بوابة الوفد:
2025-02-07@04:31:15 GMT

نجيب محفوظ ودراما لم تتم

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

18 عامًا تمر هذا الأسبوع على رحيل العبقرى نجيب محفوظ، ولم يحاول أى أحد من صناع السينما أو الدراما أن يقدم رائعتيه الفاتنتين (رحلة ابن فطومة/ 1983)، و(العائش فى الحقيقة/ 1985) على الشاشة، سواء الكبيرة أو الصغيرة، وهو أمر أتمنى تداركه سريعًا، وسأشرح لماذا؟

كتب محفوظ الرواية الأولى (رحلة ابن فطومة) وعمره 72 عامًا تقريبًا، بينما أنجز الثانية (العائش فى الحقيقة) وقد تجاوز الرابعة والسبعين، أى أنه تصدى لكتابة هاتين الروايتين بعد أن عاش الحياة بطولها وعرضها.

. بحلوها ومرها، إذ ولد عام 1911 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى وعدد سكان مصر آنذاك نحو 11 مليون نسمة، ولما كتب هاتين الروايتين تضاعف العدد أربع مرات، فصار 43 مليون إنسان تقريبًا.

من هنا أدرك الرجل كيف يعتصر جوهر الحياة ويقطر أبرز خصائص ذلك الجوهر ليقدمه لنا فى نصوص أدبية بالغة العمق والروعة والجمال.

أرجو ألا تظن أن الأمر يقتصر على خبرات محفوظ المكثفة مع الحياة فحسب، بل مع اللغة العربية الفصحى أيضًا، إذ عرف صاحب نوبل 1988، بامتداد عمره الطويل وعشرات الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والمقالات التى كتبها، علاوة على موهبته الخارقة، أقول عرف كيف يطور مهاراته اللغوية مع مرور السنين لتغدو أكثر فصاحة وحلاوة وكثافة وتعبيرًا عن مكنون النفس البشرية بكل ما يموج بها من تناقضات وصراعات وأحلام وآمال وإحباطات وخيالات إلى آخره.

أعلم طبعًا أن هاتين الروايتين فى حاجة إلى إنتاج ضخم ليتم تحويلهما من دنيا الورق فى كتاب إلى عالم الأطياف على الشاشة، وأنهما فى حاجة أيضًا إلى مخرج متفرد وسيناريست متميز وممثلين أكفاء كى ينقلوا لنا، قدر المستطاع، السحر الكامن فى تلك الروايتين.. ولا أظن أن مصر ينقصها لا هذا ولا ذاك، فالأموال موجودة، والمبدعون المحترمون حاضرون، فقط ينقصنا الرغبة والإرادة، وعلينا الإلحاح على توافرهما سريعًا.

لا يغيب عن ذكاء القارئ أن المسافة واسعة بين الرواية الجيدة، وبين الفيلم المأخوذ عن هذه الرواية مهما كانت جودته، فالنص المكتوب بإتقان يمنح القارئ الحصيف العديد من المتع عندما يطلع عليه بتركيز، حتى يمكن لهذا القارئ أن يغدو، وهو يقرأ وينفعل بما يقرأ، هو البطل والمخرج والمؤلف.

صحيح أن السينما أو الدراما تعملان على انتشار الرواية واسمها وصاحبها بين ملايين الناس من الطبقات كافة، لكن يظل عشاق اللغة يثمنون النص المكتوب ويجدون فيه أرفع المتع وأكثرها رهافة وحساسية.

ولعل رواية واحدة لمحفوظ، وهى (ملحمة الحرافيش/ 1977) التى قدمتها السينما فى نحو ستة أفلام منفصلة... أقول... لعل قراءة (الحرافيش) لمن يعشق الأدب الراقي، تهبه من المتع أضعاف ما تمنحه هذه الأفلام الستة بنجومها ومشاهدها وموسيقاها التصويرية.

ومع ذلك، علينا الدعوة، بل الإلحاح، على ضرورة تقديم (رحلة ابن فطومة)، و(العائش فى الحقيقة) على الشاشة، حتى يستمتع بهما عشاق السينما والدراما وهم بالملايين.

أجل... نجيب محفوظ كنز لا يفنى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق نجيب محفوظ صناع السينما

إقرأ أيضاً:

منشور على مواقع التواصل الاجتماعي .. حقيقة وجود 30 خطأ في تلاوة القارئ عبد الفتاح الطاروطي

أثار أحد الأشخاص على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، الجدل بسبب منشور يدعي فيه وجود 30 خطأ في تلاوة القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي في قرآن الجمعة الماضية.

أخطاء عبد الفتاح الطاروطي

ووجه محمد رمضان، مناشدة للمسئولين على إذاعة القرآن الكريم ولجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف، للتحقيق في الواقعة التى رصد فيها 30 خطأ من وجهة نظره في تلاوة القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي.

بدوره، أعلن محمد الساعاتى متحدث نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم العامة بمصر أن النقابة برئاسة الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء نفت حقيقة ما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الصحفية، بشأن تحويل القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي إلى التحقيق بالنقابة، على خلفية ما بدر منه (زعما من بعض الناس) خلال قراءة قرآن الجمعة الماضية ببور سعيد أثناء إنعقاد المسابقة العالمية للقرآن الكريم والإنشاد على أرض المدينة الباسلة.

قال الشيخ حشاد نقيب القراء: لم يتم الحديث عن التحويل للتحقيق نهائي، حيث أكدت على وجود متابع لإذاعة القرآن الكريم (من التخطيط الدينى) يتابع صلاة الجمعة على الهواء مباشرة (ليس مع الشيخ الطاروطى فقط بل يحدث ذلك أثناء النقل المباشر مع جميع القراء) ويرصد متابع التخطيط الدينى كل ما يحدث، وحال وجود أي أخطاء يتم رصدها فورا ورفعها فى تقرير إلى محمد نوار رئيس الإذاعة، الذى يأمر بتحويلها إلى لجنة إختبار الأصوات (اللجنة الموحدة) الخاصة باختبار أصوات القراء والمبتهلين وفى حالة وجود أخطاء بالتلاوة تقوم اللجنة برصدها وكتابة تقرير بها لرئيس الإذاعة لاتخاذ اللازم وأن النقابة لم تخطر الشيخ الطاروطى بأى شئ ولا صحة لتحويله للتحقيق كما فهم خطأ من البعض.

كما نفى جودة محمد مدير معهد الطاروطي للقراءات، ما تم تداوله، حول وجود 30 خطأ في قرآن الجمعة الماضية للقارئ الشيخ عبدالفتاح الطاروطي، أثناء تلاوته قرآن الجمعة الماضية من مسجد السلام بمحافظة بورسعيد.

فيلم كوميدي

وقال جودة في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "إن المنشور المتداول الذي يزعم وجود أخطاء عند الشيخ عبد الفتاح الطاروطي عبارة عن فيلم كوميدي".

وأضاف: "تلاوة قرآن الجمعة الماضية موجودة حاليا على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى صفحة الشيخ الطاروطي نفسه، ويمكن للجميع مشاهدتها ورصد هل توجد أخطاء أم لا؟".

ونفي الشيخ إسلام السرساوي، المبتهل بالإذاعة والتليفزيون، وجود أخطاء في التلاوة للشيخ الدكتور عبد الفتاح الطاروطي، خلال قراءة قرآن الجمعة الماضية ببورسعيد أثناء انعقاد المسابقة العالمية للقرآن الكريم والإنشاد.

وقال الشيخ إسلام السرساوي، في تصريح خاص لصدى البلد، إن الدكتور عبد الفتاح الطاروطى قارئ كبير، وأصبح التربص بالقراء وخاصة الشيخ الطاروطى شيئاً  مستفزاً من حين لآخر يخرج علينا من يريد أن ينال من اسم الطاروطي بأي حال من الأحوال.

وتساءل متعجباً كيف تكون التلاوة بها أخطاء؟ والإذاعة تقوم بإبلاغ القارئ من أول الأسبوع أنه سيقرأ الجمعة ليكون مستعدًا للتلاوة وأثناء التلاوة يحضر متابع من التخطيط الدينى للإذاعة ويكتب تقريرًا، وفوق كل هذا فى التلاوة المختلف عليها كان حاضر فيها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء الذي خطب الجمعة، والدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، وبقية المحكمين الدوليين للمسابقة، ناهيك عن المتسابقين الدوليين فى المسابقة ولم يرده أحد منهم.

وتابع: كما أن الدكتور الطاروطى قارئ كبير ومحكم دولى ورئيس لأكثر من لجنة تحكيم للمسابقات الدولية ومعتمد منذ أكثر من ثلاثين عاماً بالإذاعة المصرية، فكيف يقع فى هذه الأخطاء هل لم يقرأ هذا الموضع من قبل فى الإذاعة وفى المحافل؟.

وواصل: اعتمد الدكتور الطاروطى وهو فى سن ٢٨ عاما فى جيل الكبار، ولم يكن يدخل الإذاعة في هذا الوقت إلا القراء العظماء..ولأن صغر سنه وقتها جعل البعض من داخل الإذاعة يتساءل ويقول: «كيف يجلس هذا الولد صغير السن، وأشيع وقتها أن الإذاعة إتاحة الفرصة لعدم الجديرين بالدخول لها ولكن رغم ذلك اجتاز كل الاختبارات».

وختم تصريحه بالقول: إن هذا التقييم  به شيء من النفسنة «أكثر سلاح يحارب به الإنسان هو الحقد والحسد».

مقالات مشابهة

  • رسائل من خلف الشاشة
  • احتجاجات في بنغلادش تستهدف منزل نجيب رحمان والد رئيسة وزراء السابقة
  • نجيب ساويرس يشيد بأعمال فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق
  • نادية لطفي تتصدر التريند في ذكرى رحيلها.. حكايات أيقونة السينما التي لا تُنسى
  • نقيب القراء: تلاوة الشيخ الطاروطي خالية من الأخطاء
  • منشور على مواقع التواصل الاجتماعي .. حقيقة وجود 30 خطأ في تلاوة القارئ عبد الفتاح الطاروطي
  • تحديات صناعة الكتب في الوطن العربي
  • «ساب العزا عشان 30 ألف جنيه».. القصة الكاملة لأزمة الشيخ محمود الشحات أنور
  • محفوظ: تراجع الدور المحوري لسوريا في الإقليم يجعل مهمة الشرع صعبة
  • «علّم غيرك تكسب».. ورش وهدايا لتحويل القارئ إلى كتاب يفيد الآخرين