هل يمكن أن تؤدي “فرقعة” الأصابع إلى التهاب المفاصل؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
لطالما ارتبطت عادة “فرقعة” أو “طقطقة” الأصابع، التي يمارسها الكثيرون للتخفيف من التوتر أو للاستمتاع بالصوت الناتج، باعتقاد شائع بأنها قد تسبب أضرارًا خطيرة ودائمة، بما في ذلك التهاب المفاصل.
ومع ذلك، أوضح أطباء، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن هناك نقصًا في الأدلة القاطعة التي تثبت وجود علاقة بين “فرقعة” الأصابع وتلف المفاصل.
ونقلت الصحيفة عن د. مايكل فام، طبيب أمراض الروماتيزم في مايو كلينك بولاية أريزونا، قوله: “أخبر مرضاي عادة أنه لا يوجد دليل على أن فرقعة الأصابع ضارة”.
في دراسة حالة نُشرت عام 1998 في مجلة “Arthritis & Rheumatology” الأكاديمية، اختبر طبيب يُدعى دونالد أونغر هذا الاعتقاد الذي سمعه من والدته وعماته ووالدة زوجته. قام بطقطقة مفاصل يده اليسرى مرتين يوميًا، وبعد 50 عامًا من التجربة، لم يلاحظ أي علامات لالتهاب المفاصل في يديه، ولم تكن هناك اختلافات بين يديه اليسرى واليمنى.
وعلى الرغم من وجود أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، فإن النوع الذي يلقى عليه اللوم عادة فيما يتعلق بفرقعة الأصابع هو التهاب المفاصل العظمي، وهو مرض يتسبب في تآكل الأنسجة في المفصل، مما يؤدي إلى الألم والانتفاخ والتصلب.
وأشار جراح العظام في مستشفى هيوستن ميثوديست، د. كورش جافارنيا، إلى أن الإصابة أو الإفراط في استخدام اليد قد يسهم في هذا النوع من تلف الأنسجة، لكن ذلك يتطلب حمل وزن مفرط، وهو ما لا يحدث عند “فرقعة” الأصابع.
ورغم ذلك، أشارت د. إميليان هوسني، مديرة مركز التهاب المفاصل والعضلات في كليفلاند كلينيك، إلى أنه لا توجد دراسات صارمة تنفي بشكل قاطع ارتباط “فرقعة” الأصابع بالتهاب المفاصل العظمي.
وقد لا يكون التهاب المفاصل مصدر قلق، لكن في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي “فرقعة” المفاصل بشكل مفرط إلى إصابات طفيفة مثل إصابات الأربطة وخلع المفصل، وفقا لجافارنيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الدراسات منقسمة حول ما إذا كانت هذه العادة يمكن أن تسبب مشاكل أخرى، حيث أفادت دراسة أجريت عام 1990، أن الأشخاص الذين يطقطقون مفاصل أصابعهم بشكل عادي أكثر عرضة للإصابة بتورم اليد وانخفاض قوة القبضة، لكن دراسة أجريت عام 2017 أفادت العكس.
وقالت هوسني إن طقطقة المفاصل من حين لآخر من غير المرجح أن تسبب ضررا، على الرغم من أن آثار طقطقة المفاصل المعتادة، والتي عرفت بأنها أكثر من 5 مرات في اليوم، يجري دراستها حاليا.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التهاب المفاصل
إقرأ أيضاً:
قمة “الإحراجات”
لطالما كانت مخرجات وبيانات القمم العربية غير ملبية لتطلعات الشعوب العربية، ولا معبرة عن مشاعر وتوجهات وآراء وحقيقة مواقف عامة الناس، ولم يكن الزعماء والقادة من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، يكترثون لهذا البون الشاسع بينهم وبين رعاياهم، ويمضون على الدرب ذاته منذ عشرات السنين في عقد قممهم العقيمة، وإصدار بياناتهم الأكثر عقماً وسلبية.
-قمة القاهرة الأخيرة كانت طارئة واستثنائية وفي مرحلة حرجة جدا، فمعظم الدول الفاعلة في مجلس الجامعة العربية، باتت في دائرة الاستهداف الواضح والمباشر من قبل كيان الاحتلال الصهيوني المدعوم بقيادة أمريكية تخلت إلى درجة الوقاحة عن سياسة المواربة والتخفي بسياستها المعلومة في تبني الكيان، وصارت تساند مخططاته وجرائمه ومشاريعه التوسعية جهارا ولا تجد حرجا في الإفصاح عن ذلك والتباهي به على رؤوس الأشهاد.
– حساسية الظرف والمواضيع المطروحة أمام القمة دفعت بعدد من القادة للتغيّب، واقتصر تمثيل آخرين على أدنى المستويات الدبلوماسية، ولم يغب تأكيد الحاضرين منهم، مجددا على ثقة العرب بقدرة ورغبة الإدارة الأمريكية الحالية، على تحقيق السلام، قبل أن تتجرأ على إعلان البيان وما جاء فيه من قرارات غلب عليها طابع “الإحراجات”، وهي ترفض – على استحياء – خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتعلن اعتماد الخطة المصرية لإعادة الإعمار، الأمر الذي دفع بالإدارة الأمريكية إلى المسارعة برفضها وتصنيفها بغير المنطقية، والقول بعد ذلك على لسان الخارجية الأمريكية إن الخطة المصرية بشأن غزة “لا تلبّي تطلّعات” الرئيس دونالد ترامب شخصيا.
-الموقف الأمريكي لم يكن مفاجئًا البتة، فواشنطن اعتادت التعامل مع القرارات العربية باستهانة وازدراء كبيرين، فهي تؤمن إيمانا عميقا، أن الأدوات العربية الضاغطة لن تُستخدم أبدا لفرض إرادتهم ومصالح شعوبهم، مع أنهم يمتلكون من الأوراق ونقاط القوة ما يمكنهم من انتزاع بعض الحقوق من فم العدو.
-متى يصل العربان إلى مرحلة من الشجاعة والجرأة التي يعلنون فيها بالفم المليان أنه طفح الكيل من الظلم والعنجهية الأمريكية ويتخذون خطوات عملية تتجاوز حدود البيانات والمناشدات الخجولة، لرفع ذلك الظلم وبما يجبرها على إعادة حساباتها وفق معادلة المصالح، وليس عبر أسلوب الاستجداء ومحاولات التودد والاستعطاف؟.