أكد خبراء أن الموقف المصرى تجاه البحر الأحمر حاسم وحكيم، لا سيما بعدما تصاعدت التوترات بالمنطقة فى نهاية نوفمبر من العام الماضى، مع استهداف السفن المارة بالممر الملاحى، رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

«العريقى»: الدولة المصرية دورها محورى ورئيسى وتعمل على ضمان سلامة الملاحة

من جانبه، قال المحلل السياسى اليمنى فهد العريقى إن الموقف المصرى تجاه أمن البحر الأحمر مشرف، ويحظى هذا الدور بتوافق دولى من جميع الأطراف، كما أن الموقف المصرى ثابت فى ظل التوترات الإقليمية، إلا أن مصر تعمل على ضمان سلامة الملاحة فى البحر الأحمر.

وأضاف لـ«الوطن»: «دور مصر فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب محورى ورئيسى، والتحركات المصرية الدبلوماسية تؤكد ذلك، فمصر تتعامل فى هذا المحور من أجل تعزيز أمن وسلامة الملاحة فى البحر الأحمر».

«بهاء»: حماية المصالح الاستراتيجية والحرص على عدم تفاقم الوضع

ومن جهته، قال بهاء محمود، الخبير فى العلاقات الدولية، إن الموقف المصرى يحرص على تحقيق الاستقرار فى منطقة البحر الأحمر وحماية مصالح مصر الاستراتيجية، وأشار إلى اهتمام مصر بمراقبة تأثير التوترات على حركة الملاحة فى المنطقة.

وأضاف أن مصر تؤكد أهمية حل الأزمات سلمياً، لذا لم تشارك فى أى ضربات عسكرية فى المنطقة، وترى مصر أن التصعيد العسكرى يزيد من تعقيد الأزمة ويضر بمصالح الجميع، خاصة المدنيين، وتركز مصر على تهدئة الأزمات وحماية مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة، مع الحرص على عدم تفاقم الوضع.

وأشار الخبير فى العلاقات الدولية إلى أن مصر تسعى لتكون دور الوسيط فى المنطقة من خلال الدبلوماسية، وترفض فرض قرارات على أى دولة، بل تعمل على تقديم الدعم الدبلوماسى والعمل على إيجاد حلول سلمية، مع إدراكها لحدود نفوذها السياسى والإقليمى، وهدف مصر هو الحفاظ على استقرار البحر الأحمر وحماية مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة، وترى «القاهرة» أن تحقيق التوازن بين مصالحها الأمنية والاقتصادية يعتبر أمراً أساسياً، مع الالتزام بدور إيجابى فى السعى لتحقيق السلام والاستقرار.

وأكد أن البحر الأحمر يُعد من أهم ممرات الملاحة الدولية، وهو مرتبط بشكل مباشر بقناة السويس، ما يجعله محوراً أساسياً للاقتصاد المصرى، وأى اضطرابات أو توترات فى المنطقة تُهدد استقرار حركة الملاحة فى البحر الأحمر، ما يؤدى إلى انخفاض عدد السفن العابرة وتعطيل التجارة الدولية، وبالتالى التأثير بشكل سلبى على إيرادات قناة السويس.

ولفت إلى أن مصر تُركز على الدبلوماسية كأداة رئيسية لتهدئة الأوضاع فى المنطقة ودعم الحلول السلمية، وتحرص على التوسط بين الأطراف المتنازعة وتجنب تصعيد النزاعات، إيماناً منها بأن ذلك يؤثر سلباً على الجميع، وتُحاول مصر التعاون مع جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة وحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحكمة الحسم إنفاذ المساعدات فى البحر الأحمر الموقف المصرى فى المنطقة الملاحة فى أن مصر

إقرأ أيضاً:

التصعيد الإسرائيلي في سوريا.. ضربات جوية متواصلة وسط صمت دولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تصعيد جديد لعملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، شنّ الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، ضربات جوية استهدفت ما وصفها بـ"مواقع عسكرية" في جنوب سوريا، زاعمًا أنها كانت تحتوي على رادارات ووسائل رصد تُستخدم "لأغراض استخباراتية". 

هذه الغارات ليست سوى جزء من استراتيجية إسرائيلية ممتدة تستهدف البنية التحتية العسكرية السورية، ضمن سياق أوسع من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية منذ سنوات.
مبررات إسرائيلية وتبريرات دولية
بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فإن هذه الهجمات جاءت في إطار "منع استخدام وسائل رصد عسكرية لبلورة صورة استخبارات جوية"، مضيفًا أن الغارات طالت مقرات قيادة ومواقع عسكرية أخرى "تحتوي على أسلحة وآليات تابعة للحكومة السورية".
ورغم تنديد العديد من الدول بهذه الانتهاكات بوصفها خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بعد حرب 1973، فإن الولايات المتحدة أبدت دعمها للعمليات الإسرائيلية، معتبرةً أنها "ضرورية للدفاع عن النفس"، ما يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي العربية.

سياق الهجمات.. استراتيجية عسكرية إسرائيلية في سوريا
لم تكن هذه الغارات حدثًا استثنائيًا، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت بشكل ملحوظ منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. فقد كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية، مستهدفةً مواقع للجيش السوري، ومخازن أسلحة، ومراكز يُعتقد أنها تابعة لقوات متحالفة مع دمشق، مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، حسب المزاعم الإسرائيلية، زادت الهجمات بشكل واضح، حيث استُهدفت قواعد عسكرية في مناطق مثل اللاذقية وطرطوس والقنيطرة، ما يشير إلى محاولة إسرائيلية لإعادة تشكيل المعادلة الأمنية في المنطقة.

التوغل الإسرائيلي في المنطقة منزوعة السلاح
إضافة إلى الضربات الجوية، قامت إسرائيل بتحريك قواتها داخل المنطقة منزوعة السلاح الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة داخل سوريا، في خطوة تشكل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات الدولية. ويعكس هذا التحرك محاولة إسرائيلية لاستغلال حالة الفوضى الإقليمية لترسيخ وجودها العسكري بالقرب من الجبهة السورية.
الهجوم على طرطوس والقرداحة
مطلع مارس، استهدفت مقاتلات إسرائيلية مواقع عسكرية في محيط مدينة طرطوس، دون وقوع خسائر بشرية وفقًا للبيانات الرسمية، كما أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن قصف موقع في منطقة القرداحة، مُدعيةً أنه "مخزن أسلحة تابع للنظام السوري السابق".
واستنادًا إلى شهادات سكان محليين ومصادر عسكرية، فإن الطائرات الحربية التي نفّذت الهجمات، يُعتقد أنها إسرائيلية، وقد استهدفت مناطق قريبة من ميناء طرطوس على البحر المتوسط، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الفعلية لهذه العمليات، وهل هي محاولة لضرب القدرات اللوجستية السورية أم رسالة أمنية موجهة إلى الأطراف الإقليمية الداعمة لدمشق؟
الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا
لم تقتصر التدخلات الإسرائيلية في سوريا على الضربات الجوية الأخيرة، بل تمتد إلى تاريخ طويل من الانتهاكات العسكرية:
الغارات الجوية المتكررة: منذ بداية الأزمة السورية، نفذت إسرائيل مئات الغارات التي استهدفت مواقع عسكرية، ومخازن أسلحة، وقوافل يُعتقد أنها تابعة لإيران أو حزب الله.

دعم الجماعات المسلحة.. على مدار

 السنوات الماضية، وُجهت اتهامات لإسرائيل بدعم بعض الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، لا سيما في مناطق القنيطرة والجولان، بهدف خلق منطقة عازلة تحمي أمنها القومي.
التوسع العسكري في الجولان: رغم الاعتراف الدولي بالجولان كأرض سورية محتلة، فإن إسرائيل لم تتوقف عن محاولات فرض واقع جديد في المنطقة، عبر مشاريع استيطانية أو تعزيز انتشارها العسكري.
اغتيالات وعمليات نوعية: استهدفت إسرائيل شخصيات عسكرية بارزة داخل سوريا، سواء عبر غارات جوية أو هجمات بطائرات مسيّرة، في إطار استراتيجيتها لإضعاف نفوذ القوى الداعمة لدمشق.
تُظهر هذه الضربات الإسرائيلية استمرار السياسة العسكرية العدوانية داخل الأراضي السورية، حيث توظف إسرائيل مزاعم "الدفاع عن النفس" لشرعنة اعتداءاتها، بينما يغضّ المجتمع الدولي الطرف عن هذه الانتهاكات.

من ناحية أخرى، يعكس التصعيد الإسرائيلي سعيًا لفرض معادلة جديدة في سوريا، لا سيما بعد التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية والعسكرية عقب سقوط نظام الأسد، فالهجمات المكثفة تستهدف ليس فقط القدرات العسكرية السورية، ولكن أيضًا النفوذ الإيراني وحزب الله في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • دبي تستضيف أول مجمع دولي للرياضة داخل منطقة حرة
  • دبي تستضيف أول مجمع دولي للرياضة والترفيه داخل منطقة حرة
  • القاهرة تبلغ الاتحاد الأوروبي موقفها من حرب السودان وامن البحر الأحمر
  • بعد توقع اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة.. هل تلتزم جميع الأطراف؟
  • مصر تربط أمن البحر الأحمر بحل أزمات اليمن وغزة والسودان
  • البيئة: مصر تستضيف مؤتمر الأطراف الـ 24 لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث
  • التصعيد الإسرائيلي في سوريا.. ضربات جوية متواصلة وسط صمت دولي
  • القمة 130.. وزير الرياضة يتواصل مع جميع الأطراف لإنهاء ازمة لقاء الزمالك والأهلي
  • سحب سفينة مستهدفة من البحر الأحمر وزعيم أنصار الله يعلن عن ساعة الصفر
  • مجلس النوب يناقش قانون العمل الجديد.. المستشار محمود فوزي: المشروع المقدم من الحكومة وضع رؤية جديدة لحقوق العمال وأصحاب الأعمال دون الإخلال بمبدأ التوازن بين جميع الأطراف