أسرار 11 شهر قضاها الرئيس السادات في معتقل المنيا.. تفاصيل
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
ذكر الرئيس محمد أنور السادات في كتابه " البحث عن الذات " يصف الفترة التي قضاها بمعتقل ماقوسة بمحافظة المنيا يقول ، " لم يكن المعتقل الجديد الذي نقلونا إليه معتقلا بمعنى الكلمة , بل قصرا شامخا يقف منعزلا على ضفاف ترعة الإبراهيمية ، يحيط به التراب ، وخلفه قرية صغيرة لا تختلف كثيرا عن ميت أبو الكوم .
عرفنا بعد ذلك ، انه كان ملكا لأحد أعيان حزب الوفد ، وساءت حالته المالية فأجره للحكومة التي أحالته إلى معتقل ، فعندما وصلنا وجدنا المهندسين العسكريين يعملون في بناء أسوار من الأسلاك الشائكة تحيط بالقصر كله ، وقذ أقمت في معتقل ماقوسة هذا من ديسمبر 42 إلى سبتمبر 43 .
وروى الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، كانت اقامتى بمعتقل ماقوسة صعبة في الأيام الأولى ، رغم انه كان قصرا منيعا به مرايا فرنسية ، وأخشاب فاخرة وشبابيك من الزجاج الملون ، وحمامات رائعة ، أشياء لم أر مثلها من قبل في حياتي بهرتني في أول الأمر، وكانت مصدر دهشة لي ، ولكن مع الوقت تعودت عليها ، وأصبح السجن سجنا كبقية السجون " ، بهذا المعتقل تعلم السادات اللغة الألمانية و أتقنها في 9 أشهر ، حيث علمه ايها حسن جعفر الأخ الغير شقيق لحسين جعفر ، أو ( أبلر ) الجاسوس الألمانى ، والذي كان مسجونا معه بنفس المعتقل .
وكان الرئيس الراحل أنور السادات ، قد انتقل في أول أكتوبر عام 1939 لسلاح الإشارة، وبسبب اتصالاته بالألمان قُبض عليه، وصدر النطق الملكي السامي بالإستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد أنور السادات، غير أن السادات لم يتم فصله من الجيش فقط ، بل قرر الإنجليز اعتقاله ، وتم نقله بالفعل إلى سجن الأجانب ، وتنقل السادات ما بين سجن الأجانب بالقاهرة إلى معتقل ماقوسة بمدينة المنيا في الصعيد، ثم إلى معتقل الزيتون بالقاهرة، وهرب من المعتقل عام 1944 وظل مختبئًا، حيث سقطت الأحكام العرفية، وبذلك انتهي اعتقاله حسب القانون، وأثناء فتره هروبه عمل السادات تبّاعًا على عربة لوري، كما عمل تبّاعاً ينقل الأحجار من المراكب النيلية لإستخدامها في الرصف، وفي عام 1945 انتقل إلى بلدة أبو كبير في الشرقية ، حيث اشترك في شق ترعة الصاوي.
ويقع قصر عبد الرحمن سليمان الماقوسي بقرية ماقوسة مركز المنيا، وتم بناؤه بداية القرن العشرين٠ مشغول بالخشب علي طراز معماري فريد وجري هدمه في منتصف عام 2011 وأقيم في موقعه منزلان ، واشتهر القصر القديم بأنه شهد جزءاً من التاريخ ، وكان منفي للرئيس السادات , وكانت مباني القصر تقع علي مساحة 460 متراً ، في مساحة إجمالية تبلغ 1700 متر مربع ، ويتكون من طابقين وله 4 واجهات تطل علي الطريق الزراعي القاهرة - أسيوط ، وعلي الحديقة المحيطة بالقصر بزخارفه الجميلة ، والبلكونات الخشبية ذات الأعمدة النادرة.
واغرب ما روى عن ذلك القصر ، أنه في صباح أحد أيام عام العام 1946 ذهب مدير فندق " إيتاب " بمحافظة المنيا بصحبة حكمدار المحافظة ، إلى معتقل ماقوسة ، وهو قصر لأحد الإقطاعيين المصريين ، استأجرته منه الحكومة ، ليكون معتقلا للسياسيين، واخذ يسأل المعتقلين عن السبب الذي دفعهم لطلب تغيير وجبة الإفطار الكونتننتال بالفول والطعمية، فما إن علم منهم أنهم يريدون أخذ الفارق بين سعر الوجبتين وتوزيعه على فقراء المعتقلين، حتى وافق على طلبهم على الفور، وصاروا يتقاضون كل طلعة شمس عدة جنيهات من خزانة الدولة، التي اتفقت مع هذا الفندق تحديداً ليعد وجبات الطعام للمعتقلين، ويقوم بخدمتهم مجموعة من السفرجية، برفقة مدير الفندق نفسه، كما كان من واجبات الحكمدار حضور أحد الوجبات يومياً للإطمئنان على راحة النزلاء
ويؤكد أهالي ماقوسة ، تعاطف آبائهم مع السادات ، ومنهم عبد الغني أبو قاسم حيث كان يعمل في القصر ، وعبد الفتاح أبو عمامة "صاحب دكان" وخليفة نصر "سقا" ومحمد رضوان بتوصيل الطعام والصحف إلي السادات في منفاه ، وزار الرئيس السادات ماقوسة بعدما تولي رئاسة الجمهورية ، ورد الجميل بإعلان قرار المعاش المعروف باسم "معاش السادات" للفقراء.
كما أقيم شمال القصر ( خلال فترة حكمه )، مبنى ليكون متحف للآثار الفرعونية، إلا انه لم يصلح فتم عمله كمقر ادارى للتفتيش الأثرى، وتحول القصر فيما بعد إلى مدرسة ماقوسة الإعدادية، ثم مدرسة الأحرار الإعدادية ثم المعهد الديني الأزهرى بماقوسة، حتى تم هدمه بالكامل عام 2011 للأسف الشديد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السادات أخبار محافظة المنيا أنور السادات إلى معتقل
إقرأ أيضاً:
فستان زفاف دانتيل خاص بـ منى زكي ضمن مقتنيات أحمد زكي.. ما قصته؟
داخل شارع الحجاز بالمهندسين، عاش الفنان الراحل أحمد زكي، قرأ سيناريوهات أعماله، وافق على جزء منها، وربما رفض ما لا وجده مناسبًا، خلق ذكرياته مع زوجته هالة فؤاد، ونجله الوحيد «هيثم» استقبل زائريه وضيوفه، وأغلق بابه على نفسه كثيرًا، وضع مقتنيات أعماله ودروع جوائزه، ليرحل وتبقى المقتنيات شاهدة على مشوار حافل بالنجاح الفني.
واليوم، وبعد سنوات من رحيل الإمبراطور، النمر الأسود أحمد زكي، تسلمت وزارة الثقافة قائمة بمقتنياته النادرة التي ضمت جدران منزله لسنوات طوال، وبين عقود البنوك ودروع الجوائز، وملابسه في أعماله الشهيرة، كان هناك فستان أبيض من الدانتيل ضمن المقتنيات خاص بالفنانة منى زكي، فما قصته؟
قصة فستان زفاف منى زكي الموجود بمقتنيات أحمد زكيفستان أبيض ستان، منفوش قليلًا دون أكمام، وله «إكستنشن» معصمين من الدانتيل، ارتدته الفنانة خلال مشاركتها أمام الفنان الراحل أحمد زكي، خلال تجسيدها شخصية السيدة جيهان السادات، ضمن أحداث الفيلم الشهير «أيام السادات».
وظهرت الفنانة بفستان الزفاف، وهي تلتقط الصور التذكارية مع الفنان الراحل، في إحدى مشاهد العمل، في أثناء تجسيده لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات.
منى زكي تستعيد ذكريات صورة فستان الزفافوكانت الفنانة منى زكي استعادت مؤخرًا ذكرياتها مع الفنان الراحل أحمد زكي، إذ نشرت عبر خاصية «ستوري» صورة الزفاف من الفيلم الشهير معلقة: «ألف رحمة ونور على روح الأستاذ».
يُشار إلى أنَّ فيلم «أيام السادات» أحد أهم مشاريع الفنان الراحل أحمد زكي، الفنية عام 2001، إذ جسّد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، وكان منتجًا للفيلم، بل شارك شارك في كتابته أيضًا.
وجسّدت الفنانة منى زكي في الفيلم شخصية السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل بمرحلة الشباب، قبل أن تستكملته فيما بعد الفنانة ميرفت أمين.
منى زكي: «ضهري في الفن انكسر من بعده»جدير بالذكر أنَّ الفنانة منى زكي شاركت الراحل أحمد زكي، في أفلام «حليم»، «أيام السادات»، و«اضحك الصورة تطلع حلوة» إذ وجدت فيه أبًا أكثر من مجرد فنان، ووجدت نفسها له ابنة، إذ قالت خلال لقاء سابق عبر إحدى إذاعات الراديو: «أنا ضهري اتكسر في الفن بعد وفاة أحمد زكي، أنا كنت لا شيء في الفن وهو كان مؤمن بيا، هو والأستاذ وحيد حامد، وساندوني ووقفوا جنبي».