدنا استعدادات من حزب الله لمهاجمة إسرائيل. بالتشاور مع وزير الأمن ورئيس الأركان الاسرائيلي، أصدرنا تعليمات للقوات بالتحرك بشكل استباقى لإزالة التهديد».
وطالب نتنياهو المستوطنين بالامتثال لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية وقال «نحن مصممون على فعل كل شيء لحمايتنا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، والالتزام بمبدأ بسيط: من يعتدى علينا سنرد عليه».
وقالت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي، إن حزب الله كان يخطط لاستهداف منطقة «غليلوت» على مشارف مدينة تل أبيب الشمالية، حيث مقر الموساد والوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية وغيرها من المنشآت الاستراتيجية فى المنطقة.
وأشارت الإذاعة إلى أن حزب الله أراد استخدام عدد محدود من الصواريخ والطائرات المسيرة، خلافا للتقارير التى ادعت أن حزب الله خطط لمهاجمة إسرائيل بـ6 آلاف صاروخ وحسب التقرير، فإن حزب الله لم ينو مهاجمة أهداف مدنية أو مقر وزارة الأمن فى تل أبيب (الكرياه).
ورد حزب الله بقصف أكثر من 320 صاروخاً ودوت صفارات الإنذار فى مستوطنات الجليل الغربى بعد رصد رشقات صاروخية وطائرات مسيرة انقضاضية تنطلق من جنوبى لبنان باتجاه الجليل الغربي.
وأضاف فى بيان، له «إنا من المجرمين منتقمون… لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل، وهى مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية، تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود فى عمق الكيان، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر».
وأشار إلى أن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقى الذى قام به والاستهدافات التى حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هى ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم كشفها فى خطاب للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وجدد القائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء حسين سلامي، تعهد طهران بالرد على إسرائيل لمقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية فى إيران.
وقال سلامى أثناء تفقده معبرًا حدوديًا بين إيران والعراق، بينما كان الآلاف فى طريقهم إلى مدينة كربلاء العراقية لحضور زيارة الأربعين: «ستسمعون أخبارًا طيبة عن الانتقام، إن شاء الله».
وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، بعد اجتماع حكومى طارئ مع تجدد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل بوقف العدوان الإسرائيلى أولاً، وتطبيق القرار 1701، مشيرا إلى أنه يجرى سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد.
وشدد «ميقاتي» على «موقف بلاده الداعم للجهود الدولية، التى يمكن أن تؤدى إلى وقف إطلاق النار فى غزة».
ودعا مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة فى لبنان وقوة يونيفيل فى بيان مشترك، الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد على ضوء التطورات المقلقة على طول الخط الأزرق بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وقال الطرفان: «سنواصل اتصالاتنا لحثّ الجميع بقوة على خفض التصعيد». وأكدا أن «العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضى قدماً».
واعتبر مراقبون أن المقاومة بدأت تنفيذ ردها علناً كما وعدت، وأن هذا الرد يختلف عن السابق من حيث النوعية والشمولية، حيث تضمن هجوماً غير مسبوق على هدف عسكرى نوعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر هجوما واسعا مناطق الجنوب اللبناني
إقرأ أيضاً:
عملاء موساد يروون تفاصيل جديدة عن تفجيرات "البيجر" في لبنان
أدلى اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين بتفاصيل جديدة عن عملية سرية قاتلة كانت تخطط لها إسرائيل على مدار سنوات، واستهدفت قبل ثلاثة أشهر، عناصر "حزب الله" في لبنان وسوريا باستخدام أجهزة نداء "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية "ووكي توكي" مفخخة.
وبدأ "حزب الله" في ضرب إسرائيل في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة " حماس " في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أشعل الحرب بين إسرائيل وحماس".
إقرأ أيضاً: مفاوضات غزة : أسباب تأخير إعلان الاتفاق - دخلت مرحلة نهائية رغم المماطلة
وتحدث العميلان مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، في جزء من تقرير تم بثه مساء أمس الأحد، وهما يرتديان أقنعة ويتحدثان بصوت معدل لإخفاء هويتهما، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال أحد العملاء إن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته. ولم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد يوم من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة (البيجر).
وأضاف الضابط الذي أطلق عليه اسم "مايكل": "أنشأنا عالماً وهمياً".
أما المرحلة الثانية من الخطة، والتي جرى فيها استخدام أجهزة "البيجر" المفخخة، فقد بدأت في عام 2022 بعد أن علم جهاز الموساد الإسرائيلي أن "حزب الله" كان يشتري أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان، كما ذكر العميل الثاني.
وزعم أنه كان لا بد من جعل أجهزة "البيجر" أكبر قليلاً لتناسب كمية المتفجرات المخفية بداخلها. وتم اختبارها على دمى عدة مرات للعثور على الكمية المناسبة من المتفجرات التي ستسبب الأذى للمقاتل فقط دون أي ضرر للأشخاص القريبين.
كما اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين للعثور على نغمة تبدو عاجلة بما فيه الكفاية لجعل الشخص يخرج جهاز البيجر من جيبه، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وقال العميل الثاني، الذي أطلق عليه اسم "غابرييل"، إن إقناع "حزب الله" بتغيير الأجهزة إلى أجهزة بيجر أكبر استغرق أسبوعين، جزئياً باستخدام إعلانات مزيفة على "يوتيوب" تروج للأجهزة بأنها مقاومة للغبار والماء وتتمتع بعمر بطارية طويل.
كما وصف استخدام الشركات الوهمية، بما في ذلك شركة مقرها المجر، لخداع شركة "غولد أبولو" التايوانية لدفعها بشكل غير واعٍ للتعاون مع الموساد.
وكان "حزب الله" أيضاً غير مدرك أن الشركة الوهمية كانت تعمل مع إسرائيل. وقال غابرييل: "عندما يشترون منا، ليس لديهم أي فكرة أنهم يشترون من الموساد. كنا نبدو مثل (ترومان شو)، كل شيء تحت السيطرة من وراء الكواليس. في تجربتهم، كل شيء طبيعي. كل شيء كان أصيلاً بنسبة 100في المائة، بما في ذلك رجال الأعمال والتسويق والمهندسون وصالة العرض وكل شيء".
وبحلول سبتمبر، كان لدى "حزب الله" 5 آلاف جهاز بيجر في جيوبهم.
وشنت إسرائيل الهجوم في 17 سبتمبر، عندما بدأت أجهزة البيجر في جميع أنحاء لبنان بالرن. وكانت الأجهزة ستنفجر حتى إذا فشل الشخص في الضغط على الأزرار لقراءة الرسالة المشفرة الواردة.
وفي اليوم التالي، قام الموساد بتفعيل أجهزة "الووكي توكي"، وانفجرت بعض الأجهزة في جنازات نحو 30 شخصاً قتلوا في هجمات أجهزة البيجر.
وقال غابرييل إن الهدف كان يتعلق بإرسال رسالة أكثر من قتل عناصر "حزب الله".
وفي الأيام التي تلت الهجوم، ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافاً في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل الآلاف. وتم اغتيال زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، عندما ألقت إسرائيل قنابل على ملجئه.
وقال العميل الذي استخدم اسم (مايكل) إن اليوم التالي لانفجارات أجهزة البيجر، كان الناس في لبنان يخافون من تشغيل مكيفات الهواء خوفاً من أن تنفجر أيضاً. وأضاف: "كان هناك خوف حقيقي".
وعند سؤاله إذا كان ذلك مقصوداً، قال: "نريدهم أن يشعروا بالضعف، وهم كذلك. لا يمكننا استخدام أجهزة البيجر مرة أخرى لأننا قمنا بذلك بالفعل. لقد انتقلنا بالفعل إلى الشيء التالي. وسيتعين عليهم الاستمرار في محاولة التخمين حول ما سيكون الشيء التالي".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط